أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-8-2022
2043
التاريخ: 30-4-2017
2961
التاريخ: 8/12/2022
1490
التاريخ: 13-11-2017
2468
|
وهو أحد اعمدة علاج الاكتئاب ولا ريب،... : ان الاكتئاب يولد نمطا بيناً من الخمول والكسل، وفي الوقت نفسه فان هذا الخمول والكسل يزيد من حدة الاكتئاب مدخلا المريض في حلقة مفرغة يصعُب كسرها، لذا وجب كسر هذه الحلقة والانطلاق بالمريض من هذه الحلقة الى النشاط البدني والاجتماعي.
... ان مفتاح العلاج هو دوماً الدواء... ، وعندما تبدأ حالة المريض بعد 2-4 اسابيع بالتحسن يكون لزاماً علينا الاستمرار ومنع الانتكاس، ودعم المريض معنويا عن طريق الامور الآتية :
* تنشيط الحركة : فالاكتئاب يتغذى بالجمود، والحركة عدوه الطبيعي، وعليه يجب البدء بنشاط رياضي خفيف ثم متوسط ، وافضل هذه النشاطات المشي السريع، فهو يزيد سرعة دوران الدم مما يزيد طرح المواد المسببة للجمود والخور، وذلك عن طريق العرق مما يحدث انتعاشا نفسيا يحسن حالة المريض.
وقد اوصت منظمة الصحة العالمية بالمشي كعلاج للاكتئاب ولداء السكري وارتفاع ضغط الدم والبدانة، ففي الداء السكري يحرق المشي السكر مع مضادات السكري ويحسن حالة المريض ويدعم استقرار سكر الدم.
وفي البدانة تبين ان المشي يحرق الشحوم وينشط الاستقلاب العام الذي يدوم حتى ثماني ساعات بعد المشي لمدة نصف ساعة صباحا او مساء، والمدة الموصى بها لتحسن تلك الامراض جميعا هو مشي لمدة 40 دقيقة خمسة ايام في الاسبوع، ويجب ان تكون هذه المدة متواصلة غير متقطعة، كما ان السباحة لمدة ربع ساعة يوميا ثلاث مرات بالأسبوع لها مفعول السحر في تحسين حالة مريض الاكتئاب.
* معالجة البدانة: يُصاب كثير من مرضى الاكتئاب بالبدانة، وذلك بسبب تناول الادوية المضادة للاكتئاب، وكذلك بسبب تحسن حالة المريض وعودة شهيته بعد طول صيام، وهي تشكل عبئا فيزيولوجياً وصحياً بل ونفسياً؛ لان مريض الاكتئاب حساس جدا، وعندما يرى نظرات من حوله الى بدانته او سماعه الغمز واللمز فان ذلك يدخله الحلقة المفرغة التي تحدثنا عنها، واول علاج لها هو المشي، التمارين الرياضية، تخفيف الطعام تدريجيا لأنه كما يقول (براون) مدير فريق بحث البدانة في جامعة بنسلفانيا : (ان انظمة الحمية التي تعتمد خفض الوزن السريع تنتهي بالتسبب في الضرر جسدياً ونفسياً، أي ان الحمية تدريجية وتتم بخفض اكل الدهون والحلويات قدر المستطاع).
* الخروج في رحلات الى البحر والريف : فهي تشعر الانسان الذي خرج حديثا من الاكتئاب انه جزء من هذا العالم والطبيعة، عدا التعرض لأشعة الشمس المشرقة والسباحة ايضاً، واستنشاق الهواء النظيف والذي كثيرا ما يكون الهواء الملوث للمدن المزدحمة عاملا مسببا للاكتئاب.
* الضحك بعمق : كما يقال : اضحك تضحك الدنيا معك، ولان مريض الاكتئاب يكون قد نسي الضحك منذ شهور، فجلوسه مع اناس سعداء ومبتهجين ينقل اليه عدوى ذلك الضحك والابتهاج بالعدوى، وقد بينت الابحاث ان الضحك يزيد افراز الامينات الوسيطة في الدفاع والتي تكافح بيولوجيا الاكتئاب، ويجب على مريض الاكتئاب ان يبتسم حتى ولو لم يكن ذلك من اعماقه في البداية، ثم مع مرور الوقت يصبح جزءا من كيانه بالتمرين.
* ايجاد عمل للمريض مهما كان دخله ضئيلاً، فليس المهم هو الدخل بقدر ما هي الحركة وملء الفراغ،
والفراغ يغذي الاكتئاب كما تغذي النار الحطب، المهم ان يكون غير عاطل عن العمل؛ لأنه في هذه الحالة سينتكس ولو بعد حين.
* التفاعل الاجتماعي: وهو بيت القصيد في المعالجة الداعمة للاكتئاب، ونظرا لان العزلة تبعث على التشاؤم واليأس، والتشاؤم يؤدي الى الاكتئاب، وجب مساعدة المريض للخروج للمجتمع شيئا فشيئا بحضور الحفلات والاعراس والمحاضرات الثقافية ويتبادل الزيادة مع الاصدقاء والأهل والاقارب ومشاهدة المسرحيات والبرامج التلفزيونية المبهجة والمضحكة ومباريات الكرة المختلفة، فذلك يقوي ثقة المريض بنفسه ويرفع عنه المزاج العكر والمتبرم والمتشائم وتحقير الذات والشعور بالدونية، ويجب ان يكون مستمراً.
* المطالعة : وخصوصا الكتب الروائية والكوميدية والكتب التي تدعم النشاط النفسي والفكري والكتب الأصيلة التي كتبها اخصائيون خبيرون في معالجة الاكتئاب لرفع معنويات المريض، وخصوصا وان الشفاء في الاكتئاب هو القاعدة وان نكس، ولا يُخيف النكس؛ لان المجموعة الدوائية التي استفاد عليها تصبح معروفة، تكون معنويات المريض أعلى لأنه يدرك سلفا انه عندما يعود الى دوائه (والذي لا يسبب أبداً الإدمان) سيتحسن بسرعة أكبر من المرة الاولى.
يتفرع عن ذلك التثقيف المعمق الواعي بواسطة خبراء من الاطباء، حيث يؤكدون للمريض ان الاكتئاب ليس جنوناً، ولا يؤدي بحال من الاحوال الى الفصام والجنون، ويشرحون له الطرق الصحية والنفسية التي تدعم المصاب.
* تنشيط الهوايات : فالمريض الذي انقطع عن الناس، وترك هواياته يجب دعم هواياته السابقة من رسم او نحت او شعر او رياضة او مطالعة او سباحة او وسائل تعارف او تصوير، وغير ذلك من الهوايات التي تدعم نفسية المريض وتخرجه من حلقته المفرغة.
* زرع روح التفاؤل بالمستقبل: وهو أمر يتولاه الطبيب، وكذلك الاهل، فالمريض المكتئب يُسدل امامه ستارا اسود يحجبه عن العالم وعن المستقبل، فيرى المستقبل قاتما كالحاً، وبعد ان يبدأ تحسن الأعراض تدريجياً بالأدوية تبدا هذه الحالة بالزوال، يبدأ المريض يشعر بالتفاؤل، لذا وجب على الاهل والاصدقاء تدعيم هذا التفاؤل بالتشجيع، ورفع المعنويات، وضرب الامثلة بالناس الناجحين، واخذه زيارات لأناس ناجحين في الحياة في مجال الطب والاعمال والرياضة والفن، وكذلك اقامة علاقات مع مرضى سابقين بالاكتئاب حيث سيكونون مثالا حيا له، ويرفعون معنوياته ويشرحون له كيف عبروا الجسر بين اليأس والأمل, مما يجعله انسانا نشيطا متفائلا.
* دعم منجزات المريض... ان المريض في اثناء اصابته بالاكتئاب يُحقّر ذاته ويؤنب ضميره مع شعور عميق بالنقص وسوء الاداء العائلي والاجتماعي، علما بان مرضى الاكتئاب كثيرا ما يؤدون واجباتهم بنجاح وبشكل رائع ولكنهم بطبيعتهم المرضية محجوبون عن الشعور بالحيوية وحلاوة الانجازات، ولكن هذا كله يتراجع بعد العلاج الدوائي، وعلى الاهل والطبيب والاصدقاء تذكيره بمنجزاته وترقياته وشهاداته وموقعه الاجتماعي الذي وصل اليه، وبما ان مرضى الاكتئاب حساسون جدا، واصحاب ضمير قويم، وصالحون؛ لذلك كانت أي صدمة او كارثة او اخفاق يوقعه في نفق الاكتئاب المظلم، وعليه فتذكيره بانجازاته وحبه للفقراء والجيران يرفع من معنوياته، ويكسبه الامل في الحياة والثقة بالنفس.
* مساعدة الفقراء والمحتاجين: في دراسة اجرتها جامعة امريكية منذ سنوات على مجموعة من المكتئبين تبين ان الاندفاع القوي نحو العمل الخيري ومساعدة المحتاجين والارامل والايتام بمختلف الوسائل له تأثير السحر في مرضى الاكتئاب، لما يورثه من اشباع لعواطف المريض، وارضاء لضميره الحساس، واشعاره بأهميته الشخصية وكيانه، وقالت الدراسة : إن تأثير هذا العمل المنعش في مرضى الاكتئاب يدوم اياما، واحيانا اسابيع بعد توقف النشاط ، لذلك اوصت الدراسة المرضى بالاندفاع المستمر نحو هذه الاعمال الانسانية ليقوم بها طوال حياته ان امكن، واكدت الدراسة تحسن المزاج كثيرا بعد اسداء المساعدة للآخرين حتى عند الاصّحاء.
* يجب على المريض ان يشعر بحب الله له ورعايته له،...: إن الله يريد أن يختبره لا ان يجتاحه، بل يريد ان يرفع درجاته ويؤهله لنعيم الاخرة، وان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : (إن الله أحنّ على عباده من الام الشفيقة).. فهذا النمط من التفكير الراقي الذي يسمو بالمريض نحو رضا الله في الدنيا والآخرة له أثر لا يُقدر بثمن في شفاء المريض، ورفع معنوياته، فلا يشعر بعقدة الذنب بعدها، وان الله قد خلقه للعقاب والالم والشقاء مما يُدخله الحلقة المفرغة للاكتئاب.
* توزيع الأعباء : كثيراً ما يكون الضمير الحي الحساس للمريض الذي يطلب الكمال في كل شيء عاملا مساعداً للاكتئاب، فالكمال لله وحده، بل يطلب من الكمال ما يستطيع البشر تحقيقه، فكثيرا ما يرى الانسان ناجحاً ماليا واجتماعيا، ويرى ان يؤمن اولاده في حياته، فتراه في الوظيفة صباحا وفي عمل آخر مساء، أي انه من الفراش للعمل ومن العمل للفراش، ويكلف نفسه اعباء الاسرة واحتياجاتها مما يجعله بالتالي عند اول صدمة ضحية سائغة للاكتئاب والانهيار والامراض الجسدية الخطيرة كالضغط والسكري وامراض الرئة ايضا، فالله.. الله في نفسك ايها الانسان، فالله تعالى تكفّل بالرزق لأولادك كما تكفل برزقك، واجعل شعارك دوما (اعيش انا وأولادي)، ولا تجعل شعارك (اعيش لأولادي)، فإن لنفسك عليك حقا فلا تكلفها ما لا تطيق؛ فتضعف وتوهن وتمرض، لا شك أنه (ضمن المستطاع) إذا استطعت ان تؤمن لأولادك ما يغنيهم عن الناس فذلك أفضل لقول رسول الله (صلى الله عليه واله) لصحابي جاء يسأله ان يتبرع بثلثي ماله للفقراء، فقال له : (الثلث والثلث كثيرا.. لأن تترك اولادك اغنياء خيرٌ من ان تتركهم عالة يتكففون الناس).. إذن هنا رجلٌ لديه مال وافر أراد ان يتقرب به الى الله بالتبرع فنهاه الرسول عن التبرع بأكثر من الثلث، والغنى هنا هو الاستغناء عن الناس، وليس بمعنى جمع المال بغير حساب، اذن اعيش انا اولاً ويعيش اولادي ثانياً، لا ان اعمل ليل نهار وانفق الكفاف لكي اوفر لأبنائي مالا وفيراً، وهذا التفكير الايجابي مفيدا كثيرا للمريض.
* لا تعتبر مدح الاخرين ذماً، بل اعتبر ذلك اعجابا، وتقبل ذلك بروح رياضية، واظهر موافقتك على ذلك، سواء كان المدح يتناول نجاحك او شخصك او اراءك او حتى زيك ولباسك.
* نم نوما عميقا وكافيا: الجسم بحاجة الى النوم اكثر من حاجته للطعام والشراب، وعليه يجب ان يأخذ الانسان حاجته من النوم؛ لان الجهاز يكلّ، وراحته بالنوم، ويعود الدماغ في اثنائها لترتيب اموره واولياته، ويطرح المواد المسببة للإرهاق عن طريق النوم، وان التغافل عن هذه الحقيقة او اقلال ساعات النوم لصالح الجهد والعمل يضر ضررا بالغا بذلك الجهاز النبيل، مما ينعكس مستقبلا اكتئاباً وأرقا وصداعاً، بل وارتفاع ضغط الدم واضطراب عمل القلب وباقي اجهزة البدن، فهو مركز القيادة والتحكم بالجسم كله؛ لذلك يجب على الانسان ان ينام نوما متواصلاً ليلياً بين 6-8 ساعات حيث بين الخبراء ان نوم الليل افضل بعدة مرات من نوم النهار على ان يخصص فترتين قصيرتين للاسترخاء نهارا ...
* إخبار الطبيب عن كل شاردة وواردة : وذلك بزيادة منتظمة وحسب الحاجة، ولا يغفل شيئا، وان كان تافهاً؛ لأن ذلك يصب في خدمته.
* اكتساب الصراحة والتعبير الحر عن الافكار: لا شيء يضر مريض الاكتئاب ككبت الآراء والمشاعر، ولعل خوفه وكبته لمشاعره وآرائه كثيرا ما يكون سبب اصابته بنوبة اكتئاب، فيجب ان يعبر عن رايه بكل صراحة ووضوح في كل امر دون ان يتطور ذلك لنقد الاخرين وجرح مشاعرهم، فيجهر بالحق وينتقد الخطأ، وألا يشعر بالنقص او انه ليس اهلا للنقد، بل ويبدي اعجابه بانجازات الاخرين ويمدحهم عند الضرورة ويعطي كل ذي حق حقه، وان يشارك في تطوير مجتمعه، وان يكون عضواً فاعلا لا فاشلا، ويتحمل تصرفات الاخرين دون غضب او تذمر، فاكثر ما يضر مرضى الاكتئاب والخارجين منه العصبية والنزق والغضب من الاخرين وعدم تحمل النقد، فتحمل النقد دون غضب تجعل الانسان يظهر واثقاً بنفسه وصاحب شخصية قوية.
ـ الابتعاد عن العلاقات المشنجة: او كما يسميها علماء النفس (العلاقات المسمومة) وذلك بالابتعاد والفرار قدر المستطاع من هذا الصنف من الناس، هذا النوع المجادل الذي يتبرع للمناقشة في كل صغيرة وكبيرة، ويحاول جهده ان يُسفِّه رأيك ويقلل من اهمية انجازاتك، وهو يبني نجاحاته على هدم الاخرين، وهو صعب الارضاء، كثير النقد، وهو قد يكون رئيسك في العمل او زميلك او الزوج او الزوجة او حتى اقرب المقربين، وقد بينت الدراسة ان الاكتئاب كثيرا ما يكون نتيجة هذا النوع من العلاقات المسمومة، حيث يصعب على اصاحب الضمير الحيّ الحساس تحمل هذا النوع من امتهان الكرامة، وعندما لا يستطيع ان يجابه هذا النوع من الناس ربما بسبب ان مصدر عيشه عنده، او زوجة صعبة المراس، او أب صعب الارضاء، او غير ذلك، فانه عند ذلك ينقلب على ذاته ويبكي حظه ويسقط في نفق الاكتئاب البغيض، لذا وجب الابتعاد قدر المستطاع عن هؤلاء وان لم يكن ذلك ممكنا فالنصائح التالية مفيدة :
ـ النظر الى الأمور من وجهة نظر هؤلاء بشكل يضمن الكسب المتبادل لا غالب ولا مغلوب. أي تظهر رضاك عما يقوله.. ما عدا الجملة الفلانية مثلا، وان تدرك مواطن الضعف عنده بإرضاء غروره بالمدح واظهار الرضا، بعد ذلك ستختلف الامور عملياً ويقلع عنك بنفس راضية، وتتلخص من ذلك الجو العدائي الكئيب، المهم الا تغضب، تجرده من الغضب.
ـ تجنب دوما الانفعال، وخُذ الامور بروح رياضية، ولو ظاهريا؛ لان كل هدفه هو ان يغضبك ويخرجك عن طورك ويظهر للناس ضعفك.
ـ لا تُظهر التأكيد ولا الرفض؛ لان الرفض يزيد شراستهم ضدك.
ـ التعلم على الاسترخاء كأفضل وسيلة لمكافحة الضغوط.
* الابتعاد عن التدخين وشرب الكحول: حيث إن المكتئبين كثيرا ما يحاولون ان يهربوا من اكتئابهم وآلامهم النفسية بالاسراف في شرب الكحول والتدخين ليجد بعض النشوة والسلوان، وهو تحسن خادع مضر بالصحة عديم الفائدة، لذا وجب على من يود ان يتمتع بصحة جيدة ان يقلع عن التدخين وشرب الكحول، للحفاظ على صحة جيدة ومزاج طيب والاستعاضة عنها بالنشاطات الرياضية والمشروبات المنشطة والمقوية، فالتهاب القصبات المزمن الناجم عن التدخين سيُؤرّق ليل المريض الذي هو بأمس الحاجة الى النوم، وسوف يمضي ليله بالسعال الذي يحرمه طيب الرقاد، ما عدا الخوف من تطور ذلك الى سرطان الرئة، وهو شائع خصوصا بين المدخنين، وكذلك انسداد شرايين القلب بسبب النيكوتين، وبالتالي الجلطات القلبية ثم القسطرة وعمليات القلب المفتوح، اما الكحول فضرره يظهر بشكل مخاتل حيث يؤذي مع الزمن المراكز النبيلة في الدماغ مُزيدا الاكتئاب ومُسبباً الهذيان واضطراب الذاكرة، عدا عن تشمُّع الكبد وقرحات المعدة ونزوفها القاتلة، بسبب دوالي المري نتيجة تشمع الكبد، اضافة للفضائح الاجتماعية بسبب حالة السكر الشديد.
* تصحيح العلاقة بين المريض وفكرة الموت وما بعد الموت: فالمكتئبون كثيرا ما يشعرون عند أي عارض بقرب آجالهم، وأنهم على وشك النهاية مع قلق وهلع ورعب، لذلك خلال فترة النقاهة من المرض يجب على الطبيب والمرشدين النفسيين بل والروحيين ايضاً تعليم المصاب ان الموت نهاية كل حي، وانه لا يقدم ولا يؤخر، بل هو اجل كتبه الله في اللوح المحفوظ :
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا}[آل عمران: 145]. وأنه طارئ علم العالم، وراحل عنه بعد حين، كمثل فراشة دارت حول المصباح عدة دورات ثم رحلت، فالحياة قد مضى عليها مليارات السنين، وقد تستمر مليارات اخرى من السنين، وان الموت بأمر الله تعالى، انتقالٌ من دار الى دار، حياة ثم موت ثم بعث ونشور، وليسأل المريض نفسه أين كان قبل ان يأتي الى العالم؟ الجواب : لا أحد يدري إنه عالم الأرواح المطلق، وبعد الموت سيعود الى عالم الارواح مرة اخرى وكل حياة لها ظروفها ولا يعلم كنهها الا الله، فالله لطيفٌ بعباده لم يخلقهم للذل والعذاب والهوان، بل خلقهم وفق قوله في الحديث القدسي : (كنت كنزاً مخفياً فأردت ان اعرف فخلقت الخلق.. فبهم عرفت ربي عَرَفوا انفسهم).. هذا النمط من التفكير السليم والشعور برعاية الله وحفظه قبل الولادة وبعد الموت ويوم القيامة يدفع المريض الى الراحة والطمأنينة، ويزيل عنه مختلف انواع الضغوط ما دام يشعر برعاية الله له، فنحن عبادٌ مكرمون، كرمنا الله واختصنا بالاستخلاف في الارض خاصة من مليارات الانواع من الكائنات الحية {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30].. هنا يشعر المريض بانه لم يُخلق عبثا وانه خليفة الله في ارضه وجارٌ له في آخرته.
* الاستماع الى القرآن الكريم: وهو يورث طمأنينة وتحليقاً في المشاعر، وقربا من الله لا يُوصف، وملئاً للفراغ وإشباع لرغبة النفس في السير مع الحق، وانسجاما مع فطرة الخلق والتكوين.
* التأمل في شروق الشمس وغروبها يبعث النشاط في الروح ويُبهج النفس، وكذلك تأمل طلوع القمر والسهر في الحقول في اثناء الليالي المقمرة، والنظر ليلا الى بهاء النجوم ومنظرها.
* الهدايا المتبادلة: وذلك للأشخاص الذين يحبهم المريض والذي حدث سوء تفاهم بينهم وبينه، فانه يورث المحبة في النفوس ويدفئ العلاقات، ويدعم الشفاء من الاكتئاب.
* تربية حيوان أليف ومداعبته: اللعب مع الاطفال، كثيرا ما يكون مفيدا للمكتئبين حين تسري اليه عدوى سرورهم ونشاطهم وغفلتهم عن الهموم.
* غرس الاشجار والورود ورعايتها: هو نشاط ولا شك معاكس للاكتئاب، حيث ان الورود تغرس البهجة في النفوس، وخضرة الاشجار لها فعل السحر في مزاج الناس، ويشعر الانسان انه يقوم بعمل ذي جدوى يملأ عليه الفراغ.
* تناول الطعام خارج المنزل ولو مرتين بالشهر.
* مشاهدة البرامج العلمية والفكاهية على التلفزيون.
* التجوال في الاسواق ورؤية الناس عن كثب.
* جولة في مكتبة واسعة واستعارة الكتب المحببة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|