المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الجزرة أفضل من العصا  
  
2431   12:03 مساءً   التاريخ: 29-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص102-104
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017 8513
التاريخ: 9-7-2019 1945
التاريخ: 19-4-2016 3293
التاريخ: 19-4-2017 1785

تذكر حينما كنت طفلا؟ هيا، تذكر ـ بالطبع انت تذكر. والان، فأنا افترض ان مدرسك قال لك إنك سوف تحصل على نجمة ذهبية / شيء مميز/ حلوى / الفرصة لاختيار ما يحلو لك من خزانة الادوات المكتبية اذا ما احسنت الاداء في اختبار الهجاء القادم. والان، افترض انهن بدلا من ذلك قام بتحذيرك، من أنك اذا اسأت الاداء فسوف يحرمك من وقت الفسحة المدرسية / يعاقبك / يمنعك من لعب لعبتك المفضلة (أو يجعلك تلعب لعبة تمقتها مرة ثانية اعتمادا على ما تفضل وما لا تفضل من ألعاب) فأي الطريقتين ستجعلك تؤدي بصورة افضل في رأيك؟

حسنا، اذا كنت مثلى فمن الارجح الا تجدي أي من الطريقتين حيال اختبارات الهجاء، لكني بالتأكيد كنت سأحاول بصورة افضل، الحصول على الجائزة ـ وكذلك ستفعل انت، مثل أي شخص طبيعي، وطبقا لأحدث الابحاث وآراء علماء نفس الطفل فإن الترغيب (الجزرة) هو انفع الوسائل المحفزة للطفل على التعاون.

هذا لا يعني ان عليك ان تمنح طفلك مكافأة في كل مرة يقول فيما كلمة (من فضلك) او تدفع له المال مكافأة على ترتيب حجرته. ان مجرد احساس طفلك بأنك لاحظت مجهوده ومعرفته بانك تقدره يكونان كافيين في معظم الاحوال؛ لذا دعه يعرف: (كان هذا جميلا، شكرا لك) أو (رائع، لقد رتبت حجرتك قبل حتى ان اطلب منك ذلك، ممتاز!) أو (اشكر لك جلوسك في هدوء هذا الصباح بينما كنت نائما، وهكذا سيرغبون في تكرار سلوكهم الحميد هذا حتى يحصلوا على ثنائك مجدداً. من المهم للغاية ان يعلموا انك لاحظت سلوكهم الحميد؛ لذا تذكر ان تخبرهم بمدى تقديرك لسلوكهم والا فلن يكرروه (وسوف تستيقظ في السادسة من صباح الاحد القادم على صوت صراخهم وشجارهم).

من المهم ان يعلموا انك لاحظت سلوكهم الحميد، لذا تذكر ان تخبرهم بمدى تقديرك لسلوكهم، والا فلن يكرروه.

وحين يتعلق الامر بمناقشة الامور المهمة معهم مقدما، فمن المهم ان تستخدم معهم اسلوب الترغيب وليس الترهيب. مثل ان تخبر اطفالك بانهم سوف يحصلون على العشاء الذي يفضلونه ما احسنوا السلوك في المتنزه، او ان تعدهم بزيادة مصروف الملابس الخاص بهم اذا ما حافظوا على ترتيب حجراتهم لشهر كامل.

هذا لا يعني انه لا يمكن استخدام العصا (والحديث هنا بصورة مجازية بالطبع)؛ فالعقاب موجود فقط ليستخدم في حالات الهفوات السلوكية، وحتى عندئذ لابد من استخدامه مقترنا بالثواب، وهكذا يمكنك ان تخبر اطفالك المراهقين بانهم لو تأخروا عن موعد العودة الى المنزل فسوف يعاقبون بالقباء داخل المنزل اثناء عطلة الاسبوع، لكنهم اذا ما حافظوا على ميعاد عودتهم لشهر كامل فسوف تقوم بتأخير ذلك الميعاد بمقدار خمس عشرة دقيقة.

تتبقى لنا هنا كلمة تحذير (لابد من شيء يصعب عليك الأمور). إنني أحذر من وضع قدر كبير من الضغوط على احبائك بتقديم مكافآت كبيرة قد يحزن طفلك للغاية لفقدانها اذا لم ينجح. فاذا ما وعدت ولدك بشراء سيارة له او بالسماح له بمشاركتك سيارتك اذا ما حصل على درجات عالية في الامتحان، فانت بهذا تزيد من الضغوط الموضوعة عليه بقدر كبير. وهكذا سينتهي به المطاف الى تلقي العقاب مرتين؛ الاولى اذا اخفق او نال درجات ضعيفة؛ لشعوره بالفشل ذاته، والاخرى لعدم الحصول على فرصة لقيادة سيارة خاصة به.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.