المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ملاحظات أخرى عن التربية  
  
2061   09:50 صباحاً   التاريخ: 6-9-2017
المؤلف : د. برناردوجيه
الكتاب أو المصدر : كيف تخلص طفلك من الخجل
الجزء والصفحة : ص28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

لدي ابنة رائعة، لذا فأنا أعرف ـ من واقع تجربتي ـ السعادة البالغة والألم الفظيع الذين يتسبب فيهما تربية الأطفال. ولأسباب شخصية ومهنية قمت بفحص الكثير من النصائح الخاصة بتربية الأطفال. ولكن أفضل نصيحة وجدتها هي أبسطها أيضاً: (كن محباً لطفلك لشخصه وليس كما تريده أن يكون). وبالنسبة لآباء الأطفال الخجولين أحب أن أضيف الآتي: (كن محباً لطفلك لشخصه وليس وفقاً لمدى انبساطيته التي تريده عليها ).

من السهل جداً أن تشعر أن الطفل الخجول مثل أي طفل يكون خجله نقمة ونعمة في نفس الوقت. فمن السهل أن تشعر بالارتياح التام بسبب أن طفلك خجول ومطيع وجبان جداً لدرجة تجعله لا يخالف القواعد الكثيرة، ومن السهل جداً أيضاً أن تغضب وتصاب بالإحباط بسبب طفلك الخجول عندما لا يشعر بالثقة بنفسه ولا يستطيع تحقيق آمالك فيه بشأن سلوكه الاجتماعي. ولكن عندما تشعر بذلك فمن فضلك تراجع وقم بفحص آمالك ومراجعتها لو لم تكن ملائمة. ولن يخذلك أطفالك أبداً لو أنك جعلت آمالك تتواءم مع شخصيتهم، وهويتهم، وما يستطيعون فعله.

نصيحة أخرى حصلت عليها من (ليندا) والدة (ستيفن)، الطفل الذي يعمل في مزرعة والذي ستعرف قصته... وسأكتفي هنا بتقديم آخر ما قالته لي وهي تضحك:

(في الحقيقة ليس من الصعب أن تكون أباً أو أماً، وأقول أن الأمر ليس بهذه الصعوبة لأن الأطفال سيدعونك تعلم ما يحتاجون اليه، وإذا استمعت إليهم فلن يكونوا خجولين وإذا شعروا بالارتياح فسيفتحون لك قلوبهم ويخبرونك بما يجب أن تعرفه وما تحتاج لمعرفته حتى لو لم يكن لديك الرد المناسب عليه) .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.