المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



النعش والدفن سراً  
  
4013   11:25 صباحاً   التاريخ: 12-12-2014
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص259-267.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

 

نقلت من كتاب الذرية الطاهرة للدولابي في وفاتها (عليها السلام) ما نقله عن رجاله قال لبثت فاطمة بعد النبي (صلى الله عليه واله)  ثلاثة أشهر و قال ابن شهاب ستة أشهر و قال الزهري ستة أشهر و مثله عن عائشة..و مثله عن عروة بن الزبير.

وعن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) خمسا و تسعين ليلة في سنة إحدى عشرة

وقال ابن قتيبة في معارفه مائة يوم.

 وقيل ماتت في سنة إحدى عشرة ليلة الثلاثاء لثلاث ليال من شهر رمضان و هي بنت تسع و عشرين سنة أو نحوها.

وقيل دخل العباس على علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (عليها السلام) وأحدهما يقول لصاحبه أينا أكبر فقال العباس (رضي الله عنه) ولدت يا علي قبل بناء قريش البيت بسنوات وولدت ابنتي وقريش تبني البيت ورسول الله (صلى الله عليه واله) ابن خمس و ثلاثين سنة قبل النبوة بخمس سنين.

وروي أنها أوصت عليا و أسماء بنت عميس أن يغسلاها.

وعن ابن عباس قال مرضت فاطمة مرضا شديدا فقالت لأسماء بنت عميس ألا ترين إلى ما بلغت فلا تحمليني على سرير ظاهر فقالت لا لعمري و لكن أصنع نعشا كما رأيت يصنع بالحبشة قالت فأرينيه فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواق ثم جعلت على السرير نعشا وهو أول ما كان النعش فتبسمت وما رئيت متبسمة إلا يومئذ ثم حملناها فدفناها ليلا و صلى عليها العباس بن عبد المطلب و نزل في حفرتها هو وعلي و الفضل بن عباس.

وعن أسماء بنت عميس أن فاطمة بنت رسول الله قالت لأسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى فقالت أسماء يا بنت رسول الله أنا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة قال فدعت بجريدة رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة (عليها السلام) ما أحسن هذا و أجمله لا تعرف به المرأة من الرجل قال قالت فاطمة فإذا مت فغسليني أنت و لا يدخلن علي أحد .

فلما توفيت فاطمة (عليها السلام) جاءت عائشة لتدخل عليها فقالت أسماء لا تدخلي فكلمت عائشة أبا بكر فقالت إن هذه الخثعمية تحول بيننا و بين ابنة رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد جعلت لها مثل هودج العروس فجاء أبو بكر فوقف على الباب فقال يا أسماء ما حالك على أن منعت أزواج النبي (صلى الله عليه واله) و جعلت لها مثل هودج العروس فقالت أسماء لأبي بكر هي أمرتني أن لا يدخل عليها أحد وأريتها هذا الذي صنعت و هي حية فأمرتني أن أصنع لها ذلك فقال أبو بكر اصنعي ما أمرتك فانصرف و غسلها علي و أسماء.

 

وروى الدولابي حديث الغسل الذي اغتسلته قبل وفاتها و كونها دفنت به ولم تكشف و قد تقدم ذكره. 
وروي من غير هذا أن أبا بكر وعمر عاتبا عليا كونه لم يؤذنهما بالصلاة عليها فاعتذر أنها أوصته بذلك وحلف لهما فصدقاه وعذراه .

وقال علي (عليه السلام) عند دفن فاطمة (عليها السلام) كالمناجي بذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) عند قبره السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك و السريعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ورق عنها تجلدي إلا أن لي في التأسي لي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز فلقد وسدتك في ملحودة قبرك و فاضت بين نحري و صدري نفسك فإنا لله و إنا إليه راجعون فلقد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم و ستنبئك ابنتك فأحفها السؤال و استخبرها الحال هذا و لم يطل العهد و لم يخلق الذكر والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة و أن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.

الحديث ذو شجون أنشدني بعض الأصحاب للقاضي أبي بكر بن أبي قريعة رحمه الله تعالى:

يا من يسائل دائبا        عن كل معضلة سخيفة

لا تكشفن مغطى          فلربما كشفت جيفة

ولرب مستور بدا      كالطبل من تحت القطيفة

إن الجواب لحاضر      لكنني أخفيه خيفة

لو لا اعتداد رعية       ألغى سياستها الخليفة

وسيوف أعداء بها       هاماتنا أبدا نقيفة

لنشرت من أسرار آ     ل محمد جملا طريفة

تغنيكم عما رواه          مالك و أبو حنيفة

وأريكم أن الحسين        أصيب في يوم السقيفة

ولأي حال لحدت          بالليل فاطمة الشريفة

ولما حمت شيخيكم         عن وطي حجرتها المنيفة

أوه لبنت محمد            ماتت بغصتها أسيفة

...وفي رواية أخرى زيادة على قول علي (عليه السلام) عند موتها أما حزني فسرمد و أما ليلي فمسهد و لا نبرح أو يختار الله تعالى لي دارك التي أنت فيها مقيم سرعان ما فرق بيننا و إلى الله أشكو و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها حقها فأحفها السؤال و استخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا فستقول و يحكم الله و هو خير الحاكمين و السلام عليكما سلام مودع لا قال و لا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعده الله الصابرين فالصبر أيمن و أجمل فبعين الله تدفن ابنتك صبرا و تهتضم حقها و تمنع إرثها و لم يبعد العهد فإلى الله يا رسول الله المشتكى و فيك يا رسول الله أحسن العزاء صلوات الله عليك و عليها معك.

وروى أبو عبد الله (عليه السلام) قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا كان يوم القيامة نادى مناد من قبل العرش يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) فتكون أول من يكسى.

وعن النبي (صلى الله عليه واله) لفاطمة في الجنة بيت من قصب لا أذى فيه و لا نصب بين مريم و آسية.

وعن محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول دخلت يوما منزلي فإذا رسول الله (صلى الله عليه واله) جالس و الحسن عن يمينه و الحسين عن يساره و فاطمة بين يديه و هو يقول يا حسن و يا حسين أنتما كفتا الميزان و فاطمة لسانه و لا تعدل الكفتان إلا باللسان و لا يقوم اللسان إلا على الكفتين أنتما الإمامان و لأمكما الشفاعة ثم التفت إلي فقال يا أبا الحسن أنت توفي المؤمنين أجورهم و تقسم الجنة بينهم و بين شيعتك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.