كيفية التعامل مع الكذب حسب المراحل العمرية للطفل
المؤلف:
عيسى محسني
المصدر:
أساليب تعديل سلوك الأبناء رؤية إسلامية
الجزء والصفحة:
ص113ــ116
2025-12-20
30
تختلف ممارسة سلوك الكذب عند الأطفال بحسب المراحل العمرية ولذا يجب أن تكون محاولات المربين والآباء لمعالجة هذا السلوك السيء مختلفة حسب المرحلة العمرية التي يعيشها الطفل.
التعامل مع كذب الاطفال من عمر 2 - 4 سنوات
في هذا العمر لا يكون الطفل قد استوعب الفرق بين الكذب والحقيقة بدقة، ولا التفريق بين أحلام اليقظة والرغبات والخيال. على سبيل المثال، إذا ادعى الطفل في هذا العمر أن أخته قد أخذت لعبته فلا يجب أن تكون الإجابة أنك تكذب وأنك قد فقدت اللعبة في الشارع، بل يتم تبسيط الموضوع وتوضيحه إذا كانت الأخت قد أخذتها فعلاً بأنها كانت تنوي اللعب قليلاً وإعادتها، وإن كان قد فقدها في الشارع فهذا هو الواقع ولا علاقة لأختك بذلك.
يجب الحذر من استخدام وصف (كذاب) للطفل في هذا العمر، ومع بلوغه الرابعة من العمر وما يليها يبدأ التوضيح للطفل أن ما قلته ليس صحيحاً وهذا لا يجوز دون الإسهاب في الشرح، وإمكانية البدء بتوضيح أن هذا الأمر حرام بطريقة يفهمها الطفل.
التعامل مع كذب الاطفال من عمر 5-8 سنوات
في هذا العمر يكون الطفل قد فهم الكذب ومعناه، وقد يستعمله لتجربة ما يمكن أن ينجح فيه، وذلك بما يخص المدرسة والواجبات، ومع أن الطفل قد يتمكن من إتقان الكذب ولكن على الأغلب يتم كشفه، وغالباً ما يلجأ الطفل للكذب عندما يكون المطلوب من الطفل أكثر من قدرته وتحمله، وإذا رأى الكبار يستعملون الكذب فلماذا لا يستعمله اذن؟، ومن هنا تتجلى ضرورة تحلي الأهل بالصدق.
وفي هذه المرحلة لا بد من مواجهة الطفل في كل ما يخطئ به سواء الكذب أو أي سلوك غير مرغوب، ويجب أن يتم ذلك بهدوء ودون انفعال مع توضيح التصرف الخاطئ وما هو البديل الصحيح، ويكون هذا من قبل الوالدين المتفقين الحازمين.
التعامل مع كذب الاطفال من عمر 9-12 سنة
في هذا العمر يبدأ الطفل تحديد هويته وقيمه وأهدافه ضمن المنظومة الأخلاقية التي يتشربها، كما أنه في هذا العمر يصبح الطفل أكثر قدرة على إتقان الكذب، ويبدأ إظهار مشاعر تأنيب الضمير بعد أن يكذب. ويوصى في هذه المرحلة العمرية قراءة الطفل أو مشاركته القصص والأمثلة عن الأمانة، والصدق، والكذب وبعدها الأخلاقي والديني وآثارها المفيدة على الشخص ومن حوله. كما يصبح من السهل على الطفل تمييز الكذب الأبيض العابر الذي يقصد منه أحياناً المجاملة؛ مثل شكر الجدة على الهدية التي لم تعجبه، ويتم ذلك بتوضيح أهمية شكر الجدة في إطار واضح يشمل مجاملة الجدة على ما بذلته من مال وجهد في إحضار الهدية، حتى لو لم تكن تنسجم مع ما يريده الطفل.
كما يجب في هذه المرحلة أن ينتبه الأهل إلى وضوح الرسائل التي تصل الطفل حول ما هو كذب وما هو صدق؛ فالرسائل غير الواضحة تشوش اذهان الأطفال.
وفي هذا السن أيضاً وما بعده تكون العلاقة الودية القريبة مع الوالدين والتي فيها هدوء وإصرار ووضوح وصراحة هي الواقي الأساسي ضد الكذب والكثير من السلوكيات السلبية؛ فعندما يشعر الطفل واليافع ثم المراهق أن بإمكانه أن يكلم والده ووالدته حول عدم حصوله على علامة جيدة أو أن أصدقاءه قد بدأوا بالتدخين ولا يخاف من ردة فعلهم، فهو يعرف أنهم يستقبلون هذا الكلام بهدوء وتفهم، وبهذا يكون التأسيس الحقيقي لإنسان صادق.
كما يبدأ الأطفال ابتداءً من هذا السن فصاعدا إلى سن المراهقة بالتأثر بالأقران وسلوكياتهم الإيجابية والسلبية، ولا بد من استعمال العلاقة الجيدة مع الطفل والمراهق لتحذيره من خطورة تقليد السلوكيات السلبية واتباع الإيجابية.
تجدر الإشارة إلى أن الأطفال من عمر التاسعة وما بعدها معرضون لاضطرابات السلوك بعد أن كانوا معرضين للاضطرابات العاطفية والخوف في سن مبكرة؛ فالخوف يؤدي الى الكذب والاضطراب السلوكي قد يؤدي للعنف، والسرقة، ومخالفة كل التعليمات، بما في ذلك الكذب.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة