المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6242 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث  
  
2967   12:05 مساءً   التاريخ: 13-9-2017
المؤلف : السيد محسن الامين.
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة.
الجزء والصفحة : ج 7 -ص101
القسم : الحديث والرجال والتراجم / اصحاب الائمة من التابعين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2017 2493
التاريخ: 12-12-2017 2431
التاريخ: 14-8-2017 1396
التاريخ: 7-10-2020 2744

زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن عباس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمر بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس الربعي العبدي أخو صعصعة وسيحان استشهد مع علي ع يوم الجمل سنة 36 قتله عمرو بن يثري الضبي وفي مروج الذهب قتله عمرو بن سبرة.
صوحان في الخلاصة بضم الصاد المهملة واسكان الواو قبل الحاء المهملة والنون بعد الألف اه‍. وفي الإصابة الهجاس بدل الهجرس وكانه تحريف من النساخ والربعي نسبة إلى ربيعة قبيلة والعبدي نسبة إلى عبد القيس قبيلة من ربيعة.
ربيعة وعبد القيس وال صوحان كانت ربيعة من أخلص الناس في ولاء أمير المؤمنين علي ع ومثلها عبد القيس فقد كانت متهالكة في ولائه كذلك آل صوحان جميعهم.
وفي مروج الذهب ج 2 ص 14: اشتد حزن علي على من قتلهم طلحة والزبير من عبد القيس وغيرهم من ربيعة قبل وروده البصرة وجدد حزنه قتل زيد بن صوحان قتله يوم الجمل عمرو بن سبرة ثم قتل عمار بن ياسر عمرو بن سبرة في ذلك اليوم أيضا وكان علي يكثر من قوله:
يا لهف ما نفسي على ربيعة * ربيعة السامعة المطيعة قال:
وخرجت امرأة من عبد القيس تطوف القتلى فوجدت ابنين لها قد قتلا وقد كان قد قتل زوجها واخوان لها فيمن قتل قبل مجئ علي إلى البصرة فأنشأت تقول:
شهدت الحروب فشيبنني * فلم أر يوما كيوم الجمل

أضر على مؤمن فتنة * واقتله لشجاع بطل

فليت الظعينة في بيتها * وليتك عسكر لم ترتحل

وكان لصوحان أبي زيد بن صوحان أربعة أولاد صعصعة وزيد وسيحان وعبد الله فقتل زيد وسيحان مع علي ع يوم الجمل وارتث صعصعة.
وفي مروج الذهب أيضا ج 2 ص 80: سال ابن عباس صعصعة بن صوحان عن مسائل فاجابه عنها فأعجب بكلامه وقال أحسنت والله يا ابن صوحان انك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء ما ورثت هذا عن كلالة.
وفي مروج الذهب أيضا ج 2 ص 75 قال معاوية لعقيل بن أبي طالب ميز لي أصحاب علي وابدأ بال صوحان فإنهم مخاريق الكلام فوصف له صعصعة بما يأتي في ترجمته انش ثم قال واما زيد وعبد الله فإنهما نهران جاريان يصب فيهما الخلجان ويغاث بهما اللهفان رجلا جد لا لعب معه واما بنو صوحان فكما قال الشاعر:

إذا نزل العدو فان عندي * سودا تخلس الأسد النفوسا

كنيته :

في الاستيعاب يكنى أبا سلمان ويقال أبو سليمان ويقال أبو عائشة وزاد ابن عساكر ويقال أبو عبد الله وفي الإصابة بسنده كان يحب سلمان فمن شدة حبه له اكتني أبا سلمان وكان يكنى بغيره اه‍.
هو صحابي أم تابعي في الاستيعاب كان مسلما على عهد النبي ص لا نعلم له عن النبي ص رواية وانما يروي عن عمر وعلي وزاد ابن عساكر وأبي بن كعب وسلمان الفارسي روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي. وزاد ابن عساكر وسالم بن أبي الجعد وزاد الخطيب البغدادي والغيزار بن حريث ذكره محمد بن السائب الكلبي عن أشياخه في تسمية من شهد الجمل فقال وزيد بن صوحان العبدي وكان قد أدرك النبي ص وصحبه هكذا قال ولا أعلم له صحبة ولكنه ممن أدرك النبي عليه الصلاة والسلام بسنة مسلما.

وفي الإصابة قال ابن منده عداده في أهل الحجاز والمعروف انه مخضرم ثم قال في القسم الثالث بعد ما حكى عن ابن الكلبي ان له وفادة ورد صاحب الاستيعاب عليه بأنه حكى الرشاطي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ان له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبدي ذكره شاعر عبد القيس فيمن وفد على النبي ص منهم فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه عن المنجاب بن الحارث عن إبراهيم بن يوسف حدثني رجل من عبد القيس قال قال رجل منا شعرا يذكر دعاء رسول الله ص لعبد القيس وقد ذكر ابن عساكر هذه الأبيات في ترجمة زيد بن صوحان وعلى هذا فهو صحابي لا محالة اه‍.
وقال ابن عساكر روى ابن أبي شيبة عن رجل من عبد القيس قال وقد قال رجل منا شعرا يذكر فيه دعوة رسول الله ص لعبد القيس ويعد الوفد ويسميهم فقال:
منا صحار والأشج كلاهما * حقا بصدق قالة المتكلم

سبقا الوفود إلى النبي فهيلا * بالخير فوق الناجيات الرسم

في عصبة من عبد قيس أوجفوا * طوعا إليه وحدهم لم يكلم

واذكر بني الجارود ان محلهم * من عبد قيس في المكان الأعظم

ثم ابن سيار على أعدائه علاته * بذ الملوك بسؤدد وتكرم

وكفى بزيد حين يذكر فعله * طوبى لذلك من صريع مكرم

ذاك الذي سبقت لطاعة ربه * منه اليمين إلى جنان الأنعم

فدعا النبي لهم هنالك دعوة * مقبولة بين المقام وزمزم

هذا ما أورده صاحب الإصابة منها، وزاد عليها ابن عساكر ثلاثة أبيات وهي:
فمحمد يوم الحساب شهيدنا * ولنا البراءة من عذاب جهنم

فأولاك قومي ان سالت مخبري * في الناس طرا مثلهم لم يعلم

الا قريشا لا أحاشي غيرهم * لهم الفضائل في الكتاب المحكم

قال ابن عساكر يعني بزيد زيد بن صوحان.
ويأتي عن ابن سعد انه من تابعي الكوفة ويأتي في رواية الحارث الأعور انه من التابعين. وعن ابن إسحاق انه أدرك النبي ص وعن أبي عبيدة ان له وفادة.

أقوال العلماء فيه :

قال البرقي فيما حكاه عنه العلامة في آخر الخلاصة ان من أصحاب أمير المؤمنين ع من ربيعة زيد وصعصعة أبناء صوحان وقال الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع زيد بن صوحان من الابدال قتل يوم الجمل وقيل إن عائشة استرجعت حين قتل اه‍ وعده ابن أبي الحديد من التابعين الذين قالوا بتفضيل علي ع على الناس. وفي الاستيعاب كان فاضلا دينا سيدا في قومه هو واخوته. وحكى ابن عساكر عن ابن سعد في الطبقات كان زيد قليل الحديث وهو من تابعي أهل الكوفة اه‍.
وفي مرآة الزمان لليافعي ج 1 ص 99 وممن قتل يوم الجمل زيد بن صوحان وكان من سادة التابعين صواما وقواما. وفي المعارف لابن قتيبة كان زيد بن صوحان من خيار الناس.
وفي شذرات الذهب ج 1 ص 44 في حوادث سنة 36 قتل يومئذ زيد بن صوحان من خواص علي من الصلحاء الأتقياء وقال ابن الأثير في حوادث سنة 36 ج 3 ص 16 قيل إن عدد من سار من الكوفة لنصرة أمير المؤمنين ع يوم الجمل اثنا عشر ألف رجل ورجل ثم ذكر رؤساء الجماعة من الكوفيين ورؤساء النفار وعد من رؤساء النفار زيد بن صوحان وذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 304 في جملة من أصيب في المبارزة من أصحاب علي يوم الجمل.
ومر ان عقيل بن أبي طالب وصفه لمعاوية لما سأله وصف آل صوحان وجمع معه أخاه عبد الله فقال: واما زيد وعبد الله فإنهما نهران جاريان يصب فيهما الخلجان ويغاث بهما البلدان رجلا جد لا لعب معه ووصف زيدا اخوه صعصعة لما قال له ابن عباس فأين أخواك منك زيد وعبد الله صفهما لأعرف ورثكم قال اما زيد فكما قال أخو غني:
فتى لا يبالي ان يكون بوجهه * إذا نال خلان الكرام شحوب

إذا ما تراءاه الرجال تحفظوا * فلم ينطقوا العوراء وهو قريب

حليف الندى يدعو الندى فيجيبه * إليه ويدعوه الندى فيجيب

يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه * إذا لم يكن في المنقيات حلوب

كان بيوت الحي ما لم يكن بها * بسائس ما يلفى بهن غريب

في أبيات. كان والله يا ابن عباس عظيم المروة شريف الاخوة جليل الخطر بعيد الأثر كميش العروة أليف البدوة سليم جوانح الصدر قليل وساوس الدهر ذاكرا لله طرفي النهار وزلفا من الليل الجوع والشبع عنده سيان لا ينافس في الدنيا وأقل أصحابه من ينافس فيها يطيل السكوت ويحفظ الكلام وان نطق نطق بمقام يهرب منه الدعار الأشرار ويألفه الأحرار الأخيار فقال ابن عباس ما ظنك برجل من أهل الجنة رحم الله زيدا. 

ما روي في حقه :

في الاستيعاب روي من وجوه ان النبي ص كان في مسير له فبينا هو يسير إذ هوم فجعل يقول زيد وما زيد جندب وما جندب. وفي الإصابة والأقطع الخير زيد فسئل عن ذلك فقال رجلان من أمتي اما أحدهما فتسبقه يده أو قال بعض جسده إلى الجنة ثم يتبعه سائر جسده واما الآخر فيضرب ضربة يفرق بها بين الحق والباطل أصيبت يد زيد يوم جلولاء وفي الإصابة يوم القادسية:

وفي أسد الغابة وقيل بالقادسية ثم قتل يوم الجمل مع علي وجندب قاتل الساحر عند الوليد بن عقبة قد ذكرناه في بابه اه‍.

ونحن قد ذكرناه في ترجمة جندب، وفي المعارف لابن قتيبة روي في الحديث ان النبي ص قال زيد الخير الأجذم وجندب ما جندب فقيل يا رسول الله أتذكر رجلين فقال اما أحدهما فسبقته يده إلى الجنة بثلاثين عاما واما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء فقطعت يده وشهد مع علي يوم الجمل فقتله عمرو بن يثري وقتل أخاه سيحان يوم الجمل.
وفي الإصابة روى أبو يعلى وابن منده من طريق حسين بن رماحس عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي: سمعت عليا يقول قال رسول الله ص من سره ان ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان وفي تاريخ بغداد سنده عن علي عن رسول الله ص من سره ان ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان قال الخطيب قطعت يد زيد في جهاده المشركين وعاش بعد ذلك دهرا حتى قتل يوم الجمل اه‍.
واخرج ابن عساكر عن الحارث الأعور كان ممن ذكره رسول الله ص زيد الخير وهو زيد بن صوحان فقال سيكون بعدي رجل من التابعين وهو زيد الخير يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة بعشرين سنة فقطعت يده اليسرى ثم عاش بعد ذلك عشرين سنة وقتل يوم الجمل بين يدي علي.
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: قالوا كان مع علي في حربه سبعون رجلا من أصحاب بدر وسبعمائة رجل ممن بايع تحت الشجرة فيما لا يحصى من أصحاب رسول الله ص وشهد معه من التابعين ثلاثة يقال ان رسول الله ص شهد لهم بالجنة: أويس القرني وزيد بن صوحان. وجندب الخير. فاما أويس فقتل في الرجالة يوم صفين. واما زيد فقتل يوم الجمل.
وروى الكشي بعد ذكر الحديث الآتي عن الصادق ع في اخباره يوم الجمل لما صرع عن علي بن محمد القتيبي قال الفضل بن شاذان ثم عرف الناس بعده فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم زيد بن صوحان. وروى الكشي في ترجمة أخيه صعصعة بن صوحان بسنده عن الصادق ع ما كان مع أمير المؤمنين ع من يعرف حقه الا صعصعة وأصحابه اه‍. ويأتي له مزيد في صعصعة انش.
اخباره :

قال ابن عساكر لما قدم وفد أهل الكوفة على عمر إلى أن قال ثم جعل عمر يرحل لزيد بيده ويبطأ على ذراع راحلته ويقول يا أهل الكوفة هكذا فاصنعوا بزيد قال أبو الهذيل وقال الحكم بن عتيبة لما أراد زيد ان يركب دابته أمسك عمر بركابه ثم قال لمن حضره هكذا فاصنعوا بزيد واخوته وأصحابه وروي في الإصابة ان عمر وطأ لزيد راحلته وقال هكذا فاصنعوا بزيد وفي الإصابة: ذكر البلاذري ان عثمان كان سيره فيمن سير من أهل الكوفة إلى الشام.
وفي تاريخ بغداد بسنده. كان زيد بن صوحان يقوم الليل ويصوم النهار وإذا كانت ليلة الجمعة أحياها فان كان ليكرهها إذا جاءت مما يلقى فيها فبلغ سلمان ما كان يصنع فاتاه فقال أين زيد قالت امرأته ليس هاهنا قال فاني أقسم عليك لما صنعت طعاما ولبست محاسن ثيابك ثم بعثت إلى زيد فجاء زيد فقرب الطعام فقال سلمان كل يا زيد قال إني صائم قال كل يا زيد لا ينقص أو لا تنقص دينك ان شر السير الحقحقة وهي المتعب من السير أو أن تحمل الدابة ما لا تطيقه ان لعينيك عليك حقا وان لبدنك عليك حقا وان لزوجتك عليك حقا كل يا زيد فاكل وترك ما كان يصنع.
وخاطبه يا زييد بالتصغير تجهيلا له فيما فعله. قال ابن عساكر وروى ابن أبي الدنيا عن هشام بن محمد الكلبي ان زيدا أصيبت يده في بعض فتوح العراق فتبسم والدماء تشخب فقال له رجل من قومه ما هذا موضع تبسم فقال له ان ما حل بي أرجو ثواب الله عليه أفأدفعه بألم الجزع الذي لا جدوى فيه ولا دريكة لفائت معه وفي تبسمي تعزية لبعض المؤمنين عن المؤمنين فقال الرجل أنت اعلم بالله وقال إبراهيم النخعي كان زيد يحدثنا فقال له اعرابي ان حديثك ليعجبني وان يدك لتريبني ان يكون قطعها في سرقة فقال أوما تراها الشمال وانما تقطع في السرقة اليمين فقال والله ما أدري اليمين تقطعون أم الشمال فقال زيد صدق الله الاعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله فذكر الأعمش ان يد زيد قطعت يوم نهاوند وروى المحاملي عن أبي سليمان قال لما ورد علينا سلمان الفارسي المدائن اتيناه نستقريه يعني نقرأ عليه فقال إن القرآن عربي فاستقروه رجلا عربيا فكان يقرينا زيد ويأخذ عليه سلمان فإذا أخطأ رد عليه وكان سلمان أميرنا بالمدائن فقال انا أمرنا ان لا نؤمكم تقدم يا زيد فكان هو يؤمنا ويخطبنا وكان سلمان يقول له يوم الجمعة قم فذكر قومك. وقد يكون في بعض هذا الحديث منافاة للبعض الآخر.

وقال مطرف كنا ناتي زيدا فيقول لنا يا عبيد الله أكرموا وأجملوا فإنما وسيلة العباد إلى الله خصلتان: الخوف والطمع. وعمد زيد إلى رجال من أهل البصرة قد تفرغوا للعبادة وليست لهم تجارات ولا غلات فبنى لهم دارا ثم أسكنهم إياها ثم أوصى بهم من أهله من يقوم بحاجاتهم ويتعاهدهم في مطعمهم ومشربهم وما يصلحهم فجاءهم يوما وكان يتعاهدهم بالزيارة فلم يجدهم وقيل له دعاهم أمير البصرة فخرج مسرعا ودخل على الأمير فجعل يتلهم ليخرجهم وقال للأمير ما تريد بهؤلاء القوم فقال أريد ان أقربهم فيشفعوا فأشفعهم ويسألوا فأعطيهم ويشيروا علي فاقبل منهم فقال زيد كلا والله لا أدعك تهيل عليهم من دنياك وتشركهم في امرك وتذيقهم حلاوة ما أنت فيه حتى إذا انقطعت شرتك منهم تركتهم فطافوا بينك وبين ربهم وربما دل هذا الحديث على أنه كان يسكن البصرة وقال له كيف أنت يا زيد إذا اقتتل القرآن والسلطان قال أكون مع القرآن قام نعم الزيد أنت إذن اه‍ تاريخ دمشق. ولهذا لما اقتتل القرآن والسلطان يوم الجمل كان مع القرآن.

وكان زيد بن صوحان ممن خرج من الكوفة إلى المدينة مع جماعة في فتنة عثمان قال ابن الأثير في الكامل ج 3 ص 77 خرج أهل الكوفة وفيهم زيد بن صوحان العبدي وعد معه جماعة.
وفي تاريخ بغداد نزل الكوفة وقدم المدائن وقد ذكرنا حديث كونه بالمدائن في باب بشر بن شبر والذي ذكره في باب بشر انه نزل المدائن ثم روى بسنده عن حسين بن الرماس الرماجس خ الهمدائي: أدركت بالمدائن تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر بن الخطاب منهم عبد الرحمن بن مسعود وزيد بن صوحان وعلقمة بن شبر وبشر بن شبر يتواعدون على الطعام يوما عند ذا ويوما عند ذا ويضعون النبيذ فإذا رفع الطعام رفع النبيد اه‍ أقول النبيذ ورد انه خمر استصغره الناس وجاء في روايات أئمة أهل البيت ع تحريمه كالخمر وان فيه سكرا خفيا ووضع هؤلاء النبيذ مع الطعام لم يكن الا لشربه ان صح الخبر وذلك اما لجهلهم بتحريمه أو المراد بالنبيذ غير ما هو المتعارف الله أعلم.
ولزيد مسجد ينسب إليه قرب مسجد السهلة.

خبره مع عثمان ومعاوية :

مر عن البلاذري ان عثمان كان سيره فيمن سير من أهل الكوفة إلى الشام ويدل كلام ابن عساكر في تاريخ دمشق انه ممن نفاه عثمان إلى الشام لأنه نقم عليه الاحداث قال ابن عساكر ج 6 ص 11 قال زيد لعثمان بن عفان يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك اعتدل تعتدل أمتك قالها ثلاث مرات فقال له عثمان أسامع مطيع أنت قال نعم ولم تكن به جنة فيقول لا قال الحق بالشام فخرج من فوره ذلك إلى الكوفة فطلق امرأته ثم لحق بالشام كما امره. قال أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتابه جمل أنساب الأشراف قالوا لما خرج المسيرون من قراء الكوفة واجتمعوا بدمشق نزلوا على عمرو بن زرارة فبرهم معاوية وأكرمهم ثم انه جرى بينه وبين الأشتر قول حتى تغالظا وكان الأشتر من جملة من سير فحبسه معاوية فقام عمرو بن زرارة وقال لئن حبسته لتجدن من يمنعه فحبس عمرا فتكلم سائر القوم فقالوا أحسن جوارنا يا معاوية ثم سكتوا فقال لهم معاوية ما لكم لا تتكلمون فقال زيد بن صوحان وما يصنع الكلام ان كنا ظالمين فنحن نتوب وان كنا مظلومين فنحن نسأل الله العافية وهذا يدل على وفور عقله اقتدى بالآية الكريمة: وانا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين.

ولا يريد منه معاوية أكثر من ذلك فقال له معاوية يا أبا عائشة أنت رجل صدق وأذن له باللحاق بالكوفة وكتب إلى سعيد بن العاص أما بعد فاني قد أذنت لزيد بن صوحان في المسير إلى منزله بالكوفة لما رأيت من فضله وقصده وحسن هديه فأحسن جواره وكف الأذى عنه واقبل إليه بوجهك وودك فإنه قد أعطاني موثقا لا نرى منه مكروها فشكر زيد معاوية وسأله عند وداعه اخراج من حبس ففعل والحقيقة ان معاوية لم يأذن له لفضله وحسن هديه بل ليكتفي امره وشفعه في المحبوسين لذلك فرأى أن اطلاقهم بشفاعته خير من اطلاقهم بدونها ولا غرض له في طول حبسهم فأطلقهم بدون استشارة الخليفة قال ابن الأثير في الكامل ج 3 ص 70 ان سعيد بن العاص والي الكوفة من قبل عثمان كان قد تنازع مع جماعة من أهل الكوفة فكتب فيهم إلى عثمان فكتب إليه عثمان ان يلحقهم بمعاوية بالشام فتنازعوا معه فكتب إلى عثمان فيهم فأمره ان يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة ففعل فأطلقوا ألسنتهم فضج سعيد منهم إلى عثمان فكتب إليه ان يسيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بحمص ففعل فكان فيهم الأشتر وثابت بن قيس الهمداني وكميل بن زياد وزيد بن صوحان وأخوه صعصعة وعمرو بن إسحاق وجندب بن زهير وجندب بن كعب وغيرهم.

اخباره يوم الجمل ومقتله:

شهد زيد حرب الجمل مع أمير المؤمنين علي ع هو وأخواه سيحان وصعصعة فقتل زيد وسيحان وارتث صعصعة وفي الإصابة قال يعقوب بن سفيان في تاريخه: كان زيد بن صوحان من الامراء يوم الجمل كان على عبد القيس اه‍. وفي الاستيعاب كانت بيده راية عبد القيس يوم الجمل اه‍.

وروى الطبري في تاريخه وذكر ابن الأثير في الكامل قالا كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان يوم الجمل: من عائشة أم المؤمنين حبيبة رسول الله ص إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان. اما بعد فإذا اتاك كتابي هذا فأقدم فانصرنا فان لم تفعل فخذل الناس عن علي فكتب إليها اما بعد فانا ابنك الخالص ان اعتزلت ورجعت إلى بيتك والا فانا أول من نابذك وقال زيد رحم الله أم المؤمنين أمرت ان تلزم بينها وأمرنا ان نقاتل فتركت ما أمرت به وأمرتنا به وصنعت ما أمرنا به ونهتنا عنه اه‍. والعجب من أم المؤمنين ان تصف نفسها بحبيبة رسول الله ص لتستميل زيدا إلى نصرها وتنسى انها خرجت لحرب أحب الناس إلى رسول الله ص باعترافها حين سئلت من كان أحب الناس فقالت فاطمة ومن الرجال قالت بعلها وان تصفه بابنها الخالص لتستميله إليها وتنسى انه من أخص خواص علي وأوليائه فكيف يدور في خلدها انه يتبعها ولكن التهالك في حب الشئ يجر إلى التشبث بما لا يكون وهذا الابن الخالص كانت أمه البارة سببا في قتله.
وقال الكشي: روي أن عائشة كتبت من البصرة إلى زيد بن صوحان إلى الكوفة: من عائشة زوجة النبي ص إلى ابنها زيد بن صوحان الخالص اما بعد فإذا اتاك كتابي هذا فاجلس في بيتك وخذل الناس عن علي بن أبي طالب حتى يأتيك أمري فلما قرأ كتابها قال أمرت بأمر وأمرنا بغيره فركبت ما أمرنا به وأمرتنا ان نركب ما أمرت هي به أمرت ان تقر في بيتها وأمرنا ان نقاتل حتى لا تكون فتنة والسلام اه‍.

هكذا ورد لفظ والسلام في هذا الخبر والعادة جارية أن يكون ذلك في آخر الكتب وسياق الكلام يدل على أنه لم يكن كتابا نعم هو في رواية الطبري وابن الأثير السالفة جواب لكتابها. ولعله أشار به إلى انتهاء المرام. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: لما نزل علي ع البصرة كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي من عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي ص إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان اما بعد فأقم في بيتك وخذل الناس عن علي وليبلغني عنك ما أحب فإنك أوثق أهلي عندي والسلام فكتبت إليها من زيد بن صوحان إلى عائشة بنت أبي بكر أما بعد فان الله أمرك بأمر وأمرنا بأمر أمرك ان تقري في بيتك وأمرنا ان نجاهد وقد اتاني كتابك فأمرتني أن أصنع خلاف ما أمرني الله فأكون قد صنعت ما أمرك الله به وصنعت ما أمرني الله به فأمرك عندي غير مطاع وكتابك غير مقبول والسلام قال وروى هذين الكتابين شيخنا أبو عثمان عمرو بن عبيد عن شيخنا أبي سعيد الحسن البصري اه‍ .

وقال الطبري وابن الأثير انه لما أرسل أمير المؤمنين علي ع ابنه الحسن وعمار بن ياسر إلى الكوفة يستنفران أهلها يوم الجمل جعل أبو موسى الأشعري يخذل الناس عن أمير المؤمنين ع وثار زيد بن صوحان وطبقته وثار الناس وجعل أبو موسى يكفكف الناس ووقف زيد علي باب المسجد ومعه كتاب إليه من عائشة تأمره فيه بملازمة بيته أو  نصرتها وكتاب إلى أهل الكوفة بمعناه فأخرجهما وقرأهما على الناس فلما فرع منهما قال أمرت ان تقر في بيتها وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة فأمرتنا بما أمرت به وركبت ما أمرنا به فقال له شبث بن ربعي اسكت يا عماني لأنه من عبد القيس وهم يسكنون عمان فعابه بذلك وهذا يدل على أن نفاق شبث وخبث نيته الذي حداه على الخروج لحرب الحسين ع كان قديما متأصلا مع أنه كان من أصحاب أمير المؤمنين ع وحضر معه صفين وتهاوى الناس وقام أبو موسى يسكنهم ويثبطهم بشتى الأفانين فقام زيد فشال يده المقطوعة فقال لأبي موسى يا عبد الله بن قيس ولم يكنه رد الفرات على أدراجه اردده من حيث يجئ حتى يعود كما بدأ فان قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد فدع عنك ما لست مدركه ثم قرأ ألم أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون إلى آخر الآيتين سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق.
وقال الطبري: لما كان يوم الجمل حملت مضر الكوفة على مضر البصرة فاجتلدوا قدام الجمل ومع علي أقوام غير مضر فمنهم زيد بن صوحان فقال له رجل من قومه تنح إلى قومك ما لك ولهذا الموقف ألست تعلم أن مضر بحيالك وان الجمل بين يديك وان الموت دونه فقال الموت خير من الحياة الموت ما أريد فأصيب هو وأخوه سيحان وارتث صعصعة.
وذكر الطبري في موضع آخر ان قاتله عمرو بن يثري.

وفي تاريخ دمشق روى سيف بن عمر ان ربيعة كانت ثلث أهل الكوفة مع علي يوم الجمل ونصف الناس يوم الواقعة وكانت بقيتهم مضر فقالت بنو صوحان يا أمير المؤمنين ائذن لنا نقف في مضر ففعل فاتى زيد فقيل له ما يوقفك بحيال الجمل وحيال مضر الموت معك وبإزائك فاعتزل إلينا فقال الموت هو ما نريد.
وفي المعارف لابن قتيبة شهد زيد بن صوحان مع علي يوم الجمل فقال يا أمير المؤمنين ما أراني الا مقتولا قال وما علمك بذلك يا أبا سلمان قال رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني فقتله عمرو بن يثري. قال ابن عساكر: قال زيد قبل أن يقتل اني قد رأيت يدا خرجت من السماء تصير إلي ان تعال وانا لاحق بها يا أمير المؤمنين.
وقال الكشي: جبرئيل بن أحمد حدثني موسى بن معاوية بن وهب حدثني علي بن سويد سعيد. سعد عن عبد الله بن عبد الله الواسطي عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن القاسم بن سلمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاء أمير المؤمنين ع حتى جلس عند رأسه فقال رحمك الله يا زيد قد كنت خفيف المئونة عظيم المعونة فرفع زيد رأسه إليه ثم قال وأنت فجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين فوالله ما علمتك الا بالله عليما وفي أم الكتاب عليا حكيما وان الله في صدرك لعظيم والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي ص تقول سمعت رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله فكرهت والله ان أخذلك فيخذلني الله.
وعن ابن سعد في الطبقات ان زيد بن صوحان لما قتل قال لا تغسلوا عني دما.
وفي رواية الخطيب البغدادي ادفنوني في ثيابي فاني مخاصم. وفي رواية له لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا الا الخفين وارمسوني في الأرض رمسا. فاني رجل محاج زاد أبو نعيم أحاج يوم القيامة اه‍ وقال ابن عساكر انه قال فادفنوني بدمي فاني مخاصم القوم. وفي الاستيعاب روي عنه من وجوه انه قال شدوا علي ثيابي ولا تنزعوا عني ثوبا ولا تغسلوا غني دما فاني رجل مخاصم أو قال فانا قوم مخاصمون اه‍.
وفي مسودة الكتاب: زيد بن صوحان العبدي قتل مع علي ع يوم الجمل قتله عمرو بن يثري الضبي مبارزة وكان عمرو فارس أصحاب الجمل وشجاعهم فدعا إلى البراز فخرج إليه علباء بن الهيثم السدوسي فقتله عمرو ثم دعا إلى البراز فخرج إليه هند بن عمرو الجملي فقتله عمرو ثم دعا إلى البراز فقال زيد بن صوحان العبدي لعلي ع يا أمير المؤمنين اني رأيت يدا أشرفت من السماء وهي تقول هلم إلينا وانا خارج إلى ابن يثري فإذا قتلني فادفني بدمي ولا تغسلني فاني مخاصم عند ربي ثم خرج فقتله عمرو واخذ بخطام الجمل وقال:
أرديت علباء وهندا في طلق * ثم ابن صوحان خصيبا في علق

قد سبق اليوم لنا ما قد سبق * والوتر منا في عدي ذي الفرق

والأشتر الغاوي وعمرو بن الحمق * والفارس المعلم في الحرب الحنق

ذاك الذي في الحادثات لم يطق * أعني عليا ليته فينا مزق

أراد بعدي عدي بن حاتم الطائي ثم طلب المبارزة فاختلف في قاتله فقيل ان عمار بن ياسر خرج إليه والناس يسترجعون له لأنه كان أضعف من برز إليه يومئذ فاختلفا ضربتين فنشب سيف بن يثري في حجفة عمار فضربه عمار على رأسه فصرعه ثم أخذ برجله يسحبه حتى انتهى به إلى علي ع فقال يا أمير المؤمنين استبقني أجاهد بين يديك واقتل منهم مثلما قتلت منكم فقال له علي ع أبعد زيد وهند وعلباء استبقيك لاها الله إذا قال فادنني منك أسارك قال له أنت متمرد وقد اخبرني رسول الله ص بالمتمردين وذكرك فيهم فقال اما والله لو وصلت إليك لعضضت انفك عضة ابنته منك فامر به علي ع فضربت عنقه وقيل قتله الأشتر كما يأتي في ترجمة الأشتر. اما ما رواه صاحب الاستيعاب من أنه ارتث زيد بن صوحان يوم الجمل فقال له أصحابه هنيئا لك يا أبا سليمان قال وما يدريكم غزونا القوم في ديارهم وقتلنا امامهم وقد مضى على الطريق فيا ليتنا إذ ظلمنا صبرنا اه‍. فهو يدل على شكه وحاله تدل على أنه كان نافذ البصيرة إذن فهو موضوع على لسانه لبعض الاغراض وكيف يقول وما يدريكم الخ وقد رأى يدا أشرفت من السماء تقول هلم إلينا وكيف يقول ليتنا إذ ظلمنا صبرنا والصبر على الظلم مع القدرة على الدفع ترك للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان أراد الظلم الواقع من أصحاب الجمل فهو مما لا يتفوه به عاقل إذ معنى الصبر على هذا الظلم تسليم النفس للظالم ليقتل المظلوم وهو يستطيع الدفع.
وروى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن محمد بن سيرين أنبئت ان عائشة أم المؤمنين سمعت كلام خالد بن الواشمة يوم الجمل فقالت أنشدك الله أصادقي أنت ان سألتك؟ قال نعم، وما يمنعني ان افعل قالت ما فعل طلحة؟ قلت قتل فاسترجعت ما فعل الزبير؟ قلت قتل   فاسترجعت. قلت: بل نحن لله ونحن إليه راجعون على زيد وأصحاب زيد. قالت زيد بن صوحان. قلت نعم فقالت لا تقل ذلك فان رحمة الله واسعة وهو على كل شئ قدير: وفي تاريخ دمشق: لما أخبرت عائشة بموت زيد وطلحة والزبير قالت إنا لله وإنا إليه راجعون فقال ابن الواشمة والله لا يجمعهم الله في الجنة ابدا فقالت عائشة ان رحمة الله واسعة وهو على كل شئ قدير. وفي رواية الإصابة عن خالد بن الواشمة قالت ما فعل طلحة والزبير قلت قتلا قالت الله يرحمهما ما فعل زيد بن صوحان قلت قتل قالت يرحمه الله اه‍. وقولها له خيرا يشبه قول القائل وجادت بوصل حيث لا ينفع الوصل وقول الاخر:
وما أخالك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي ورحمة الله واسعة ولكنه شديد العقاب.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)