المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

القوى الأوروبية المؤثرة على الشرق الأوسط (روسيا والاتحاد السوفيتي)
24-1-2016
Collatz Problem
25-10-2020
Urine
15-2-2016
مسقطات خيار الغبن
5-12-2017
Nitrogen Cavitation
3-5-2019
تفاعلات النوع الثالث من فرط التحسس Type III (Immune Complex) Hypersensitivity
23-3-2017


تفسير الاية (270-271) من سورة البقرة  
  
4114   12:17 صباحاً   التاريخ: 11-5-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الباء / سورة البقرة /


قال تعالى : {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَونَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوخَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة : 270 ، 271] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

 

عاد سبحانه إلى ذكر الإنفاق والترغيب فيه فقال {وما أنفقتم من نفقة} أي ما تصدقتم به من صدقة مما فرض الله عليكم وقيل معناه ما أنفقتم في وجوه الخير وسبل البر من نفقة واجبة أو مندوب إليها {أو نذرتم من نذر} أي ما أوجبتموه أنتم على أنفسكم بالنذر فوفيتم به من فعل بر مثل صلاة أو صوم أو صدقة ونحو ذلك {فإن الله يعلمه} معناه يجازي عليه لأنه عالم فدل ذكر العلم على تحقيق الجزاء إيجازا للكلام {وما للظالمين} أي ليس للواضعين النفقة والنذر في غير موضعهما مثل أن ينفق رياء أو ضرارا أو شقاقا أومن مال مغصوب أو مأخوذ من غير حله أو بنذر في معصية أو يترك الوفاء به مع القدرة عليه {من أنصار} من أعوان يدفعون عذاب الله عنهم .

وقوله تعالى : {إِن تُبْدُوا الصدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وإِن تُخْفُوهَا وتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُو خَيرٌ لَّكمْ ويُكَفِّرُ عَنكم مِّن سيِّئَاتِكمْ واللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} :

ثم ذكر تعالى صفة الإنفاق ورغب فيه بقوله {إن تبدوا الصدقات} معناه أن تظهروا الصدقات وتعلنوها {فنعما هي} أي فنعم الشيء ونعم الأمر إظهارها وإعلانها أي ليس في إبدائها كراهة {وإن تخفوها} أي تسروها {وتؤتوها الفقراء} أي تعطوها الفقراء وتؤدوها إليهم في السر {فهو خير لكم} أي فالإخفاء خير لكم وأبلغ في الثواب .

 واختلفوا في الصدقة التي يكون إخفاؤها أفضل من إبدائها فقيل أن صدقة التطوع إخفاؤها أفضل لأنه يكون أبعد من الرياء بإخفائها وأما المفروض فلا يدخله الرياء ويلحقه تهمة المنع بإخفائها فإظهارها أفضل عن ابن عباس والثوري وكذا رواه علي بن إبراهيم بإسناده عن الصادق قال الزكاة بإخفائها المفروضة تخرج علانية وتدفع علانية وغير الزكاة إن دفعه سرا فهو أفضل وقيل الإخفاء في كل صدقة من زكاة وغيرها أفضل عن الحسن وقتادة وهو الأشبه بعموم الآية .

 {ونكفر عنكم من سيئاتكم} معناه ونمحو عنكم خطيئاتكم ونغفرها لكم ومن قرأ بالرفع فمعناه ونحن نكفر عنكم أو يكفر الله عنكم من سيئاتكم ودخلت من للتبعيض واحتج به من قال المراد بالسيئات الصغائر فأما على مذهبنا فأسقاط العقاب تفضل من الله فله أن يتفضل بإسقاط بعضه دون بعض فلولم يدخل من لأفاد أنه يسقط جميع العقاب وقال بعضهم أن من زيادة وقد يقال كل من طعامي وخذ من مالي مما شئت فيكون للتعميم والأول أولى ومما جاء في الحديث في صدقة السر قوله صدقة السر تطفئ غضب الرب وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وتدفع سبعين بابا من البلاء وقوله سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العدل والشاب الذي نشأ في عبادة الله تعالى ورجل قلبه يتعلق بالمساجد حتى يعود إليها ورجلان تحابا في الله واجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله تعالى ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لم تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه وقوله تعالى : {والله بما تعملون خبير} معناه أنه تعالى عالم بما تعملونه في صدقاتكم من إخفائها وإعلانها لا يخفى عليه شيء من ذلك فيجازيكم على جميعه .

______________________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج2 ، ص195-199 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هاتين الآيتين (1) :

 

ثم عاد سبحانه إلى ذكر الإنفاق ، والترغيب فيه فقال : { وما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَو نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهً يَعْلَمُهُ} . لفظ النفقة يشمل كل ما يصدق عليه هذا الاسم ، واجبة كانت النفقة أو مستحبة ، كثيرة أو قليلة ، في طاعة أو معصية ، سرا كان الإنفاق أو جهرا .

ومعنى النذر لغة الوعد ، وشرعا الزام الإنسان نفسه بفعل شيء أو تركه لوجه اللَّه ، وصيغته أن يقول الناذر : عليّ للَّه ، أو نذرت للَّه ، ولا يكفي مجرد القصد بلا صيغة ، ولا الصيغة بلا ذكر اللَّه ، أو أحد أسمائه الحسنى ، فلو قال :

نذر عليّ لئن كان كذا ان أفعل كذا لم يكن هذا من النذر في شيء لخلوه عن ذكر اللَّه ، وأيضا لا ينعقد النذر إطلاقا إذا تعلق بمحرم أو مكروه . . فقد نذر شخص في عهد رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله ) أن يقوم ولا يقعد ، ولا يستظل ولا يتكلم ، ويصوم . . فقال الرسول ( صلى الله عليه واله ) : مروه فليتكلم ، ويستظل ، ويقعد ، وليتم صومه .

والضمير في يعلمه يعود إلى ( ما ) في قوله : {وما أَنْفَقْتُمْ }. أي ان اللَّه

يعلم النفقة بأي دافع تكون ، ويجازي عليها ان خيرا فخير ، وان شرا فشر .

{ وما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ } . المراد جميع الظالمين ، دون استثناء ، ومنهم الذين لا ينفقون إطلاقا ، أو ينفقون الرديء ، أو رياء ، أو يتبعون النفقة بالمنّ والأذى ، أو يضعونها في غير موضعها . . ومنهم أيضا الذين ينكثون العهد ، ولا يفون بالنذر ، كل هؤلاء ، ومن إليهم لا أعوان ولا شفعاء لهم يدفعون عنهم بأس اللَّه وعقابه .

{ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ } . أي لا كراهية في اظهار الصدقة ، ما دام القصد منها وجه اللَّه سبحانه . . سئل الإمام أبو جعفر الصادق ( عليه السلام ) عن الرجل يعمل الشيء من الخير ، فيراه انسان ، فيسره ذلك ؟ . قال : لا بأس ، ما من أحد الا وهو يحب أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يصنع ذلك لذلك .

{وإِنْ تُخْفُوها وتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمْ } . ليس من شك ان إخفاء الصدقة أفضل من ابدائها ، لبعدها عن شبهة الرياء ، واظهار حاجة الفقير أمام الناس ، وقد يكون في الإبداء مصلحة ، كما لوكان مدعاة للأسوة والاقتداء ، وعندها يكون الإبداء أفضل . . وقيل : ان إخفاء صدقة التطوع أفضل من ابدائها ، وبالعكس الصدقة المفروضة ، ولا نعرف حجة لهذا التفصيل ، وحديث : (صدقة السر تطفئ غضب الرب) يشمل الواجبة والمستحبة ، كما ان لفظ الفقراء في الآية يشمل الفقير المسلم ، وغير المسلم ، وقد أفتى الفقهاء بإعطاء الصدقة المستحبة لغير المسلم إذا كان محتاجا ، لقول الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله ) : (لكل كبد حرى أجر) .

{ ويُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ } . من هنا للتبعيض ، أي بعض سيئاتكم ، وجئ بها ، لأن الصدقة لا تمحو جميع الذنوب ، وانما تمحو بعضها .

{واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } . وما دام اللَّه سبحانه يعلم السر ، تماما كما يعلم الجهر ، فالأفضل السر ، لأنه أبعد عن الرياء الا إذا كان في العلانية مصلحة ، كالأسوة والاقتداء ، وان كثيرا من المخلصين يبالغون في إخفاء صدقاتهم ، فيتبرعون للمشاريع الخيرية باسم بعض المحسنين .

_______________________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص423-424 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

 

قوله تعالى : {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه} ، أي ما دعاكم الله سبحانه إليه أو دعوتم أنفسكم إليه بإيجابه عليها بالنذر من بذل المال فلا يخفى على الله يثيب من أطاعه ويؤاخذ من ظلم ، ففيه إيماء إلى التهديد ، ويؤكده قوله تعالى : {وما للظالمين من أنصار} .

وفي هذه الجملة أعني قوله : {وما للظالمين من أنصار} ، دلالة أولا : على أن المراد بالظلم هو الظلم على الفقراء والمساكين في الإمساك عن الإنفاق عليهم ، وحبس حقوقهم المالية ، لا الظلم بمعنى مطلق المعصية فإن في مطلق المعصية أنصارا ومكفرات وشفعاء كالتوبة ، والاجتناب عن الكبائر ، وشفعاء يوم القيامة إذا كان من حقوق الله تعالى ، قال تعالى : {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} [الزمر : 53 ، 54] ، وقال تعالى : { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء : 31] ، وقال تعالى : {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء : 28] ، ومن هنا يظهر : وجه إتيان الأنصار بصيغة الجمع فإن في مورد مطلق الظلم أنصارا .

وثانيا : أن هذا الظلم وهو ترك الإنفاق لا يقبل التكفير ولوكان من الصغائر لقبله فهومن الكبائر ، وأنه لا يقبل التوبة ، و يتأيد بذلك ما وردت به الروايات : أن التوبة في حقوق الناس غير مقبولة إلا برد الحق إلى مستحقه ، وأنه لا يقبل الشفاعة يوم القيامة كما يدل عليه قوله تعالى : { إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} [المدثر : 39 - 44] إلى أن قال : { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} .

وثالثا : أن هذا الظالم غير مرتضى عند الله إذ لا شفاعة إلا لمن ارتضى الله دينه كما مر بيانه في بحث الشفاعة ، ومن هنا تظهر النكتة في قوله تعالى : {ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله} ، حيث أتى بالمرضاة ولم يقل ابتغاء وجه الله .

ورابعا : أن الامتناع من أصل إنفاق المال على الفقراء مع وجودهم واحتياجهم من الكبائر الموبقة ، وقد عد تعالى الامتناع عن بعض أقسامه كالزكاة شركا بالله وكفرا بالآخرة ، قال تعالى : {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [فصلت : 6 ، 7] ، والسورة مكية ولم تكن شرعت الزكاة المعروفة عند نزولها .

قوله تعالى : إن تبدوا الصدقات فنعما هي "إلخ" ، الإبداء هو الإظهار ، والصدقات جمع صدقة ، وهي مطلق الإنفاق في سبيل الله أعم من الواجب والمندوب وربما يقال : إن الأصل في معناها الإنفاق المندوب .

وقد مدح الله سبحانه كلا من شقي الترديد ، لكون كل واحد من الشقين ذا آثار صالحة ، فأما إظهار الصدقة فإن فيه دعوة عملية إلى المعروف ، وتشويقا للناس إلى البذل والإنفاق ، و تطييبا لنفوس الفقراء والمساكين حيث يشاهدون أن في المجتمع رجالا رحماء بحالهم ، وأموالا موضوعة لرفع حوائجهم ، مدخرة ليوم بؤسهم فيؤدي إلى زوال اليأس والقنوط عن نفوسهم ، وحصول النشاط لهم في أعمالهم ، واعتقاد وحدة العمل والكسب بينهم وبين الأغنياء المثرين ، وفي ذلك كل الخير ، وأما إخفاؤها فإنه حينئذ يكون أبعد من الرياء والمن والأذى ، وفيه حفظ لنفوس المحتاجين عن الخزي والمذلة ، وصون لماء وجوههم عن الابتذال ، وكلاءة لظاهر كرامتهم ، فصدقة العلن أكثر نتاجا ، وصدقة السر أخلص طهارة .

ولما كان بناء الدين على الإخلاص وكان العمل كلما قرب من الإخلاص كان أقرب من الفضيلة رجح سبحانه جانب صدقة السر فقال : {وإن تخفوها وتعطوها الفقراء فهو خير لكم} فإن كلمة خير أفعل التفضيل ، والله تعالى خبير بأعمال عباده لا يخطئ في تمييز الخير من غيره ، وهو قوله تعالى : {والله بما تعملون خبير} .

______________________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج2 ، ص337-338 .

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

 

كيفيّة الإنفاق :

تحدّثت الآيات السابقة عن الإنفاق وبذل المال في سبيل الله ، وأن ينفق الشخص ذلك المال من الطيّب دون الخبيث ، وأن يكون مشفوعاً بالمحبّة والإخلاص وحسن الخلق ، أمّا في هاتين الآيتين أعلاه فيدور الحديث عن كيفيّة الإنفاق وعلم الله تعالى بذلك .

فيقول الله تعالى في الآية الاُولى : {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإنّ الله يعلمه} .

تقول الآية : إنّ كلّ ما تنفقونه في سبيل الله سواءً كان قليلاً أو كثيراً ، جيّداً أم رديئاً ، من حلال إكتسب أم من حرام ، مخلصاً كان في نيّته أم مرائياً ، إتّبعه المن والأذى أم لم يتبعه ، أكان الإنفاق ممّا أوجب الله تعالى عليه أم ممّا أوجبه الإنسان على نفسه بنذر وشبهه ، فإنّ الله تعالى يعلم تفاصيله ويثيب عليه أو يعاقب .

وفي ختام الآية تقول : {وما للظالمين من أنصار}

(الظالمين) هنا إشارة إلى المحتكرين والبخلاء والمرائين والّذين ينفقون بالمنّ والأذى ، فإنّ الله تعالى لا ينصرهم ، وسوف لا ينفعهم ما أنفقوا لا في الدنيا ولا في الآخرة .

أو أنّ المراد هم الأشخاص الّذين إمتنعوا من الإنفاق إلى المحرومين والمعوزين ، فإنّهم بذلك قد ظلموهم وظلموا كذلك أنفسهم ومجتمعهم .

أو أنّهم الأشخاص الّذين لا ينفقون في موارد الإنفاق ، لأنّ مفهوم الظلم واسعٌ يشمل كلّ عمل يأتي به الإنسان في غير مورده ، وبما أنّه لا منافاة بين هذه المعاني الثلاثة لذلك يمكن أن تدخل هذه المعاني في مفهوم الآية بأجمعها .

أجل فهؤلاء ليس لهم ناصر في الدنيا ولا شفيع في الآخرة ، وهذه النتيجة من الخصائص المترتّبة على الظلم والجور بأيّ صورة كان .

ويستفاد من هذه الآية ضمناً مشروعيّة النذر ووجوب العمل بمؤدّاه ، وهومن الاُمور التي كانت موجودة قبل الإسلام وقد أمضاها الإسلام وأيدّها .

في الآية الثانية إشارة إلى كيفيّة الإنفاق من حيث السرّ والعلن فتقول : {إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} .

وسوف يعفو الله عنكم بذلك {ويكفّر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير} .

___________________________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج2 ، ص138-139 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .