المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



النبي يوصي الامة بالولاية (صلى الله عليه واله)  
  
3748   11:17 صباحاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص56-57.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / التراث النبوي الشريف /

 روى السيد علي بن طاووس (رحمه الله) في كتاب الطرف نقلا عن كتاب الوصية، عن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليه السلام)، قال : لما حضرت رسول الله (صلى الله عليه واله) الوفاة دعا الانصار وقال : يا معاشر الانصار، قد حان الفراق، وقد دعيت وانا مجيب الداعي، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار، ونصرتم فأحسنتم النصرة، وواسيتم في الاموال ووسعتم في المسلمين، وبذلتم لله مهج النفوس، والله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الاوفى، وقد بقيت واحدة، وهي تمام الامر وخاتمة العمل، العمل معها مقرون، اني ارى الا أفرق بينها جميعاً، لو قيس بينهما بعشرة ما انقاست، من اتى بواحدة وترك الاخرى كان جاحدا للأولى، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا قالوا : يا رسول الله، فاين لنا بمعرفتنا فلا نمسك عنهما فنضل ونرتد عن الاسلام والنعمة من الله ومن رسوله عليها، فقد انقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله، وقد بلَغت ونصحت واديت وكنت بنا رؤوفا رحيما شفيقا فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لهم : كتاب الله وأهل بيتي، فان الكتاب هو القران، وفيه الحجة والنور والبرهان، كلام الله جديد غض طري شاهد ومحكم عادل، ولنا قائد بحلاله وحرامه واحكامه، يقوم غدا فيحاج اقواما، فيزل الله به اقدامهم عن الصراط واحفظوني معاشر الانصار في أهل بيتي، فان اللطيف الخبير خبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، الا وان الاسلام سقف تحته دعامة لا يقوم السقف الا بها، فلو ان احدكم اتى بذلك السقف ممدوداً دعامة تحته فأوشك ان يخر عليه سقفه فيهوي في النار ايها الناس، الدعامة دعامة الاسلام، وذلك قوله تعالى { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] فالعمل الصالح طاعة الامام ولي الامر، والتمسك بحبله ايها الناس، أفهمتم؟! الله الله في اهل بيتي : مصابيح النور، ومعادن العلم، وينابيع الحكم، ومستقر الملائكة، منهم وصيي واميني ووارثي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى، الا هل بلغت معاشر الانصار؟! الا فاسمعوا ومن حضر، الا ان باب فاطمة بابي، وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله , قال الراوي : فبكى ابو الحسن (عليه السلام) طويلا وقطع بقية كلامه، وقال : هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، يا اماه، (صلوات الله عليها)، ثم قال (عليه السلام) : أخبرني أبي عن جدي محمد بن علي، قال : قد جمع رسول الله (صلى الله عليه واله) المهاجرين فقال لهم : ايها الناس، إني قد دعيت، واني مجيب دعوة الداعي قد اشتقت الى لقاء ربي واللحوق بإخواني من الانبياء، واني اعلمكم اني قد اوصيت الى وصيي ولم اهملكم إهمال البهائم، ولم اترك من اموركم شيئا فقام اليه عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله، اوصيت بما اوصى به الانبياء من قبلك؟.

قال : نعم.

فقال له : فبأمر من الله اوصيت ام بأمرك؟.

قال له : اجلس يا عمر، أوصيت بأمر الله وامره طاعته، وأوصيت بأمري وأمري طاعة الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى وصيي فقد عصاني، ومن أطاع وصيي فقد اطاعني، ومن اطاعني فقد اطاع الله، ألا ما تريد انت وصاحبك؟ , ثم التفت الى الناس وهو مغضب، فقال : ايها الناس، اسمعوا وصيتي، من آمن بي وصدقني بالنبوة، واني رسول الله فأوصيه بولاية علي بن أبي طالب وطاعته والتصديق له، فان ولايته ولايتي وولاية ربي، قد ابلغتكم، فليبلغ الشاهد الغائب ان علي بن أبي طالب هو العلم، فمن قصر دون العلم فقد ضل، ومن تقدمه تقدم الى النار، ومن تأخر عن العلم يمينا هلك، ومن أخذ يسارا غوى، وما توفيقي الا بالله، فهل سمعتم؟! قالوا : بلى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.