أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-11-2019
4490
التاريخ: 8-11-2016
3232
التاريخ: 21-11-2019
1898
التاريخ: 18-1-2017
1856
|
اعتمد المؤرخون فيما توصلوا إليه من تاريخ بلاد العرب قبل الإسلام بصفة عامة على المصادر الآتية:
أ-المصادر العربية:
1- القرآن الكريم: فمع أنه نُزِّل للعظة والعبرة إلا أنه أشار إلى حياة العرب قبل الإسلام, وذكر بعض الشعوب العربية القديمة وما تعرضت لها من أحداث مثل: عاد وثمود وأصحاب الفيل "الغزو الحبشي" وأصحاب الأخدود "أهل نجران الذين أبادهم ذو نواس الحميري" وسيل العرم "سد مأرب" وغير ذلك, ولكنه لم يلتزم في سردها نفس الترتيب دائما, بل ذكرها حسب المناسبات التي يوردها بقصد العظة والعبرة.
2- الحديث الشريف: وهو المصدر الثاني للشريعة الإسلامية: فقد تعرض لذكر بعض ما كان قائمًا قبل الإسلام من نظم دينية وفكرية وسياسية واجتماعية.
3- كتب المفسرين: تناول المفسرون ما ورد في القرآن من أخبار مختصرة أو تشبيهات واستعارات أغلق فهمها بالشرح والإيضاح, وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- أول من قام بذلك وتبعه الصحابة ثم التابعون وتابعو التابعين, ومن أشهرهم: الطبري والرازي وابن كثير والبيضاوي وغيرهم.
4- كتب السير والمغازي: التي تعرضت لأخبار الجاهلية قبيل الإسلام أو المتصلة بحياة الرسول, ومن أهم كتَّابها: عبد الملك بن هشام وعروة بن الزبير وأبان بن عثمان بن عفان وشرحبيل بن سعد وغيرهم.
5- كتب أخبار الجاهلية: التي كتبها المسلمون بعد انتشار الإسلام, وهذه لم يبدأ الاهتمام بتدوينها إلا في العصر الأموي, وكان أهم ما يُعنى به كتابها رواية أنساب القبائل العربية, والرجوع بأصولها إلى عدنان وقحطان وإسماعيل وأبناء نوح, والخروج من ذلك إلى تقسيم العرب إلى طبقات، وقد تأثروا في ذلك بما جاء في التوراة وما ورد في الأساطير والقصص الشعبية الحافلة بالخرافات, وخاصة عن أزمان الجاهلية التي تسبق الإسلام بزمن بعيد, ومن أهم الكتاب في هذا المضمار: عبيد بن شرية الجرهمي اليمني ووهب بن منبه وهشام بن محمد السائب الكلبي وولده أبو المنذر والهمداني المعروف بابن الحائك وغيرهم.
6- الشعر الجاهلي: وهو من المصادر المهمة لما تضمنه من إشارات عن أحوال العرب في الجاهلية وتقاليدهم وعاداتهم وأنسابهم وحروبهم, ومن أشهر شعرائهم: امرؤ القيس وعبيد بن الأبرص وطرفة بن العبد وعمرو بن كلثوم والنابغة الذبياني وعنترة بن شداد وغيرهم.
7- الأمثال العربية: ومن أهمها كتاب مجمع الأمثال للميداني.
ب- المصادر غير العربية:
1- التوراة: وهي أقدم المصادر وبها إشارات متعددة عن العرب, قصد منها تفسير الصلات بين العبرانيين والعرب.
2- التلمود: المكمل للتوراة وشارح أسفارها, ويشير إلى العرب في مواضع مختلفة.
3- ما كتبه العبريون: ومن أهم كتابهم يوسيفوس فلافيوس "37-100م".
وقد ألف كتابًا في تاريخ حروب اليهود فيما بين استيلاء أنطيوخس أبيفانوس على القدس سنة 170 ق. م. واستيلاء الإمبراطور تيتوس سنة 70م, عليها وهو يتضمن أنباء مهمة عن العرب وخاصة عن الأنباط.
4- ما كتبه اليونان والرومان والسريان: كتب هؤلاء بعض المعلومات التاريخية والجغرافية المهمة عن بلاد العرب, وإن كانت لا تخلو من أخطاء أحيانًا؛ نظرًا لأنهم اعتمدوا على ما زودهم به المحاربون اليونان والرومان والرحالة والتجار من أخبار, ومن أقدم الكتاب اليونان أخيلس أو أيسكيلوس"525-546 ق. م" وهيرودوت "480-425 ق. م." وتيوفراست"371-287 ق. م." وإيراتوستينس "276-194 ق. م" وديودور الصقلي "توفي 40 ق. م." وسترابو "توفي 79 ق. م" وأحد الكتاب المجهولين الذي كتب عن رحلة "الطواف في بحر أريتريا" ويعرف باسم "صاحب الطواف" ويرجح أنه "توفي 80 ق. م" ويوزيبيوس "265-340م" وأثناسيوس "توفي 273م" وزينوفون "توفي 356م" وبروكوبيوس "توفي 565م" وغيرهم.
أهم الجهود الأثرية:
أولًا- في جنوب بلاد العرب:
بدأ الاهتمام منذ أواسط القرن الثامن عشر, ويرجع سبب ذلك إلى أن الأوروبيين في أسفارهم إلى الهند سمعوا ما يتناقله أهل شواطئ اليمن، وحضرموت عن آثار الأبنية المدفونة في رمال تلك البقاع, وما عليها من كتابات عجز العرب واليهود عن قراءتها؛ فخطر لعالم ألماني اسمه "مخايلس" أن يبحث في تلك الآثار وقراءتها واقترح على فريدريك الخامس ملك الدانمارك تشكيل لجنة تذهب لارتياد تلك البقاع؛ فأجابه لطلبه وأمر بتشكيل لجنة من خمسة أعضاء(1), من بينهم "كارستن نيبور" وجعل تحقيق بعض ما ورد في التوراة عن جغرافية وعادات وحاصلات الشرق؛ ولكن أعضاء الرحلة ماتوا جميعًا فيما عدا نيبور الذي أصدر كتابًا بعد عودته لم يأت بنتائج مهمة، ومع كل فإن هذه الرحلة كانت تمهيدًا لرحلات أوروبية أخرى كما أن الكتاب الذي صدر عنها يعد أول كتاب علمي عن اليمن, حوى نقوشًا مكتوبة بخط المسند وخرائط لأماكن يمنية كانت مجهولة للأوروبيين من قبل.
وفي سنة 1810 تمكن العالم الألماني "سيتزن" من الاهتداء إلى نقوش في ظفار "جنوبي صنعاء" كان نيبور قد أشار إليها في كتابه، كما استطاع أن ينسخ بعض النقوش التي أرسلها إلى أوروبا, ثم اختفى داخل اليمن في ظروف غامضة واختلفت الآراء حول مصيره. وفي سنة 1836 تمكن جروتفند الألماني من نشر خمسة نقوش سبئية عثر عليها في صنعاء, كما تمكن الضابط الإنجليزي ولستد 1838 من اكتشاف حصن الغراب ونسخ نقشًا على جدرانه يرجع تاريخه إلى 525م ثم قام برحلة في غرب وادي ميفعة؛ حيث عثر على آثار حصن كان في منطقة خصبة تعرف حاليًا باسم نقب الهجر.
ويعتبر عام 1843 من الأعوام التي شهدت نشاطًا ملحوظًا في ارتياد اليمن؛ حيث ارتاد الرحالة الألماني أدولف فون فريده صحراء الأحقاف شمال حضرموت واكتشف آثار سور قديم في وادي أوبنة بسهل ميفعة الشرقي نقش عليه بكتابة حضرمية. وفي نفس العام قام الصيدلي الفرنسي توماس أرنو برحلة إلى اليمن أدت إلى اكتشاف سد مأرب وآثار أخرى من عصر سبأ, منها معبد ألمقه "إله القمر" الذي أطلق عليه العرب اسم محرم بلقيس, وتمكن في عودته أن ينسخ عددًا من النقوش السبئية في صنعاء ومأرب وصرواح بلغ عددها 56 نقشًا, قام بترجمتها قنصل فرنسا في جدة وكان مهتما بدراسة اللهجات العربية الجنوبية.
وفي سنة 1870 أرسلت أكاديمية النقوش والفنون الجميلة في باريس بعثة إلى اليمن برئاسة المستشرق اليهودي جوزيف هاليفي, الذي تمكن من اختراق الجوف اليمني والوصول إلى نجران وطاف حول مأرب وصرواح, وعاد إلى فرنسا بعد أن جمع 686 نقشًا جديدًا, وهو أول من اكتشف آثارًا معينية ومن أهمها خرائب "قرناو" عاصمة الدولة المعينية.
وفي سنة 1882 قام المستشرق النمسوي "لانجر" برحلة إلى اليمن وتنكر في زي الأعراب؛ حيث اخترق بلاد حمير القديمة وعثر على نقش حميري مهم بالقرب من ظران, كما نسخ عددًا من النقوش في صنعاء وعدن, ثم حاول التوغل إلى داخل البلاد ولكنه قتل.
وتبعه في الذهاب إلى اليمن المستشرق النمسوي إدوارد جلازر الذي قام بأربع رحلات إليها, استطاع أن يقنع المسئولين الأتراك في صنعاء بمساعدته وتذليل الصعاب له, وكانت أولى رحلاته فيما بين عامي 1882 وفيها درس الآثار السبئية بالمنطقة المحيطة بهمدان، ورحلته الثانية كانت 1885 وفيها زار "ظفار" العاصمة القديمة للدولة الحميرية, ونسخ عددًا كبيرًا من النقوش المعينية، أما رحلته الثالثة؛ فكانت فيما بين عامي 1887، 1888 وفيها درس آثار مأرب, وتمكن من رسم تخطيطات لآثار القنوات والسدود, ونسخ الكتابات المسجلة على السدود, وتعتبر هذه الرحلة أهم رحلاته فقد قضى بعدها أربع سنوات في أوروبا؛ حيث عكف على دراسة النقوش التي عثر عليها في مأرب وهي أهم نقوش عثر عليها, كما رسم خرائط للبقاع التي زارها ووصف آثارها، وحينما عاد إلى اليمن للمرة الرابعة 1892 نسخ نقوشًا بعضها قتبانية وبعضها الآخر سبئية من مناطق الجوف, واستعان في ذلك ببعض الأعراب بأخذ طبعات لهذه النقوش على ورق من نوع معين, كذلك حصل جلازر على بعض العملات العربية القديمة.
ومع أن الإمام يحيى أغلق اليمن في وجه الرواد والرحالة لشدة الصراع بينه وبين الإنجليز بشأن عدن والمحميات؛ إلا أنه كان حريصًا على الكشف عن آثار بلاده؛ حيث قام بالتنقيب في قرية حجة شمال صنعاء ورحب ببعثة أوروبية كان على رأسها كارل راتجنز "Rath jens" وفون فيسمان 1928 اللذان قاما برحلات إلى الحبشة وحضرموت واليمن في عامي 1931، 1932.
وفي سنة 1936 قامت بعثة أثرية من جامعة القاهرة برئاسة الدكتور سليمان حزين إلى ناعط بالقرب من صنعاء, ونسخ الدكتور خليل يحيى تامي أحد أعضاء البعثة بعض النقوش السبئية, وفي أثناء ذلك كان الصحفي السوري نزيه مؤيد العظم يزور اليمن وأقام في صرواح ومأرب ونشر نتائج رحلته في كتاب "رحلة في البلاد العربية السعيدة من مصر إلى صنعاء" وطبع في القاهرة سنة 1938, وفي سنة 1937 قامت ثلاث رحالات أوروبيات برحلة إلى حضرموت وكشفْنَ عن معبد لإله القمر وعثرن على عدد من النقوش, وقد نشر كاتون تومسون نتائج هذه الرحلة في كتاب طبع في أكسفورد 1942, وفي نفس الوقت قام بعض العلماء الأوروبيين برحلات أخرى إلى اليمن أهمهم فيلبي الذي ارتاد "عسير" و"نجران" و"شبوة" و"تريم" على أن هذه الرحلات وجهت اهتمامًا خاصًّا إلى جغرافية حضرموت، وفي سنة 1945 قام الأستاذ محمد توفيق برحلة إلى اليمن لدراسة هجرات الجراد وانتهز فرصة وجوده هناك فزار الجوف تمكن من تصوير عدد كبير من الآثار ونسخ كثيرًا من النقوش ونشر جزءًا من أبحاثه 1951 كما نشر "نقوش خربة معين" سنة 1952، كذلك قام الدكتور خليل يحيى تامي بنشر نقوش خربة براقش على ضوء مجموعة الأستاذ محمد توفيق، وقام الأثري المرحوم الدكتور أحمد فخري بزيارة مناطق كثيرة لم يزرها رحالة آخر بعد جوزيف هاليفي, ونشر تفصيلات رحلته في كتاب أصدره 1952 وعدة مقالات وبحوث علمية.
وفي سنة 1952 قامت بعثة أثرية أمريكية برئاسة "وندل فيلبس" بالتنقيب في تمنع عاصمة الدولة القتبانية, كما نقبت في الساحة الأمامية لمحرم بلقيس وفي سد مأرب, وكشف عن الكثير من الآثار البرونزية والرخامية وبعض النقوش السبئية ولكن توقفت أعمال هذه البعثة سريعًا لخلاف نشب بينها وبين الحكومة اليمنية؛ إلا أن النتائج التي أسفرت عنها تنقيباتها مهمة للغاية.
ثانيًا- في شمال بلاد العرب ووسطها:
اهتم عدد كبير من العلماء والمستشرقين الأوروبيين بآثار البتراء وجنوب سورية, وكان في طليعة الرواد الذين زاروها لودفيج بورخاردت السويسري الذي تنكر في زي عربي وأطلق على نفسه اسم إبراهيم بن عبد الله, وبهذه الوسيلة تمكن من أداء فريضة الحج وزيارة مسجد الرسول كأحد الحجاج ووصف موسم الحج وصفا دقيقا, ثم زار آثار الأنباط في البتراء وسورية الجنوبية.
وفي سنة 1845 زار المستشرق جورج والين بلاد نجد كما زار "سير ريتشارد بيرتون" بلاد الحجاز متنكرًا باسم الحاج عبد الله في منتصف القرن 19. وتوالت بعد ذلك رحلات العلماء أمثال جراهام ويلجراف ورنكير وغيرهم، ويرجع الفضل في الكشف عن النقوش العربية الشمالية إلى داوتي وهوبر وأوتينج الذين ارتادوا المنطقة الشمالية الغربية والوسطى من بلاد العرب فيما بين عامي 1876، 1884, ومن المستشرقين الذين وصلوا إلى أطلال مدينة الحجر "مدينة صالح" وتيماء والعلا جيوسن وسافنياك, بينما اهتم آخرون أمثال برينوف ودوماسفسكي وموسل ودلمان بدراسة آثار الأنباط في بلاد العربية الصخرية وتدمر في بادية الشام، ومن أهم العلماء الذين قاموا برحلات في باديتي الشام والعراق المستشرق الفرنسي رينيه دوسو والمستشرقان الألمانيان تيودور نلدكه الذي كتب عن تاريخ أمراء الغساسنة, وروتشتاين الذي نشر بحثًا عن تاريخ اللخميين في الحيرة.
وبالرغم من كل ما سبق من دراسات وبحوث؛ فإن نتائجها أبعد من أن تعطي صورة تاريخية تامة شاملة لكل أجزاء شبه الجزيرة, وهي أبعد ما تكون أيضًا عن إعطاء سلسلة تاريخية لها متصلة الحلقات؛ إذ توجد فجوات كثيرة لم يمكن معرفتها حتى الآن، ولا بد من مضاعفة الجهود الأثرية في شتى أنحاء شبه الجزيرة حتى يمكن إكمال الصورة التاريخية لها, ومع كل فإننا سنحاول فيما يلي دراسة تاريخ أجزاء شبه الجزيرة حسب أرجح الآراء.
__________
(1) تألفت هذه البعثة سنة 1761 من بيتر فورسكال طبيب سويدي متخصص نبات، كريستان شارلز كرامر جراح وعالم حيوان، فريدريك كريستيان فون هافن عالم لغات ومستشرق، وليم نورتفيد فنان، كارستن نيبور مهندس وعالم رياضيات.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|