أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017
3422
التاريخ: 19-8-2017
2958
التاريخ: 19-8-2017
868
التاريخ: 2-9-2017
26322
|
لا تقتصر أهمية علم الدلالة (Semantics) على كونه جزءاً من علم اللغة أو فرعاً من فروعه، او لأنه يعد العامل الأساسي في الوصول الى تحديد دقيق للتطور الدلالي التاريخي للألفاظ ، بل إن أهميته تتخطى كل ذلك الى الحد يصبح فيه هذا العلم ذا اهمية كبيرة لدى المناطقة والفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع ورغم ما قد يبدو من ارتباط واتصال بين هذه العلوم ولا مجالات البحثية، الا ان ثمة تمايزا بينهما؛ ذلك ان كل علم منها له سماته، وخصائصه، ومنطلقاته التي ينطلق منه ومن هنا يبدو اختلاف النظرة والتناول والهدف والوسيلة في دراسة دلالة الكلمة والمعنى .
وعلم الدلالة في أبسط تعريفاته هو دراسة المعنى، والكلمة " (Semantique) المشتقة من الكلمة اليونانية (Sêmainô)، " دل على " ، والمتولدة هي الأخرى من الكلمة " Sêma " أو " العلامة " هي بالأساس الصفة المنسوبة الى الكلمة الأصل (Sens) أو " المعنى "(1) .
ص7
واذا كان علم الدلالة يعني دراسة المعنى ، فان هذا المعنى لا تبرزه الا الكلمة ولا حياة للكملة الا في اطار سياق يحتويها ، سواء أكان هذا السياق مكتوباً مقروءاً ، ام منطوقاً مسموعاً .
وثمة فرق بين الكتابة والنطق ، او بين اللغة المكتوبة ونظيرتها المنطوقة . والنطق الإنساني أقدم من الكتابة الإنسانية من حيث الوجود والفطرة ؛ فالطفل الوليد يصاحبه لحظة خروجه الى الحياة بعض صور الصياح والبكاء ، فصدور بعض الأصوات - التي هي بكاء الطفل وصياحه - والخروج الى الحياة يقترنان في لحظة ما ، ثم تتم بعد ذلك عملية اكتمال الجهاز النطقي على مراحل ، فإذا كان الطفل وعمره سنة ونصف السنة يمتلك من الحصيلة اللغوية ما بين ثلاث كلمات الى خمسين كلمة ينطقها مفردة ، فإنه في سن ثلاث سنوات يبلغ عدد المفردات التي تكون لديه ما يقرب من ألف كلمة ينطقها بوضوح تام (2) .
ص8
ويضاف الى ذلك ان اكتساب الطفل اللغة يتم استناداً الى ما يسمعه من لغة منطوقة من قبل الآخرين ممن يعيش بينهم، ويتم هذا عن طريق تمييز الوحدات الصوتية والتعرف الى محتواها وفهم دلالاتها .
ص9
______________
(1) بيار غيرو: علم الدلالة. ترجمة: انطوان ابو زيد. منشورات عويدات، بيروت . باريس . ط 1، 1986. ص 6 .
(2) انظر: د. جمعة سيد يوسف: سيكولوجية اللغة والمرض العقلي.
كتاب علم المعرفة - الكويت، يناير 1990 ص 161.
الأهمية والتعريف
د. فتح الله احمد سليمان
مدخل الى علم الدلالة
ص7- 9
لا تقتصر أهمية علم الدلالة (Semantics) على كونه جزءاً من علم اللغة أو فرعاً من فروعه، او لأنه يعد العامل الأساسي في الوصول الى تحديد دقيق للتطور الدلالي التاريخي للألفاظ ، بل إن أهميته تتخطى كل ذلك الى الحد يصبح فيه هذا العلم ذا اهمية كبيرة لدى المناطقة والفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع ورغم ما قد يبدو من ارتباط واتصال بين هذه العلوم ولا مجالات البحثية، الا ان ثمة تمايزا بينهما؛ ذلك ان كل علم منها له سماته، وخصائصه، ومنطلقاته التي ينطلق منه ومن هنا يبدو اختلاف النظرة والتناول والهدف والوسيلة في دراسة دلالة الكلمة والمعنى .
وعلم الدلالة في أبسط تعريفاته هو دراسة المعنى، والكلمة " (Semantique) المشتقة من الكلمة اليونانية (Sêmainô)، " دل على " ، والمتولدة هي الأخرى من الكلمة " Sêma " أو " العلامة " هي بالأساس الصفة المنسوبة الى الكلمة الأصل (Sens) أو " المعنى "(1) .
ص7
واذا كان علم الدلالة يعني دراسة المعنى ، فان هذا المعنى لا تبرزه الا الكلمة ولا حياة للكملة الا في اطار سياق يحتويها ، سواء أكان هذا السياق مكتوباً مقروءاً ، ام منطوقاً مسموعاً .
وثمة فرق بين الكتابة والنطق ، او بين اللغة المكتوبة ونظيرتها المنطوقة . والنطق الإنساني أقدم من الكتابة الإنسانية من حيث الوجود والفطرة ؛ فالطفل الوليد يصاحبه لحظة خروجه الى الحياة بعض صور الصياح والبكاء ، فصدور بعض الأصوات - التي هي بكاء الطفل وصياحه - والخروج الى الحياة يقترنان في لحظة ما ، ثم تتم بعد ذلك عملية اكتمال الجهاز النطقي على مراحل ، فإذا كان الطفل وعمره سنة ونصف السنة يمتلك من الحصيلة اللغوية ما بين ثلاث كلمات الى خمسين كلمة ينطقها مفردة ، فإنه في سن ثلاث سنوات يبلغ عدد المفردات التي تكون لديه ما يقرب من ألف كلمة ينطقها بوضوح تام (2) .
ص8
ويضاف الى ذلك ان اكتساب الطفل اللغة يتم استناداً الى ما يسمعه من لغة منطوقة من قبل الآخرين ممن يعيش بينهم، ويتم هذا عن طريق تمييز الوحدات الصوتية والتعرف الى محتواها وفهم دلالاتها .
ص9
______________
(1) بيار غيرو: علم الدلالة. ترجمة: انطوان ابو زيد. منشورات عويدات، بيروت . باريس . ط 1، 1986. ص 6 .
(2) انظر: د. جمعة سيد يوسف: سيكولوجية اللغة والمرض العقلي.
كتاب علم المعرفة - الكويت، يناير 1990 ص 161.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|