المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Louis Carré
31-1-2016
المؤامرات الغادرة
5-03-2015
Maxwell-Boltzmann Averages
30-8-2016
عبد الله بن عمرو النهدي.
26-8-2020
Graphite
14-5-2020
Vowels THINK, LENGTH
2024-03-22


من الضعف قوة  
  
2426   01:06 مساءاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة : ص215-216
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2022 1928
التاريخ: 2023-03-09 1189
التاريخ: 11-7-2022 1810
التاريخ: 19-2-2020 1962

قرر غلام عمره عشر سنوات ان يتعلم رياضة الجودو رغم كونه فقد ذراعه اليسرى في حادثة سيارة مروعة. وبدأ تدريباته مع مدرب للجودو ياباني كبير في السن كان الغلام يشعر بانه يتقدم ولذا كان من الصعب عليه ان يفهم لماذا بعد ثلاثة اشهر من التدريب لم يعلمه المدرب غير حركة واحدة. واخيرا قال الغلام : (سينساي، اليس من المفروض ان اتعلم حركات اخرى؟). فرد عليه السينساي قائلا (هذه هي الحركة الوحيدة التي تعرفها، ولكنها هي الحركة الوحيدة التي ستحتاج ان تعرفها طوال عمرك).

لم يفهم الغلام الأمر جيدا ولكن لإيمانه بمدربه، استمر الغلام في التدريب. بعد بضعة شهور، اشرك المدرب الغلام في مسابقة رياضة. وقد اندهش نفسه انه ربح المباراة الاولى ثم الثانية في سهولة. ولكن المباراة الثالثة ثبت انها اصعب، ولكن بعد فترة من الوقت فقد منافسه صبره وهاجمه، وفي رشاقة استخدم الغلام حركته الوحيدة ليكسب المباراة. وهو لا يزال مندهشا، وجد نفسه يصل للدور النهائي.

وهذه المرة كان منافسه اضخم منه، واقوى واكثر خبرة. ولوهلة بدا الغلام كانه في وضع من عدم التكافؤ مع منافسه. وخوفا عليه من الاذى اوقف الحكم المباراة في وقت مستقطع. وكان على وشك ان ينهي المباراة حينما تدخل السينسيناي بإصرار قائلا (لا، دعوه يكمل المباراة). وفعلا بعد اعادة استئناف المباراة اخطأ المنافس خطا قاتلا، فقد ترك وضعه الدفاعي، واستخدم الغلام حركته ليفوز عليه.

 وهكذا ربح الغلام المباراة والبطولة. وصار هو البطل، وفي طريق العودة للمنزل راح الغلام والسنسيناي في مراجعة كل حركة في كل مباراة وعندما استجمع الغلام شجاعته ليسأل ما يدور حقيقة بذهن. (سينسيناي، كيف تسنى لي ان افوز بالبطولة بحركة واحدة؟). فأجابه السينسيناي قائلا (لقد ربحت لسببين، اولهما انك تقريبا قد اجدت واحدة من اصعب الرميات في الجودو. وثانيا ان الدفاع الوحيد المعروف لهذه الحركة هو ان يمسك منافسك ذراعك اليسرى!!!). وهكذا صارت نقطة ضعف الغلام هي بذاتها اقوى نقط قوته.

(احيانا نشعر نحن بانه لدينا ضعف ما ونبدأ في لوم الله، والظروف ونفوسنا بسببه، ولا ندرك ان ضعفنا يمكن ان يصبح نفسه قوتنا في احد الايام كل ما هو فريد ومهم في ذاته، كف عن ان تفكر انك ضعيف، لا تفكر في خيلاء او تفكر في الالم، لكن عش حياتك لأقصى مدى واحصل على الافضل منها).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.