أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-19
![]()
التاريخ: 20-6-2017
![]()
التاريخ: 2024-11-05
![]()
التاريخ: 30-4-2018
![]() |
موقف السلطات الجائرة من الإمام:
من المعروف حديثاً وقديماً أنّ السلطة الغاشمة لا يهدأ لها بال ولا يقرّ لها قرار، فيما إذا كانت هناك جماعة تتبنى انتقادها وتعلن للملأ مدى ظلمها وجورها وإذا حصل من هذه الجماعة ما يقض مضجع الجائرين فسوف تحاول الانتقام منها بكل وسائلها وأساليبها الملتوية ولا يسكن لها نفس أو يغمض لها جفن إلاّ إذا قمعته أو أسكنته التراب فتنام بعد ذلك عينها ويهدأ بالها وتسكن نفسها.
والشيء الذي نقوله ليس شيئاً خيالياً وإنّما شيء واقع وملموس في عالم الحقيقة.
وأول دليل على هذا واقعنا المعاصر الذي لم يعرف الإنسان منذ وجد واقعاً أظلم منه وأشدّ جوراً على الإنسانية. وهذا الواقع الجائر ما هو إلاّ امتداد لتاريخ طويل عايشه الإنسان المتحرر مع الظلمة والجائرين.
ومنذ ذلك الحين والحكم لا يهتم إلاّ بمن يمدحه أو يثني عليه أو يذبّ عنه ويساعده على قتل الأحرار والتنكيل بالأبرياء وسجن الشرفاء وحرمان الأرامل والفقراء والأيتام والمساكين.
وكما ذكرنا عن أئمتنا أنّهم كانوا طليعة القوى المناهضة للشرّ والفئة الوحيدة التي دافعت عن كرامة الإنسان وحقوقه الاجتماعية والسياسية وقد كلّفها هذا الدفاع حياتها وراحتها، فعاشوا طوال أيامهم حيا ةً ليس فيها إلاّ القلق والرعب والخوف مشرّدون، نفوا من عقر دارهم كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر فقد تعقّبت السلطة الأموية والسلطة العباسية الجائرة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم تحت كل حجر وشجر وقتلوهم على الظنّة والتهمة ولم يغفروا حتى للشيخ الكبير ولم يرحموا حتى الطفل الصغير.
وناهيك ممّا ألمّ بإمامنا موسى بن جعفر (عليه السلام) من العذاب الممضّ والتنكيل الشديد على هزال بدنه وضعف قواه فقد بقي تحت وطأة العذاب وفي ظلمات السجن طيلة سبع سنوات في المدة الأخيرة على الأقل. ينتقل من سجن إلى سجن ومن سفّاح إلى آخر حتى انتقل إلى سجن (السندي بن شاهك) في نهاية المطاف.
وكان وراء هذا الحادث الإجرامي البشع جماعة لهم مآرب شخصية من وراء قتله وإبادته فتوصلوا للحاكم بكل وسيلة للخلاص منه حتى قتل مظلوماً مسموماً.
وعند ما قام الإمام الرضا بالأمر بعد أبيه قام أصحاب المصالح والانتهازيون يثيرون كوامن الحقد عند الرشيد غير أنّهم في هذه المرة لم يفلحوا.
يقول جعفر بن يحيى: سمعت عيسى بن جعفر يقول لهارون حيث توجّه من الرمّة إلى مكة: أذكر يمينك التي حلفت بها في آل أبى طالب، فإنّك حلفت إن ادّعى أحد بعد موسى الإمامة ضربت عنقه صبراً، وهذا علي ابنه يدّعي هذا الأمر ويقال له ما يقال في أبيه. فنظر إليه مغضباً فقال: وما ترى؟ تريد أن أقتلهم جميعاً.
قال موسى بن مهران: فلما سمعت ذلك من جعفر بن يحيى صرت إليه فأخبرته.
فقال الرضا: ما لي ولهم والله لا يقدرون إليّ على شيء.
ولعلّ الرشيد خاف من العواقب فلم يجف دم موسى بن جعفر حتى يلحق به ابنه أو لعلّه عاد في هذه اللحظات إلى شيء من رشده، وإلاّ فهو الرجل المعروف بسفكه لدماء آل رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وجهاز المخابرات في كل زمان يعتبر من أشدّ الأجهزة فساداً وانحطاطاً في الأخلاق وقد كان للرشيد جهاز فاسد ينقل له الأخبار والتحرّكات عن الإمام وعن كل القوى المعارضة، والكثرة ما فعل من أخبار كاذبة، ووشايات مغرضة، تحركت نوازع الحقد في قلب الرشيد وثارت في أعماقه الصفات السبعية وتحرّكت للانتقام من الإمام (عليه السلام).
فعن أبي الصلت الهروي قال: كان الإمام الرضا ذات يوم جالساً في منزله إذ دخل عليه رسول هارون الرشيد. فقال أجب أمير المؤمنين.
فقام (عليه السلام) فقال: يا أبا الصلت إنّه لا يدعوني في هذا الوقت إلاّ لداهية فوالله لا يمكنه أن يعمل بي شيئاً أكرهه لكلمات وقعت إليّ من جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فخرجت معه حتى دخلت على هارون الرشيد، فلما وقف بين يديه نظر إليه هارون الرشيد،
وقال: يا أبا الحسن قد أمرنا لك بمائة ألف درهم واكتب حوائج أهلك فلما ولىّ عنه الإمام، وهارون ينظر في قفاه قال: أردت وأراد الله وما أراد الله خير.
ويدفع الله السوء عن الإمام بعد التجائه إليه واستعانته به على ما عزم عليه الطاغية من الوقيعة به بتلك الكلمات المخلصة التي تلقاها من جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله).
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|