أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-4-2016
![]()
التاريخ: 2024-05-19
![]()
التاريخ: 2025-02-17
![]()
التاريخ: 22-12-2020
![]() |
قال تعالى : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ * قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [النمل : 45 ، 46].
أنذر صالح المكذبين بالعذاب ان أصروا على الضلال والعناد ، فقالوا ساخرين :
ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين كما في الآية 77 من سورة الأعراف ، فقال لهم بعطف ولين : علام تستعجلون نقمة اللَّه ، وهو سبحانه لم يعاجلكم بها ، وأمهلكم طويلا لترجعوا عن غيكم . . فخير لكم أن تتوبوا إليه ، وتطلبوا منه الرحمة ، وهو كريم وغفور رحيم يقبل منكم التوبة ، ويشملكم بعفوه ورحمته .
{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ } [النمل : 47]. التطير التشاؤم . . بعد أن دعاهم صالح إلى اللَّه ، وأعرضوا عن دعوته أصابهم المرض والجدب ، فتشاءموا به ، وبدعوته وبمن أمن به وبها . « قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ » . ان الذي نزل بكم من البلاء هو بإرادة اللَّه التي تنتهي إليها جميع الأسباب ، وتقدم نظيره في الآية 131 من سورة الأعراف ج 3 ص 384 . وكان النبي ( صلى الله عليه واله ) يحب الفأل لأن فيه الأمل والثقة باللَّه ، ويكره الطيرة لأن فيها التوقع للبلاء ، وفي الحديث : إذا تطيرت فامض ، وإذا حسدت فلا تبغ ، وإذا ظننت فلا تحقق « بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ » تختبرون بالسراء والضراء لتظهر أفعالكم التي تستحقون بها الثواب والعقاب .
{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [النمل : 48] » . كانوا من المترفين يتطاولون على الناس بثرائهم ، ويتخذون منه أداة للاستبداد والإفساد في الأرض ، ويقاومون كل مصلح ومحب للخير ، ولم يكن فيهم جهة تذم وجهة تمدح ، بل كل ما فيهم قبيح ومذموم ، وهذا هو المراد بقوله تعالى : ولا يصلحون . {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [النمل : 49] . ضمير تقاسموا يعود للتسعة المفسدين ، وضمير لنبيتنه وأهله ووليه يعود لصالح ، والمعنى ان هؤلاء التسعة قال بعضهم لبعض : احلفوا باللَّه ان نباغت صالحا وأهله ليلا ونقتلهم جميعا ، ثم نقول لأرحامه وأولياء دمه : ما قتلناهم ، ولا نعرف من قتلهم ، ونحن صادقون فيما نقول .
« ومَكَرُوا مَكْراً ومَكَرْنا مَكْراً وهُمْ لا يَشْعُرُونَ » . أما مكر التسعة فهو تدبيرهم ان يباغتوا صالحا بياتا ، ويقتلوه وأهله دون أن يشعر أحد بذلك ، وأما مكره تعالى فهو انه تعالى عجل بأخذهم وهلاكهم قبل أن يصلوا إلى صالح من حيث لا يشعرون . انظر تفسير الآية 54 من سورة آل عمران ج 2 ص 86 فقرة : اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ « فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ » . أرادوا أن يهلكوا صالحا فأهلكهم اللَّه ، وفي ذلك عبرة وعظة لمن يبيت الإساءة للآخرين « فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا » أنفسهم .
لأن اللَّه حذرهم وأمهلهم ، فأصروا على الفساد والضلال « إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ » المراد بالعلم هنا المقرون بالعمل والاعتبار ، أما العلم المجرد عن العمل فإن الجهل خير منه لأنه وبال على صاحبه « وأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وكانُوا يَتَّقُونَ » .
هذا على عادة القرآن الكريم إذا ذكر الظالمين وعقابهم ذكر المتقين وثوابهم ، والقصد الترهيب والترغيب .
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|