الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الأبناء
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص219ــ224
2025-09-30
113
طبيعة خلق الإنسان لا تتيح له مواصلة العيش منعزلاً وحيداً، ولا سبيل، إذاً، لديمومة حياته إلا بأن تكون له حياة جماعية تبدأ طبعاً بالنواة الأولى أعني أسرته ثم طائفته وعشيرته بالمرحلة الثانية فشعبه والمجتمع الدولي في المرحلة النهائية. ومن المعلوم أنّ الزواج يشكّل الخطوة الأولى على طريق تشكيل الحياة الاجتماعية، لتتبع هذه الخطوة الإنجاب. يصف القرآن الكريم الأبناء بأنهم زينة الحياة الدنيا(1).
زيادة النسل
روي عن أبي عبد الله الإمام الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) [يحث على الزواج والإنجاب] ويقول.... أَمَا عَلِمْتُمْ أَنِّي أَبَاهِي بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ حَتَّى بِالسِّقْطِ يَظُلُّ مُحبنطا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ادْخُلِ الجنَّةَ، فَيَقُولُ لَا أَدْخُلُ حَتَّى يَدْخُلَ أَبَوَايَ قَبْلِي، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِملكِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أئتِنِي بِأَبَوَيْهِ، فَيَأْمُرُ بِهِمَا إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: هَذَا بِفَضْلِ رَحْمَتِي لك...(2).
زيادة نسل الصالحين: ما يقصده الإسلام من عبارة زيادة النسل هو زيادة نسل الصالحين طبعاً. فعندما استغاث النبي نوح (سلام الله عليه) بربّه لكي ينجـي ولــده
العاق من الغرق، نهاه الله تعالى عن ذلك وقال: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46].
وقد جاء في حديث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): من سَعَادَةِ الرَّجَلِ، الوَلَدُ الصَّالِحُ(3).
وفي جوابه على مسائل محمد بن سنان قال الإمام الرضا (سلام الله عليه): ... حُرِّمَ الزناءُ؛ لِما فِيهِ مِنَ الفَسَادِ، مِن قَتلِ الأَنفُسِ، وَذَهَابِ الْأَنْسَابِ، وَتَركِ التَّرْبِيَةِ للأطفال..(4). وينتج عن ذلك فساد الأفراد والأطفال. وفي ذلك قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه)... إِيَّاكُمْ وَتَزْوِيجَ الْحَمْقَاءِ؛ فَإِنَّ صُحْبَتَهَا بَلَاءٌ، وَوُلْدَهَا ضِيَاعٌ(5).
الأبناء أمانة
الأبناء ودائع الله ومن نعمه وآياته(6)، والوالدان مسؤولان عـن سـلامتهم ونموهم وتربيتهم وتعليمهم(7)، فلهم ثواب التربية الصالحة(8) وعليهم عقاب سوء تربيتهما للأبناء(9).
حقوق الابن وتسميته
تستعرض روايات أهل البيت (سلام الله عليهم) ما للابن مـن حقـوق على والديه، وهي عبارة عن: 1. حُسن تسميته؛ 2. إكرام والدته؛ 3. الاهتمام بانتسابه إلى الوالدين؛ 4. صحته (نظافته وختانه)؛ 5. التغذية المناسبة؛ 6. التربية والتعليم؛ 7. الحنان والمحبة؛ 8. تكريمه؛ 9. إعانته على صالح الأعمال.
قال رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله):... حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ إِذَا كَانَ ذَكَرا أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهُ وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهُ وَيُعَلَّمَهُ كِتَابَ الله وَيُطَهِّرَهُ [الختان] وَيُعَلِّمَهُ السَّبَاحَةَ وَإِذَا كَانَتْ أُنْثَى أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهَا وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهَا وَيُعَلِّمَهَا سُورَةَ النُّورِ [التي تقدّم برنامجاً متكاملاً في العفاف والحجاب] وَلا يُعَلَّمَهَا سُورَةَ يُوسُفَ وَلا يُنْزِلَها. الْغُرَف [إشارة إلى أن لا تكون بيئة الدراسة والعمل والعيش في دائرة نظـر غـير المحارم وارتباطهم] وَيُعَجِّلَ سَرَاحَهَا إِلَى بَيْتِ زَوْجِهَا...(10).
وقال الإمام زين العابدين (سلام الله عليه): وَأَمَّا حَقُّ وَلَدِكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ مِنْكَ وَمُضَافٌ إِلَيْكَ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا بِخَيْرِهِ وَشَرَّهُ(11).
تسمية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لمولوده: إِنَّ أَوَّلَ مَا يَنْحَلُ بِهِ أَحَدُكُمْ وَلَدَهُ الاسْمُ الحَسَنُ، فَلْيُحْسِنْ أَحَدُكُمْ اسْمَ وَلَدِه(12)؛ وقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): إِذَا سَمَّيْتُمُ الْوَلَدَ مُحَمَّداً فَأَكْرِمُوهُ وَأَوْسِعُوا لَهُ فِي الْمُجَالِسِ وَلَا تُقَبِّحُوا لَهُ وَجْهَا(13).
ثواب التسمّي باسم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): قال سيد الكائنات الحبيب الخاتم (صلى الله عليه وآله): مَا مِنْ مَائِدَةٍ وُضِعَتْ وَحَضَرَ عَلَيْهَا مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ أَوْ مُحَمَّدٌ إلا قُدْسَ ذَلِكَ المَنْزِلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْن(14).
صحة الطفل
سدّ باب انحراف الطفل جنسياً: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لا يُجَامِعِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَلا جَارِيَته وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ فَإِنَّ ذَلِكَ لِمَا يُورِثُ الزِّنَا(15).
الوقاية من الأمراض: أحد حقوق الطفل الصحية هي وقايتـه مـن بعـض الأمراض. قال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله):.... كَرِهَ أَنْ يَغْشَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَإِنْ فَعَلَ وَخَرَجَ الْوَلَدُ مَجُذُوماً أَوْ بِهِ بَرَضٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ وَكَرِهَ أَنْ يَأْتِيَ الرجُلُ أهْلَهُ وَقَدِ احْتَلَمَ حَتَّى يَغْتَسِلَ مِنَ الاحْتِلام فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَخَرَجَ الْوَلَدُ مجنوناً فَلا يَلُومَنَّ إلا نفسَه(16).
إحدى حالات الوقاية من الأمراض، ترك الجماع في أوقات خاصة؛ قــال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا: يَا عَلي! لا تُجَامِعُ أَهْلَكَ لَيْلَةَ النَّصْفِ وَلَا لَيْلَةَ الْهِلَالِ أَمَا رَأَيْتَ المَجْنُونَ يُصْرَعُ فِي لَيْلَةِ الْهِلَالِ وَلَيْلَةِ النِّصْفِ كَثِيراً(17).
قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لا تُجامِعُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ وَلَا فِي وَسَطِهِ وَلَا فِي آخِرِهِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُسَلّمْ لِسِقْطِ الْوَلَدِ. ثُمَّ قَالَ: أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ جنُوناً؛ أَلا تَرَى أَنَّ الْمُجْنُونَ أَكْثَرَ مَا يُصْرَعُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ وَوَسَطِهِ وَآخِرِهِ(18).
طبعاً ثمة رواية تستثني ذلك في أول شهر رمضان، إذ يقول الإمام أمير المؤمنين علي (سلام الله عليه): يُسْتَحَبُّ لِلرَجُلِ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرٍ رَمَضَان(19).
كما إن من حالات وقاية الطفل من الأمراض ترك الكلام أثناء الجماع حيث روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: نَهاكُم عن... الكلام عِنْدَ الجماع وقال: يُورِثُ الْخَرَسَ يعني في الوَلَد(20).
الاغتسال: قال رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله): اغْسِلُوا صِبْيَانَكُمْ مِنَ الْغَمَرِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَشَمُّ الْغَمَرَ فَيَفْزَعُ الصَّبِيُّ فِي رُقَادِهِ وَيَتَأَذًى بِهِ الْكَاتِبَانَ(21).
ختان الطفل في يومه السابع: من السنة ختان الطفل وهـي مـن الأمور الصحية. فقد روي عن المعصومين (سلام الله عليهم): اخْتِنُوا أَوْلادَكُمْ يَوْمَ السَّابِعِ يَطَهَّرُوا...(22).
عوامل الوقاية الروحية: من هذه العوامل الأذان في أذن الطفل اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يَا عَلِيُّ! إِذَا وُلِدَ لَكَ غُلامٌ أَوْ جَارِيَةٌ فَأَذَّنْ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَأَقِمْ فِي الْيُسْرَى، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ الشَّيْطَانُ أَبَداً(23)، وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: يَا عَلِيُّ! إِذَا جَامَعْتَ فَقُلْ ((بِسْمِ اللَّهُ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنَّبٍ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي)) فَإِنْ قَضَى أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَداً(24).
تغذية الطفل
حق التغذية: لقد أكد الشارع المقدس على أهمية تغذية الطفل، لا سيما في فترة الرضاعة، ووضع لذلك بعض الأحكام. فقد جاء في القرآن الكريم:
{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233].
ثواب رضاعة الطفل: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِذَا حَمَلَتِ الْمُرْأَةُ كَانَتْ بِمَنْزِلَةِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُجَاهِدِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ الله، فَإِذَا وَضَعَتْ كَانَ لَهَا مِنَ الْأَجْرِ مَا لا يَدْرِي أَحَدٌ مَا هُوَ لِعِظَمِهِ، فَإِذَا أَرْضَعَتْ كَانَ لَهَا بِكُلِّ مَصَّةٍ كَعِدْلِ عِتْقِ مُحَرَّرٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ، فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ رَضَاعِهِ ضَرَبَ مَلَكٌ عَلَى جَنْبِهَا [جَنبيها] وَقَالَ: اسْتَأْنْفِي الْعَمَلَ، فَقَدْ غُفِرَ لَكَ(25).
_____________________________
(1) {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46].
(2) الكافي، ج 5، ص 334؛ تهذيب الأحكام، ج 7، ص 400.
(3) الكافي، ج 6، ص 3.
(4) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص99.
(5) الكافي، ج 5، ص 353.
(6) {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: 72]؛ {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} [الشعراء: 133].
(7) {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6].
(8) {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55].
(9) {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
(10) الكافي، ج 6، ص 49.
(11) الفقيه، ج 2، ص 622.
(12) النوادر، ص 6.
(13) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص29.
(14) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص29.
(15) الكافي، ج 5، ص 499 - 500.
(16) علل الشرائع، ص 514.
(17) تحف العقول، ص 12؛ وسائل الشيعة، ج 2، ص131.
(18) وسائل الشيعة، ج20، ص129.
(19) الكافي، ج 4، ص 180.
(20) كتاب الخصال، ص 520.
(21) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 69.
(22) الكافي، ج 6، ص 35.
(23) تحف العقول، ص13.
(24) تحف العقول، ص 12.
(25) الأمالي الصدوق، ص 411 - 412.
الاكثر قراءة في الأبناء
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
