البداء (اهميته - وبأي وجه يكون على الله تعالى - وجملة من الأخبار الدالة عليه) |
660
01:42 مساءً
التاريخ: 10-4-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2020
590
التاريخ: 6-2-2020
974
الرد على من قال ان معنى المحو في البداء هو إفناء الموجود، ومن الإثبات إيجاد المعدوم أو إبقاء الموجود
التاريخ: 5-2-2020
408
التاريخ: 4-2-2020
358
|
قد اجمعت الأنبياء وائمة الدين طرا على تحقق البداء بالنسبة الى اللّه تعالى وفي الكافي عن مولانا الصادق (عليه السلام) : ما عظم اللّه بمثل البداء.
وفيه عنه (عليه السلام) : ان اللّه لم يبعث نبيا قط إلا صاحب ميرة صافية فما بعث اللّه نبيا قط حتى يقول له بالبداء.
وفيه عنه (عليه السلام) أيضا ما تنبئ نبي قط حتى يقر للّه بخمسة منها البداء والمشية والسجود والعبودية والطاعة - الخبر .
الى غير ذلك من الاخبار المستفيضة بل المتواترة ...
في معنى البداء :
قد اشكل على جمع فهم معنى البداء ومن ذلك وقعوا في انكاره وبالغوا فيه تنزيها للّه تبارك وتعالى عن ذلك فأخرجوه من قدرته وسلطانه زعما منهم أن معنى البداء فيه تعالى ليس إلا ما هو المتحقق فينا من ظهور الشيء للشخص بعد الجهل به وعدم الاحاطة بجميع جهاته وهذا المعنى من البداء مستحيل بالنسبة إليه تعالى اذ المفروض أنه تعالى ذات محيط بما سواه احاطة واقعية لا ما نفهمه من معنى الاحاطة فهو تعالى محيط بكل شيء حدوثا وبقاء احاطة واقعية.
إن قلت : فما معنى البداء اللائق به تعالى ؟
قلنا : لا بد أولا من بيان امر و هو أنه كانت بين اليونانيين آراء معروفة يعتقدونها حقا واقعا ويستدلون عليها ويشيعونها بين الناس حتى سرت تلك الآراء الى الملل الثلاث من اليهود والنصارى والمسلمين فمن الآراء كون العلم الازلي علة لإيجاد جميع الموجودات بصورة مناسبة لها في عالم مناسب لها كالسرمد مثلا ثم يظهر من هذا العالم بالتدريج الّذي هو مقتضى ذات هذا الزمان والزمانيات فهو تعالى عالم بالزمان والزمانيات فوجدا في عرض واحد وحيث إن مناط الحاجة هو الحدوث فقط فاستغنيا عن الجاعل والظهور التدريجي في هذا العالم من لوازم ذاتنا وهي مجعولة عندهم .
ومن الآراء القول بأن مناط الحاجة الى العلة هو الحدوث فقط و منها القول بالكمون و البروز الى غير ذلك من الآراء التى ينسد بها باب إثبات الصانع رأسا و اختيارا و فعلا.
وشاعت الآراء المنكرة بين اليهود حتى رد اللّه تعالى عليهم حيث قال : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا } [المائدة: 64] الخ.
وشاعت بين المسلمين أيضا حتى حدثت تلك المذاهب والنحل كما أخبر عنها الرسول الاكرم (صلى الله لعيه واله) بقوله : ستفترق امتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة .
وهي من اتبع لعلي بن أبي طالب (عليهما السلام) التي لا تكاد تنضبط و من تفوه قائل منهم لو جاز على الواجب العدم لما ضر عدمه وجود العالم و حيث أن المقصد الاسنى و الغرض الأعلى من دعوة الأنبياء انما هو تنزيه اللّه تعالى و تبارك عما يتفوهون به الناس بآرائهم فبعث الأنبياء بالقول بالبداء لتنسد ابواب جميع تلك القواعد الباطلة و الشبهات العاطلة فتقديس اللّه تعالى في فعله عن جميع ما لا يليق به عز و جل منحصر في القول بالبداء.
و لذا ورد عن مولانا الصادق (عليه السلام) في خبر هشام : ما عظم اللّه و ما عبد اللّه بشيء بمثل البداء وعنه (عليه السلام) : لو يعلم الناس ما في القول بالبداء من الاجر ما فتروا عن الكلام فيه- الخبر.
فلباب القول في معنى البداء :
هو بقاء اختياره تعالى بعد حدوث الأشياء كثبوت الاختيار له تعالى عند حدوثها فكما أنه تعالى قبل ايجاد الاشياء له أن يختار الايجاد و له أن يختار العدم فكذا بعد الايجاد له أن يختار الابقاء و له اختيار عدم البقاء ففى كل آن هو في شأن من الايجاد بالنسبة الى ما لم يوجد بعد و الابقاء بالنسبة الى ما وجد .
عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه في قول اللّه تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} فقال : كانوا يقولون قد فرغ من الامر- الخبر .
وعن مولانا الرضا (عليه السلام) لسليمان المروزى :ما انكرت من البداء يا سليمان واللّه تعالى يقول {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} [مريم: 67] ويقول : {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } [الروم: 27] ويقول : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117] و يقول : {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ } [فاطر: 1] ويقول : {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} [السجدة: 7] الخ فترى أن الامام (عليه السلام) استدل على البداء بوجود الاختيار فيه تعالى وايجاد الاشياء واختياره تعالى فيه حدوثا وبقاء ايجادا واعداما .
وفي العيون عن ريان بن أبي الصلت قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : ما بعث اللّه نبيا الا بتحريم الخمر وان يقر له بأن اللّه يفعل ما يشاء ... الخبر .
فقد فسر عليه السلام البداء بأن له تعالى أن يفعل ما يشاء.
وفي تفسير القمي عن ياسر عن الرضا (عليه السلام) : ما بعث اللّه نبيا الا بتحريم الخمر وأن يقول بالبداء أن يفعل اللّه ما يشاء الخبر .
فالبداء بالنسبة إليه تعالى هو بقاء الاختيار في مرحلة البقاء مثلا يقدر عمر زيد سبعين سنة واختيار زيادة هذا العمر ونقصانه هو معنى البداء.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|