المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
تساؤلات محورية عن التفكيـر الابتـكاري الإبداعـي و العلاقة بين التفكير الابتكـاري وجـودة الخدمـة العامـة أهميـة وأهـداف التفكيـر الابتـكاري الإبداعـي فـي تـطويـر جـودة الخدمـة العامـة مجالات تأثير التفكير الابتكاري الإبداعي ودوره في تطوير جودة الخدمة العامة مشكلات التقييم بالأسعار الجارية (تحديد المشكلة وطرق معالجة المشكلة) مبيد ميلياتوكسين Meliatoxin (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية) مبيد فولكينسين Volkensin (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية) مـشـكلات التـقيـيم بسعـر تكـلفـة عـوامـل الإنـتاج مبيد الاسيتوجينين Acetogenin (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية) تمييز المشتركات وتعيين المبهمات في جملة من الأسماء والكنى والألقاب/ جعفر بن محمد بن مسرور. تمييز المشتركات وتعيين المبهمات في جملة من الأسماء والكنى والألقاب/ بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين. مفهوم الشركة في القانون الخاص مفهوم الشركات في القانون العام مدة العضوية في مجلس إدارة الشركة العامة لمحة تأريخية عن نشأة الشركات العامة ضمن القطاع العام في العراق عزل أعضاء مجلس إدارة الشركة العامة

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16642 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الآيات (72-73) من سورة النساء  
  
4890   02:56 مساءً   التاريخ: 9-12-2016
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النساء /


قال تعالى : { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء : 72-73] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير مجمع البيان عن تفسير هذه الآيات (1) :

 

لما حث الله على الجهاد ، بين حال المتخلفين عنه فقال : { وَإِنَّ مِنْكُمْ } . خاطب المؤمنين ، ثم أضاف المنافقين إليهم فقال { لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ } : أي هم منكم في الحال الظاهرة ، أو في حكم الشريعة ، من حقن الدم ، والمناكحة ، والموارثة . وقيل : منكم : أي من عدادكم ودخلائكم ويبطئ ويبطئ بالتشديد والتخفيف معناهما واحد : أي من يتأخر عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم { فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ } فيه من قتل أو هزيمة ، قال قول الشامت المسرور بتخلفه { قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا } : أي شاهدا حاضرا في القتال ، فكان يصيبني ما أصابهم .

وقال الصادق عليه السلام : " لو أن أهل السماء والأرض قالوا : قد أنعم الله علينا إذ لم نكن مع رسول الله لكانوا بذلك مشركين " { وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ } : أي فتح ، أو غنيمة { لَيَقُولَنَّ } يتحسر ويقول : { يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ } وقوله : { كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} اعتراض يتصل بما تقدمه قال : وتقديره قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا { كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } : أي لا يعاضدكم على قتال عدوكم ، ولا يراعي الذمام الذي بينكم ، عن أبي علي الفارسي . وقيل : إنه اعتراض بين القول والتمني ، وتقديره ليقولن { يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ} من الغنيمة { فَوْزًا عَظِيمًا } . {كأنه ليس بينكم وبينه مودة} : أي يتمنى الحضور ، لا لنصرتكم ، وإنما يتمنى النفع لنفسه . وقيل : إن الكلام في موضعه من غير تقديم وتأخير ، ومعناه : ولئن أصابكم فضل من الله ، ليقولن هذا المبطئ قول من لا تكون بينه وبين المسلمين مودة : أي كأنه لم يعاقدكم على الإيمان ، ولم يظهر لكم مودة على حال : يا ليتني كنت معهم : أي يتمنى الغنيمة دون شهود الحرب ، وليس هذا من قول المخلصين ، فقد عدوا التخلف في إحدى الحالتين نقمة من الله ، وتمنوا الخروج معهم في إحدى الحالتين ، لأجل الغنيمة ، وليس ذلك من إمارات المودة ، وعلى هذا فيكون قوله {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } في موضع النصب على الحال . وقال أبو علي الجبائي : إنه حكاية عن المنافقين ، قالوا للذين أقعدوهم عن الجهاد : { كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } : أي بين محمد مودة ، فتخرجوا معه لتأخذوا معه من الغنيمة . وإنما قالوا ذلك ليبغضوا إليهم رسول الله {يا ليتني كنت معهم} وهذا التمني من قول المبطئين القاعدين تمنوا أن يكونوا معهم في تلك الغزوة ، { فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا } : أي أصيب غنيمة عظيمة ، وآخذ حظا وافرا منها .

_____________________________

1 . تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 129-130 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير  الكاشف عن تفسير هذه الآيات (1) :

 

{وإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} . يشير سبحانه إلى الطابور الخامس الذي يندس في صفوف الطيبين بقصد التخريب والتثبيط عن مقاومة العدو .

وتسأل : ان ( منكم ) خطاب للمؤمنين ، والمنافقون أبعد الناس عن الإيمان ، فكيف ساغ جعلهم من المؤمنين ؟ .

الجواب : لأنهم معدودون من المؤمنين في الظاهر ، ويعاملون معاملتهم ، تماما كمن يحمل جنسية بلد ، وهو عميل لمن يستعمره ويستغله ، وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان .

{ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً } . هذا القول حكاية لحال المنافق الذي كان يفرح ويغتبط إذا هزم المسلمون في معركة لم يشهدها معهم . . وكل من فرح بسلامته من البلاء الذي أصاب إخوانه في سبيل اللَّه ، والجهاد لإعلاء كلمة الدين فهو منافق .

وتسأل : ان قوله : ( قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ ) إقرار منه بوجود اللَّه ، فكيف ساغ جعله من المنافقين ؟ .

الجواب : انه نافق بإظهار الإسلام والإيمان بمحمد (صلى الله عليه وآله) ، وإضمار الكفر بنبوته ، وهذا لا يتنافى مع الإقرار بالخالق ، فما كل من آمن باللَّه آمن بمحمد (صلى الله عليه وآله) ، وقد أخبر اللَّه ان من الناس من يؤمن به ، وفي الوقت نفسه يؤمن بغيره ، أو بمن يقربه إليه زلفى : { وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف : 106] .

{ ولَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } . بعد أن أخبر سبحانه ان المنافق يفرح بتخلفه عن المسلمين إذا هزموا ونكبوا أخبر انه يندم على ترك الغزو معهم إذا انتصروا وغنموا . . وبديهة ان من هذا شأنه فليس من المسلمين في شيء ، ولو كان مسلما كما يدعي ، ويظهر المودة بينه وبين المسلمين لشعر بأن خيرهم خيره ، وشرهم شره ، واشتهر الحديث عن رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) : ان المسلمين كأعضاء الجسم الواحد ، وكالبنيان يشد بعضه بعضا ، وان من لم يهتم بأمورهم فليس منهم .

___________________________

1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 375-376 .

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير الميزان عن تفسير هذه الآيات (1) :

 

قوله تعالى : { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ } ، قيل : إن اللام الأولي لام الابتداء لدخولها على اسم إن ، واللام الثانية لام القسم لدخولها على الخبر وهي جملة فعلية مؤكدة بنون التأكيد الثقيلة ، والتبطئة والإبطاء بمعنى ، وهو التأخير في العمل.

وقوله : {وَإِنَّ مِنْكُمْ} ، يدل على أن هؤلاء من المؤمنين المخاطبين في صدر الآية بقوله : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ، على ما هو ظاهر كلمة {مِنْكُمْ} كما يدل عليه ما سيأتي من قوله : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} ، فإن الظاهر أن هؤلاء أيضا كانوا من المؤمنين ، مع قوله تعالى بعد ذلك : {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ } ، وقوله : {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ } « إلخ » وكذا قوله : { فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ } ، وقوله : { وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ } ، وقوله : {الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ } ، كل ذلك تحريض واستنهاض للمؤمنين وفيهم هؤلاء المبطئون على ما يلوح إليه اتصال الآيات.

على أنه ليس في الآيات ما يدل بظاهره على أن هؤلاء المبطئين من المنافقين الذين لم يؤمنوا إلا بظاهر من القول ، مع أن في بعض ما حكى الله عنهم دلالة ما على إيمانهم في الجملة كقوله تعالى : { فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَ } ، وقوله تعالى : { رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ } « إلخ ».

نعم ذكر المفسرون أن المراد بقوله : { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ } ، المنافقون ، وأن معنى كونهم منهم دخولهم في عددهم ، أو اشتراكهم في النسب فهم منهم نسبا أو اشتراكهم مع المؤمنين في ظاهر حكم الشريعة بحقن الدماء والإرث ونحو ذلك لتظاهرهم بالشهادتين ، وقد عرفت أن ذلك تصرف في ظاهر القرآن من غير وجه.

وإنما دعاهم إلى هذا التفسير حسن الظن بالمسلمين في صدر الإسلام ( كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وآمن به ) والبحث التحليلي فيما ضبطه التاريخ من سيرتهم وحياتهم مع النبي وبعد يضعف هذا الظن ، والخطابات القرآنية الحادة في خصوصهم توهن هذا التقدير.

ولم تسمح الدنيا حتى اليوم بأمة أو عصابة طاهرة تألفت من أفراد طاهرة من غير استثناء مؤمنة واقفة على قدم صدق من غير عثرة قط ( إلا ما نقل في حديث الطف ) بل مؤمنو صدر الإسلام كسائر الجماعات البشرية فيهم المنافق والمريض قلبه والمتبع هواه والطاهر سره .

والذي يمتاز به الصدر الأول من المسلمين هو أن مجتمعهم كان مجتمعا فاضلا يقدمهم رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويغشاهم نور الإيمان ، ويحكم فيهم سيطرة الدين ، هذا حال مجتمعهم .

من حيث إنه مجتمع ، وإن كان يوجد بينهم من الأفراد الصالح والطالح جميعا ، وفي صفاتهم الروحية الفضيلة والرذيلة معا وكل لون من ألوان الأخلاق والملكات.

وهذا هو الذي يذكره القرآن من حالهم ، ويبينه من صفاتهم قال تعالى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ } ـ إلى أن قال ـ : { وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } : [ الفتح : 29 ] ، فقد بدأ تعالى بذكر صفاتهم وفضائلهم الاجتماعية مطلقة ، وختم بذكر المغفرة والأجر لأفرادهم مشروطة.

قوله تعالى : { فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ } أي من قتل أو جرح { قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً } حتى أبتلى بمثل ما ابتلي به المؤمنون.

قوله تعالى : { وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ } من قبيل غنيمة الحرب ونحوها ، والفضل هو المال وما يماثله ، وقوله : { لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ } ، تشبيه وتمثيل لحالهم فإنهم مؤمنون ، والمسلمون يد واحدة يربط بعضهم ببعض أقوى الروابط ، وهو الإيمان بالله وآياته الذي يحكم على جميع الروابط الأخر من نسب أو ولاية أو بيعة أو مودة لكنهم لضعف إيمانهم لا يرون لأنفسهم أدنى ربط يربطهم بالمؤمنين فيتمنون الكون معهم والحضور في جهادهم كما يتمنى الأجنبي فضلا ناله أجنبي فيقول أحدهم : { يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } ، ومن علائم ضعف إيمانهم إكبارهم أمر هذه الغنائم ، وعدهم حيازة الفضل والمال فوزا عظيما ، وكل مصيبة أصابت المؤمنين في سبيل الله من قتل أو جرح أو تعب نقمة.

_________________________

1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 354-356 .

 

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل عن تفسير هذه الآيات (1) :

 

بعد صدور الأمر العام إلى المسلمين بالجهاد والاستعداد لمقابلة العدوّ في الآية السابقة تبيّن هاتان الآيتان موقف المنافقين من الجهاد ، وتفضح تذبذبهم ، فهم يصرّون على الامتناع عن المشاركة في صفوف المجاهدين في سبيل الله ... {وَإِنَّ مِنْكُمْ (2) لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَ ...} (3) وحين يعود المجاهدون من ميدان القتال أو حين تصل أنباء معاركهم ، فإن كان قد أصابهم مكروه في قتالهم يتحدث المنافقون بابتهاج بأنّ الله قد أنعم عليهم نعمة كبيرة إذ لم يشاركوا المجاهدين في ذلك القتال ، ويفرحون لعدم حضورهم في مشاهد الحرب الرهيبة {فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً ...}.

وحين تصل الأخبار بانتصار المسلمين المجاهدين ونيلهم المغانم ، يتبدل موقف هؤلاء المنافقين فتبدو الحسرة عليهم ويظهر الندم على وجوههم ، ويشرعون ـ وكأنّهم غرباء لا تربطهم بالمسلمين أية رابطة ـ بترديد عبارات التأسف : {وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} .

في الآية إشارة إلى المفهوم المادي للنصر في نظر المنافقين ، فالذي يرى الشهادة والقتل في سبيل الله مصيبة وبلاء ، ويخال النجاة من القتل أو الشهادة في هذه السبيل نعمة إلهية ، لا ينظر إلى النصر والفوز إلّا من خلال منظار كسب الغنائم والمتاع المادي لا غير .

هؤلاء المتلونون الموجودون ـ مع الأسف ـ في كل المجتمعات ، سرعان ما يغيرون أقنعتهم تجاه ما يواجهه المؤمنون من نصر أو هزيمة ، هؤلاء لا يشاركون المؤمنين في معاناتهم ولا يساعدونهم في الملمات ، لكنّهم يتوقعون أن يكون لهم في الانتصارات السّهم الأوفى ، وأن يحصلوا على ما يحصل عليه المجاهدون المؤمنون من امتيازات .

__________________________

1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 201-202 .

2. ينبغي الالتفات إلى أنّ الآية أعلاه تخاطب المؤمنين ، لكنّها تتطرق إلى المنافقين أيضا ، كما أنّ عبارة «منكم» جعلت المنافقين جزءا من المؤمنين ، وما ذلك إلّا لأنّ المنافقين كانوا دائما متغلغلين بين المؤمنين ، ومن هنا فهم يحسبون على الظاهر جزءا منهم .

3. «ليبطئن» من «البطء» في الحركة ، وهو فعل لازم ومتعد كما ذكر علماء اللغة ، أي أنّهم يبطؤون في حركتهم ويدعون الآخرين إلى البطء ، ولعل استعمال الفعل في باب التفعيل هنا يعني أنّه متعد فقط ، أي أنّهم يدفعون أنفسهم إلى البطء تارة ، ويدفعون الآخرين إلى ذلك تارة أخرى .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .