الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الولد ثمرة فؤاد الأم
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 359 ــ 362
2025-09-29
45
ان كلمة الأم التي وردت كثيراً في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، تعني الاصل والمصدر، ونظراً إلى أن الطفل يمكث في رحم أمه ستة أشهر كحد أدنى وتسعة أشهر كحد أعلى ويمتص بكل قواه البدنية والنفسية من ذخائر بدنها ويتغذى من اعصابها وجسمها وروحها، فقد عبر عنها بالأم.
وفي الحقيقة فإن الام تمثل أصل الطفل ومصدره، والطفل يمثل تجسيداً لحقائق الام البدنية والروحية وثمرة من تلك الشجرة المباركة.
ان فترة مكوث النطفة في صلب الاب قصيرة جداً، أما في رحم الام فإنها تمكث ما يقرب من مئتين وسبعين يوماً، وعليه فإن جميع تأثراتها واستلهاماتها أو أغلبها انما تأتي من الأم، ومن هنا فإن الاهمية التي أولاها الاسلام للام لم يولها لغيرها ابداً.
ان افرازات كيان الام بدنياً وروحياً تتجلى في وجود الطفل، وهو يجبل على ما جبلت عليه الام في أغلب اطواره ومسيرة حياته عن وعي منه أم عن جهل.
على البنت وقبل أن تدخل عش الزوجية أن تعلم أو تُعلّم بأنها ستكون أما في المستقبل وعليها منذ الآن الاهتمام بغذائها ومعاشرتها وتصرفها وتربيتها وايمانها كي تكون مصدراً لجيل طاهر صالح ملتزم بالآداب.
لقد عثرت في كتاب حول المرأة على هذه العبارة اللطيفة المنقولة عن امبراطور فرنسا نابليون بونابرت، فقد سئل عن أهم البلدان وأعظمها بالنسبة له، فأجاب البلد الذي يغلب فيه عدد النساء!
يجب ان تترسخ لدى المرأة حقيقة الامومة، والا فلن يظهر إلى الوجود جيل صالح.
على الام ـ في نظر الثقافة الاسلامية - ان تحافظ على أمومتها في سبيل تربية ابنائها.
على الأم أن تبرز أمومتها لأولادها كي لا يتعرضوا للعاهات من الناحية الفكرية والعاطفية.
إذا ما ضيعت الام مميزات أمومتها والقت بنفسها في براثن الحرية بطرازها الغربي واخذت تجالس وتضاحك هذا وذاك وتحارثهم وتماشيهم، وبالمقابل تهمل نفسها وزوجها وأولادها من أجل رغبات مادية وجسمية، فإنها لا تعد أماً، بل وحشاً كاسراً ينهش روح الاسرة، وذئباً جارحاً سيلقي بشرف الاسرة وكرامتها وطهارتها في مهب الريح.
على الام ان تتحلى بالطهارة والعقل السليم والأخلاق الانسانية بغية تخريج ولد يتمتع بالوقار والادب والطهارة والبأس والعلم.
في احدى مقاطع زيارة وارث نخاطب سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام): اشهد أنك كنت نوراً في الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة.
وفي نفس الزيارة ننسبه إلى خديجة الكبرى وفاطمة الزهراء (عليها السلام): السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا بن خديجة الكبرى.
ان ما يوصي به الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) الشباب الذين يرومون الزواج في اختيار ذوات الاصول والدين، انما يأتي للحد من الفساد.
فالتي تفتقد للأصالة الأسرية اللئيمة الفاسدة، الفاقدة للأدب والتربية. ويعوزها الوقار والالتزام، وأسوء من ذلك من تلاعبت بها الشهوات والسافرة المتبرجة، والتي تقضي كل ساعة وطراً مع صديق من الشباب، لا تمتلك مؤهلات الزواج، اذ انها قد سحقت اقدامها الغاية التي خلق الله تعالى من أجلها الخلق، وضيعت مقومات الانوثة والامومة، ولا أهلية لها في إنجاب الولد الصالح، وهي ممن قال الرسول (صلى الله عليه وآله) بحقهن: لو أنهن ولدن عقارب وحيات في آخر الزمان أفضل من أن يلدن طفلاً، لأنهن ومن أجل تلبية شهواتهن قد أخللن بمصنع الفكر والبدن والنفس.
ومثل هذا المصنع المختل يعجز من أن يصنع إنساناً سالماً.
استمعوا إلى هذا المعنى على لسان نبي الله نوح (عليه السلام): {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 26، 27].
فلو نوفر في قوم نوح الامهات، وكثرت المؤمنات الشاكرات الطاهرات، لم يقل أن هؤلاء لا يلدوا الا فاجر كفاراً.
نعم، إذا كانت البنت والمرأة خضراء الدمن كما عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فليس من الممكن التفاؤل بأن تعطي ثماراً طيبة وتهب عطاء الهياً وإنسانياً.
على المرأة ان لا تجلس ما شاءت من المجالس حتى وان كانت تنظم الارحام، لان بعض هذه المجالس تسودها المعاصي وتترك بصماتها على روحية الام وربما تسلب منها حقيقة الامومة.
على المرأة ان لا تتناول ما تمليه رغبتها وميولها من الاطعمة فربما لم يعد الطعام من حلال، وبذلك تترتب عليه أضرار سيئة بالنسبة لها ولولدها.
على المرأة مراعاة جوانب الطهارة والنجاسة، والمواظبة على الفرائض والسنن والجوانب الأخلاقية كي يتحول كيانها إلى مصدر نور ومدعاة لإشراقته.
وقد وصلنا عن المعصومين (عليه السلام) انهم اتخذوا من الزهراء (عليها السلام) أسوة لهم، وتمثلوا معطياتها الفكرية والروحية والأخلاقية والايمانية.
أن فاطمة (عليها السلام) تمثل الام النموذجية والمثل الأعلى للام على امتداد الوجود، فعلى نسائنا وبناتنا الاقتداء بها في حياتهن، اذ ان الام تمثل أصل الولد ومصدره.
ان الامهات اللواتي يتوسمن الأخلاق الاسلامية ويتمتعن بالوقار والرصانة والأدب، ويمثلن مصدر الحنان والمحبة والعاطفة، وما دام الأولاد في أرحامهن يتغذون إلى هذه الخصال، وبعد الولادة تحليق عيونهم في عيون امهاتهم، وتقتصر اسماعهم على ما ينطقن به، فإنهم بلا شك يصاغون على ضوء ما عليه الام.
لما أخذ الحسين (عليه السلام) براس الحر بن يزيد الرياحي ووضعه في حجره، نسب حريته وانعتاقه من سلطان بني امية إلى امه قائلاً: انت حر كما سمتك أمك حراً.
ولما أصر عمر بن سعد على أن يبايع الحسين (عليه السلام) يزيداً، عزا (عليه السلام) امتناعه واصحابه عن البيعة إلى الامهات وحجورهن الطاهرة قائلاً: ... وحجور طابت وطهرت.
الاكثر قراءة في الأبناء
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
