أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-27
1707
التاريخ: 4-12-2015
2702
التاريخ: 26-04-2015
2949
التاريخ: 9-6-2021
2489
|
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال : 45].
ذكر سبحانه في هذه الآية عاملين للنصر على الفئة الطاغية الباغية ، العامل الأول الثبات ، واليه أشار بقوله : { فَاثْبُتُوا } .
العامل الثاني الإخلاص ، وأشار إليه بقوله { واذْكُرُوا اللَّهً كَثِيراً } فليس المراد بذكر اللَّه في الحرب مجرد التهليل والتكبير ، وإنما المراد أن يكون القتال والصمود فيه خالصين لوجه اللَّه تعالى ، بمعنى أن لا تثار الحرب بحال إلا من أجل إحقاق الحق ، وإبطال الباطل ، من أجل الحفاظ على سلامة العباد وأمنهم ، والضرب على أيدي الآثمين الذين يسعون في الأرض فسادا بالسلب والنهب ، ويثيرون الفتن والحروب ليتحكموا بالبلاد وأرزاق العباد .
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [الأنفال : 46]. ذكر سبحانه في الآية السابقة عاملين للنصر : الثبات والإخلاص وذكر في هذه الآية ثلاثة عوامل : التقوى بطاعة اللَّه والرسول ، وتجنب الاختلاف والصبر ، ولكن الصبر هو الثبات فقوله تعالى ، { واصْبِرُوا } في هذه الآية تعبير ثان عن قوله : { فَاثْبُتُوا } في الآية السابقة ، كما ان طاعة اللَّه ورسوله هي الإخلاص للَّه ، أما الاختلاف فمنه حسن وقبيح ، والتفصيل فيما يلي ، والذي نستخلصه من الآيتين معا ان عوامل النصر الحقيقية ثلاثة :
1 - الصبر والثبات ، وهو توطين النفس على التضحية بكل عزيز لنصرة الحق على الباطل ، وكما ينتصر الحق بمحق الباطل وزواله ينتصر أيضا بالكشف عن الباطل ، وإظهاره للناس على حقيقته . والصبر ضروري لبلوغ أية غاية من الغايات ، فما من تلميذ أو أستاذ أو مخترع أو فنان ، أو تاجر ، أو أي كان ينال شيئا من النجاح إلا بالصبر والثبات ، وعلى مقدار صموده لتحمل المشاق والآلام يكون فوزه ونجاحه ، وبهذا نجد السر في قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهً مَعَ الصَّابِرِينَ }. وقوله : وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . وقوله : {ولا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ} .
وقوله : {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل : 126]. إلى غير ذلك . . وقد جربت الصبر طالبا ومؤلفا فما وجدت أحلى منه مغبة ، ولا أجدى عاقبة . وتقدم الكلام عن الصبر في فقرة مستقلة ج 1 ص 240 .
2 - الإخلاص ، وهو ان يقصد العامل بعمله وجه اللَّه ، فيثق به لا بسواه ويؤمن إيمانا قاطعا بأن ما عند اللَّه خير وأبقى من الجاه والمال والبنين ، فلا يؤثر شيئا من هذه على طاعة اللَّه ومرضاته . . وقد يبلغ المرء ما يبتغيه من أهداف شيطانية ، ولكن هذا لا يعد نصرا إلا إذا اعتبرنا الباطل فضيلة ، واللصوصية غنيمة ، والفساد تقوى وصلاحا .
3 - تجنب نوع من الاختلاف ، لأن الاختلاف قد يكون في الآراء ووجهات النظر ، مع الإخلاص والتجرد للحق ، وهذا لا يتنافى مع طاعة اللَّه والرسول ، ولا يمنع من الاتفاق على الهدف كجهاد المفسدين ومحاربتهم ، وكثيرا ما يكون وسيلة للتمحيص وجلاء الحقيقة .
وقد يكون سبب الاختلاف الأهواء وحب الذات ، والتكالب على الدنيا وحطامها ، وهذا هو المقصود بقوله تعالى : {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال : 46] والأمثلة على إضرار التنافس في المكاسب والأرباح لا يبلغها الإحصاء ، وبين دفتي التاريخ منها المئات ، ولسنا بحاجة إلى التاريخ البعيد ، لنستخرج منه الأمثلة ، فإن تاريخنا الحاضر مع إسرائيل كاف ومغن عن جميع الأمثلة . . فبالأمس القريب قرأت عن الكاتب الأمريكي سالز برجر انه كتب مقالا لجريدة الهيرالد تربيون قال فيه ما نصه بالحرف : واشنطن توازن الخلل العددي بين العرب وإسرائيل ، وتؤكد أنه وان بدا في غير مصلحة إسرائيل إلا أنها توازن دائما بينه وبين الانقسام المستمر بين الدول العربية لأن هذا الانقسام يجعل تفوق العرب العددي مجرد أرقام لا قيمة لها . وقبل هذا الكاتب أعلن المسؤولون في إسرائيل أكثر من مرة أنهم ربحوا حرب 5 حزيران لمساندة الولايات المتحدة ، واختلاف كلمة العرب ، وأي شيء أحب إلى إسرائيل من أن يحمل العرب السلاح على بعضهم البعض من ان يشهروه في وجهها ، ولذا لعب الاستعمار والصهيونية دورا أساسيا في اذكاء الصراع العربي ، وقد وجد ، وللأسف ، من يستجيب لهما ، بل ويتكلم بلغتهما أيضا . . وعلى أية حال ، فان الثورة تواصل الزحف ولا بد أن تصل وتنتصر على الاستعمار وعملائه آجلا أو عاجلا .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|