المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

العوامل الرئيسة المؤثرة على التجارة الدولية - العوامل الطبيعية - المساحة
15/12/2022
جرائم الأخلاق
11-7-2022
شروط صلاة الجمعة
2024-07-13
Totalistic Cellular Automaton
28-8-2021
اشكال النيتروجين في التربة
14-6-2019
ثغرة فيرمي Fermi hole
5-4-2019


الإيمان أساس التسليم لأمر الله والرضا بقضائه  
  
3943   10:27 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : السيد صالح السيد عبد الرزاق الموسوي الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص252ـ259
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن الايمان أمر عظيم وأساس متين للتسليم بأمر الخالق الحكيم والرضا بقضائه؛ لان من لا يملك الايمان بالله سبحانه سيهزم اما عوامل الطبيعة غير الملائمة له؛ لأنه يرى نفسه ضعيفا مقهورا ومنهزما اما قواها، ولم يجرأ على مواجهة المصاعب والمصائب، وقد تجرفه مشاكل الحياة ويغرق في خضم بحرها المتلاطم او سيولها المهاجمة الجارفة.

وهذا خلاف الشخص الذي يستند إلى منطق الايمان بالله العزيز القادر ذي المشيئة القاهرة والمؤثرة في نظام الخلقة والسنن الكونية دون غيره، ويعتقد ان ما يحصل له من مشاكل واحداث مؤلمة قد تكون فيها المصلحة والحكمة من تطهير وتهذيب، وتكامل؛ لأنها وقعت خارج إرادته وبعيدة عن اطار اختياره ورغبته.

او ان ما يصادفه في حياته ويلاقيه من امراض او مشاكل او ضنك في العيش والحياة، وانما هو يحصل من باب الاختيار والامتحان لان به يكرم المرء او يهان. وبناء على هذا كله، فانه لا يسمح لمشاكله ومصائبه ان تفقده الامل في الحياة وتحبط قواه الروحية.

بل انه على العكس من ذلك سيبقى متماسكا ومحتفظا باتزانه واطمئنانه، ولا ابالغ اذا قلت : انه سيزداد متعة روحية وصلابة معنوية كلما تزايدت الامه نتيجة استعانته بالله وقدرته البالغة.

قال تعالى:

{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[آل عمران:186].

أجل، لابد من الابتلاء والاختبار في المال والنفس والمصائب، فالمؤمن يصبر عند الشدائد حتى يُبدل خوفه وتردده أمناً واستقامة وصموداً، نعم ان الايمان يهزم الخوف واليأس والمشكلة، ويحقق النصر والتزكية والتهذيب الروحي، بل السعادة أيضاً.

إن الانسان في ظل الايمان لا ينسى تكاليفه مهما كانت الظروف وشدة الالام وقوة المشاكل، فهو يعمل بأوامر الله عز وجل بأحسن وجه ، ولم يفقد توازنه تحت أي ضغط خارجي، لان اعتقاده بحكمة الله وعدله وقدرته، وعمله بانه سبحانه لا يعمل الا ما فيه المصلحة والحكمة، كل ذلك يوجد في كيانه التعادل والتوازن والرضا بقضاء الله سبحانه.

حينما مرض (جابر بن عبد الله الانصاري) الصاحبي الجليل خريج مدرسة الرسول والرسالة واهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين جاء الإمام محمد الباقر (عليه السلام) لعيادته في بيته وسال عن حاله.

فقال له جابر: اصبحت ارى الهرم خيرا من الشباب، والسقم خيرا من السلامة، والموت خيرا من الحياة!!

فقال له الإمام (عليه السلام) :

(ولكننا ال رسول الله لسنا كذلك. فما ارتضاه الله لنا من السقم او السلامة والشباب او الهرم، والموت او الحياة، قبلناه وصبرنا على مصائب الحياة).

أجل ، فما ارتضاه الله سبحانه لأهل بيت النبوة من سقم او سلامة.

من موت او حياة قبلوه ورضوا به، وصبروا على مصائب الحياة، فهم القدوة والاسوة وهكذا هو حال

المؤمن عند الشدائد والمصائب لأنه يصبر على قضاء الله تعالى ويسلم لأمره ويقتدي برسوله (صلى الله عليه واله) واهل بيته الكرام (عليهم السلام) .

يقول الفيلسوف (برتراندرسل) ما نصه:

(إن لحالة التسليم والرضا اثرا في تحقيق السعادة، ليس باقل من اهمية السعي والعمل، لذلك ان العاقل في حين لا يبقى عاطلاً امام الحوادث المرة الممكنة التغيير، لا يتلف عمره بالفكرة في التعاسة والشقاء الذي لا بد منه . بل حتى في الامور غير المرغوب فيها الممكنة التغيير اذ كان ما يقتضيه دفعها من الوقت والجهد يعوقه عن الهدف الاسمى استسلم للأمر الواقع.

وقد يغضب البعض من حدوث بعض الامور غير المرغوب فيها حتى الجزئية منها ويفور من الغضب ولذلك وبذلك فهو يهدر كمية من طاقاته كان بالامكان ان تصرف في افضل من ذلك حتى في العمل من اجل الاهداف المهمة جدا ليس من العقل ان يعطف الانسان كل فكرة وحواسه إلى ذلك العمل بحيث يصلح احتمال الفشل تهديدا دائما لسلامة خياله وفكره.

فإن من شروط التوفيق في أي عمل ان يكون خاليا من شائبة القلق والاضطراب فانهما قد يعوقان عن التقدم والاطراد والتوفيق اذن فالصحيح هو ان يقوم الانسان بكل سعيه ثم يفوض الامر إلى القدر)(1).

أجل ، ان تفويض الامر إلى الله تبارك وتعالى والتسليم لأمره والرضا بقضائه له الاثر البالغ في تحقق التوفيق في الاعمال. والسعادة في الحياة ولكن ينبغي ان يفهم القارئ الكريم.

ان التسليم لأمر الله سبحانه والالتزام بالبصر لا يكون الا على ما قدر الله تعالى من امور وقضايا قد لا تكون سهلة او التي يجهل الانسان معرفتها وقد خرجت عن محيط مقدوره وارادته. وما عدا ذلك يجب ان يجد ويجتهد ويقوم بدوره الفاعل من اجل التغيير نحو الافضل والاصلح في حاله أي خروج عن الحق او اعتداء عليه.

يقول العالم الانكليزي (آويبوري) ما نصه:

( إن الايمان الديني في ايام التعاسة والشقاء افضل ما نتوسل به لتسلية انفسنا وتخفيف ضغط المصاب عنها. ان الخلود في هذه الحياة الدنيا قليل للإنسان وان وراء هذا الخلود خلود ابدي آخر، والدين يريد ان يحدّث روح الانسان عن تلك الابدية ويقنعه بها.

من المسلم به ان الدين مفيدا جدا لاطمئنان القلوب ولراحة الخواطر النفسانية اكثر مما نتصوره بكثير، فان الافكار الدينية بما لها من جمال وظرافة تحررنا من قيود الحياة الاعتيادية فتخرج بنا من هذا العالم الارضي إلى عالم اعلى واوسع واجلى وأطيب للقلوب.

إن الدين لا يقول لنا بان لا نعتني بحياتنا الدنيا بل انما يقول: لنكن في حياتنا شرفاء عفيفين وقورين لا نترك ازمة نفوسنا لأهوائنا ولا نحرق اروحانا بنار الحرص والطمع ولا بنار الظلم في بيدر امال الاخرين.

إن الدين يريد أن يحدّ حبنا لأنفسنا والذي لا يزال يتعالى ويطغى كشيطان مهول، يحدّه لئلا يذهب ابعد من ذلك فيتلاعب بكيان الآخرين. ان الدين يقول لنا: لنقض اعمارنا شرفاء فاضلين، وان نجعل التقوى قائدنا متبعين، لتسكن ارواحنا وترتاح ضمائرنا ونروى من ينابيع السعادة الابدية.

إن الحياة مليئة بالحوادث، وما يسترعي انتباهنا نحوه متغيّر بدوره ، ولعله بغنى في طي الحوادث، وحينئذ تحيط بأرواحنا ظلمات مهولة فنحس باننا قد سئمنا من الحياة، فلا خوف فينا ولا امل، ولا حب بنا ولا بغض، وهذه الازمة الغريبة لو اضيف اليها ضعف النفس ادت إلى الانتحار.

يقول ماركوس: ( ان صنع القول بالمبدأ او المعاد فما احلى الموت، والا فما امر طعم الحياة)

واحياناً ترتفع الافكار الدينية بنا إلى اسمى حدود حياتنا المادية فتطير بنا في بطون السماوات.

حرروا افكاركم من قيود الحياة وفكروا في اسرار الابدية والحياة والموت ودقائق الكائنات. فبهذه الطريقة فقط نتمكن من ان نتحرر من اضرابات الحياة، وذلك بان نجعل اوهام الطفولة تحت اقدامنا ونرتقي عليها، ونبحث في عالم الافكار والتصورات عن الجمال والسرور والسعادة)(2).

وكتب عالم النفس (كارينجي) ما نصه :

(كان ابي يئن تحت ثقل الديون والفقر والتعاسة والشقاء بحيث فقد صحته وسلامته لذلك، وقال الطبيب لأمي : لم يبقَ من عمر ابي سوى ستة اشهر، وقرر ابي تكرار ان ينهي حياته بتعليق نفسه بالحبال او باغراق نفسه في الأنهار ثم قص ابي علي بعد سنين يقول:

إن العامل الوحيد الذي منعني إذ ذاك من الانتحار هو الايمان الثابت والراسخ لامك، فإنها كانت ترى اننا لو اجبنا ربنا واتبعنا اوامره واطعناه صلحت جميع امورنا وكان الحق معها، فقد صلحت بالتالي جميع امورنا وعاش ابي بعد ذلك اثنين واربعين عاما عيشة هانئة. وفي طول كل تلك السنين المليئة بالآلام والمشاكل لم تقلق امي قط. كانت ترفع شكواها عن المشاكل والمصائب إلى ربها ، وتدعو ربها في بيتها الصغير في القرية ان لا يحرمنا من حبه وعونه لنا.

كما تهمني وتؤثر في حياتي خواص الكهرباء والماء والطعام الجيد وفوائدها وكذلك تهمني تماما بركات الدين وفوائده ومنافعه وخيراته، بل ان الكهرباء والماء يساعدانني في توفير حياة افضل واكمل واكثر راحة ، بينما تزيد فوائد الدين وقيمه عن كل ذلك بكثير جداً.

ان الدين يمنحني الايمان والامل والشهامة، ويبعد عني القلق والاضطراب والخوف ويعيّن لحياتي مسارا واهدافا. ان الدين يكمّل لي سعادتي إلى حد كبير يجود عليّ بصحة وسلامة وعافية ويساعدني على ان اقيم لنفسي بين امواج الحياة. حياة آمنة مطمئنة هادئة)(3).

اجل ،ان الايمان الحقيقي بالله سبحانه وبقوانين الاسلام النزيه ـ لأن (الدين عند الله الإسلام) - وتنفيذها على واقع الحياة الفردية والاجتماعية والانسانية ستواجه الصعاب، وتُحل المشاكل ويتخلص من القلق والاضطراب والخوف والآلام، وتكتمل السعادة وتتوفر حياة اكمل واكثر راحة واطمئنان و هدوء.

نعم، ان الاسلام والايمان الخالص بثوابته ومفرداته هو الذي يمنح الامل والشهادة والارادة الصلبة في مواجهة التحديات، وهو الذي يعيّن المسار والاهداف للفرد والمجتمع ويساعدهما في ايجاد الهدوء والاطمئنان والهناء بين امواج الحياة المتلاطمة والصاخبة.

ونختم بما قاله العالم الغربي الشهير في القرن العشرين (آينشتاين) بعد ان يشير إلى اختلاف الاديان يقترح دينا يسميه : مذهب الوجود ثم يصف الاحساس الذي يتمتع به المتدين بهذا الدين فيقول:

(في هذا الدين يحس الانسان بصغر آماله واهدافه امام العظمة والجلال الذي يبدو له في افكاره وطبيعته عما وراء الطبيعة. انه يرى وجود سجناً بحيث يحاول دائما ان يطير من هذا القفص فيدرك كل الوجود كحقيقة واحدة)(4).

اجل ، ان الايمان بالله وتجسيد مبادئ الدين على ارض الواقع والسلوك الانساني هو اساس التحرر من سجن الطبيعة وادراك كل الوجود كحقيقة واحدة وبالتالي ادراك السعادة والنعيم بطعمها وشذاها.

اذن، اذا اردنا ان نبني جيلاً واعيا وناشئة قوية تتحمل المسؤولية، وتصد رياح المصائب والمشاكل العاتية وتخرج منتصرة يجب ان نزودها بسلاح الايمان النقي الخالص من الشوائب، الايمان بدين الاسلام الحقيقي الواقعي الذي جاء به رسول الانسانية محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، وبشّر به هو والائمة الاثنا عشر المعصومون من اهل بيته سلام الله عليهم اجمعين ومن سار على نهجهم وحذا حذوهم حذو القذة بالقذة رضي الله عنهم وأرضاهم اجمعين.

______________

1ـ انظر رسالة الاخلاق : ص152 نقلا عن : شاهراه خو شبختي ص264 بالفارسية.

2ـ انظر رسالة الاخلاق : ص154 نقلا عن : درجستجوري خوشبختي، ص207 و 213 و 217 بالفارسية.

3ـ بالفارسية : آثيني زندكي نقلا عن رسالة الأخلاق: ص154.

4ـ بالفارسية: وينائي كه من مي بينم ص57 نقلاً من رسالة الأخلاق ص155.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.