المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



البداء (اهميته - وبأي وجه يكون على الله تعالى - وجملة من الأخبار الدالة عليه)  
  
660   01:42 مساءً   التاريخ: 10-4-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج1 ، 34- 36
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / البداء /

قد اجمعت الأنبياء وائمة الدين طرا على تحقق البداء بالنسبة الى اللّه تعالى وفي الكافي عن مولانا الصادق (عليه السلام) : ما عظم اللّه بمثل البداء.

وفيه عنه (عليه السلام) : ان اللّه لم يبعث نبيا قط إلا صاحب ميرة صافية فما بعث اللّه نبيا قط حتى يقول له بالبداء.

وفيه عنه (عليه السلام) أيضا ما تنبئ نبي قط حتى يقر للّه بخمسة منها البداء والمشية والسجود والعبودية والطاعة - الخبر .

الى غير ذلك من الاخبار المستفيضة بل المتواترة ...

في معنى البداء :

قد اشكل على جمع فهم معنى البداء ومن ذلك وقعوا في انكاره وبالغوا فيه تنزيها للّه تبارك وتعالى عن ذلك فأخرجوه من قدرته وسلطانه زعما منهم أن معنى البداء فيه تعالى ليس إلا ما هو المتحقق فينا من ظهور الشيء للشخص بعد الجهل به وعدم الاحاطة بجميع جهاته وهذا المعنى من البداء مستحيل بالنسبة إليه تعالى اذ المفروض أنه تعالى ذات محيط بما سواه احاطة واقعية لا ما نفهمه من معنى الاحاطة فهو تعالى محيط بكل شيء حدوثا وبقاء احاطة واقعية.

إن قلت : فما معنى البداء اللائق به تعالى ؟

قلنا : لا بد أولا من بيان امر و هو أنه كانت بين اليونانيين آراء معروفة يعتقدونها حقا واقعا ويستدلون عليها ويشيعونها بين الناس حتى سرت تلك الآراء الى الملل الثلاث من اليهود والنصارى والمسلمين فمن الآراء كون العلم الازلي علة لإيجاد جميع الموجودات بصورة مناسبة لها في عالم مناسب لها كالسرمد مثلا ثم يظهر من هذا العالم بالتدريج الّذي هو مقتضى ذات هذا الزمان والزمانيات فهو تعالى عالم بالزمان والزمانيات فوجدا في عرض واحد وحيث إن مناط الحاجة هو الحدوث فقط فاستغنيا عن الجاعل والظهور التدريجي في هذا العالم من لوازم ذاتنا وهي مجعولة عندهم .

ومن الآراء القول بأن مناط الحاجة الى العلة هو الحدوث فقط و منها القول بالكمون و البروز الى غير ذلك من الآراء التى ينسد بها باب إثبات الصانع رأسا و اختيارا و فعلا.

وشاعت الآراء المنكرة بين اليهود حتى رد اللّه تعالى عليهم حيث قال : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا } [المائدة: 64] الخ.

وشاعت بين المسلمين أيضا حتى حدثت تلك المذاهب والنحل كما أخبر عنها الرسول الاكرم (صلى الله لعيه واله) بقوله : ستفترق امتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة .

وهي من اتبع لعلي بن أبي طالب (عليهما السلام) التي لا تكاد تنضبط و من تفوه قائل منهم لو جاز على الواجب العدم لما ضر عدمه وجود العالم و حيث أن المقصد الاسنى و الغرض الأعلى من دعوة الأنبياء انما هو تنزيه اللّه تعالى و تبارك عما يتفوهون به الناس بآرائهم فبعث الأنبياء بالقول بالبداء لتنسد ابواب جميع تلك القواعد الباطلة و الشبهات العاطلة فتقديس اللّه تعالى في فعله عن جميع ما لا يليق به عز و جل منحصر في القول بالبداء.

و لذا ورد عن مولانا الصادق (عليه السلام) في خبر هشام : ما عظم اللّه و ما عبد اللّه بشيء بمثل البداء وعنه (عليه السلام) : لو يعلم الناس ما في القول بالبداء من الاجر ما فتروا عن الكلام فيه- الخبر.

فلباب القول في معنى البداء :

هو بقاء اختياره تعالى بعد حدوث الأشياء كثبوت الاختيار له تعالى عند حدوثها فكما أنه تعالى قبل ايجاد الاشياء له أن يختار الايجاد و له أن يختار العدم فكذا بعد الايجاد له أن يختار الابقاء و له اختيار عدم البقاء ففى كل آن هو في شأن من الايجاد بالنسبة الى ما لم يوجد بعد و الابقاء بالنسبة الى ما وجد .

عن هشام بن‏ سالم عن أبي عبد اللّه في قول اللّه تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} فقال : كانوا يقولون قد فرغ من الامر- الخبر .

وعن مولانا الرضا (عليه السلام) لسليمان المروزى :ما انكرت من البداء يا سليمان واللّه تعالى يقول {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} [مريم: 67] ويقول : {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } [الروم: 27] ويقول : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117] و يقول : {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ } [فاطر: 1] ويقول : {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} [السجدة: 7] الخ فترى أن الامام (عليه السلام) استدل على البداء بوجود الاختيار فيه تعالى وايجاد الاشياء واختياره تعالى فيه حدوثا وبقاء ايجادا واعداما .

وفي العيون عن ريان بن أبي الصلت‏ قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : ما بعث اللّه نبيا الا بتحريم الخمر وان يقر له بأن اللّه يفعل ما يشاء ... الخبر .

فقد فسر عليه السلام البداء بأن له تعالى أن يفعل ما يشاء.

وفي تفسير القمي عن ياسر عن الرضا (عليه السلام) : ما بعث اللّه نبيا الا بتحريم الخمر وأن يقول بالبداء أن يفعل اللّه ما يشاء  الخبر .

فالبداء بالنسبة إليه تعالى هو بقاء الاختيار في مرحلة البقاء مثلا يقدر عمر زيد سبعين سنة واختيار زيادة هذا العمر ونقصانه هو معنى البداء.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.