

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات


المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية


التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة
بعض عوامل انحراف الفرد والمجتمع
المؤلف:
الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
المصدر:
أصلحُ الناسِ وأفسدُهُم في نهج البلاغة
الجزء والصفحة:
ص 191 ــ 193
2025-12-30
45
كيف ينحرف الشخص الذي تربى في أسرة سليمة وتتحلى بالآداب والأخلاق الإسلامية، وكيف يتنازل عن مبادئه وقيمه المتعالية؟ وكيف يبتعد المجتمع الذي نشأ مع أنشودة الثورة وفي ظل النظام والحكومة الإسلامية عن أهدافه الثورية والإسلامية ويتدهور؟
إن العامل الأكثر أهمية - والذي يحصل بالتدريج ويؤذي بنحو يخفى على الأشخاص السطحيين - إلى انحطاط الإنسان وانحرافه هو حب الذات والأنانية، وهذا العامل يؤدي بالإنسان إلى السعي وراء الأمور التي ترضيه ويستلذ بها. وإذا كان الأمر الذي يرغب فيه لا ينسجم مع معتقداته وقيمه الدينية والاجتماعية، فإنه يبدأ بتسويغ سلوكه وخياره الذي يحبه وتطهيره، لأنه - من جهة ـ لا يستطيع أن يتنازل عما يريد قلبه، ومن جهة أخرى، لا يستطيع أن يقبل أنه تلوث بالمعصية، فإنه لا يريد أن يُعرف بين الناس عاصيا ومتخلفا عن قانون الإسلام، فتجد أنه يُجبر أحيانًا على وضع سلسلة من التسويغات لإظهار أنه لا يزال متمسكا بالدين وبقوانين الإسلام، على سبيل المثال: عندما يرى أن العمل الذي يُريد القيام به وصف بأنه حرام في كتاب (توضيح المسائل)، فإنه يشكك في موضوع ذلك الحكم الشرعي، ويدعي أن ذلك الموضوع لا ينطبق على فعله. وعليه، فإن الحكم الشرعي الذي في الرسالة لا ينطبق على فعله على سبيل المثال: حرمت الرسائل العملية بعض قصات الشعر أو النظر إلى غير المحرم فيسعى هو إلى تسويغ سلوكه من خلال قوله بأن قصة الشعر المذكورة أو النظرة المحرمة المذكورة في الرسائل لا تنطبق على قصة شعره هو أو نظرته إلى غير المحرم فيعمل على تسويغ تصرفه وإبرازه على أنه فعل صحيح، وإذا فهم أن عمله لم يكن له ما يسوّغه، وتأكد من أن فعله مصداق للحكم الشرعي بالحرمة، فإنه يبدأ بالتشكيك في فهم وفتوى المرجع وصاحب الرسالة، فيقول: إن مرجع التقليد ليس معصوما، وقد اشتبه في هذه الفتوى.
وخصوصا الشخص الذي يمتلك اطلاعا على مصادر الفقه وأدلته، فنجد أنه يعمل على تصحيح أعماله أكثر من غيره، وبعد ذلك، إذا أثبتوا له من خلال دراسة أو تحقيق أو بحث علمي بأن المصدر والسند لتلك الفتوى هو رواية صحيحة، وأنها تصرح بذلك الحكم، فكثيرا ما نجد أنه يسوع تصرفه من خلال الخدش في عصمة الإمام (عليه السلام)، فيستدل على نفي عصمة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) بمستندات من قبيل بعض التعابير الواردة في دعاء كميل، حيث يتهم الإمام علي (عليه السلام) فيها نفسه بحسب الظاهر بالقصور والتقصير، أو بعض تعابير الإمام السجاد (عليه السلام) في دعاء أبي حمزة الثمالي التي يبدو منها للوهلة الأولى وفي النظرة البدوية صدور المعصية من الإمام، نظير قوله (عليه السلام): (فمن يكون أسوأ حالا مني إن نُقِلْتُ عَلَى مِثْلِ حَالِي إِلَى قَبْرِي، لَمْ أَمَهُدُهُ لِرَقْدَتِي، وَلَمْ أَفْرُشهُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ لِضَجْعَتِي).
بل إنه يخدش في عصمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خلال الاستدلال ببعض الآيات من قبيل قوله عز وجل: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر: 55] (1).
وقد يعتمد بعض على كلمات بعض المتكلمين من أجل أن يعيشوا حياة حرة، وبظنهم الواهي، حياة تكون خالية من أي منع شرعي فيصلون إلى رغباتهم الشيطانية وذلك من خلال ما اعتبره بعض من أن تخلف الله عن وعده محال وقبيح، أما تخلفه عن وعيده فجائز (2)، وعليه، فالتحذيرات والإنذارات الواردة في القرآن هي تحذيرات فارغة ولا واقعية لها، وإنما ذكرت لتخويف الناس ودعوتهم إلى فعل الخير واجتناب المعصية، وإذا استمر في هذا الطريق، فأراد الإنسان أن يمشي خلف شهواته النفسانية، فسوف يصل في نهاية المطاف إلى إنكار الدين والمقدسات: قال تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [الروم: 10].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ إن ساحة رسول الله (صلى الله عليه وآله) منزهة عن كل معصية ومكروه، والمراد من (الذنب) في هذه الآية، هو ترك الأولى الذي لا يعد ذنبا ولا مكروها.
2ـ بناءً على هذا القول، فمن الجائز على الله أن يهدد عبده بالعذاب إذا ما ارتكب معصية، ثم يغض النظر عن تهديده، فلا يعذبه.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)