المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

آداب للمستشفى
22-6-2017
صيغة التسليم
1-12-2015
الشَّدة
2-7-2022
المحصول ونضج ثمار الجوافة
14-7-2016
التشبيه
26-09-2015
الخواص الفيزيائية للمواد النانوية: الخواص الكهربية
2023-11-22


الله ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ  
  
988   11:43 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص 88
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الحسن و القبح /

[بحث] في ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻮﻩ :

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﺛﺒﺖ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭ، ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻘﺪﻭﺭ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻴﻪ.

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺸﺘﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺜﻼ ﺃﻭ ﺳﻜﻮﻧﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻌﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﻋﺎﺭﺿﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺿﻲ ﻟﻴﺲ ﺩﺍﺧﻼ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺛﻠﺘﻬﺎ.

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ، ﻓﻠﻮ ﺃﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺨﻞ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻗﺘﺪﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﺐ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ. ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻟﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﻓﻌﻠﻪ، ﻟﻜﻦ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﺃﻭ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻘﺒﺤﻪ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻻ ﻳﺪﻝ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﻤﺪﻟﻮﻝ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺟﺎﻫﻼ ﺃﻭ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ، ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻗﺮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻊ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺪﻝ، ﻭﺍﻟﻘﺴﻤﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼﻥ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻗﻮﻟﻪ: " ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻟﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﻓﻌﻠﻪ ". ﻗﻠﻨﺎ: ﻫﺬﺍ ﻣﺴﻠﻢ. ﻗﻮﻟﻪ: " ﻟﻮ ﺻﺢ ﻣﻨﻪ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ". ﻗﻠﻨﺎ: " ﻻ ﻧﺴﻠﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻊ ﻓﻌﻠﻪ ﻻ ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﻓﻌﻠﻪ، ﻟﻜﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﺤﺎﻝ، ﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﻫﻞ ﻭﻻ ﻣﺤﺘﺎﺝ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﻣﺎﻧﻊ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﻮﺻﻒ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺯﻻ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ، ﻣﻊ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺃﺯﻻ، ﻷﻥ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻻ ﻟﻌﺪﻡ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻞ ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ.

ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻷﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻘﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﺳﺘﻐﻨﺎﺋﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ [ﺇﻟﻰ] ﻓﻌﻠﻪ. ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺇﻻ ﻣﻀﻄﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻐﻦ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻋﻨﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺽ، ﻭﺃﻣﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﺬﻩ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﺤﺴﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺮﺷﺪ ﺍﻟﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺍﺟﻴﺎ ﻟﻠﻨﻔﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﻭﻱ ﻣﻦ ﺷﻜﺮ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻻ ﻟﻸﺧﺮﻭﻱ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ، ﻭﻻ ﻭﺟﻪ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﻻ ﺣﺴﻨﻪ ﻻ ﻏﻴﺮ.

ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻠﺨﺼﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ، ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻠﻒ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ، ﻟﻘﺒﺤﻪ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻷﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺢ، ﻓﻜﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ [ﺃﻥ] ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻩ. ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻭﺷﺮ ﻣﻘﻀﻴﺔ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻬﺎ، ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻘﻀﻴﺔ، ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ (1) ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ، (2) ﺃﻭ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﻭﻋﻘﺎﺏ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻛﻘﻮﻟﻪ: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} [الإسراء: 4] ﺃﻱ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎﻫﻢ.

ﻭﻣﻘﺪﺭﺓ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺡ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺪﺭﻫﺎ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﺣﺎﻟﻪ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﻭﻋﻘﺎﺏ، ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ. (3) ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17] ﻭﺇﻣﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﺃﻭ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﻟﻄﺎﻑ. ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 8] ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻳﻨﻘﺾ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ (4) ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر: 31].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ : ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ، ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﻠﻤﺔ ﻏﻴﺮ، ﺃﻭ ﻛﻠﻤﺔ ﻻ.

(2) ﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ. ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ: ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ.

(3) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺍﻣﻊ 138: ﻭﻗﻊ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺗﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻼﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻥ ﺛﻼﺛﺔ: ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺩ... ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺏ... ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻹﺧﺒﺎﺭ... ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ: ﻓﻸﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ: ﻓﻸﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﻛﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ، ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ... ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺹ 175 ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ.

(4) ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر: 7] .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.