المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تعريف الالتزام بالإعلام قبل التعاقد
2024-08-11
Ernst Ferdinand Adolf Minding
20-10-2016
سوء العاقبة للعاق
13-8-2019
ارسال الحسن (عليه السلام) إلى الكوفة
19-10-2015
أشعار لابن خفاجة
2-1-2023
أوقات اليومية ونوافلها‌
20-11-2016


أبناؤك والتلفزيون  
  
1925   11:24 صباحاً   التاريخ: 13-6-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص61ـ64
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

لما كان من النادر جدا في مثل هذه الأيام وجود البيت الذي يخلو من جهاز (التلفزيون) فإن الضرورة تدعو كل الآباء الى أخذ جانب الحذر تجاه تلك الانعكاسات المختلفة التي تتركها مشاهدة التلفزيون على الأبناء وذلك حرصا على تنشئتهم وضمان مستقبل تربيتهم .

من المعروف أن التلفزيون قد غدا الوسيلة الإعلامية المسيطرة في سائر المجتمعات بحيث غدا يمثل القوة الاجتماعية الرئيسية في المجتمع، وذلك دون ان يدرك أحدنا كيف حدث ذلك. يرى عدد من كبار أساتذة الإعلام والاتصالات الإعلامية في العالم ان التلفزيون قد عمد، وبشكل عميق جدا على تغيير المسار الذي يسلكه الطفل منذ نشأته الأولى وحتى يغدو كائنا إنسانيا واعيا.

والآباء يظهرون اليوم قلقا متزايدا تجاه انعكاسات مشاهدة برامج التلفزيون على الأبناء ويشاركهم في هذا الشعور عدد لا بأس به من الاخصائيين في علم الاجتماع وعلم النفس وغيرهم من المدرسين وأصحاب الاختصاصات التربوية الأخرى.

وقد قام عدد من الباحثين خلال السنوات الـ (25) الماضية بإعداد سلسلة مطولة من الأبحاث والدراسات الموضوعية والتجارب العلمية الهادفة الى تحليل طبيعة التأثيرات التي تتركها مشاهدة التلفزيون على الأبناء.

وقد أعطت نتائج آخر هذه الأبحاث دلالات واضحة على طبيعة هذه التأثيرات وكانت بعض هذه الدلالات قلقة جدا بحيث تدعو الى ضرورة قيام الآباء بلعب أدوارهم الهامة في تخفيف الآثار السلبية التي تخلفها مشاهدة التلفزيون بالإضافة الى أن بإمكانهم الارتقاء بالجوانب الإيجابية لهذه التأثيرات الى الحد الذي يعطي الأبناء ثمارا مفيدة.

ويمكن إدراك حجم تأثير التلفزيون على الحياة الاجتماعية للأبناء بصورة توضح إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مجمل الإحصائيات المثيرة التي تم التوصل إليها بهذا الخصوص.

إن المعدل الوسطي للساعات التي يمضيها الطفل الأميركي ـ الذي يتراوح عمره بين الثانية والحادية عشرة – أمام الشاشة الصغيرة هو 26 ساعة أسبوعيا أي بمعدل ثلاث ساعات ونصف يوميا وهذا المعدل ليس نهائيا طبعا فهناك أبناء يقضون في ذلك ساعات أطول أو أقصر من غيرهم.

وتشير هذه الإحصائيات أيضا الى أن الأطفال الذي لم يدخلوا المدرسة بعد يمضون أمام شاشة التلفزيون ثلث كل ساعات اليقظة وهكذا نرى بأنه ، في الوقت الذي ينهي فيه الأبناء مراحل دراستهم الثانوية، يكن الواحد منهم قد أمضى ما يعادل 30,500 ساعة أمام الشاشة الصغيرة ، مقابل 16,500 ساعة في المدرسة.

ولهذا فإن الأبحاث الجارية بهذا الخصوص في الوقت الحاضر تشير الى وجود أمرين أساسيين يجب ان يؤخذا بعين الاعتبار مقدار الوقت الذي يمضيه الطفل أمام شاشة التلفزيون ـ بغض النظر عن نوعية البرامج (ومضمون) ما يشاهده الطفل، يتصفان بتأثيرات هامة جدا، سلبا وإيجابيا، على سلوكية الطفل.

والجانب الأول المتعلق (بمقدار الوقت) يأخذ أهمية بالغة تنبع من حقيقة أن قضاء ساعات

مطولة امام الشاشة الصغيرة يلهي الطفل عن الاستفادة من أوقات الفراغ، لمتابعة نشاطاته الضرورية والمقيدة له كما ويأخذ هذا الجانب أهميته الزائدة من ارتباطه بتأثيرات الجانب الثاني (وهو المحتوى على سلوكيات الطفل وطبيعة تصرفاته المقبلة).

وقد ركز الباحثون والدارسون لأمور البرامج التلفزيونية بشكل خاصة على دراسة أهمية (المحتوى) الذي يعرضه التلفزيون وتناولوا على الأخص جانب (العنف) في الحدث التلفزيوني وتأثير هذا الجانب الهام على سلوكيات الطفل حاضرا ومستقبلا.

وفي هذه الدراسة يقوم الباحثون بطرق جملة من الأسئلة الجوهرية ومن  بينها السؤال التالي: (هل مشاهدة أحداث العنف في التلفزيون تجعل الأطفال يتصفون بالعدائية في لهوهم، وأنهم يصبحون قابلية لإلحاق الأذى بالغير؟).

في العالم 1972 أوضحت نتائج إحدى الدراسات الموضوعية المتعلقة بالعنف بأن العنف التلفزيوني المصور يسهم الى حد كبير في التأثير على طبيعة الطفل وخلق روح عدائية عنده. والدراسات الحاضرة تؤكد أيضا صحة هذه النتيجة وتركز من جانبها على اكتشاف سبب بعض الأطفال بهذا النوع من العدائية دون البعض الآخر منهم.

وقد وجد الباحثون من ناحية ثانية أن مقدار الوقت الذي يمضيه الطفل في مشاهدة التلفزيون يمثل أحد العوامل الرئيسية التي تميز بعض الأطفال بظاهرة العدائية، فالأطفال الذين يمضون ساعات أطول من غيرهم أمام الشاشة الصغيرة يتجهون في النهاية الى التركيز على برامج العنف ومتابعة مجرياتها بدقة محسوسة، وهذه الظاهرة قد لا تنطبق، كما لوحظ على الأطفال الذين يقضون أقل من ساعتين يوميا أمام التلفزيون. ولا شك بأن ذلك يعود الى تفشي أحداث العنف في معظم برامج التلفزيون وحتى في برامج الأطفال ذاتها.

(والعنف في هذا الخصوص يعني أية ظاهرة لاستخدام القوة الجسدية لإجبار شخص ما على القيام بعمل معين دون أن تكون له الإرادة بحيث يسفر الأمر عن قتل او إلحاق ضرر معين بالغير) وقد لوحظ ان المعدل الوسطي لما يشاهده الطفل من أحداث الموت المصورة على شاشة التلفزيون بلغ (13000) حادثة وهذا كله قبل ان ينهي الأبن دراسته الثانوية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.