أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-11-2020
6107
التاريخ: 12-10-2014
3016
التاريخ: 20-6-2016
2746
التاريخ: 14-06-2015
2499
|
قال تعالى : {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء : 106].
هذه الآية قد دلت : على أن القرآن قد نزل مفرقاً ، وأن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد قرأه على الناس ، في مدة زمان متطاولة..
نعم.. وهذا هو الثابت تاريخياً أيضاً ؛ فإنه كان ينزل عليه الشيء بعد الشيء ، كلما لزم الأمر ، واقتضته المناسبة.
لكن يبقى علينا أن نعرف : هل إنه نزل مفرقاً بصورة عشوائية ، ثم جمع ما نزل بصورة عشوائية أيضاً ، دخلت هذه الآية ، أو الآيات المدينة في تلك السورة المكية ، وبالعكس؟! أي أنه دخل المتقدم في المتأخر ، والمتأخر في المتقدم.. قليله وكثيره إلخ..
أم أنه نزل تدريجاً على شكل سور ، بأن نزلت كل سورة على حدة؟..
أو أنه نزل تدريجاً ، ودوّن تدريجاً كذلك؟!
أم ماذا ؟
الجواب : إن الذي نراه : هو أن معظم القرآن قد نزل سورة سورة ، حتى بعض السور الطوال أيضاً ، كسورة الأنعام والمائدة ، والتوبة ، مثلاً..
نعم.. سورة البقرة ، وربما غيرها من السور الطوال ، قد نزلت تدريجاً.. بمعنى أنه ابتدأ نزولها ، فنزل منها قسم في يوم ، ثم لحقه قسم آخر في يوم آخر ، وهكذا إلى أن نزلت بسم الله الرحمن الرحيم ، فعلم انتهاء السورة السابقة ، وابتداء سورة جديدة ، حسبما صرحت به بعض الروايات ، الواردة عن عثمان ، وعن ابن عباس ، وسعيد بن جبير (1).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضاً.. (2).
ونسب القرطبي إلى الصحابة (3) : أنهم كانوا يعلمون انتهاء السورة ، وابتداء غيرها ، بنزول بسم الله الرحمن الرحيم.
فيكون نزول السورة مستمراً إلى أن تنزل البسملة :
وبذلك يعلم عدم صحة رواية الشعبي ، التي تقول : إنه صلّى الله عليه وآله كان يكتب أولاً : باسمك اللهمـ كأهل الجاهلية ـ ، فلما نزل بسم الله مجراها ومرساها ، كتب : بسم الله. ثم نزل : أدعوا الله ، أو ادعوا الرحمن ؛ فكتب : بسم الله الرحمن ، فلما نزل : إنه من سليمان ، وأنه : بسم الله الرحمن الرحيم ، فكتبها (4).
أضف إلى ذلك كله.. أننا لا نتعقل : أن يبدأ نزول سورة ، فتنزل منها آيات ، ثم يتوقف عنها ، فتنزل عشرات السور غيرها ، ثم يعود بعد سنوات إلى السورة الأولى ، فيكملها!!
كما أننا لا نتعقل : أن تنزل آية ، أو آيات اليوم ، فيتركها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، على حدة ، إلى أن تمضي سنوات ، وتنزل سور كثيرة ، ثم يجعلها في سورة أنزلت حديثاً.
نعم يمكن أن تنزل عليه آية أو آيات فعلاً ، فيأمر بوضعها ، ضمن سورة سبق نزولها ، لكن هذا.. لا دليل عليه إلا بعض ما ورد في موردٍ أو موردين من هذا القبيل ، تقدمت الإشارة إليها في فصل : جمع القرآن في عهد الرسول (صلى الله عليه واله). ولا بد من إثبات صحة الرواية ، حتى في هذه الموارد أيضاً.
ولعل ترتيب علي عليه السلام لمصحفه ، حسب النزول ، يلقي ظلالاً من الشك على صحة حتى هذا المورد.. فضلاً عن أن يكون ذلك من عادته وديدنه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، إذ لو كان (صلى الله عليه واله) يأمر بذلك لم يكن معنى لترتيبه (صلى الله عليه واله) القرآن حسب النزول ولا كان من حقه ذلك أيضاً.
ولعله يمكن الاستدلال على ما نذهب إليه أيضاً : بقوله تعالى : {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} [النور : 1].
وقوله تعالى : {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} [التوبة : 124].
وعبارة : إذا ما أنزلت سورة قد وردت في عدة آيات..
وقد يؤيد ذلك قوله تعالى أيضاً : فأتوا بسورة من مثله.. وغير ذلك من آيات.
ولكن يمكن أن يردّ على هذا : بأنه تعالى إنما يخبر عن حالهم حين إنزال السورة ، وأما أن هذا الإنزال كان دفعة أو تدريجاً ، فليس في الآية ما يدل على ذلك..
وكذا الحال بالنسبة لآية سورة النور أيضاً..
ولكننا لا نرى هذه المناقشة سليمة ، ولا تامة ، فإن الذين يقولون هذا القول ،
إنما يقولونه بالنسبة لما ينزل أمام أعينهم ، ولا ينتظرون إلى تمام نزول السورة في أوقات متباعدة.
إلا أن يكون قد أطلق لفظ سورة ، وأراد بها حتى ما يعم الآية ولكنه احتمال بعيد ، ويحتاج إلى إثبات.
________________________________
(1) راجع : الدر المنثور ج1 ص7 وج3 ص208 عن أبي داود ، والبزار ، والدار قطني في الافراد ، والطبراني ، والحاكم ، وصححه ، والبيهقي في المعرفة وفي شعب الإيمان ، وفي السنن الكبرى ، وعن أبي عبيد ، والواحدي ، وفتح الباري ج9ص39 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص16 ونيل الأوطار ج2 ص228 ومستدرك الحاكم ج1 ص231 و232 وصححه على شرط الشيخين ، وتلخيص المستدرك للذهبي ، بهامشه ، وأسباب النزول للواحدي ص9و10 والسنن الكبرى ج2 ص42 و43 ومحاضرات الأدباء المجلد الثاني ، الجزء 4 ص433 والإتقان ج1 ص78 وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص56و57 وراجع ص55 عن بعض من تقدم ، والجامع لأحاكم القرآن ج1 ص95 وعمدة للقارئ ج5 ص292 ونصب الراية ج1 ص327 والمستصفى ج1 ص103 وفواتح الرحموت بهامشه ج2 ص14 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص34 والتفسير الكبير ج1 ص208 وغرائب القرآن ، بهامش الطبري ج1 ص77 والمصنف للصنعاني ج2 ص92 ومجمع الزوائد ج6 ص310 وج2 ص109 عن أبي داود والبزار وكنز العمال ج2 ص368 عن الدارقطني في الافراد والتمهيد في علوم القرآن ج1 ص212 عن الحاكم واليعقوبي ، وسنن أبي داود ج1 ص209 والمنتقى ج1 ص380 وتبيين الحقائق ج1 ص113 وكشف الأستار ج3 ص40 ومشكل الآثار ج2 ص153..
(2) تفسير العياشي ج1 ص19 وعنه في التمهيد في علوم القرآن ج1 ص212 وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص56 ومصباح الفقيه (كتاب الصلاة) ص276.
(3) الجامع لأحاكم القرآن ج1 ص95.
(4) التفسير الكبير ج1 ص200 والجامع لأحاكم القرآن ج1 ص92 وأحكام القرآن للجصاص ج1 ص8. وراجع : السيرة الحلبية ج3 ص20 وج1 ص249 والوزراء والكتاب ص14 والتنبيه والإشراف ص225 وعمدة القاري ج5 ص291 والعقد الفريد ج4 ص158 ، وطبقات ابن سعد ج1 قسم 2ص وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص53 وأكذوبة تحريف القرآن ص35 عن بعض من تقدم ، وعن : كنز العمال ج5 ص244 وعن روح المعاني ج1 ص27.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|