المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المعرب والمبني
15-10-2014
تعريف مبدأ تخصيص الرهن في القانون
12-3-2017
موعظة
20-6-2022
الإحتضار
13-10-2018
أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم بن جرير الطبري
28-1-2018
الظواهر الجوية الكهربائية وآثارها العسكرية - المحددات العسكرية للصحراء
17-5-2021


معيار قياس الفضائل والرذائل  
  
1639   01:06 صباحاً   التاريخ: 7-7-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص28ــ30
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-11-2017 30734
التاريخ: 19-4-2016 26467
التاريخ: 26-7-2016 4562
التاريخ: 11/12/2022 3987

إن المفاهيم الأخلاقية ليست جميعها مفهومة وواضحة، بل البعض منها كالشجاعة والسخاء والتضحية... الخ، بدرجة من الوضوح بحيث لا يتردد أحد في كونه فضيلة، وبإزاء هذه الفضائل تأتي صفات الخوف والبخل والأنانية حسب الترتيب والتي تعد من الرذائل الواضحة.

ولكن في البعض الآخر من الصفات اختلاف وجدال في كونها فضيلة أم رذيلة. ولذلك فبدون امتلاك مقياس واضح للتشخيص لا يمكن بحث المسائل الأخلاقية. 

فعلى سبيل المثال يعتقد بعض العلماء الماديين اليوم كـ «برتراند راسل» أن «ليس لدينا مبرر لشجب أي عمل لا يضر بالآخرين ولا يمكننا شجب عمل السلبيات الموجودة في السنن القديمة بحجة أن المذهب الفلاني قد قبحه، بل يجب حساب ضرر وفائدة ذلك العمل وأخذه بنظر الاعتبار».

وقد جوز هذا العالم المذكور، وفقاً لهذه العقيدة، الكثير من الأخلاق والأعمال المشينة بحجة أنها لا تضر الآخرين كالزنا واللواط في حالة رضا الطرفين!.

واعتقد جماعة أخرون من الماديين كالشيوعيين بأن أسس الأخلاق القديمة ناشئة من الاقتصاد الرأسمالي، وأنها زائلة بزواله، لذا فهم يعتقدون بأن الأخلاق تنحصر بالأمور التي تدعم ثورة العمال (البرويتريا).

وتشير بعض آراء الذين ليس لهم مذهب معين، حول بعض الصفات الأخلاقية، بأننا في أمس الحاجة لوضع معيار واضح لهذه الأمور.

لذا يجب ملاحظة ماهية معيار القياس والتشخيص في هذه الأمور لكي نتمكن من تشخيص فضيلة عمل ما أو رذيلته.

ولو أردنا أن نتناول هذه المسألة من الناحية الدينية والمذهبية فإن تكليفنا واضح جداً، فبعد أن عرفنا أحقية الإسلام بأدلة قاطعة، فإن هناك أسنايد معتبرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تمكننا من تقييم أسس الفضائل والرذائل الأخلاقية.

وأما الدليل العقلي فينبغي علينا أن نأخذ المعيار التالي بنظر الاعتبار بوصفه وحده قياس: أي عمل يساعد الإنسان في الرقي والتكامل فهو فضيلة وأي عمل يجره نحو الإنحطاط فهو رذيلة.

ولكن يجب الحذر من دراسة الإنسان من جانبه المادي والمستلزمات الأولية لهذه الحياة فقط، بل يجب أخذ الجوانب المعنوية والروحية بنظر الاعتبار، والتي يتلخص فيها امتياز الإنسان، وجعل الأمور المادية وسيلة لبلوغ الغرض.

فقد لا يتسبب عمل قبيح ما في الإضرار بحقوق الآخرين، ولكنه يؤدي إلى انحطاط وسقوط الشخص المرتكب له من ناحية الجوانب الإنسانية والمعنوية، فبديهي أن يعد هذا العمل من الرذائل.

والذين ينظرون إلى الجوانب المادية فقط عرفوا نصف أو أقل من نصف وجود الإنسان في الحقيقة، في حين ينبغي بحث الأسس الأخلاقية على أساس المعرفة التامة بوجود الإنسان التي تشمل الروح والجسد.

والأسوأ من هذا فإن الأخلاق الشيوعية لم تهمل الجوانب المعنوية للإنسان فقط، بل تناولت الجوانب المادية من زاوية الاقتصاد فقط واهتمت به ونظرت إليه من هذه الزاوية.

وبديهي أن أمثال هذه المذاهب، لكونها غير مشبعة بالنظرة الواقعية وبالمعرفة الصحيحة للإنسان، عاجزة عن اتخاذ خطوات صحيحة، ومن المسلم به أنهم سوف يتورطون بأخطاء فادحة في طريق معرفة الفضائل والرذائل الأخلاقية.

لذا فالأساس العقلائي والمنطقي الصحيح لمعرفة الصفات الأخلاقية هو ما ذكرناه سابقاً، فينبغي لنا دائماً أن نأخذ تكامل الإنسان، من جميع الجوانب، بنظر الاعتبار، ونميز العوامل المساعدة على ذلك من غيرها، ونبحث الفضائل والرذائل على هذا الأساس. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.