المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التربية علم وفن  
  
12720   01:21 مساءً   التاريخ: 17-2-2017
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص18-21
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2017 7162
التاريخ: 26-7-2016 2118
التاريخ: 28-8-2017 1975
التاريخ: 24-1-2023 1302

التربية علم.. علم وفن.. علم لابد وان نتعلم أصوله وقواعده.. وفن لابد وان نتفن آلياته وأساليبه واستراتيجياته.. كي نوظف ذلك العلم في بناء الواقع.. كي تسري روحه في حياتنا.. مع ابنائنا فتظهر آثاره ونتائجه وتطبيقاته.

التربية علم.. علم لابد وان تفك شفراته.. وتحرر قيوده من أسر الكتب وسجن المراجع.. كي نطلق له العنان لتطبيقه في بيوتنا.. ومن ثم نستفيد من لآلئه المكنونة وكنوزه الدفينة.

والتربية فن .. فن يدعمه ذلك العلم (علم التربية).. فن له مهارات واساليب.. ولذا أود ايتها الام.. أيتها المربية.. وانت ايها الاب.. ايها المربي.. ان تكونوا (فنانين في التربية) مثل الرسام المبدع المتألق.. الذي يمسك بفرشاته ويرسم منظراً جميلاً وخلابا .. يحمل اسمه وتوقيعه.. ويخلد ذكراه في دنيا الناس.

ـ المربي المبدع كالرسام المبدع :

أيها المربي.. كن مثل ذلك الرسام المبدع.. كن مبدعاً ومتألقا في ابراز جمال ابنك.. بفنون التربية، متخيلاً تلك اللوحة البيضاء لذلك الرسام هي صفحة عقل ونفس ابنك البيضاء الخالية التي سوف تنقش وترسم فيها فنونك وابداعاتك.. وان تلك الفرشاة والالوان هي اساليبك واستراتيجياتك في التربية، كما تحمل اللوحة الجميلة المبهرة لذلك الرسام الفنان اسمه وتوقيعه.. سوف يحمل ابنك اسمك.. وهو امتدادك.. مخلداً ذكراك في دنيا الناس.

وتذكر دوما ان تلك الذكرى سواء أكانت جميلة أو غير ذلك تعتمد عليك، أنت من تصنعها.. نعم إنها من صنعك أنت.. وفقاً لفنون الرسم.. اقصد وفقاً لفنون التربية التي تعرفها.

ـ هل تربية الابناء أهم أم تربية الطيور؟!!

واعتقد انك لو أردت ان تربي نوعا من الطيور لحرصت كل الحرص على ان تسأل وأن تقرأ وأن تتعلم كيفية تربية الطيور.. وما هي أنسب أساليب تربيتها، كما تسأل عن نوع الطعام المناسب وطبيعة الجو المناسب والوقاية المناسبة والدواء المناسب.. وغير ذلك وقد تنفق الوقت والمال لذلك الغرض.

 فما بالك وانت تربي ابنك.. فلذة كبدك.. امتدادك.. ذكراك في العالمين طريقك الى الجنة أو الى النار.. ترى هل تحتاج لإتقان فنون التربية ؟!

ـ قف.. هل معك رخصة للتربية ؟!

ولو أنك مثلا أردت استخراج رخصة قيادة... ترى هل تقود سيارتك بدون معرفتك للقيادة او الطرق واشاراتها الموصلة لبر الامان... أم انك سوف تجتهد في تعلم فنون القيادة ومعرفة الطرق واشاراتها...؟!!

فما بالك لم تفكر في استخراج رخصة لتربية ابنائك، وتخيل معي لو ان هناك شرطاً في عقد الزواج يوجب على كلا الطرفين ـ الزوج والزوجة ـ تقديم ما يثبت انهم حصلوا على شهادة أو (دورة في فن التربية) كي يتم التأكد من أنهم جديرون بتربية أبنائهم تربية نفسية سليمة.. ترى هل كنا نرى هذا الكم من المشكلات النفسية والسلوكية لأبنائنا من عصبية زائدة وعناد وسرقة وكذب وعدوانية وخوف وخجل وتبول لا إرادي.. وغيرها؟!!

وترى هل كنا نرى المظاهر الناتجة عن سوء التربية في شوارعنا من سباب بألفاظ خادشة ، وعراك ومشاجرات ومخدرات و... وغير ذلك؟!!

ـ رؤية من واقع العيادة النفسية :

ومن واقع العيادة النفسية رأيت اناسا لا يهتمون بأبنائهم ولا بتربيتهم ويقولون (نتركهم للزمن كي يربيهم.. وللشارع كي يعلمهم) ومن ثم يخرجون لنا أطفالاً مشكلين ليصبحوا مراهقين عدوانيين وغيرهم متوافقين ثم مرضى نفسيين ومدمنين.. او على الاقل شباب فاقد الهدف والانتماء لأسرته ووطنه، ومن ثم يخرج هذا الشاب وذاك لينتقم من هذه الام المهملة ومن ذلك الاب الظالم القاسي في كل المجتمع .. وها نحن نقرأ ونسمع عن جرائم يشيب لها الولدان.

ولا عجب .. حين يعرف السبب.. إنه...إنه سوء التربية.

ولذا لا بد وان نستأصل الداء من جذوره .. من خلال فن تربية الأبناء.

حقاً إن التربية فن.. بل فن ومهارة.. واليك عزيزي المربي هذه القصة كي نتعلم أهمية المهارة في انقاذ البشر.

(يحكى ان سفينة في احد اسفارها أبحرت في عرض البحر وعلى متنها مئات البشر فضلا عن المتاع.. وفجأة تعطل موتور السفينة.. وطلب قبطان السفينة النجدة ولم يجد.. وأوشك الجميع على الهلاك.. وفجأة اخترق رجل صفو الركاب متوجها الى قبطان السفينة ليخبره بأن لديه مهارة في اصلاح الموتور. ثم أمسك بمطرقة ليطرق بها الموتور، وما هي الا دقائق معدودة وطرقات بسيطة الا وتحرك الموتور وتم اصلاحه.. وهلل الجميع مسرورين بإنقاذ حياتهم ومتاعهم.. فتقدم القبطان الى ذلك الرجل ليشكره ويجزيه أجره ما صنع ..فقال له الرجل خذ هذه الفاتورة... وتعجب القبطان حينما رأى أن المبلغ المطلوب ألف دولار... وقال الرجل لم الالف دولار وانت لم تطرق الا بعض الطرقات البسيطة على الموتور ولم تأخذ الا دقائق معدودة، فقال له الرجل سيدي انت لم تقرأ الفاتورة جيداً... فالمكتوب هو دولار واحد نظير الطرقات البسيطة والدقائق المعدودة.. و(999) دولار لأنني عرفت أين أطرق.. (عرفت أين أخبط)

حقاً إنها المهارة... فهل نحن نعرف ( اين نطرق ومتى نطرق)

بمعنى أخر هل نعرف (فين نخبط) أم أننا (نتخبط) في تربية أبنائنا، ولا نعرف شيئا من فنون ومهارات التربية الحديثة، بل نربي بعشوائية مريرة تفسد أكثر مما تصلح.. وفي غالب الامر نكتفي بخبرة الاباء والاجداد فقط.. أو نربي أبناءنا بما تبقى في ذاكرتنا من تربية آبائنا لنا بغض النظر عن مدى صحتها او خطئها.

ـ هل نكتفي بخبرة الاباء في التربية ؟!!

ولا شك ان خبرة الاباء والاجداد جيدة .. ولاسيما في زمنهم... لكن فنون التربية الحديثة تضفي ابعادا علمية وفنونا تربوية نحتاج اليها في عصر جديد.. يتسم بسرعة إيقاع الحياة.. عصر الكمبيوتر والدش والمحمول والانترنت.. عصر اصبح فيه العالم قرية صغيرة.. لا بل حجرة (شات) صغيرة بلغة الكومبيوتر.. لغة العصر وبالتالي لم يعد الاباء هم مصدر التربية الوحيدة.. كما كان من قبل.. فجميع الوسائل التكنولوجية الحديثة أصبح لها نصيب في تربية أبنائنا ولذا كان لا بد من علم حديث للتربية وفنون جديدة تتعامل مع هذا الزخم من المصادر التربوية لأبنائنا.. رحم الله الامام علي (عليه السلام) حيث يقول (ربوا أولادكم على غير ما ربيتم به، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم).

ومما يساعدنا على تحقيق هذه المهمة السامية... هو التربية الحديثة بما هي علم.. وفن.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.