المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أنواع الإعلان- سادسا: الإعلان حسب الوظائف التسويقية
27-6-2022
دعاء للرعاف.
4-1-2023
مسؤولية الآباء في عمل أبنائهم
2024-01-11
تجربة توماس يانج
16-6-2016
أنواع الجرائم من حيث ركنها الشرعي
24-3-2016
ولادة الإمام المهدي (عج) وكرامة امه
2-08-2015


التذبذب وعدم الاتساق في المعاملة  
  
5601   09:43 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص94-96
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016 2141
التاريخ: 2023-11-23 1559
التاريخ: 2024-08-03 466
التاريخ: 2023-04-08 1222

وهو من أخطر الاساليب التربوية الخاطئة وربما أخطرها على الاطلاق ونعني بالتذبذب وعدم الاتساق في المعاملة.

أ ـ عدم استقرار أسلوب المعاملة مع الطفل حيث يثاب على سلوك ما ثم يعاقب على نفس السلوك فيغضبون ويعاقبون الطفل.

مثال : فقد يشتم الطفل الاب أو الام فيضحكون ، وفي مرة اخرى يقوم بنفس السلوك فيغضبون ويعاقبون الطفل.

ب ـ عدم الاتساق في المعاملة بين الاب والام ، فالأب مثلا يثيب والام تعاقب.

مثال : ربما يقرر الاب أن مصروف الابن(خمسة جنيهات مثلاً) ثم تقوم الام بخرق هذا القانون وهذه المعاهدة بكل بساطة وتعطي للابن مبلغا إضافيا دون علم الاب.

مثال اخر: تتفق الام مع الابن أن اخر موعد لتأخره عن المنزل ليلا(الساعة العاشرة مثلا) ويقوم الاب بخرق هذا القانون وهذه المعاهدة ويقول للولد (انت رجلاً ... تأخر كما تريد)

ج ـ الاختلاف في اسلوب التربية الوالدين والجد والجدة.

د ـ الاختلاف في أسلوب التربية بين الوالدين والمربيات.

ـ أثر التذبذب وعدم الاتساق في المعاملة على الابناء.

ومن نتائج هذا الاسلوب التربوي الخاطئ ما يلي:

1ـ اضطراب السلطة والقانون في نفس الطفل: يعد الوالدان رمز السلطة الاولى في حياة الطفل أي رمز ما هو صحيح وما هو خاطئ ورمز الحلال والحرام، وحينما تخرق الام القانون الذي يضعه الاب كما في مثالنا السابق وكذلك حينما يخرق الاب القانون الذي تضعه الام للطفل فان عدم الاتساق هذا في توحيد القانون والسلطة في نفس الطفل يسبب اضطرابا في السلطة والقانون لديه ربما يصل الامر الى اختلاط المعايير الدينية.

فمثلا حينما يقال للابن ان الصلاة فرض(أو للبنت بأن الحجاب فرض)يستحضر الابن تلك الام التي كانت تخرق قانون الاب فيماطل بان هناك رأياً آخر يقول غير ذلك (وذلك نتيجة اختراق رأي الام لقانون الاب)وحينما يقال للابن بأن التدخين حرام يماطل قائلا بأنه مكروه فقط وكأنه يستحضر رأي الاب الذي خرق قانون الام سابقا، ولا يكون لدى الابن قانون واحد ، فلكل قانون ثغراته ، وربما استعان في الكبر بالواسطة والرشوة التي تخرق القانون.

2ـ إصابة الطفل بالارتباك والحيرة : فلا يعرف هل السلوك الذي يفعله صحيح أم خاطئ. لأنه حينما نطق لفظه سيئة في المنزل ضحك الوالدان، وحينما نطقها في نفس اليوم عند وجود ضيوف غضبا منه، وكأن لسان حال الطفل يقول(ما قلته صحيح أم خاطئ ؟! ارسو على بر ... حيرتمونا).

3ـ شخصية مترددة ومتقلبة: يتأرجح الطفل بين رأيين، ولا يحسم أمراً فهناك دائما رأيان يتنازعانه، ولا يستطيع اخذ قرار بسرعة، وتستمر معه سمة التقلب في الرأي والمزاج حتى تصور معي أن زوجته في المستقبل ربما تسمعها تقول يوماً (انا لا أعرف كيف أرضيه، ومنذ عشر سنوات لا أعرف ماذا يريد، فهو كل وقت بحال.....!!) .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.