أقرأ أيضاً
التاريخ:
1146
التاريخ: 6-2-2018
1958
التاريخ: 27-11-2016
737
التاريخ: 24-11-2016
790
|
خدعة لمعاوية:
سمع يزيد بن معاوية بن ابي سفيان بجمال زينب بنت اسحاق زوج عبدالله بن سلام القرشي وكانت من اجمل النساء في وقتها واحسنهن ادبا واكثرهن مالا ، ففتن بها فلما عيل صبره ذكر ذلك لبعض خاصة ابيه واسمه رفيق فذكر ذلك لمعاوية وقال له: ان يزيد قد ضاق ذرعا بها... .
واخذ معاوية في الاحتيال في تبليغ يزيد مناه، فكتب الى زوجها عبدالله بن سلام وكان قد استعمله على العراق: ان اقبل حين تنظر كتابي لأمر فيه حظك ان شاء الله فلا تتأخر عنه.
فأغذ(1) السير وقدم، فأنزله معاوية منزلا كان قد هيئ له وكان عند معاوية يومئذ بالشام ابو هريرة وابو الدرداء، فقال لهما معاوية: ..... وقد بلغت لي ابنه اريد زواجها والنظر في اختيار من يباعلها(2) ولعل من يكون بعدي يقتدي فيه بهديي ، ويتبع فيه اثري، فانه قد يلي هذا الملك بعدي من يغلب عليه الشيطان ويحمله على تعضيل البنات (3) فلا يرون لها كفئا ولا نظيرا. وقد رضيت لها ابن سلام القرشي، لدينه وشرفه وفضله ومروءته وادبه، فقال له : ان اولى الناس برعاية نعم الله وشكرها وطلب مرضاته فيما اختصه لانت.
فقال لهما معاوية: فاذكروا له ذلك عني وقد كنت جعلت لها في نفسي شورى غير اني ارجوا الا تخرج من رايي ان شاء الله.
فخرجا من عنده واتيا عبد الله بن سلاما وذكرا له القصة.
ثم دخل معاوية على ابنتهن وقال لها: ان دخل عليك ابو الدرداء وابو هريرة فعرضا عليك امر عبدالله بن سلام وحضاك على المسارعة الى اتباع رأيي فيه فقولي لهما : انه كفء كريم وقريب حميم غير ان تحته زينب بنت اسحق واخاف ان يعرض لي من الغيرة ما يعرض للنساء فأتناول منه ما يسخط الله تعالى فيه فيعذبني عليه ، ولست بفاعلة حتى يفارقها .
فلما اجتمع ابو هريرة وابو الدرداء بعبد الله واعلماه بقول معاوية ، رديهما اليه يخطبان له منه، فأتياه فقال : قد علمتما رضائي به وحرصي عليه وكنت قد اعلمتكما الذي جعلت لها في نفسها من الشورى فادخلا عليها واعرضا عليها الذي رايت لها.
فدخلا عليها واعلماها فقالت لهما ما قاله معاوية لها فرجعا الى ابن سلام واعلماه بما قالته.
فلما ظن انه لا يمنعها منه الا فراق زينب اشهدهما بطلاقها واعادهما الى ابنة معاوية.
فأتيا معاوية واعلماه بما كان من فراق عبدالله زوجته رغبة في الاتصال بابنته ، فأظهر معاوية كراهة فعله وفراقه لزينب وقال: ما استحسنت له طلاق امراته ولا احببته فانصرفا في عافية ثم عودا اليها وخذا رضاها.
فقاما فعادا اليها ، فأمرهما بالدخول على ابنته وسؤالها عن رضاها ، وقال: لم يكن لي ان اكرهها وقد جعلت لها الشوى في نفسها.
فدخلا عليها فاعلماها بطلاق عبدالله بن سلام امرأته ليسرها وذكرا من فضله وكمال مروءته وكرم محتده، فقالت لهما: انه في قريش لرفيع القدر وقد تعرفان ان الاناة في الامور الافق لما يخاف من المحذور واني سألة غنه حتى اعرف دخله وامره، واعلمكما بالذي يزينه الله لي ، ولا قوة الا بالله ، فقالا لها: وفقك الله وخار لك : وانصرفا عنها واعلما عبدالله بقولها، فأنشد:
فان يكن صدر هذا اليوم ولى ... فان غدا لناظره قريب
وتحدث الناس بما كان من طلاق عبدالله وزينب وخطبته ابنة معاوية، ولاموه على مبادرته بالطلاق قبل احكام امره وابرامه.
ثم استحث عبدالله ابا هريرة وابا الدرداء فأتياها وقالا لها: اصنعي ما انت صانعة واستخيري الله فأنه يهدي من استهداه ، فقالت : ارجوا ان يكون الله قد خار لي وقد استبرأت (4) امره وسألت عنه فوجدته غير ملائم ولا موافق لما اريد لنفسي.
ولقد اختلف من استشرته فيه فمنهم الناهي عنه ومنهم الامر به واختلافهم اول ما كرهت .
فلما بلغاه كلامها علم انه مخدوع وقال: ليس لامر الله راد ولا لما لا بد منه صاد فان المرء وان كمل واجتمع له عقله واستد رايه ليس بدافع عن نفسه قدرا براي ولا كيد ولعل ما سروا به واستجذلوا له لا يدوم لهم سروره، ولا يصرف عنهم محذوره.
وذاع امره وفشا في الناس، وقالوا: خدعه معاوية حتى طلق امراته وانما ارادها لابنه وقبحوا فعله.
فتمت مكيدته تلك، لكن المقادير اتت بخلاف تدبيره، وذلك انه لما انقضت اقراء(5) زينب وجه معاوية ابو الدرداء الى العراق خاطبا لها على ابنه يزيد، فخرج حتى قدم الكوفة وبها يومئذ الحسين بن علي [ عليه السلام] فبدأ ابو الدرداء بزيارته فسلم عليه الحسين [عليه السلام] وسأله عن سبب مقدمه فقال:
وجهني معاوية خاطبا على ابنه يزيد زينب بنت اسحق ن فقال له الحسين [عليه السلام]:
لقد كنت اردت نكاحها وقصدت الارسال اليها اذا انقضت اقراؤها فلم يمنعني من ذلك الا تخير (6) مثلك فقد اتى الله بك فاخطب رحمك الله علي وعليه لتتخير من اختاره الله لها وهي امانة في عنقك حتى تؤديها اليها واعطيها من المهر مثل ما بذل معاوية عن ابنه فقال : افعل ان شاء الله .
فلما دخل عليها ابو الدرداء ، قال لها: ايتها المرأة ان الله خلق الامور بقدرته، وكونه بعزته فجعل لكل امر قدرا ولكل قدر سببا، فليس لاحد عن قدر الله محيص، ولا للخروج من امره مهرب، فكان مما سبق لك وقدر عليك الذي كان من فراق عبدالله بن سلام اياك، ولعل ذلك لا يضرك، ويجعل الله فيه خيرا كثيرا، وقد خطبك امير هذه الامة وابن ملكها وولي عهده والخليفة من بعده، يزيد بن معاوية، والحسين ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسيد شباب اهل الجنة وقد بلغك شأنهما وسناؤهما وفضلهما، وقد جئتك خاطبا عليهما فاختاري ايهما شئت.
فسكتت طويلا، ثم قالت: يا ابا الدرداء، لو ان هذا الامر جاءني وانت غائب لأشخصت فيه الرسل اليك، واتبعت فيه رأيك ولم اقتطعه دونك، فأما اذا كنت انت المرسل، فقد فوضت امري بعد الله اليك وجعلته في يديك، فأختر لي ارضهما لديك، والله شاهد عليك، فأقضي في امري بالتحري ولا يصدنك عن ذلك اتباع هوى، فليس امرهما عليك خفي ولا انت عما طوقتك غبيا.
فقال ايتها المرأة، انما علي اعلامك وعليك الاختيار لنفسك. قالت: عفا الله عنك انما انا ابنت اخيك، ولا غنى لي عنك فلا تمنعك رهبة احد عن قول الحق فيما طوقتك فقد وجب عليك اداء الامانة فيما حملتك والله خير من روعي وخيف، انه بنا خبير لطيف.
فلما لم يجد بدا من القول والاشارة قال: اي بنية، ان ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) احب الي وارضى عندي، والله اعلم بخيرهما لك.
قالت: قد اخترته واردته ورضيته.
فتزوجها الحسين (عليه السلام)، وساق لها مهرا عظيما. فبلغ ذلك معاوية فتعاظمه ولام ابا الدرداء لوما شديدا، وقال: من يرسل ذا بله وعمى يركب خلاف ما يهوى.
ثم اطرح معاوية عبدالله بن سلام، وقطع عنه جميع روافده، لسوء قوله فيه وتهمته انه خدعه، ولم يزل يجفوه حتى عيل صبره، وقل ما في يده.
فرجع الى العراق وكان قد استودع زينب قبل طلاقه مالا عظيما، ودرا كثيرا، فظن انها تجحده، لسوء فعله بها، وطلاقها من غير شيء كان منها.
فلقي حسينا (عليه السلام) فسلم عليه، ثم قال: قد علمت ما كان من خبري وخبر زينب، واني كنت قد استودعتها مالا ولم اقبضه، واثنى عليها وقال له: ذاكرها امري واحضضها على رد مالي.
فلما انصرف الحسين (عليه السلام) اليها، قال لها: قد قدم عبد الله بن سلام وهو يحسن الثناء عليك، ويحمل النشر في حسن صحبتك وما انسه قديما من امانتك، فسرني ذلك واعجبني، وذكر انه كان قد استودعك مالا، فادي اله امانته، وردي عليه ماله، فانه لم يقل الا صدقا، ولم يطلب الا حقا.
فقالت: صدق استودعني مالا لا ادري ما هو، فادفعه اليه بطابعه، فأثنى عليها الحسين (عليه السلام) خيرا وقال: الا ادخله عليك حتى تتبرئي اليه منه كما دفعه اليك؟
ثم لقي عبدالله وقال: ما انكرت مالك، وزعمت انه بطابعك فادخل اليها وتسلم مالك منها.
فقال: او ما تامر من يدفعه الي؟ قال: لا، تقبضه منها كما دفعته اليها.
ودخل عليها الحسين(عليه السلام) وقال: هذا عبد الله جاء يطلب وديعته، فأخرجت اليه البدر فوضعتها بين يديه، وقالت: هذا مالك، فشكر واثنى.
فض عبدالله بن سلام خواتم بدرة (7) وحثى لها من ذلك وقال: خذي فهو قليل مني فاستعبرا جميعا حتى علت اصواتهما اسفا على ما ابتليا.... وقد رق لهما الحسين (عليه السلام)، فقال: اشهد الله اني طلقتها اللهم انك تعلم اني لم اتزوجها رغبة في مالها ولا جمالها، ولكن اردت احلالها لبعلها.
فسألها عبد الله ان تصرف الى الحسين (عليه السلام) ما كان قد ساقه اليها من مهر، فاجابته الى ذلك، فلم يقبل الحسين (عليه السلام) وقال: الذي ارجوه من الثواب خير لي.
فلما انقضت اقراؤها تزوجها عبدالله ، وحرمها الله يزيد بن معاوية.
___________
(1) اغذ السير: اسرع.
(2) يباعلها: يتخذها زوجا وبعلا.
(3) تعضيل البنات: حبسهن عن الزواج ظلما.
(4) المعنى انها استقصت جميع اموره حتى عرفته حق المعرفة.
(5) المراد عدتها.
(6) التخير: الانتقاء.
(7) البدرة: كيس فيه الف او عشرة الاف.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|