المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
حرمة زواج زوجة الاب
2024-05-01
{ولا تعضلوهن}
2024-05-01
{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الـموت}
2024-05-01
الثقافة العقلية
2024-05-01
بطاقات لدخول الجنة
2024-05-01
التوبة
2024-05-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مقومات السعادة  
  
2826   10:44 صباحاً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص70-83
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016 2360
التاريخ: 30-12-2020 1795
التاريخ: 4-1-2017 1800
التاريخ: 2023-12-04 461

لا تحقق السعادة في الوجود ما لم تتوفر شروط مهمة، نذكر جملة منها:

1ـ تزكية النفس وتطهيرها من الآثام والجرائم:

إن الايمان العميق بالله سبحانه وتعالى والمواظبة على ذكره والالتزام بما يرضى به من افعال و اقوال ، والابتعاد عن كل سلوك وتصرف قولي او فعلي يوجب الاثم او يحقق الجريمة له بالغ الاثر في تربية النفس وتزكيتها، وتحقيق السعادة للإنسان في الارض .

2ـ التحلي بالفضائل الانسانية والاخلاق الكريمة

ان التحلي بالفضائل الانسانية والاخلاق الكريمة يشكل حجر الاساس في بناء وايجاد سعادة الانسان لذا اتخذها الإسلام منهجاً مهماً في تشريعاته وقوانينه وقد امتدح الله سبحانه ورسول الكريم محمدا (صلى الله عليه واله) بذلك حيث قال {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:4]. ورغم انه (صلى الله عليه واله) يمتلك شجاعة نادرة وفكراً ثاقباً ، وذكاءً وقاداً ، وعباده قل نظيرها حيث تورمت قدماه وعاتبه على ذلك قائلاً: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}[طه:1،2].

وهنا كلمة جميلة قالها أمير المؤمنين علي (عليه السلام) تخص مانحن بصدده هي: (عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه)(1).

فالأخلاق الحميدة وهي حقا عنوان صحيفة المؤمن لأنها مختصة بالإنسان ويكمن في مفهومها نوع من القدسية ولها فن خاص بها غير تابع لأغراضنا وهي اساس تعود إلى الدين ومعيارها الحقيقي هو رضا الله سبحانه {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان:9].

ويتجسد هذا المعيار على ارض الواقع، يتحقق الخروج من حوزة الانا الفردية ، والدخول في حيز السعادة الدنيوية و الأخروية معاً.

3- العمل الصالح:

مما لا يخفى على أحد ان العمل الصالح يحظى بأهمية كبيرة وتأثير بالغ في حياة الانسان وتحقيق السعادة له ، وتهيئة فرص النجاح والربح في الحياة والا فهو في خسارة كبيرة او على شفا جرف هار ، ينهار به إلى جحيم الحياة ، ونار الجحيم وعذاب جهنم. قال تعالى:{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر:1-3].

وقال تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء: 57] .

وطبيعي ان من مستلزمات العمل الصالح ؟ الاخلاص والاستقامة فكلما كان الانسان مخلصا في عمله ومستقيما في سلوكه تُفتح عليه ابواب السماء والارض بالبركات ويُسقى ماءً غدقاً ويحظى بخير كثير يؤول في النتيجة إلى تحقيق السعادة.

قال الله تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الأعراف:96] .

وقال تعالى : {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}[الجن:16].

هذا في العمل الصالح، واما اذا كان العمل غير صالح، فالنتيجة على العكس تماما وتغلق ابواب الخير والبركات وتفتح منافذ الشر، وتنعدم السعادة لان الحوادث الكونية لها ارتباط وعلاقة بأعمال البشر غير الصالحة.

قال تعالى {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ} [غافر:21]. قال السيد العلامة الطباطبائي (قدس سره) في تفسيره الميزان ما يلي:

(فالحوادث الكونية تتبع الاعمال بعض التبعية، فجرى النوع الانساني على طاعة الله سبحانه، وسلوكه الطريق الذي يرتضيه، يستتبع نزول الخيرات، وانفتاح ابوب البركات، وانحراف هذا النوع عن صراط العبودية وتماديه في الغي والضلالة، وفساد النيات، وشناعة الاعمال، يوجب ظهور الفساد في البر والبحر، وهلاك الأمم بانتشار الظلم، وارتفاع الأمن، وبروز الحروب، وسائر الشرور الراجعة إلى الإنسان وأعماله، وكذا ظهور المصائب، والحوادث المبيدة الكونية، كالسيل، والزلزلة، والصاعقة، والطوفان ... وغير ذلك). انتهى.

4- الغذاء الحلال :

إن الغذاء الحلال له مدخلية كبيرة في سعادة الانسان ودفع البلاء والانحراف عنه وعن من يعول به، لذا اعتبره الاسلام فريضة على كل مسلم ومسلمة لقول النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) (طلب الحلال فريضة على كل مسلم ومسلمة ) (2) .

وقال (صلى الله عليه واله) : أفضل الاعمال الكسب الحلال) (3)

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) انها قال: ( ان الله تعالى يحب ان يرى عبده تعبا في طلب الحلال)(4).

نعم ، ان طلب الحلال والكسب الحلال في المنظور الاسلامي مساوٍ للجهاد عن بيضة الاسلام، بل كالجهاد نفسه، لان المجاهد في سبيل الله يدفع الضرر والشر عن الاسلام والمسلمين، والكاد على العيال لتوفير لقمة الحلال، فهو يدفع ضرر الجوع عن الفرد والاسرة والمجتمع، ودفع الضررين كليهما واجب ومطلوب.

جاء عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) انه قال: (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)(5).

وقد ورد عن ابن عباس انه قال:(طلب الحلال جهاد) (6).

إذن يجب علينا طلب الحلال، والكسب الحلال والابتعاد عن سبيل الشيطان والسعي من اجل المكاثرة لان (الساعي مكاثرة، في سبيل الشيطان)(7).

لكي يتسنى لنا استمرارية الحياة، وتحقيق السعادة، والعيش برفاهية وهناء.

وبناءً على كل ذلك لقد اهتمت الشريعة الاسلامية المقدسة بالأطفال، وجاء اهتمامها منصباً على نشأتهم منذ البداية وهم لا يزالون في مرحلة الجنين، فامرت الاباء تناول الحلال والابتعاد عن الحرام ، لكي تكون النطفة من عناصر الرزق الحلال، فتكون بذلك نظيفة وغير ملوثة بالحرام، تجنبا للآثار الوضعية السيئة والخطيرة والمترتبة على الاكل الحرام، او الكسب الحرام.

كما امرت الشريعة ايضا، الاباء ان يطعموا ابناءهم من الحلال وان يحرصوا كل الحرص على تعويدهم على ذلك منذ نعومة اظافرهم، وان يجتنبوا كل طعام حرمه الله تعالى، كالمغصوب ونجس العين او النجس او الذي يتلوث بالنجاسة الخارجية او من ثمن السحت الحرام لان للتغذية اثرا فعالا في سلوك الطفل وتكيفه ونمو شخصيته.

ان الإسلام شديد الحساسية بكل ما يعوق نمو الطفل وازدهار شخصيته، والتغذية الملوثة بالحرام

تؤثر تأثيراً ذاتيا في دخائل النفس، وتوقف فعاليتها السلوكية فتغرس فيها النزاعات الشريرة كالقسوة والاعتداء والهجوم المتطرف على الغير وقد راعى الاسلام باهتمام هذه الجوانب، فالزم بإبعاد الطفل عن الغذاء الحرام.

فقد اثر عن الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) انه رأى ريحانته وسبطه الاول الإمام الحسن (عليه السلام) قد اخذ من تمر الصدقة فجعلها في فيه وكان طفلا فزجره وقال له : ( إرم بها اما علمت انا لا ناكل الصدقة) (8).

وهكذا يسعى الاسلام حثيثا ويعمل جاهدا على تربية الآباء والابناء معاً على تناول الحلال والكسب الذي فيه لله رضا. لينشأ الاطفال نشأة طيبة تقرّ بها العيون وتفرح بها القلوب، فيتحقق بذلك جيل الاستقامة والسعادة ومجتمع الرخاء، والحياة المستقرة الهانئة (9).

5- العمل عروس الحياة:

إن العمل في الاسلام مستحب ذاتاً، وواجب عند الضرورة، وان طلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة، وهو طاعة من طاعات الله تبارك وتعالى، وبه تحصل السعادة والرفاهية للفرد والمجتمع وبه يتحقق الاستغناء عما في ايدي الناس لذا حرص (عليه الاسلام) الاصيل وحضَّ عليه الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار سلام الله عليهم اجمعين، وجسدوه على ارض الواقع وكانوا الاسوة والقدوة في هذا المجال وكل مجال من مجالات الحياة الحرة الكريمة (10).

فالإسلام الحنيف يقدس العمل، ويهتم به ، ويحث عليه ليل نهار ، لأهميته وضرورته في تحقيق السعادة، وصنع الحضارة، وازدهار الحياة، وتطور المدنية لذا شجع عليه ، ومنح صاحبه أجرا وثواباً لا يوصف وذم تاركه وعاقبه بعدم استجابة الدعاء ، والحياة الذليلة.

روى علي بن عبد العزيز: ان الإمام الصادق (عليه السلام) قال له: ما فعل عمر بن مسلم؟ فقال: جعلت فداك: أقبل على العبادة، وترك التجارة، فتألم الإمام (عليه السلام) وازعجه ذلك، واندفع يقول:

(ويحهُ أما عَلم ان تارك الطلب لا تُستَجاب له دعوة، ان قوما من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) لما نزلت الآية {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}[الطلاق: 2] أغلقوا الابواب واقبلوا على العبادة وقالو قد كفينا الطلب فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه واله) فأرسل اليهم فلما مثلوا عنده قال لهم ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالو : يا رسول الله تكفل الله لنا بأرزاقنا على العبادة فنهرهم رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال لهم (انه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب) (11).

وقال معلّى بن خنيس :

رآني أبو عبد الله الصادق (عليه السلام ) وقد تأخرتُ عن السوق .فقال (عليه السلام) : (اغدُ إلى غزك) (12).

وقد ورد ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لما اقبل من غزوة تبوك استقبله سعد الانصاري فصافحه النبي (صلى الله عليه واله) ثم قال له :

ما هذا الذي اكبت يديك ؟ ( أي اخشن يديك)

فقال : يا رسول الله اضرب بالمر، والمسحاة فانفقه على عيالي. فقبل يده رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال : (هذه يدٌ لا تمسها النار) (13).

وقال (صلى الله عليه واله) في مناسبة اخرى :

(ما أكل العبد طعاما احب إلى الله تعالى من كد يده ، ومن بات كالا من عمله بات مغفوراً له)(14).

اجل، هكذا هو الاسلام في تشجيعه على العمل الشريف والكسب الحلال، واستغلال الوقت، والجهد، والطاقة، وقد ربى اتباعه على الاعتماد على النفس، والثقة بها، والتفاؤل في الحياة، والاستغناء عن طلب الحوائج، وبذلك حقق لهم: سعادتهم وعزهم وغناهم، وشحذ هممهم وقوى تفكيرهم المنطقي، وإحساسهم بشخصياتهم وحفظها واستقلالها.

نعم، هكذا نجد ان الاسلام يهتم بأمر العمل والانتاج ويعمل على استغلال القوى الطبيعية واستخراج كنوز الارض وتوظيفها في الحياة الاقتصادية، وتفعيل دولاب الاقتصاد من اجل اسعاد البشرية وتكاملها، ولم يسمح بالتكاسل والتواني والتأخر إلى الغد فقد جاء في الحديث النبوي الشريف :

(إن قامت الساعة وفي يد احدكم الفسيلة، فان استطاع ان لا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها)(15).

وقد جاء عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول لهشام:

( يا هشام ان رأيت الصفين قد التقيا، فلا تدع طلب الرزق في ذلك اليوم)(16).

وهكذا استغل الاسلام الحنيف كل الجهود البشرية والذخائر الطبيعية والفرص المتاحة من اجل تحقيق السعادة للإنسان وايجاد التطور الهادف البناء.

وقد نُسب إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قوله في الديوان المنسوب اليه:

ونقل الصخر من قمم الجبال         احب الي من منن الرجال

يقول الناس في الكسب عـــار        فإن العار في ظل الســؤال

وقال (عليه السلام) ايضا في رباعي آخر :

كد كد العبد ان احببت ان تصبح حراً            واقطع الآمال من مال بني الآدم طرا

لا تقل ذا ميت يجري فقصد الناس اجري       انت ما استغنيت عن غيرك اعلى الناس قدرا

ان العمل يحتل اهمية كبيرة، ومساحة واسعة في الساحة الانسانية والعلمية والصحة النفسية. وعندما يُطرح العمل من منظور اسلامي غايته ان يتضح للقارئ الكريم، عظمة الاسلام وباعه الطويل، وقدرته الفائقة في القضاء على العطالة والبطالة ، وتربية الخيال والعقل والفكر والقلب، وتحقيق السعادة والهدوء الروحي والاطمئنان النفسي للإنسان من جهة.

ومن جهة اخرى، لتظهر مرة اخرى ـ بصورة جلية وواضحة - صحة ودقة وسلامة تشريعات الاسلام، وقوانينه، ومفاهيمه وافكاره، التي بشر بها النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله) والائمة المعصومون سلام الله عليهم اجمعين، والتي تؤدي إلى تحقيق السعادة والراحة لبني البشر وايجاد حياة اجتماعية حرة كريمة، متكافئة ومتزنة.

واليك عزيزي القارئ الكريم – جملة من اقوال بعض العلماء في العمل:

أ‌- يقول الشهيد مرتضى مطهري / قرأت في مجلة (الصحة النفسية) أن (باستور) العالم الفرنسي المعروف كان يقول : (إن الصحة النفسية في الانسان تكون في المختبر والمكتبة) ومقصودة ان الصحة النفسية مرتبطة بالعمل، والانسان العاطل سوف يمرض حتماً وقد كتبت عندها : ( إن هذ  ا الأمر لا يختص بالمختبر والمكتبة بل ان كل عمل يمكن أن يجتهد فيه الانسان يربى فكره ونفسه)(17).

ب‌- جاء في مجلة الصحة النفسية (ان فولتير يقول : انني في كل وقت اشعر فيه بالمرض ألوذ

بالعمل ، فإن العمل افضل وسيلة لعلاج الامراض النفسية)(18).

ت‌- كتب (ساموئيل اسمايلز) في كتابه: (الأخلاق) قائلاً: (بعد الدين، فان افضل مدرسة لتربية الانسان هي مدرسة العمل)(19).

ث‌- ذكروا: ان بنامين العالم قال: (إن العمل هو عروس الحياة فان اردت ان تتزوج هذه العروس فسوف تحصلان على طفل باسم (السعادة).

ج‌- ويقول العالم (بافكال):

 (ان مصدر جميع المفاسد الفكرية والاخلاقية تكمن في العطالة، فكل دولة تريد ان تزيل هذا النقص والعيب الاجتماعي الكبير من المجتمع عليها ان تدفع الناس نحو العمل حتى يحصل لهم الهدوء الروحي والاطمئنان النفسي).

و- قال الفيلسوف اليوناني (سقراط) :

(إن العمل هو رأس مال السعادة والمستقبل المشرق).

اجل، ما أعظم الاسلام وما أجمل وابدع افكاره؟ حيث حثّ على العمل، وقدسه وشجع عليه، واعتبره فريضة على كل مسلم ومسلمة وقد اعتبر ان: (من اكل كد يده كان يوم القيامة في عداد الأنبياء ويأخذ ثواب الأنبياء)(20). ما اعظمها من منزلة ! وما اجزله من ثواب!

6- استجابة الاسلام للغريزة الجنسية :

ان الاسلام الحنيف، هو الدين الخاتم الذي ارتضاه الله سبحانه ان يكون ديناً ـ عقيدةً ونظاماً ـ للبشرية جمعاء من دون استثناء، لذا فهو لم يغفل جانبا من جوانب الحياة الانسانية، ولم يغمط حق الحقائق الغريزية الفطرية المؤثرة في سعادة الانسان وكماله.

فالإسلام وحده، يملك طاقات روحية هائلة، ومؤهلات ايمانية ضخمة، ووسائله اصلاحية فريدة من نوعها، وطرق تربوية مهذبة ومناهج حياتية صالحة ومصلحة وقيم اخلاقية اصيلة نبيلة، وعلاجات واقعية ناجحة تتماشى مع الفطرة البشرية السليمة، وتأنس لها النفس الانسانية الطاهرة السويّة.

وكل هذا، من اجل اصلاح الانسان وإسعاده، وجعله عضوا سويا نافعاً لنفسه ولأبناء جنسه، وفعالاً في عملية البناء الاجتماعي والانساني وقد ادرك الاسلام قبل غيره ان للغريزة الجنسية تأثيرا كبيرا وفعالا وانعطافا خطيرا في سلوك الانسان، وتصرفاته واحواله وانسانيته لذا فهو ما زال ولم يزل يوصي المسلمين بالاستجابة للغريزة الجنسية وممارسة الميول للغريزة ولكن حسب منهج سليم متزن ومعتدل لا افراط فيه ولا تفريط ، منسجم مع الضوابط الشرعية وغير خارج عليها.

وقد كان الكثير من الناس والفلاسفة في الماضي يظنون ان السبيل الوحيد في تحقيق السعادة للإنسان ينحصر في كبت غرائزه الحيوانية، واطفاء ميوله الجنسية وقد استمرت هذه العقيدة المنحرفة ردحا من الزمن، حتى زمن قريب فهي شائعة في اوروبا وامريكا حيث ترهّب نساءُ ورجال كثيرون، فعزفوا عن الزواج وملاذ الدنيا وسكنوا الكنيسة ظناً منهم انهم بذلك سيحققون السعادة والطهارة والملائكية فوقعوا في المشاكل والآثام والجريمة لأنهم اعرضوا عن قانون الخلقة المتقن ومنهج الفطرة السليم.

وبدلا من ان يعملوا الصحيح، و يلجؤوا إلى الزواج الشرعي، يأتي فرويد واتباعه بنظرياتهم الجنسية الداعية إلى الافراط في الغريزة الجنسية وايجاد اللذة في الحياة ، حتى ظن الكثير منهم انهم لم يُخلقوا الا لممارسة النشاط الجنسي وتحقيق اللذة في الحياة فوقعوا في الخطأ والاثم مرة اخرى لان تحقيق اللذة في الحياة، فوقعوا في الخطأ والإثم مرة أخرى؛ لأن تحقيق اللذة يصطدم الخطالخطأيصطدم بمشاكل عويصة ومنغصة، وان الانسان ـ كما هو معلوم ـ لا يقتنع ولا يقف عند حد في الجري وراء رغباته الغريزية الا مَن اعتصم بالله وهُدي إلى صراط مستقيم.

والاسلام الحنيف على العكس من ذلك تماما؛ لأنه في الوقت الذي يدعو فيه إلى الاستجابة للرغبات الفطرية ـ ومنها الجنسية ـ ويعتبرها من اسباب تحقيق السعادة للبشر، إلاّ انه يحسبُ حسابا دقيقا لذلك، ويوجِد منهجا متقنا وحكيما، يوجب على المسلمين اتباعه والتقييد بمفرداته واحكامه، ويحاسب كل من يشذ عن ذلك حسابا عسيراً؛ لان في هذا الشذوذ، يكون الشقاء والفساد والدمار، وهدم صرح الايمان والتقوى، وانهيار الأسس الاخلاقية والدينية والانسانية.

فالإسلام لا يمانع من تحقيق أي لذة في الحياة لا تؤدي إلى اضرار مادية او معنوية للفرد والمجتمع كالدار الواسعة والزوجات الجميلات والملابس الانيقة والاطعمة اللذيذة والسيارة الجديدة وكل ما من شأنه ان يؤدي إلى الرفاه والراحة النفسية والجسدية، وارضاء الميول الغريزي بشكلها الصحيح السعادة والرفاهية لبني الأنسان في الحياة وقد شرع الزواج الطاهر بشرطه وشروطه من اجل ذلك.

بالإضافة إلى تشريعات اخرى مهذبة وحكيمة تصب كلها في جعل الانسان يعيش حراً وسعيداً ويحيا حياة هانئة كريمة.

_____________

1- سفينة البحار: ص50، مادة:(خلق).

2- سفينة البحار: ص41.

3- كنز العمال: ج4،ح9221،ص8.

4- كنز العمال:ج4،ح9200،ص4.

5- الكافي :ج5،ح1،ص88.

6- كنز العمال :ج4،ح9205،ص6.

7- كنز العمال: ج4،ح9237،ص10.

8- رياض الصالحين : ص147،النظام التربوي في الاسلام:ص93.

9- انظر الرؤية  الاسلامية في الحالة الاجتماعية ،195ص للمؤلف.

10- انظر كتاب : التنظير الاسلامي في الاقتصاد الانساني، ص179-180.للمؤلف.

11- التهذيب: كتاب المكاسب.

12- وسائل الشيعة:ج12، ح2، ص3.

13- أسد الغابة في معرفة الصحابة:ج2، ص269.

14- كنز العمال:ج4،ح9282،ص9.

15- مستدرك الوسائل للمحدث النوري:ج3،ص501.

16- وسائل الشيعة:ج12، ص14.

17- التعليم والتربية في الاسلام، ترجمة احمد القبانجي.

18- مجلة الصحة النفسية .

19- كتاب الاخلاق.

20- بحار الانوار: ج23،ص6.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






بالصور: عند زيارته لمعهد نور الإمام الحسين (عليه السلام) للمكفوفين وضعاف البصر في كربلاء.. ممثل المرجعية العليا يقف على الخدمات المقدمة للطلبة والطالبات
ممثل المرجعية العليا يؤكد استعداد العتبة الحسينية لتبني إكمال الدراسة الجامعية لشريحة المكفوفين في العراق
ممثل المرجعية العليا يؤكد على ضرورة مواكبة التطورات العالمية واستقطاب الكفاءات العراقية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين
العتبة الحسينية تستملك قطعة أرض في العاصمة بغداد لإنشاء مستشفى لعلاج الأورام السرطانية ومركز تخصصي للتوحد