أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2017
2461
التاريخ: 6-9-2017
2567
التاريخ: 21-8-2017
2335
التاريخ: 21-8-2017
2692
|
ما في كتاب " إعلام الناس في فضايل العبّاس " تأليف الزاكي التقي السيّد سعيد بن الفاضل المهذّب الخطيب السيّد إبراهيم البهبهاني قال: تزوّجت في أوائل ذي القعدة سنة 1351 هـ، وبعد أن مضى أُسبوع من أيام الزواج أصابني زكام صاحبته حمّى، وباشرني أطباء النجف فلم انتفع بذلك، والمرض يتزايد، ومن جملة الأطباء الطبيب المركزي (محمّد زكي أباظة).
وفي أول جماد الأول من سنّة 1353 هـ خرجت إلى " الكوفة " وبقيت إلى رجب، فلم تنقطع الحمّى، وقد استولى الضعف على بدني حتّى لم أقدر على القيام، ثُمّ رجعت إلى النجف وبقيت إلى ذي القعدة من هذه السنّة بلا مراجعة طبيب، لعجزهم عن العلاج.
وفي ذي الحجّة من هذه السنّة اجتمع الطبيب المركزي المذكور مع الدكتور محمّد تقي جهان وطبيبين آخرين جاؤوا من بغداد وفحصوني، فاتفقوا على عدم نفع كُلّ دواء، وحكموا بالموت إلى شهر.
وفي محرّم من سنة 1354 هـ خرج والدي إلى قرية القاسم ابن الإمام الكاظم (عليه السلام)، للقراءة في المآتم التي تقام لسيّد الشهداء، وكانت والدتي تمرّضني، ودأبها البكاء ليلاً ونهاراً.
وفي الليلة السابعة من هذه السنة رأيت في النوم رجلاً مهيباً وسيماً جميلاً، أشبه الناس بالسيّد الطاهر الزكي (السيّد مهدي الرشتي)، فسألني عن والدي، فأخبرته بخروجه إلى القاسم، فقال: إذن مَن يقرأ في عادتنا يوم الخميس، وكانت الليلة ليلة خميس، ثُمّ قال: إذن أنت تقرأ.
ثُمّ خرج وعاد إلى وقال: إنّ ولدي السيّد سعيد مضى إلى كربلاء يعقد مجلساً لذكر مصيبة أبي الفضل العبّاس، وفاءً لنذر عليه، فأُمضي إلى كربلاء واقرأ مصيّبة العبّاس، وغاب عنّي.
فانتبهت من النوم ونظرت إلى والدتي عند رأسي تبكي، ثُمّ نمت ثانياً، فأتاني السيّد المذكور وهو يقول: ألم أقل لك: إنّ ولدي سعيد ذهب إلى كربلاء وأنت تقرأ في مأتم أبي الفضل، فأجبته إلى ذلك، فغاب عنّي، فانتبهت.
وفي المرّة الثالثة نمت فعاد إلّي السيّد المذكور وهو يقول بزجر وشدة: ألم أقل لك امضي إلى كربلاء، فما هذا التأخير؟! فهبته في هذه المرّة وانتبهت مرعوباً.
وقصصت الرؤيا من أوّلها على والدتي، ففرحت وتفاءلت بأنّ هذا السيّد هو أبو الفضل، وعند الصباح عَزِمَت على الذهاب بي إلى حرم العبّاس، ولكن كُلّ من سمع بهذا لم يوافقها، لما يراه من الضعف البالغ حدّه، وعدم الاستطاعة على الجلوس حتّى في السيارة، وبقيت على هذا إلى اليوم الثاني عشر من المحرم، فأصرّت الوالدة على السفر إلى كربلاء بكُلّ صورة، فأشار بعض الأرحام على أن يضعوني في تابوت، ففعلوا ذلك، ووصلت ذلك اليوم إلى القبر المقدّس، ونمت عند الضريح الطاهر.
وبينا أنا في حالة الإغماء في الليلة الثالثة عشر من المحرّم، إذ جاء ذلك السيّد المذكور وقال لي: لماذا تأخرّت عن يوم السابع وقد بقي سعيد بانتظارك، وحيث لم تحضر يوم السابع فهذا يوم دفن العبّاس وهو يوم 13، فقم واقرأ، ثُمّ غاب عنِّي، وعاد إلّي ثانياً وأمرني بالقراءة وغاب عنِّي، وعاد في الثالثة ووضع يده على كتفي الأيسر ; لأنّي كنت مضطجعاً على الأيمن، وهو يقول: إلى متى النوم؟ قم واذكر (مصيبتي)، فقمت وأنا مدهوش مذعور من هيبّته وأنواره، وسقطت لوجهي مغشياً علىَّ، وقد شاهد ذلك من كان حاضراً في الحرم الأطهر.
وانتبهت من غشوتي وأنا أتصبّب عرقاً، والصحة ظاهرة علىَّ، وكان ذلك في الساعة الخامسة من الليلة الثالثة عشر من المحرّم سنة 1354 هـ.
فاجتمع علىَّ مَن في الحرم الشريف، وأقبل مَن في الصحن والسوق، وازدحم الناس في الحضرة المنوّرة، وكثر التكبير والتهليل، وخرق الناس ثيابي، وجاءت الشرطة فأخرجوني إلى البهو الذي هو أمام الحرم، فبقيت هناك إلى الصباح.
وعند الفجر تطّهرت للصلاة، وصلّيت في الحرم بتمام الصحة والعافية، ثُمّ قرأت مصيبة أبي الفضل (عليه السلام)، وابتدأت بقصيدة السيّد راضي بن السيّد صالح القزويني وهي:
أبَا الفَضلِ يَا مَنْ أسَسَّ الفَضل والإبا ... أَبا الفضل إلاّ أن تَكُونَ لَهُ أبا
والأمر الأعجب أنّي لمّا خرجت من الحرم قصدتُ داراً لبعض أرحامنا بكربلاء،وبعد أن قرأت مصيبة العبّاس خلوت بزوجتي، وببركات أبي الفضل حملت ولداً سمّيته " فاضل "، وهو حّي يرزق، كما رُزقت عبداللّه وحسناً ومحمّداً وفاطمة كنيتها أُم البنين.
هَذهِ مِن عُلاَه إحدَى المَعالِي ... وعَلَى هَذِه فَقِس مَا سِوَاهَا
وذكر أنّ السيّد الطاهر الزاكي السيّد مهدي الأعرجي، وكان خطيباً نائحاً له مدائح ومراثي لأهل البيت (عليهم السلام) كثيرة، ورد النجف يوم خروجي إلى كربلاء، فبات مفكّراً في الأمر، وكيف يكون الحال؟! وفي تلك الليلة الثالثة عشر رأى في المنام كأنّه في كربلاء، ودخل حرم العبّاس، فرأى الناس مجتمعين علىَّ وأنا أقرأ مصيبة العبّاس، فارتجل في المنام:
لَقد كُنتَ بالسِلِّ المُبرّح داؤه ... فشافانَي العباسُ من مرضِ السلِ
ففضلت بينَ الناسِ قَدراً وإنَّما ... لي الفضل إذ أنّي عتيقُ أبي الفضلِ
وانتبه السيّد من النوم يحفظ البيتين، فقصد دارنا وعرّفهم بما رآه، وفي ذلك اليوم وضح لهم الأمر.
وقد نظم هذه الكرامة جماعة من الأُدباء الذين رأوا السيّد سعيد في الحالين الصحة والمرض.
فمنهم السيّد الخطيب العالّم السيّد صالح الحلّي (رحمه الله).
بأبِي الفَضِل استَجَرنَا ... فَحبَانَا مِنهُ مُنحه
وطَلبنَا أن يُداوِي ... أَلَمَ القَلّبِ وجُرحَه
فَكسَا اللّه سَعيداً ... بعد سُقم ثَوُب صِحه
بدل الرحمن منه ... قرحة القلب بفرحه
وقال الخطيب الفاضل الأُستاذ الشيخ محمّد علي اليعقوبي:
بأبي الفَضْلِ زالَ عنّي سقامي ... مُذ كَساني منَ الشفاءِ بُرودا
وحَباني منَ السعادةِ حتّى ... صرُت في النَشأتين اُدعى سعيدا
وقال العلاّمة الشيخ علي الجشي أيده اللّه:
سعيدٌ سعدتَ وجزتَ الخطر ... من السلِّ في مثلِ لمحِ البَصْر
غداةَ التجأتَ لمثوى بهِ ... أبو الفضلِ حلَّ فرد القَدر
وقال السيّد حسون السيّد راضي القزويني البغدادي
سعيدٌ لقدْ نالَ الشِفا من أبي الفَضْلِ ... ولولاه كانَ السقم يأذنُ بالقتلِ
ولا غروَ أن نال الشِفا منُه أنّهُ ... أبو الفضلِ أهلَ للمكارِمِ والفَضْلِ
وله أيضاً:
ذا سعيد بالبرءِ أضحى سعيداً ... وحَباه الإله عُمْرَاً جديداً
من أبي الفضلِ بالشفا نالَ فَضْلاً ... وامتناناً ونالَ عَيْشاً رغيداً
وللأديب الكامل السيّد محمّد بن العلاّمة السيّد رضا الهندي (رحمه الله).
لَمْ أنسَ فضلكَ يا أبا الفضلِ الذىِ ... هيهات أن يُحصى ثناه مُفصّلا
يكفيكَ يوم الطفِّ موقفُكَ الذي ... قَدْ كان ألمعَ ما يكون وأفضلا
ولقدْ نصرتَ بهِ النبىّ بسبطهِ ... وغدوتَ في دنيا الشهادةِ أوّلا
وأَنا الذىِ قدْ كان دائي مُهلِكاً ... وأجرْتني لمّا استجرتُ مؤمِّلا
ألبستَني ثوبَ الشِفاء وعدتُ ... حيّاً فيكَ يا ساقي عطاشى كربلا
وللخطيب الذاكر الفاضل الشيخ عبد علي الشيخ حسين.
سعيد التجى من ضرّهِ وسقامِهِ ... بقبر أبي الفضلِ المفدّى فعافاه
لعمري ترى الأقدارَ طوعَ يمينهِ ... كوالِدِهِ الكرّار يمناه يمناه
فآب وإبراهيم قرّت عيونُهُ ... ببرءِ سعيدِ الندبِ يشكر مولاه
سعيد سعيداً عش بظلِّ لوائِهِ ... بأسعدِ يوم لا تزال وأهناه
بفضلِ أبي الفضلِ الفضيلة حزتها ... ولولاه لم تنجُو من الضرِّ لولاه
وللشيخ جعفر الطريفي:
عجزَ الطبيبُ لعلّتي وقلاني ... وعجزتُ من سقميِ وطولِ زماني
هجرَ الصديقُ زيارَتي وكأنّني ... ما زرتُه في سقمهِ فجفاني
حتّى إذا قالوا فقلّوا خفية ... هجروا الأواني خيفةَ العدوان
فقصدتُ باباً للحوائج والشِفا ... العبّاس باباً للشِفا فشَفاني
لَولاه واراني الترابُ بحفرتي ... نِعمَ الطبيب الأوحد الربّاني
وللشيخ كاظم السوداني:
فكَمْ لأبي الفضلِ الأبيّ كرامات ... لها تليت عند البريّة آيات
وشاراته كالشَمس في الأفق شوهدت ... لها من نباتِ المجدِ أومت إشارات
سعيد سعيداً عادَ منها إلى الشفا ... به انسلّ عنه السِلّ إذ كم به ماتوا
أبو الفضلِ كَمْ فضل له ومناقب ... فيا جاحديه مثل برهانه هاتوا
هو الشبل شبل من عليّ وفي الوغى ... له أثر من بأسه وعلامات
لقد شعّت الأكوان من بدر فضله ... بأنواره أرّخ (وفيها مضيئات)
وللخطيب الشيخ حسن سبتي:
ألا عش سعيداً يا سعيدَ منعّما ... مدى الدهرِ إذ عُوفيت من فتكة السلِّ
عتيق حسين كان جدّك أوّلا ... لذا صرتَ ثانيه عتيقَ أبي الفضلِ
وللسيّد نوري ابن السيّد صالح ابن السيّد عبّاس البغدادي:
بُشرى لأبراهيم في نجلهِ ... من مرضِ السلِّ غدا سالما
أبرأه العبّاس من فضلِهِ ... وفضلُهُ بينَ الورى دائِما
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|