المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المبيدات الفطرية (مبيد ايبوكسي كونازول + ثيوفانات مثيل)
4-10-2016
اكتساب المهارات الأكثر تعقيداً
11-9-2016
التجارة في عصر الكشوف الجغرافية
7-5-2016
تكون التشيع ومعناه
3-5-2018
شحنة حرة free charge
28-5-2019
المباني في عهد الملوك المصرية.
2024-02-27


كرامة العلاج بحضرة ابا الفضل العباس  
  
2691   11:59 صباحاً   التاريخ: 21-8-2017
المؤلف : عبد الرزاق المقرم
الكتاب أو المصدر : العباس
الجزء والصفحة : ص227-230.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / كراماته /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2017 2335
التاريخ: 21-8-2017 3398
التاريخ: 21-8-2017 3707
التاريخ: 21-8-2017 2461

حدّثني الشيخ العالم الثقة الثبت الشيخ حسن ابن العلاّمة الشيخ محسن ابن العلاّمة الشيخ شريف آل الشيخ المقدّس، صاحب الجواهر (قدس سره)، عن حاج منيشد ابن سلمان آل حاج عبودة، من أهل الفلاحيّة، وكان ثقة في النقل، عارفاً بصيراً، شاهد الكرامة بنفسه، قال:     
كان رجل من عشيرة البراجعة يسمّى (مخيلف) مصاباً بمرض في رجليه، وطال ذلك حتّى يبستا وصارتا في رفع الأصبع، وبقي على هذا ثلاث سنين، وشاهده الكثير من أهل المحمّرة، وكان يحضر الأسواق ومجالس عزاء الحسين (عليه السلام)، ويستعين بالناس، وهو يزحف على إليتيه ويديه، وقد عجز عن المباشرة ويئس.
وكان للشيخ خزعل بن جابر الكعبي في المحمّرة (حسينية) يقيم فيها عزاء الحسين (عليه السلام) في العشرة الأولى من المحرم، ويحضر هناك خلق كثير، حتّى النساء يجلسن في الطابق الأعلى من الحسينية، والعادة المطردة في تلك البلاد ونواحيها أنّ (الخطيب النائح) إذا وصل في قراءته إلى الشهادة قام أهل المجلس يلطمون بلهجات مختلفة، وهكذا النساء في اليوم السابع من المحرم كان المتعارف أن تذكر مصيبة أبي الفضل العبّاس، وهذا الرجل أعني (مخيلف) يأتي الحسينية (ويجلس تحت المنبر لأنّ رجليه ممدودتان) ، وحينما وصل الخطيب إلى ذكر المصيبة أخذت الحالة المعتادة من في المجلس رجالاً ونساءً، وبينا هم على هذا الحال إذ يرون ذلك المصاب بالزمانة في رجليه (مخيلف) واقفاً معهم يلطم، ولهجته: " أنا مخيلف قيّمني العبّاس ".
وبعد أن تبيّن الناس هذه الفضيلة من أبي الفضل تهافتوا عليه وخرّقوا ثيابه للتبرّك بها، وازدحموا عليه يقبّلون رأسه ويديه، فأمر الشيخ خزعل غلمانه أن يرفعوه إلى إحدى الغرف ويمنعوا الناس عنه، وصار ذلك اليوم في المحمّرة أعظم من اليوم العاشر من المحرّم، وصار البكاء والعويل والصراخ من الرجال، وأمّا النساء فمنهنّ من تهلهل، وأُخرى تصرخ، وغيرها تلطم.
وذكر لي ملاّ عبد الكريم الخطيب من أهل المحمّرة، وكان حاضراً وقت الحديث، أنّ الشيخ خزعل في كُلِّ يوم يصنع طعاماً لأهل المجلس في الظهر، وفي ذلك اليوم تأخّر الغداء إلى الساعة التاسعة من النهار لبكاء الناس وعويلهم.
وقال العلاّمة الشيخ حسن المذكور: ثُمّ إنّه سُئل مخيلف عمّا رآه وشاهده؟ فقال: بينا الناس يلطمون على العبّاس أخذتني سنة وأنا تحت المنبر، فرأيت رجلاً جميلاً طويل القامة، على فرس أبيض عال في المجلس وهو يقول: يا مخيلف لِمَ لا تلطم على العبّاس مع الناس؟
فقلت له: يا أغاتي لا أقدر وأنا بهذا الحال.
فقال لي: قم والطم على العبّاس!
قلت له: يا مولاي أنا لا أقدر على القيام.
فقال لي: قم والطم!
قلت له: يا مولاي أعطني يدك لأقوم؟
فقال: " أنا ما عندي يدين "!
فقلت له: كيف أقوم؟
قال: الزم ركاب الفرس وقم، فقبضت على ركاب الفرس وأخرجني من تحت المنبر وغاب عنّي، وأنا في حالة الصحة، وعاش سنتين أو أكثر ومات.
وحدّثني المهذّب الكامل ميرزا عباس الكرماني أنّه تعسّرت عليه حاجة، فقصد أبا الفضل واستجار بضريحه، فما أسرع أن فتحت له باب الرحمة وعاد بالمسرّة بعد اليأس مدّة طويلة فأنشأ:
أبا الفضل إنّي جئتكَ اليومَ سائلاً  … لتيسير ما أرجو فأنتَ أُخو الشبلِ
فلا غروَ إن أسعفتَ مثْلي بائِساً … لأنّكَ للحاجات تُدعى أبو الفضلِ
هذا ما أردنا إثباته من الكرامات، وهو قطرة من بحر، فإنّ الإتيان عليها كُلِّها يحتاج إلى مجلّد كبير ; لأنّ اللّه سبحانه منح (حامي الشريعة) جزيل الفضل، وأجرى عليه من الفيض الأقدس ما لم يحوه بشر غير الأنبياء المقرّبين والأئمة المعصومين، جزاءً لذلك الموقف الباهر الذي لم يزل يرنّ رجع صداه المؤلم في مسامع القرون والأجيال، مذكّراً بما أبداه أبو الفضل من إباء وشمّم وكر وإقدام، وتضحية دون الشّرع القويم.    

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.