أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
1940
التاريخ: 24-11-2015
1994
التاريخ: 10-10-2014
2120
التاريخ: 2023-06-12
961
|
قال تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [المنافقون: 5 - 8] .
تهب العواصف على مدى الحياة وتتلاطم الأمواج العاتية ، ويتمسك المؤمنون بإيمانهم ، ويضعون الخطط الحكيمة للنجاة من ذلك ، فمرة بالكر والفر واخرى بالهجمات المتتالية ، ويبقى المنافق معرضا للعواصف لا يقوى على مصارعتها فينكسر ويتلاشى .
جاء في حديث عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز ، لا تهتز
حتى تستحصد " (1)
وتعني " العزة " في اللغة العربية القدرة والسلطان غير القابل للتصدع والتدهور ، وقد جعل القرآن الكريم العزة من الأمور التي يختص بها الله تعالى ، كما في الآية العاشرة من سورة فاطر حيث يقول : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10]
ثم يضيف القرآن الكريم قائلا : {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ }
فأولياء الله وأحباؤه يقتبسون نورا من نور الله فيأخذون عزا من عزته ، ولهذا فإن روايات إسلامية عديدة حذرت المؤمنين من التنازل عن عزتهم ونهتهم عن تهيأة أسباب الذلة في أنفسهم ، ودعتهم بإلحاح إلى الحفاظ على هذه العزة .
فقد ورد في حديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في تفسير هذه الآية {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ }
قال ( عليه السلام ) " المؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا . . المؤمن أعز من الجبل ، إن الجبل يستفل منه بالمعاول والمؤمن لا يستفل من دينه شيء " (2)
وفي حديث آخر له ( عليه السلام ) قال فيه : " لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه . قيل له : وكيف يذل نفسه ؟ قال ( عليه السلام ) : يتعرض لما لا يطيق " (3) .
وفي حديث ثالث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) جاء فيه : " إن الله تبارك وتعالى فوض إلى المؤمن أموره كلها ، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه ، ألم تر قول الله سبحانه وتعالى هاهنا : {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } . والمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا " (4)
كنا قد تطرقنا إلى بحث هذا الموضوع في ذيل الآية ( 10 ) سورة فاطر ، في هذا التفسير .
_______________________
1. صحيح مسلم ، ج4 ، ص2163 ، باب (مثل المؤمن كالزرع ) ، وورد نظير هذا المضمون بتفاوت يسير في تفسير روح البيان ، ج9 ، ص533.
2. تفسير نور الثقلين ، ج5 ، ص336 ، نقلا عن اصول الكافي ، ج5 ، ص63 ، ح1.
3. اصول الكافي ، ج5 ، ص63 ، ح4 .
4. المصدر السابق ، ص64 ، ح6.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|