المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

عائلة الثايرستور: الدياك
2023-08-13
Geometric Dual Graph
8-4-2022
حفص بن ميمون الجماني
22-7-2017
تنقسم الأسئلة الاستدراجية- ب- السؤال الابتكاري
5-5-2022
حكم النوافل عند ارتفاع الشمس من يوم الجمعة
2024-10-31
شركات الأشخاص وشركات الأموال
11-10-2017


البداء  
  
834   08:24 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص177-180
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / البداء /

  قد ظهر أنّ مذهب الإمامية طبقاً للبراهين العقلية ، والآيات القرآنية ، والسُنة القطعية ، هو عموم علمه تعالى بالأشياء ، وأنّه لا يتصوّر الجهل والبداء في حقّه أصلاً ، كما دريته درايةً كاملة .

وأمّا ما ورد في روايات أهل العصمة والطهارة ، من إثبات البداء له تعالى فهو بمعنى الإبداء ، أي أبدى الله شيئاً كذا ، للناس بعدما أخفاه عليهم ، وهذا أمر معقول لا غبار عليه ، و...رواية البزنطي عن الرضا ( عليه السلام ) في الجهة الثانية القائلة بكفر مَن اعتقد تعلّق علمه بالشيء بعد كونه .

وممّا يدل على مرادنا أيضاً رواية أبي بصير وسماعة (1) : ( مَن زعم أنّ الله عزّ وجلّ يبدو له في شيء لم يعلمه أمس ، فابرؤوا منه ) ، ورواية ابن سنان عنه أيضاً (2) : ( إنّ الله يقدّم ما يشاء ، ويؤخّر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء ، وعنده أُمّ الكتاب ، وقال : فكلّ أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه ، ليس شيء يبدو له إلاّ وقد كان في علمه ، إنّ الله لا يبدو له من جهل ) .

وروى الصدوق في عقائده (3) عن الصادق ( عليه السلام ) : ( مَن زعم أنّ الله بدا له من شيء بداء ندامة ، فهو عندنا كافر بالله العظيم ) . وصحيحة عبد الله بن سنان (4) عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : ( ما بدا لله في شيء إلاّ كان في علمه قبل أن يبدو له ) . ورواية عمرو (5) عنه ( عليه السلام ) : ( إنّ الله لم يبدُ له من جهل ) ، لكن الذين طبع الله على قلوبهم، ولا يخافون الله ، ولا يستحيون من الناس ، ينسبون إلى الإمامة القول البداء ، أي ظهور الشيء لله تعالى بعد خفائه عليه ، سبحانك هذا بهتان عظيم ، ولا يوجد من الإمامية قائل بذلك ، فضلاً عن أن يكون ذلك معتقد جميعهم .

ثمّ إنّنا نذكر جملةً من كلمات بعض علمائنا الأعلام ؛ توضيحاً للمراد / وتعميماً للانتفاع، وردّاً على هؤلاء المتقوّلين ، فنقول : قال شيخنا الأَجلّ المفيد ( 336 أو 338 ـ 413 ) في كتابه أوائل المقالات (6) :

أقول : في معنى البداء ما يقوله المسلمون بأجمعهم في النسخ وأمثاله ، من الإفقار بعد الإغناء ، والإمراض بعد الإعفاء ، والإماتة بعد الإحياء ، وما يذهب أهل العدل خاصّة من الزيادة في الآجال والأرزاق ، والنقصان منها بالأعمال ، فأمّا إطلاق لفظ البداء فإنّما صرت إليه بالسمع الوارد عن الوسائط بين العباد وبين الله عزّ وجلّ ، ولو لم يرد به سمع أعلم صحّه ، ما استجزتُ إطلاقه (7) ، كما أنّه لو لم يرد على سمع ، بأنّ الله يغضب ويرضى ويحب ويعجب لَما أطلقت ذلك عليه سبحانه ، ولكنّه لمّا جاء السمع به صرت إليه على المعاني التي لا تأباها العقول ، وليس بيني وبين كافة المسلمين في هذا الباب خلاف ، وإنّما خالف مَن خالفهم في اللفظ دون ما سواه ... وهذا مذهب الإمامية بأسرها انتهى .

وله كلام طويل آخر في توضيح هذه المسألة ، في شرحه على عقائد الصدوق رحمه الله حيث قال : فالمعنى في قول الإمامية : بدا لله في كذا ، أي ظهر له فيه ، ومعنى ظهر فيه أي ظهر منه ، وليس المراد منه تعقّب الرأي ووضوح أمر كان قد خفي عنه ... إلخ .

ونظيره كلام الشيخ الصدوق ، والسيد المرتضى ، والشيخ الطوسي ، وغيرهم من أعيان الطائفة وأعاظم الملّة قدّس الله أسرارهم (8) .

ولسيدنا الأُستاذ العظيم الفقيه الأُصولي العلاّمة الخوئي ـ دام ظله ـ كلمةً حول معنى البداء وتحليله في مدخل تفسيره ( البيان ) ينبغي نقل بعضها تتميماً للفائدة ، قال ـ دام ظله الوارف ـ (9) : ثمّ إنّ البداء الذي تقول به الشيعة الإمامية إنّما يقع في القضاء غير المحتوم ، أمّا المحتوم منه فلا يتخلّف ، ولابدّ من أن تتعلّق المشيئة بما تعلّق به القضاء ، توضيح ذلك : أنّ القضاء على ثلاثة أقسام :

الأَوّل : قضاء الله الذي لم يُطلع عليه أحداً من خلقه ، والعلم المخزون الذي استأثر به لنفسه ، ولا ريب أنّ البداء لا يقع في هذا القسم ، بل ورد في أخبار كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) أنّ البداء إنّما ينشأ من هذا العلم .

الثاني : قضاء الله الذي أخبر نبيّه وملائكته بأنّه سيقع حتماً ، ولا ريب في أنّ هذا القسم أيضاً لا يقع فيه البداء ، وإن افترق عن القسم الأَوّل بأنّ البداء لا ينشأ منه .

الثالث : قضاء الله الذي أخبر نبيّه وملائكته بوقوعه في الخارج ، إلاّ أنّه موقوف على أن لا تتعلّق مشيئة الله بخلافه ، وهذا القسم هو الذي يقع فيه البداء {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39].

وقد دلّت على ذلك روايات كثيرة ... إلى أن قال : والبداء إنّما يكون في القضاء الموقوف المعبّر عنه بلوح المحو والإثبات ، فلا يستلزم نسبة الجهل إلى الله تعالى .

فالقول بالبداء هو الاعتراف الصريح ، بأنّ العالم تحت سلطان الله وقدرته في حدوثه وبقائه ، وأنّ إرادة الله نافذة في الأشياء أزلاً وأبداً ، بل وفي القول بالبداء يتّضح الفارق بين العلم الإلهي وبين علم المخلوقين ، فعلم المخلوقين ـ وإن كانوا أنبياء أو أوصياء ـ لا يحيط بما أحاط به علمه تعالى ، فإنّ بعضاً منهم ـ وإن كان عالِماً بتعليم الله إيّاه ـ بجميع عوالم الممكنات ـ لا يحيط بما أحاط به علم الله المخزون الذي استأثر به لنفسه ، فلا يعلم إلاّ ما أخبره الله على نحو الحتم .

والقول بالبداء يوجب انقطاع العبد إلى الله ، وطلبه إجابة دعائه منه ، وكفاية مهمّاته وتوفيقه للطاعة ، وإبعاده عن المعصية ، فإنّ إنكار البداء والالتزام بأنّ ما جرى به قلم التقدير كائن لا محالة ـ كما يراه اليهود ومَن يحذو حذوهم ـ يلزمه يأس المعتقِد بهذه العقيدة عن إجابة دعائه ، فإنّ ما يطلبه العبد من ربّه إن كان قد جرى قلم التقدير بإنفاذه ، فهو كائن لا محالة ، ولا حاجة إلى الدعاء والتوسّل ، وإن كان قد جرى القلم بخلافه ، لم يقع أبداً ولم ينفعه الدعاء، فيترك التضرّع إلى خالقه .

وهذا هو سرّ ما ورد في روايات كثيرة (10) عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، من الاهتمام بشأن البداء ، كقول الصادق ( عليه السلام ) في رواية هشام بن سالم : ( ما عُظّم الله عزّ وجلّ بمثل البداء ) ، وقوله ( عليه السلام ) في رواية محمد بن مسلم : ( ما بعث الله عزّ وجلّ نبياً حتى يأخذ عليه ثلاث خصال : الإقرار بالعبودية ، وخلع الأنداد، وأنّ الله يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء ) .

والسرّ في هذا الاهتمام ، أنّ إنكار البداء يشترك بالنتيجة مع القول ، بأنّ الله غير قادر على أن يغيّر ما جرى عليه قلم التقدير ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ، فإنّ كلا القولين يؤيّس العبد من إجابة دعائه ، وذلك يوجب عدم توجّهه في طلباته إلى ربّه ، مع أنّ القرآن يحثّ العبد بالتوجّه إلى ربّه .

أقول : ولنِعم ما قال الصادق ( عليه السلام ) في رواية مالك الجهني (11) : ( لو عَلم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ، ما فتروا عن الكلام فيه ) . وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، الذي كل يوم هو في شأن .

 

______________________

(1) بحار الأنوار 4 / 111.

(2) بحار الأنوار 4 / 121.

(3) العقائد للصدوق / 73.

(4) الكافي 1 / 148.

(5) الكافي 1 / 148.

(6) أوائل المقالات / 53.

(7) أقول : ففي صحيح البخاري 4 / 146 بإسناده عن أبي عمرة ، أنّ أبا هريرة سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ ثلاثة في بني إسرائيل : أبرص وأعمى وأقرع بدا لله عزّ وجلّ أن يبتليهم ، فبعث إليهم مَلَكاً ، فأتى الأبرص ... ) إلخ .

(8) لاحظ الجزء الرابع من البحار وتعاليقه .

(9) البيان / 271.

(10) ذكرها المجلسي في الجزء الرابع من البحار .

(11) أُصول الكافي 1 / 148.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.