أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
2015
التاريخ: 17-10-2014
1875
التاريخ: 27-04-2015
1678
التاريخ: 17-10-2014
1388
|
يقول الراغب الاصفهاني (تحريف الشيء امالته ، كتحريف القلم أي قطعة من جانب وجعله مائلا والقلم المحرف المقطوط على هذا النحو وفيه مقطع مائل وتحريف الكلام ان تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على وجهين ) (1) ، اما المعنى الاصطلاحي فهو تغيير الفاظ القران ، ومن هنا نعلم ان معنى التحريف اللغوي مختص بلا تحريف المعنوي بينما معناه الاصطلاحي فمختص بالتحريف اللفظي ولا خلاف بين المسلمين في نوع التحريف اللغوي بالقران (بمعنى نقل الشيء عن موضعه وتحويله الى غيره ومن قوله تعالى : {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء : 46] ، فكل من فسر القران وغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرفه ، كما نرى إن اهل المذاهب الباطلة تستدل بالقران الكريم على صحة مذاهبهم على اختلافهم على اختلافها الكبير وحسب تعبير قرآني آخر : {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران : 7] وحسب تفسير المفسر الكبير الطبرسي (أي يبدلون كلمات الله واحكامه ) (2) ونستطيع ان نفسر كثيرا من الروايات الصادرة من اهل البيت (عليهم السلام) والتي تتضمن (تحريف الكتاب ) مثل رسالة الامام الباقر (عليه السلام) الى سعد الخير (وكان من نبذهم الكتاب ان قاموا حروفه وحرفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعماء يحزنهم تركهم للرعية ) (3) ومثله مخاطبة سيد الشهداء (عليه السلام) لجيش الاعداء في كربلاء (انما انتم من طواغيت الامة وشذاذ الاحزاب ونبذة الكتاب ونفثة الشيطان وعصبة الاثم ومحرفي الكلم) ومثل ثالث على ذلك تعليم الامام الصادق لأحد اصحابه لكيفية زيارة سيد الشهداء (عليه السلام ) (اذا رحلت الحائر فقل اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك وحرفوا كتابك ) (4) .
فالمراد بالتحريف في هذه الروايات وغيرها هو حمل الآيات على غير معانيها والذي لازم انحراف الامة عن اهل البيت (عليهم السلام) وانكار فضائلهم ونصب العداوة لهم وقتالهم وعدم معرفة مقامهم السامي ، وهذا المعنى لهذه الروايات سبب من اسباب توحيد المسلمين وعدم طعن بعضهم بالبعض الاخر وهذا ما أمرنا الله به ورسوله .
واما التحريف اللغوي فله عدة اقسام منها ما هو باطل بإجماع المسلمين وهو التحريف بالزيادة بمعنى ان بعض المصحف الموجود بين ايدي الناس ليس من الكلام الالهي المنزل وهذه نقطة اتفاق تجمع المسلمين واما بقية الاقسام فهي :
1.النقص او الزيادة في الحروف او في الكلمات وهذا المعنى موجود بناءً على تواتر القراءات الكثيرة عن اصحابها فضلا عن عدم تواترها عن النبي (صلى الله عليه واله) ونتيجة ذلك ان القران المنزل مطابق لأحدى تلك القراءات دون غيرها فتكون اما زيادة او نقيصة .
2.النقص او الزيادة بكلمة او كلمتين وهذا ما وقع في صدر الاسلام مما دعى الخليفة الثالث الى جمع الناس على قراءة واحدة وأمر بإحراق بقية المصاحف وبهاتين الخطوتين انقطعت تلك الاختلافات بين القراء .
3.التحريف بالزيادة او النقيصة في الآية والسورة او عدم جزئيتها (مما يعني أما زيادة عند طرف او نقصان عند طرف الاخر ) .
4.التحريف بالنقصان بمعنى ان المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القران الذي نزل من السماء فقد ضاع بعضه على الناس (5) وهذا هو محل النزاع .
__________________________
1-الراغب الاصفهاني ت5240 مفردات القران الكريم تحقيق صفوان محمد .
2-الطبرسي مجمع البيان تقديم السيد محسن الامين ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي 1995 ، ط1 ، ج3 ، ص98.
3- روضة الكافي ، صححه علي اكبر غفاري ، طهران ، دار الكتب الاسلامية ، د ت ، ح8 ، ص53.
4-السيد محسن الامين ، اعيان الشيعة ، بيروت ، دار التعارف ، 1998 ، ج2 ، ص425.
5-السيد ابو القاسم الخوئي ، البيان في تفسير القران ، بيروت مؤسسة الاعلمي ، 1974 ، ط3 ، ص197 ، 200 بتصرف .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|