المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الـملائكة منزلين
2024-04-21
مقياس Modulus
16-12-2015
قيام الأمارة مقام القطع الموضوعي الصفتي
13-9-2016
Sarah and Lana
8-1-2022
هل كلم الله موسى وكيف ؟
10-10-2014
تعريف الالتزام بتقديم معلومات الائتمان المالي
3-6-2022


تنمية الذهن  
  
2604   12:59 مساءً   التاريخ: 2-1-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص145ـ147
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يتلخص عمل الذهن في تنضيج الفكر والتجريد والتعميم والمقارنة، فيمكنه تعميم أمر ما وهو بهذا التعميم يمتطي جادة الصواب بطريقة مغلوطة.

إن الذهنيات المتفتحة يمكنها ان تكون منطلقاً لأفكار سامية ومحفزاً للإبداع والابتكار والتخطيط الصحيح والبرمجة الدقيقة، وبدونها لا يمكن التفاؤل بحياة فاعلة وقيّمة لبني البشر.

إن العاجز عن التحليل والتمييز بين الأمور الحسنة في ذهنه والمتمادي في تخيلاته وظنونه وغير القادر على تقييم أو نقد موضوع حسن لن يمكنه الإفلات من آثار وإفرازات تقييماته وتصرفاته الخاطئة أو الفرار منها. كما ان الخامل ذهنياً ومن لا يستطيع الوقوف على الحقائق أو كنه الأمور بسرعة لن يكون قادراً على تخطي الأمور بسهولة وبالتالي يكون مفتقراً للتصرف المناسب والمتزن.

ـ ضرورة تنمية الذهن :

من هذا المنطلق كانت تنمية وتربية الذهن أو بعبارة ادق (تأهيل الذهن) واحداً من واجبات ومهام المربين من الوالدين والمعلمين.

ينبغي تربية الذهن بحيث يكون بالمستوى المطلوب في التفكير والمقارنة والموازنة والفهم وكذلك في الاستيعاب والنقد والفصل بالحق والاستدلال بالمنطلق.

إن التسرع في الأمور وإطلاق الادعاءات الفارغة وإصدار الاحكام غير المناسبة والقرارات غير الصائبة وتقبل الأمور بصورة تقليدية و.. كل هذه النقاط ترتبط بنضج الذهن، ولو استطعنا ان نعيد تنظيمه فإن هذه الأبعاد غير الصحيحة ستتلاشى أيضاً.

من جهة أخرى فإن تنمية الذهن ينبغي الاهتمام بها من جانبين:

1ـ إن الذهن محل الفكر ومركز الشعور والإحساس، وحياتنا مرتبطة به الى حد كبير.

2ـ الذهن مركز القيادة بالنسبة لحركة الإنسان ونشاطه ومنه يتضح ان كانت حركة الإنسان هادفة ام لا.

ـ على مسار تنمية الذهن :

لا بد في مسيرة تنمية الذهن من تخطي ثلاث مراحل..

أ‌ـ مرحلة التخريب: نسعى في هذه المرحلة الى التخلص من كل ما هو خطأ وغير صحيح من ذهن المرء سواء أكانت صنمية كرسها خياله أو أوهاماً واهية تكدست فيه، وتحقيق ذلك يكون عبر تخطئة الأفكار المكرسة من خلال الاستدلال والمنطق المتين والاستفادة من لغة المحاورة والمناظرة والتفاهم.

ب‌ـ مرحلة التطهير: نسعى في هذه المرحلة الى إزالة ومحو العادات السيئة والاستدلالات المغلوطة والاستعارات الركيكة والتخوف في غير محله من ذهن الشخص وبحيث لا يبقى شيء من الأفكار الملوثة، على أن يتم الأمر بموافقة الشخص نفسه.. وبعبارة أخرى ينبغي له الوثوق بأن ما يحمله في ذهنه غير صحيح وعليه تركه.

ج‌ـ مرحلة البناء: نسعى في هذه المرحلة الى تثبيت النقاط الإيجابية والقيّمة وهذا يمكن تحقيقه عبر تعليمه المواضيع القيّمة وتلقينه بالمضامين الرفيعة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.