المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى الحسن والقبح وانهما عقليان  
  
1057   10:05 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 84-85
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الحسن و القبح /

 ذهب الإمامية و من تابعهم من المعتزلة إلى أن الحسن و القبح عقليان، بمعنى أن‌ للأشياء في حد ذاتها مع قطع النظر عن ورود الشرع حسنا و قبحا، و بعضها يعلم حسنه‌ وقبحه بضرورة العقل، كحسن الصدق النافع و قبح الكذب الضار، و بعضها يعلم حسنه ‌و قبحه بالنظر كحسن الكذب النافع و قبح الصدق الضار، ومنها ما يعجز العقل عن العلم‌ بحسنه أو قبحه فيكشف الشرع عنه كحسن صوم أول يوم من شهر رمضان و حرمة صوم أول ‌يوم من شوال. ذهب الأشاعرة و هم جمهور المخالفين إلى أن الحسن و القبح شرعيان و أن العقل لا يقضي بحسن شي‌ء و لا قبحه، بل القاضي بذلك هو الشرع، فلو أمر الشارع بالظلم صار حسنا و لو نهى عن العدل صار قبيحا، و يدل على بطلان قولهم وجوه كثيرة من العقل ‌و النقل ... و نذكر هنا جملة منها :

أولها: أنهم أنكروا البديهة و الضرورة فإن كل من له أدنى عقل و شعور يعلم بالبديهة حسن الصدق النافع و قبح الكذب الضار.

ثانيها: انه لو خير العاقل الذي لم يسمع الشرائع و لا علم شيئا من الأحكام بل نشأ في بادية خاليا من العقائد كلها بين أن يصدق و يعطى دينارا، وبين أن يكذب و يعطى دينارا و لا ضرر عليه فيها، فإنه يختار الصدق على الكذب، ولو لا حكم العقل بقبح الكذب ‌وحسن الصدق لما فرق بينهما و لما اختار الصدق دائما.

ثالثها: إنهما لو كانا شرعيين لما حكم بهما من ينكر الشرائع و الأديان كالبراهمة، و الثاني باطل فالأول مثله، فإن البراهمة بأسرهم يحكمون بالحسن و القبح لضرورة العقل‌ في ذلك.

رابعها: إن الضرورة قاضية بقبح العبث كمن يستأجر أجيرا ليرمي ماء الدجلة في ‌الفرات و نحوه، و بقبح تكليف ما لا يطاق كتكليف الزمن الطيران إلى السماء، والأعمى ‌بتنقيط المصحف و تعذيبهما على ترك هذا الفعل، و قبح من يذم العالم الزاهد على علمه‌ و زهده و حسن مدحه، و قبح مدح الجاهل الفاسق على جهله و فسقه و حسن ذمه عليهما، و من كابر في ذلك فقد أنكر أجلى الضروريات لأن هذا الحكم حاصل للأطفال ‌و الضروريات قد لا تحصل لهم.

خامسها: إنهما لو كانا سمعيين لا غير لما قبح من اللّه شي‌ء، و لو كان كذلك لما قبح منه تعالى إظهار المعجزات على يد الكذابين، و تجويز ذلك يسد باب معرفة النبوة فإن ‌أي نبي أظهر المعجزة عقيب ادعاء النبوة لا يمكن تصديقه مع تجويز إظهار المعجز على يد الكاذب في دعوى النبوة.

سادسها: إنهما لو كانا شرعيين لحسن من اللّه أن يأمر بالكفر و تكذيب الأنبياء وتعظيم الأصنام و المواظبة على الزنا و السرقة، و النهي عن العبادة و الصدق لأنها قبيحة في‌ أنفسها، فإذا أمر اللّه تعالى بها صارت حسنة إذ لا فرق بينها و بين الأمر بالطاعة، فإن شكر المنعم ورد الوديعة و الصدق ليست حسنة في أنفسها على زعمهم، و لو نهى اللّه عنها كانت ‌قبيحة، لكن لما اتفق أن اللّه تعالى أمر بهذه مجانا بلا غرض و لا حكمة كما يدعون صارت ‌حسنة، و اتفق أنه نهى عن تلك فصارت قبيحة، و قبل الأمر و النهي لا فرق بينهما. و هذه‌ دعوى عارية عن البرهان يشهد بكذبها الإنس و الجان و يبطلها البرهان و الوجدان و العيان.

سابعها: إنهما لو كانا شرعيين لزم توقف وجوب الواجبات بأسرها على مجيء الشرع، و لو كان كذلك لزم افحام الأنبياء، لأن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا ادعى النبوة و أظهر المعجزة كان للمدعو أن يقول إنما يجب علي النظر في معجزتك بعد ان أعرف أنك صادق، فأنا لا أنظر حتى أعرف صدقك، ولا أعرف صدقك إلا بالنظر، وقبله لا يجب علي امتثال الأمر ، فينقطع النبي و لا يبقى له جواب.

ثامنها : انهما لو كانا شرعيين لم تجب معرفة اللّه، لتوقف معرفة الإيجاب على‌ معرفة الموجب، المتوقفة على معرفة الإيجاب فيدور.

تاسعها: إن الضرورة قاضية بالفرق بين من أحسن إلينا دائما و أساء إلينا دائما، و حسن الأول و ذم الثاني، و قبح ذم الأول و مدح الثاني، و المشكك في ذلك مكابر.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.