أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2021
2513
التاريخ: 16-8-2022
1326
التاريخ: 14-3-2018
4403
التاريخ: 2023-02-22
1049
|
إن مرحلة المراهقة تبدو في نظر الفتيات مرحلة جديدة وحديثة في جميع جوانبها وحالاتها سواء الجوانب التي تتعلق بدوافعهن الشخصية أو الأشياء التي يلاحظنها ويلتفتن اليها حواليهن وفي الوسط الاجتماعي الذي يعشن فيه.
ففي هذه السن تستجد لدى المراهقات اهتمامات جديدة فيَرمين على اثرها الدمى والألعاب، التي كن يلهين بها في مرحلة الطفولة، جانبا، ويسعين الى بلوغ أشياء أخرى ذات أهمية اكبر في الحياة.
ـ الميول الجديدة :
على أثر التطورات النفسية والعضوية التي تحصل خلال مرحلة المراهقة، تبرز لدى الفتيات ميول ورغبات نفسية جديدة يمكن تقسيمها الى قسمين وعلى النحو الآتي :
1ـ الميول والرغبات الجنسية التي تستولي على الحواس والمشاعر بشكل ملح.
2ـ الميول والرغبات التي تدفع باتجاه الحركة والنشاط نحو الاستقلال وبناء مكونات الشخصية الذاتية.
وهاتان الحالتان تستوجبان بطبيعتهما مغادرة علائق سني الطفولة والتبعية للوالدين والتوجه الى الاعتماد على الذات بحسب الشروط التي تمليها طبيعة الحياة الجديدة.
ـ الآمال الجديدة :
تتولد لدى الفتيات، مع مطالع سن المراهقة، أمال وتطلعات جديدة ذات صبغة خيالية ووهمية في الغالب، أو هي من النوع الذي لا يمكن تحقيقه في الواقع العملي، وهي أمور يكتشفنها بأنفسهن بالتدريج وينصرفن عن التفكير بها في نهاية المطاف.
وبتعبير آخر، تنشد الفتيات المراهقات، في بعض الحالات، بشكل متطرف الى التفكير بأشياء لا تعدو في واقع الأمر كونها أوهام يفصل بينها وبين القضايا الواقعية بوقت شاسع، وتدفعهن نحو الاستغراق التام في التطلعات الواهية التي تبعدهن عن واقعيات الحياة وعن التفكير السليم بشأن مختلف القضايا.
وتأمل الفتيات، تحت وطأة ميولهن ورغباتهن الجديدة، أن يسود العالم جو معنوي سام، وأن يصبح محيط الأسرة مكانا للهدوء والراحة التامة ويعيش الوالدين فيه الى جانب بعض بكل انسجام وتالف بعيدا عن أي مظهر من مظاهر التوتر والتشنج... وبعبارة واحدة إنهن يرغبن بشكل غير واقعي، في أن يرين الحياة زلالة وصافية وخلوا من أي حالة يمكن أن تكدر صفوها وزلاليتها.
ـ تمثل حياة الكبار :
تميل الفتيات في سن المراهقة الى ان ينظر اليهن الآخرون على أنهن أشخاص بالغات وناضجات من الناحية الفكرية، ويمكن الثقة بهن والإنفتاح عليهن وطلب المشورة منهن في مختلف المسائل التي يتداولها الكبار وفي بعض الحالات يبلغ الميل نحو كسب الإعتبار وتمثل حياة الكبار مبلغا متطرفا لدى الفتيات الى درجة تندفع بعضهن الى تقمص دور الأم في البيت ويشرعن في توجيه الأوامر والنواهي الى الأطفال الأصغر سنا، ويتمنين لو كانت أمور البيت
كلها بأيدهن، فالكثير من حالات الغضب والعصبية التي تبدو على سلوك هؤلاء في هذا المجال إنما هي ناتجة عن شعورهن بتجاهل الآخرين لهن.
كما ويتولد لدى كثير من الفتيات ابتداء من سن الحادية عشر، شعور بأنهن مؤهلات للعب دور الزوجة والأم، والتصرف في الحياة كما تتصرف النساء الناضجات ومن تمظهرات هذا النوع من التفكير، ميل بعض الفتيات الى الجنس الآخر والرغبة بإقامة نوع من الارتباط بأحد أفراده أو إقامة علاقة غرامية معه بحسب تعبيرهن، وهي حالة تنطوي على مخاطر غير قليلة في حال إغفالها من قبل أولياء الأمور .
ـ في مجال تناول الطعام :
يتغير اهتمام المراهقين بالغذاء ابتداء من السني الأولى لمرحلة المراهقة فيقل إقبال بعضهم، خصوصا الفتيات، على تناول الطعام، ويتجهون الى الالتزام بنظام خاص في مأكلهم بغية إضعاف أنفسهم والتقليل من أوزانهم، قد يتطرفون في الاندفاع بهذا الاتجاه الى درجة تضر بصحتهم، وقد تؤدي كذلك بالنسبة للفتيات في بعض الحالات، الى انقطاع الدورة الشهرية.
إن الإدبار عن الطعام ليس حادا عند الذكور، خلال هذه المرحلة من العمر، بل هي حالة مؤقتة تزول بعد فترة قليلة من الزمن، وذلك بفعل الحركة والنشاط ومختلف أنواع الرياضة التي يمارسها الذكور، في حين تختلف الحالة عند الاناث في هذا المجال، حيث قد تستمر لتفرة طويلة نسبيا وتتسبب في حصول مضاعفات خطيرة على صحتهن في بعض الحالات.
لكنه وبشكل عام، تتغير هذه الحالة لدى المراهقين بما فيهم الفتيات في المراحل اللاحقة، فيتولد لديهم نوع من الإقبال والرغبة المتجددة بتناول الطعام والإكثار منه، الأمر الذي يؤدي الى تمدد أمعائهم وبالتالي حرصهم على التهام المزيد من الأكل خلال اليوم.
ولا ننسى أن نشير هنا الى أن كمية الطعام التي تتناولها الفتاة خلال سني المراهقة تبلغ تقريبا سبعة أعشار ما يتناوله الرجل البالغ من الطعام أو إن المرأة البالغة تتناول من الطعام في اليوم ثمانية أعشار ما يتناوله الرجل البالغ.
ـ النزوع الخيالي :
نتيجة لرقة العاطفة وشفافيتها، وتكاثف الآمال والتطلعات في سني المراهقة، تندفع الفتيات الى الاستغراق في عالم الخيال والأوهام والى تمثل تحقق الصور الموجودة في أذهانهن في الواقع الخارجي، وهي حالة تساهم بطبيعتها في إشغال حيز كبير من تفكيرهن وبالتالي يؤثر ذلك سلبا على ملكة أفكارهن.
وبسبب هذه الحالة، نجد إن الفتيات يلجأن في الغالب الى قراءة القصص والروايات والاندماج في عوالمها وصورها التي تطغى عليها عادة الصبغة الخيالية، كما ويستدعي لدى أعضاء هذه الفئة في هذه الأثناء ميل الى الوحدة والاختلاء بالنفس ومداعبة مختلف الأفكار والخيالات.
ـ العوامل المثيرة :
الفتيات سريعات التأثر بالأشياء من الناحية العاطفية والنفسية بحسب طبائعهن الذاتية، إلا أن الذي يستجد لديهن خلال مرحلة المراهقة هو أنهن يملن الى الاشياء المثيرة بدرجة اشد. ومن هنا نجدهن يرغبن أو يستخدمن، مثلا، أنواعا من العطور مثيرة للغاية ولا تصب في صالحهن.
فبخلاف مرحلة الطفولة، يمكن الإشارة الى العديد من عوامل الإثارة في حياة الفتيات المراهقات، ومنها مختلف الالوان والأشكال والأصوات الجميلة، وكذلك مختلف المشاهد والحوادث واللقطات والصور المثيرة في الكتب والمجلات والالام والتي يمكن أن يصادفنها أو يطلعن عليها بمناسبات عديدة. إن شدة الإثارة لدى الفتيات تعود في أسبابها من إحدى النواحي الى طبيعة مرحلة المراهقة والى التغيرات العضوية والنفسية التي تحصل لديهن خلالها، وما يرافق ذلك من بروز حالي عاطفية تتميز بسرعة التأثر بالمحركات الغريزية الجنسية. وهذه الحالة تكون أشد وتنطوي على مخاطر أكبر بالنسبة لأولائك اللاتي لم يتلقين تربية صحيحة أثناء مرحلة الطفولة أو عشن في أسر مفككة وغير منسجمة فيما بينها.
ـ عوامل الانحراف :
إن هناك عوامل كثيرة تساهم كل منها في دفع المراهقات نحو مسالك الجنوح والانحراف الأخلاقي، ومنها معاشرة رفيقات السوء، والخوض مع الأخريات في الأحاديث المثيرة في المجالات الجنسية، ورؤية الصور واللقطات والمشاهد المثيرة في المجلات أو الأفلام المستهجنة، وكذلك قراءة الكتب والقصص والروايات التي تدور حول مثل هذه القضايا .
ـ تحذير :
لاشك في ان مرحلة المراهقة هي فترة حساسة للغاية في حياة الفتيات، وتبرز فيها مختلف عوامل الإثارة الغريزية وإذا أخذنا بنظر الاعتبار الى جانب ذلك حجم البساطة وحسن النية التي تتميز بها المراهقات خلال هذه السن، ندرك كم من الأخطار يمكن أن تعترض طريقهن في مثل هذا العمر.
وأمام هذا الوضع تزداد مسؤولية أولياء الأمور، وخصوصا الأمهات، تجاه فلذات أكبادهن، وضرورة التواصل معهن، أكثر من أي مرحلة أخرى، بالترشيد والتسديد والتوجيه في مختلف شؤونهن.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|