المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المتطلبات الميدانية والمناخية للزعفران
2023-06-19
Anterior Tibial Vein
17-1-2017
Horner,s Method
12-12-2021
Banach-Tarski Paradox
14-2-2022
الماء المطلق
6-12-2016
العلاقة بين الكالسيوم والفوسفور
9-2-2021


سنّة البلاء في كلام رسول الله "ص"  
  
214   03:07 مساءً   التاريخ: 2024-08-27
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : نهج الرسول
الجزء والصفحة : ص78-82
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / التراث النبوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-25 222
التاريخ: 24-12-2015 3797
التاريخ: 2024-08-27 230
التاريخ: 1-11-2017 3594

 بلاء الأنبياء (عليهم السلام) والمؤمنين 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «إنَّ فِي الْجَنَّةِ مَنَازِلَ لَا يَنَالُهَا الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ لَيْسَ لَهَا عِلَاقَةٌ مِنْ فَوْقِهَا ولَا عِمَادٌ مِنْ تَحْتِهَا. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهْلُهَا؟ فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): هُمْ أَهْلُ الْبَلَاءِ والْهُمُومِ»[1].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «لَا تَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّى تَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً والرَّخَاءَ مِحْنَةً لِأَنَّ بَلَاءَ الدُّنْيَا نِعْمَةٌ فِي الْآخِرَةِ ورَخَاءَ الدُّنْيَا مِحْنَةٌ فِي الْآخِرَة»[2].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «قالَ اللّه عزّ وجلّ:... مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَعِبَاداً لَا يَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ دِينِهِمْ إِلَّا بِالْفَاقَةِ والْمَسْكَنَةِ والسُّقْمِ فِي أَبْدَانِهِمْ فَأَبْلُوهُمْ بِالْفَاقَةِ والْمَسْكَنَةِ والسُّقْمِ فَيَصْلُحُ عَلَيْهِمْ أَمْرُ دِينِهِمْ وأَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ عَلَيْهِ أَمْرُ دِينِ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِين...»[3].

 موجبات البلاء 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «إِذَا عَمِلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلَاءُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ومَا هِيَ؟ قَالَ: إِذَا كَانَتِ الْمَغَانِمُ دُوَلًا والْأَمَانَةُ مَغْنَماً والزَّكَاةُ مَغْرَماً وأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وعَقَّ أُمَّهُ وبَرَّ صَدِيقَهُ وجَفَا أَبَاهُ وكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ وأَكْرَمَهُ الْقَوْمُ مَخَافَةَ شَرِّهِ وارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ ولَبِسُوا الْحَرِيرَ واتَّخَذُوا الْقَيْنَاتِ وضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ ولَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَلْيُرْتَقَبْ عِنْدَ ذَلِكَ الرِّيحُ الْحَمْرَاءُ أَوِ الْخَسْفُ أَوِ الْمَسْخُ[4]»[5].

 تنوّع البلاء 

روي أنّه طفئ مصباح رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات ليلة، فقال:

  1. «إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُصِيبَةٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ كُلُّ شَيْءٍ يُؤْذِي الْمُؤْمِنَ فَهُوَ لَهُ مُصِيبَةٌ ولَهُ أَجْرُ الْمُصِيبَة»[6].

وروي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «مَا أَصَابَ الْمُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ[7] ولَا وَصَبٍ ولَا حُزْنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهِمُّهُ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ»[8].

 درجات الابتلاء 

روي عن الإمام أبي عبد اللّه (عليه السلام) أنّه قال: سُئِلَ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من أشدّ بلاءاً في الدنيا؟ فقال (صلى الله عليه وآله):

  1. «النَّبِيُّونَ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ عَلَى قَدْرِ إِيمَانِهِ وحُسْنِ عَمَلِهِ فَمَنْ صَحَّ إِيمَانُهُ وحَسُنَ عَمَلُهُ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، ومَنْ سَخُفَ إِيمَانُهُ وضَعُفَ عَمَلُهُ قَلَّ بَلَاؤُه»[9].

 جزاء البلاء 

روي أنّه لمّا نزلت هذه الآية: ﴿مَن يَعمَل سُوءٗا يُجزَ بِهِ﴾[10] قال بعض أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): ما أشدَّها من آية، فقال لهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله):

  1. «أما تُبتَلْون في أُمورِكم وأنفسِكم وذرَارِيكم؟» قالوا: بلى، قال: «هذا مِمّا يَكتبُ اللهُ لكُم به الحسناتِ، ويَمْحو به السيّئاتِ»[11].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «إِنَّ الْعَبْدَ لَتَكُونُ لَهُ الْمَنْزِلَةُ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنَ الْبَلَاءِ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ ولَمْ يَبْلُغْ تِلْكَ الدَّرَجَةَ فَيُشَدَّدُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ فَيَبْلُغُهَا[12].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «إِنَّ اللَّهَ لَيَبْتَلِي الْعَبْدَ وهُوَ يُحِبُّهُ لِيَسْتَمِعَ تَضَرُّعَه»[13].

 سنّة الإمهال 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «إذا رأيتَ اللهَ تعالى يُعطي على المعاصي؛ فإنّ ذلك استدراجٌ منه، ثمّ تلا هذه الآية: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحنَا عَلَيهِم أَبوَٰبَ كُلِّ شَيءٍ﴾[14]»[15].

 

 

[1] أعلام الدين، ص277؛ عدّة الداعي، ص293؛ بحار الأنوار، ج81، ص194، ح50 (ذيل الحديث).

[2] بحار الأنوار، ج67، ص237، ح 54 (ضمن الحديث).

[3] الكافي، ج2، ص60، ح4.

[4] تمسّك به بعض؛ بأنّ الخسف والمسخ قد يكونان في هذه الأمّة؛ كما كانا في الأمم الماضية، وزعم أنّ مسخها؛ إنّما يكون بالقلوب، لا بالصور.

[5]  الخصال، ص500، ح1-2؛ الأمالي (الطوسي)، ص515، ح1128؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج1، ص150(قريب منه).

[6] روضة الواعظين، ج2، ص423؛ تخريج الاحاديث والاثار، الزيلعي، ج1، ص96.

[7]  نَصِبَ نَصَباً: أعيا وتَعِب، وجدّ واجتهد؛ الوَصَبْ: الوجع والمرض، والتَعَب والفتور في البدن. (المعجم الوسيط، ص924، 1036).

[8] بحار الأنوار، ج77، ص144، ح29؛ صحيح ابن حبان، ج7، ص166(قريب منه)، شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص157(قريب منه).

[9] الكافي، ج2، ص252، ح2؛ تحف العقول، ص39؛ السنن الكبرى، النسائي، ج4، ص352(قريب منه).

[10] سورة النساء، الآية 123.

[11] تفسير العيّاشي، ج1، ص277، ح278.

[12] دعائم الإسلام، ج1، ص220.

[13] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص237.

[14] سورة الأنعام، الآية 44.

[15] مجمع البيان، ج4، ص467.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.