أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-9-2019
2312
التاريخ: 7/9/2022
1135
التاريخ: 26-5-2016
1998
التاريخ: 9/9/2022
1227
|
تتباين هذه الظاهرة ضيقا واتساعا، كما تختلف باختلاف التكاوين الجيولوجية والذي ينبغي ان نؤكده ان الانطباع النهري ليس مجرد تعرية وازالة طبقة صخرية والجريان فوق طبقة أخرى أسفلها من نفس التتابع الصخري المتوافق، وانما يجب ان تنتمي الطبقة التي انكشفت بالتعرية النهرية والتي أصبح النهر يجري فوقها الى تتابع صخري مختلف تماما عن التتابع الصخري العلوي في النوع والعمر، وعادة في النظام والبنية.
ومن أكثر الانطباعات النهرية شيوعا ما يلي:
1- الانطباع النهري فوق الارصفة البحرية:
تنشئ تعرية الامواج أرصفة بحرية تحاتية يصل عرضها الى كيلو متر او كيلو مترين، وذلك أثناء استقرار منسوب مياه البحر على مستوى معلوم وكثيرا ما تنحت الامواج تراكيب صخرية علوية وتكون الارصفة في صخور أقدم ذات نظام وبنية معلومة، تنحدر انحدارا هينا صوب البحر، وتتغطى هذه الارصفة التحاتية بغطاء يتفاوت في سمكه من الحصى والرمال والطين. فإذا ما هبط منسوب البحر، وظهرت تلك الارصفة البحرية فوق صفحة مائه، فإن أية انهار موجودة لاشك تطيل مجاريها وتجري فوق سطح الرصيف البحري الذي انحسرت عنه مياه البحر في طريقها الى خط الساحل المتراجع الجديد. وتنجح هذه الانهار بمرور الزمن في نحر وتعرية الغطاء الرسوبي الذي يغطي ارض الرصيف البحري، وتنطبع بكل تفاصيلها فوق صخور أرض الرصيف التحاتي ذاته.
وتشير ادلة كثيرة على حدوث مثل هذا الانطباع النهري في جميع سواحل يابس القارات والجزر التي تسمح ظروفها جريان مائي الى البحر فعند حلول عصر البلايوستوسين كان منسوب البحر فوق مستواه الحالي بنحو 150 مترا، ومن ثم تعرضت مساحات فسيحة مما نسميه الآن سهولا ساحلية للغمر بمياه البحر. ثم أخذ البحر يتراجع على فترات معلومة، فتكونت أرصفة بحرية أثناء فترات استقرار البحر على ارتفاعات متعددة، تبدأ بما يسمى بالرصيف الصقلي بين ارتفاعي 80 – 100 متر، ويليه الرصيف الميلازي ويقع بين ارتفاعي 50 – 60 مترا، ثم الرصيف التيراني الذي بين منسوبي 35 – 40 مترا، فالرصيف الموناستيري على ارتفاع 18 – 20 مترا، واخير رصيف نيس اوتيبس وارتفاعه بين 7 – 8 مترا. وكما وصفنا تمكت المجاري المائية من اطالة مجاريها تجاه خطوط السواحل الجديدة مندفعة فوق تلك الارصفة البحرية الدرجية، مكتسحة لما يغطيها من رواسب بحرية، ومنطبعة فوق صخورها، كما انها لاشك قد جددت شبابها، ونحرت مجاريها في صخور الدرجات العليا القديمة كما نشأ في بعض المناطق عدم توافق بين المجاري المائية ونظم البنية الجيولوجية.
ويظهر التصريف النهر الناشئ عن الانطباع في الارصفة البحرية خصائص ذات اهمية. فحيثما كانت خطوط السواحل القديمة مستقيمة، وكانت الارصفة تنحدر صوب البحر في اتجاه واحد ثابت، تنشأ نظم تصريف مائي تابعة شبه متوازية. أما إذا كانت خطوط الشواطئ مسننة غير منتظمة، وتتناوبها الرؤوس والخلجان، فإن نظم التصريف المائي الناشئة تكون شبه شجرية, ومرد ذلك الى انحدارات الارصفة البحرية التي تتعامد تقريبا على خط الشاطئ، وتميل نظم التصريف المائي الى التجمع والتقارب في الخلجان, وقد يحدث الانطباع النهري فوق سهول ساحلية تحاتية فسيحة، تكونت أثناء فترات زمنية أطول، وكان البحر يطغى أثنائها على اليابس ببطء, ويتخذ الرصيف الكالابري مثالا لذلك، فهو يبلغ اتساعا في بعض الجهات يزيد على 30 كيلو مترا، كما في جنوب شرق انجلترا وايطاليا وجهات كثيرة من سواحل اوروبا ولا شك ان جميع الظواهر التضاريسية التي كانت موجودة قبل الطغيان الكالابري قد تلاشت وحينما تم انحسار مياه البحر انطبعت أنظمة تصريف نهري جديدة تماما فوق التراكيب الصخرية، وجهتها وتحكمت في انماطها أشكال وانحدارات الارصفة او السهول التحاتية البحرية الكالابرية.
2- الانطباع النهري في تكوينات نهرية بحرية:
قد يحدث ان تكون التعرية النهرية نشطة للغاية، وتحمل الانهار كميات هائلة من الرواسب النهرية الى البحر، ويكون فعل الامواج ضعيفا محدودا، ومن ثم يكون قاع البحر فيما جاور اليابس مسرحا للارساب على نطاق واسع ويتكون بذلك بالتدريج سهل (نهري بحري) يتقدم في البحر، وتقطعه الانهار التي جلبت الرواسب اليها, وحينما ينخفض منسوب البحر، تنحر الانهار في رواسب السهل وتزيلها وتنطبع في صخور قاع البحر من اسفلها. وتلاحظ هذه الحالة في جنوب شرق انجلترا، وفي بلجيكا وشمال فرنسا.
3- الانطباع النهري في التكاوين الجيولوجية الكبرى:
ويحدث ذلك حينما تنطمر التراكيب الصخرية القديمة بأنواعها ونظمها بطبقات رسوبية سمكية أثناء أعصر جيولوجية مديدة وتجرى الانهار فوق التراكيب الصخرية العليا الاحدث وتنمو فيها وتتطور وتكتسب خصائصها المورفولوجية، ويستمر نحتها الرأسي حتى تصل الى التراكيب الصخرية فتنطبع بأوديتها عليها محتفظة بجميع خصائصها دون ان يطرأ عليها تغيرات جوهرية.
ويتم تمييز الانطباع النهري عن طريق دراسة شكل وخصائص النهر المنطبع وواديه التي تختلف تماما عن شكل وخصائص التصريف النهري الذي ينشأ أصلا فوق التراكيب الصخرية السفلى القديمة أي أن أهم دليل يوضح الانطباع النهري، عند إزالة الطبقات الصخرية العليا الاحدث التي تنشأ عليها النظام النهري أصلا، يتمثل في عدم التوافق بين النظام النهري المنطبع مع نظام التراكبي الصخرية السفلى القديمة.
ولقد أظهرت الدراسات التي قام بها أتوود Atwood (1938) أن معظم الخوانق النهرية التي تخترق مرتفعات الروكي هي نتيجة للانطباع النهري. وقد رجح فون انجيلن Von Engeln (1953) أن كثيرا من الانهار التي تقطع الابلاش وتنتهي الى المحيط الاطلسي هي أنهار منطبعة.
وينتمي كثير من أنهار بريطانيا الى هذا النمط المنطبع ففي أواخر العصر الكريتاسي فاض البحر وطغى على كل ما يسمى الآن بالسهول الانجليزية وكذلك على كثير من أجزاء المرتفعات البريطانية بما فيها مرتفعات الجنوب الغربي وكتلة ويلز، وأقليم البحيرة، والبنين ومرتفعات جنوب اسكتلندا وقد انتشرهذا الطغيان البحري نظم التصريف المائي كما ف ويلز. فهنا لا يرجع التعقيد لقدم الانطباع السينومانياني Cenomanian وغطى سهول تعرية سبقت تسويتها، ومن قم فقد ارسبت فوقها طبقات من الصخور التي تنتمي لأواخر العصر الكريتاسي وهي صخور طباشيرية, وقد حدثت حركة رفع عامة في أواخر العصر الكريتاسي، تمركزت في الكتل الكاليدونية الهرسينية في غربي وشمالي بريطانيا، وترتب عليها انحسار البحر، وامالة الاراضي البريطانية بغطائها الطباشيري تجاه الشرق.
وقد نشأت فوق الارضي الجديدة نظم نهرية تابعة تنصرف شرقا الى بحر الشمال. وقد أدت التعرية أثناء عصور الزمن الثالث الى اكتساح وازالة الغطاء الطباشيري، ومن ثم انطباع النظم النهرية التي كانت تجري خلاله على الصخور القديمة أسفله التابعة للزمنين الثاني والأول ولقد بلغت المواءمة بين النظم النهرية المنطبعة ومكاشف الصخور والتراكيب والنظم الصخرية القديمة حدا بعيدا، ومع هذا فإنه من الممكن التحقق من الانطباع النهري في كثير من الانهر التي تتأخم هوامش الصخور الطباشيرية الحالية.
ويكاد يتفق كل الكتاب ان النظام النهري التابع الاصلي يهبط بكل تفاصله دون تغير وينطبع في نظام الصخور الاقدم، وان تكوين الانهار التالية، وتجزئة الانهار التابعة، وكذلك كل عملية المواءمة مع النظام الصخري القديم السفلي تتم جميعا عقب حدوث الانطباع. ويصح هذا في حالة الارصفة البحرية والاسطح المغطاة بغطاء رسوبي، لأن الظروف حينئذ لا تناسب تكوين أنهار تالية قبل الانطباع النهري.
لكن الامر يبدو مختلفا تمام حينما تهبط الانهار خلال غطاء سيمك من الطبقات الصخرية الرسوبية المتفاوت في أعمارها وصلابتها وذلك أن الانهار التابعة التي تنحر رأسيا في طبقات الصخور الاحدث للوصول والانطباع على النظم الصخرية السفلى الاقدم تتأثر بتكوين ونمو مجاري مائية تالية وهذا يفسر التعقيد الشديد الذي تتصف به بعض نظم التصريف المائي كما في ويلز فهنا لا يرجع التعقيد لعدم الانطباع النهري الذي حدث في أوائل الزمن الثالث فحسب، وانما لان النظم النهرية المنطبعة قد عانت الكثير من التشكيل والتعديل.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|