المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



رثاء سيد الماء (عليه السلام)  
  
4133   11:00 صباحاً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عبد الرزاق المقرم
الكتاب أو المصدر : العباس
الجزء والصفحة : ص352-359.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017 2694
التاريخ: 19-8-2017 3339
التاريخ: 12-8-2017 2955
التاريخ: 14-8-2017 2821

رثاه شاعر أهل البيت في عصره السيّد حيدر الحلّي المتوفّى سنة 1304 هـ، وهي مثبتة في ديوانه مطلعها:

حلولك في محلّ الضيم داما ... وحدّ السيف يأبى أن نضاما
ورثاه العلاّمة السيّد جعفر الحلّي المتوفّى سنة 1315 هـ، وقد أبدع فيها وهي مثبتة في ديوانه المطبوع في صيدا وفي منير الأحزان والدرّ النضيد مطلعها:

وجه الصباح عليَّ ليل مظلم ... وربيع أيّامي عليَّ محرّم
وفي ص99 وص153 وص150 ذكرنا أبياتاً منها.

ورثاه الحاجّ محمّد رضا الأزري ومطلعها:

أوما أتاك حديث وقعة كربلاء ... إنّي وقد بلغ السماء قتامها
طبعت في منير الأحزان للعلاّمة الشيخ شريف الجواهري، وفي الدرّ النضيد.

ورثاه الإمام الحجّة الشيخ محمّد حسن كاشف الغطاء أدام اللّه ظلّه :
أبا صالح إنّ العزا لمحرّم ... ومنكم بنو الزهراء استحلّ به الدم
لكم بين أضلاعي مواقد لوعة ... بذكر رزاياكم تشبّ وتضرم
تزاحم في فكري إذا رمت عدّها ... رزاياكم الجلى فأبكى وأوجم
وما أنس من شيء فلا أنس وقعة ... تهدّ لها السبع الطباق وتهدم
وقد جدّدت حزني ولم يك مخلقاً ... غداة استهلت أدمعي والمحرم
أصاب بها من كربلا قلب أحمد ... وقلب عليّ والبتولة أسهم
غداة بنوه الغرّ في نصر دينه ... سرت ونهار العدل بالحور مظلم
بفتيان صدق في الحفيظة يممت ... ركاب العلى في ظعنهم حيث يمموا
تطالع أقماراً بهم وأهلة ... إذا أسفروا في موكب وتلثّموا
وإن صرت الهيجاء ناباً تراهم ... أسوداً فأفياء الضبا تتأجّم
وإن فلّ حدّ السيف أمضاه عزمهم ... بأمضى شبا منهم فلا يتكتّم
وتهوي المنايا للهوان كأنّما ... المنايا لها دون الدنيّة مغنم
ميامين يوم السلم لكن يومهم ... على من دنا بالشؤم منهم لأشأم
قد أدرعوا درعاً جديداً وأخّروا ... من الصبر أقوى منه نسجاً وأحكم
وما راع جيش الكفر إلاّ عصابة ... حداها من الإيمان جيش عرمرم
حجازيّة نحو العراق ومنجد ... ثناها باجواز الفيافي ومتّهم
بأجسامها في عرصة الطفّ عرّست ... وأرواحها في عالم القدس عوم
تضاحك بشراً بالمنون كأنّما ... الحياة عذاب والمنون تنعم
وترقص شوقاً للّقاء قلوبها ... إذا أخذت في ذكرها تترنّم
وإن بزغ النور الإلهي بينها ... ترى البدر حفّت فيه بالسعد أنجم
لقد ثبتوا للذبّ عنه بموقف ... يشيب به طفل القضاء ويهرم
وتذهل أملاك السماء لوقعه ... وبذبل منه يذبل ويلملم
ولمّا قضوا في حلبة المجد حقّها ... وحقّ لها نحو الجنان التقدّم
تهاووا فقل زهر النجوم وتهافتت ... وأهووا فقل شمّ الرواسي تهدّم
بحرب على أعوان حرب قد انكفى ... صواعق من قرع الأسنّة تضرم
تعثر فيه بالجماجم خيلهم ... وأجسامهم للطير والوحش مطعم
وتعبس من خوف وجوه أميّة ... إذا كرّ (عباس) الوغى يتبسّم
أبو الفضل تأبى غيره الفضل والإبا ... أباً فهو أما عنه أو فيه يرسم
عليم بتأويل المنيّة سيفه ... نزول على من بالكريهة معلم
ويمضي إلى الهيجاء مستقبل العدى ... بماضي به أمر المنيّة مبرم
وإن عاد ليل الحرب بالنقع أليلا ... فيوم عداه منه بالشرّ أيوم
وإن سمع الأطفال تصرخ للظما ... تصارخ منه الجحفل المتضمّم
وصال عليهم صولة الليث مغضباً ... يحمحم من طول الطوى ويدمدم
وراح لورد المستقى حامل السقا ... وأصدر عنه وهو بالماء مفهم
ومذ خاض نهر العلقمي تذكّر ... الحسين فولّى عنه والريق علقم
وأضحى ابن ساقي الحوض سقا ابن ... أحمد يروي عطاشا المصطفى الطهر إن ظموا
ولمّا أبى منك الإباء تأخّراً ... وأنّ أبا الفضل الذي يتقدّم
بهم حسمت يمناك ظلما ولم ... أخل يمين القضا في صارم الشرك تحسم
وإنّ عمود الفضل يخسف هامه ... عمود حديد للضلالة يدعم
وحين هوى أهوى إليه شقيقه ... يشقّ صفوف المخلدي ويحطّم
فألفاه مقطوع اليدين معفّراً ... يفور من مخسوف هامته الدم
فقال: أخي قد كنت كبش كتيبتي ... وجنّة بأس حين أدهى وأدهم
فمن ناقع حرّ القلوب من الظما ... ومن دافع شرّ العدى يوم تهجم
ومن يكشف البلوى ومن يحمل اللوا ... ومن يدفع اللأوي ومن يتقحّم
رحلت وقد خلّفتني يا بن والدي ... أغاض بأيدي الظالمين وأهضم
أحاطت بي الأعداء من كلّ جانب ... ولا ناصر إلاّ سنان ولهذم
فما زال ينعاه ويندب عنده ... إلى أن أفاض البقعة الدمع والدم
وأقبل محنيّ الضلوع إلى النسا ... يكفكف عنها الدمع والدمع يسجم
ولاحت عليه للرزايا دلائل ... تبين لها لكنّه يتكتّم
وأقدم فرداً للكريهة ليثها ... وسبعون ألفاً عنه في الكرّ أحجموا
فتحسب عزرائيل صاح بسيفه ... عليهم ففرّوا من يديه وأُهزموا
وقل غضب الجبّار دمدم صاعقاً ... بمنحوس ذياك الوجود وأُعدموا
ولمّا أعاد البرّ بحراً جواده ... السفين به لكنّما الموج عندم
نمت عزمه البقيا عليه فما انثنوا ... ورقّ على من لا يرقّ ويرحم
وقام لسان اللّه يخطب واعظاً ... فصمّوا لمّا عن قدس أنواره عموا
وقال انسبوني من أنا اليوم وانظروا ... حلالا لكم منّي دمي أم محرّم
فما وجدوا إلاّ السهام بنحره ... تراش جواباً والعوالي تقوم
ومذ أيقن السبط انمحى دين جدّه ... ولم يبق بين الناس في الأرض مسلم
فدى نفسه في نصرة الدين خائضاً ... عن المسلمين الغامرات ليسلموا
وقال خذيني يا حتوف وهاك يا ... سيوف فأوصالي لك اليوم مغنم
وهيهات أن أغدوا على الضيم حائماً ... ولولي على جمر الأسنّة مجثم
وكرّ وقد ضاق الفضا وجرى القضا ... وسال بوادي الكفر سيل عرمرم
ومذ خرّ بالتعظيم للّه ساجداً ... له كبّروا بين السيوف وعظّموا
وجاء إليه الشمر يرفع رأسه ... فقام به عنه السنان المقوم
وزعزع عرش اللّه وانحط نوره ... فأشرق وجه الأرض والكون مظلم
ومذمال قطب الكون مال وأوشك ... انقلاباً يميل الكائنات ويعدم
وحين ثوى في الأرض قرّ قرارها ... وعادت ومن أوج السما وهي أعظم
فلهفي له فرداً عليه تزاحمت ... جموع العدى تزداد جهلا فيحلم
لهفي له ضام يجود وحوله ... الفرات جرى طام وعنه يحرم
ولهفي له ملقى وللخيل حافر ... يجول على تلك الضلوع وينسم
ولهفي على أعضاك يا بن محمّد ... توزّع في أسيافهم وتسهم
فجسمك ما بين السيوف موزّع ... ورحلك ما بين الأعادي مقسّم
فلهفي على ريحانة الطُهر جسمه ... لكلّ رجيم بالحجارة يرجم




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.