المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تغيّر الطينة
1-4-2018
حجم الاسرة وعلاقتها في التنشئة الاجتماعية
22-1-2018
أقسام المملكة النباتية Kingdom Plantae
4-3-2017
سبب اهتمام الاوساط الاسلامية بالصحيفة السجادية
31-3-2016
Gypsum plasters
21-1-2018
اقسام الماكياج- الماكياج التصحيحي (corrective make up)
24-11-2021


ظهور النقد المنهجي عند العرب  
  
2463   01:53 مساءً   التاريخ: 4-6-2017
المؤلف : مصطفى عبد الرحمن إبراهيم
الكتاب أو المصدر : في النقد الأدبي القديم عند العرب
الجزء والصفحة : ص144-145
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2017 7273
التاريخ: 23-3-2018 15209
التاريخ: 26-7-2017 6252
التاريخ: 4-6-2017 62853

النقد المنهجي هو النقد الذي يقوم على منهج تدعمه أسس نظرية أو تطبيقية عامة ويتناول بالدرس مدارس أدبية، أو شعراء أو خصومات يفصل فيها القول، ويبسط عناصرها، ويبصر بمواضع الجمال، والقبح فيها(1).

وقد ظل النقد العربي للأدب في جملته على هذا النحو الذي رأيناه عند الجاهلين والإسلاميين، نقداً ذوقياً فطرياً، يقوم على الحس الفني، والإدراك العام، حتى إذا كان العصر العباسي، وتطورت العقول، وتهذبت المدارك، واتسعت المعارف، وتنوعت الثقافات العربية والأجنبية المترجمة عن الفرس والهند واليونان وغيرهم، كان لهذا كله أثر كبير في تطور الأدب والنقد على السواء.

" فمنذ أواخر القرن الثاني للهجرة، بدأ النقد الأدبي يخطو خطوات جديدة، نحو العمق والدقة، والتحليل الواضح، والتحليل المفصل، وأخذ يحاول في تدرج الوصول الى النقد المنهجي القائم على أسس ثابتة وقواعد موضوعية (2)"

وقد اشتهر جماعة من النقاد كان لهم نشاط مؤثر في عالم النقد بما ألفوه من كتب ضمنوها آراءهم ونظرياته النقدية في الشعر والنثر، وأهم هؤلاء ابن سلام صاحب كتاب (طبقات فحول الشعراء)، والجاحظ صاحب (البيان والتبيين)، وابن قتيبة صاحب (الشعر والشعراء) و(أدب الكاتب)، وابن طباطبا صاحب (عيار الشعر)، وقدامة بن جعفر صاحب (نقد الشعر) والقاضي الجرجاني صاحب (الوساطة بين المتنبي وخصومه)، والآمدي صاحب (الموازنة)، والمرزباني صاحب (الموشح) وأبو هلال العسكري صاحب (الصناعتين)، والمرزوقي صاحب (شرح الحماسة) لأبي تمام، وابن رشيق صاحب (العمدة)، وعبد القاهر الجرجاني صاحب كتابي (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة)، وابن الأثير صاحب (المثل السائل)، وعلى يد هؤلاء وغيرهم سار النقد العربي مراحل تطوره، حتى صار علما له قواعده وأصوله، وسنتعرض لبعض هذه الكتب بالتفصيل.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) النقد المنهجي عند العرب د/ محمد مندور ص5.

2) دراسات في النقد الأدبي د/ حسن جاد ص56.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.