المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

سرية أسامة
26-11-2019
هل صحيح أنّه لا توجد آية في القرآن تقول أنّ الرجل أفضل ـ بمعنى أحسن ـ من المرأة ؟
2024-04-09
ماهية صحف الأعمال‏
16-12-2015
مرحلة التحليل
13-2-2022
Nitroimidazoles
29-3-2016
اثر الترتيب الداخلي للمصنع على مختلف الأنشطة في المصنع
2-6-2016


نظرية علماء الغرب في مجال التربية  
  
7160   11:51 صباحاً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص19-21
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

ظهرت نظرية جديدة عند علماء الغرب في مجال التربية وهي ان التربية اساسا مجرد التنمية، وكان بحثهم في التربية الاخلاقية، ودخلوا البحث من الناحية العقلية لا من ناحية الحس الديني وحس الجمال فقالوا (ان التربية هي تنمية القوى العقلية والارادة الاخلاقية فقط)، وينبغي عدم تعويد الانسان على أي شيء، جيدا كان او رديئاً، لان التعويد سيء مطلقا، لان الانسان اذا اعتاد شيئا سيخضع لحكومته، ولا يمكنه تركه، وعندها يقدم عليه لا بحكم العقل ولا بحكم الارادة الخلقية. ولا بحكم كونه عملا جيدا او غير جيد، وانما يفعله بحكم العادة، ولو تركه سيضطرب. وقد توافقهم الشريعة في بعض الامور، لأنه ذكر هذا الامر في حديث للرسول (صلى الله عليه واله) (لا تنظروا الى كثرة صلاتكم وصومكم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتكم بالليل. ولكن انظروا الى صدق الحديث واداء الامانة)(1) وكذلك حديث للإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لانتظروا الى طول ركوع الرجل وسجوده، فان ذلك شيء اعتاده فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا الى صدق حديثه واداء امانته)(2) ان هذا الحديث يدل على ان التعويد يفقد القيمة الاخلاقية للعمل، ولا يمكن ان يكون ملاكا للإنسان والايمان، وعلماء الغرب يجرون ذلك على كل شيء حتى اذا كان افضل الاعمال والفضائل الانسانية. فبمجرد ان يصبح عادة يفقد قيمته، لأنه في هذه الصور تكون الملكة هي المتحكمة في الانسان سواء رضي العقل بها او لا. ان احد مؤسسي هذه النظرية وهو العالم (روسو) يقول في كتاب (ميل) (يجب ان اعود إميل على ان لا يتعود على شيء) تماما في النقطة المقابلة لاعتقاد القدماء بان التربية هي في التعويد. فأذن ما التربية اذا لم تكن تعويد الروح؟ وهي تقوية الروح والارادة، وان يفكر العقل بحرية وان تصميم الارادة الخلقية بلا تقييد، وان تحارب التعويد بخاصة، ومن هنا يجوز هؤلاء الاشخاص الشيء الذي نعده سيئاً، بدليل ان الشيء الجيد صار عادة للإنسان وينبغي التمرد بوجه العادة.

وفي الواقع ان مؤسسي هذه النظرية يدافعون عن الحرية في الاخلاقية، ويرون الحرية جوهر روح الانسان. ويقولون (لا ينبغي سلب حرية الانسان بأية وسيلة، ويجب ان يكون حرا في ان يعمل فقط وفقا لحكم العقل والارادة الخلقية.  وان لا تتحكم به أية قدرة حتى قدرة التعويد)(3) وان كلامهم يدور في الاكثر حول مكافحة التعويد، ولكن هل ان هذه النظرية صحيحة؟ هل يجب ان لا يعتاد الانسان حتى على الاعمال الحسنة؟. وتقول ان هذه النظرية عند علمائنا غير صحيحة مئة بالمئة. ولكن هذا لا يدل على ان التعويد سيء دائما وان لا نعتاد على شيء يجعلنا لا نمتثل لأمر العقل والايمان، فقد كان اصحاب الرسول (صلى الله عليه واله) يترددون كثيرا على الرسول (صلى الله عليه واله)، ويطلبون ان يسمح لهم في عملية تعقيم انفسهم. فكان يقول (صلى الله عليه واله) (لا يجوز ذلك في ديننا) فإنه ليس فخراً ان يعقم الانسان نفسه لتغلب على شهوته الجنسية، بل الفخر بان توجد الشهوة، ولكن تكون قدرة العقل والايمان بنحو تخضع تلك الطاقة الجنسية ويتحكم بها، والحديث القائل (لا تنظروا الى طول ركوع الشخص وسجوده. فان هذا الامر اعتاده وانه يستوحش لو تركه) ناظر الى ان التعويد احيانا يغدو بنحو يسقط قيمة العمل الحسن.

___________

1ـ التربية والتعليم في الإسلام: 71 /9 .

2ـ اصول الكافي : 2/605.

3ـ التربية والتعليم في الاسلام ص48.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.