أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2016
834
التاريخ: 23-11-2016
616
التاريخ: 23-11-2016
892
التاريخ: 27-5-2017
1019
|
بعد ولاية محمد بن عبد الله الاشجعي التي لم تتجاوز عدة شهور ، قدم الاندلس عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي من والي أفريقية عبيد الله بن الحبحاب سنة 113هـ، وهو معروف بالشجاعة، وقوة الشكيمة والإرادة في الحروب ، وبعد موقعة طولوشة التي ابلى بها الغافقي بلاء حسناً. نظم شؤون البلاد ثم أعلن الجهاد ضد الفرنجة وكان عدد المتطوعين سبعين الف الى مائة الف جلهم من البربر، لأن العرب كانوا مشغولين بالمنازعات القبلية، وان خلافاً حدث بين عبد الرحمن الغافقي ومونوسة البربري وأنتهى النزاع بقتل مونوسة. (1)
وبعد معركة بوانيه سنة 114هـ التي أستمرت ثمانية أيام، ورجحت كفة المسلمين في الايام الاولى، ولكن عند محاولة العرب المسلمين أختارق صفوف الفرنجة ذهبت محاولاتهم عبثاً؛ اذ تمسك الفرنجة ومن أنضم معهم من الالمان والسواق والسكسون ولم يتركوا للمسلمين مجالاً لاختراقها، وبعد هذه الموقعة التي أحدثت هزة كبرى في الاندلس والمغرب، فقد عين والي أفريقية عبد الملك بن قطن الفهري وفطن عبد الملك الى الاثر السيء الذي أحدثته هزيمة أهل البلاط في نفوس سكان شمال الاندلس الجيلين "البشكنس" ، وما يليها من سكان غاله، فغزا أرض البشكنس سنة 115هـن ثم عبر البرت الى لا يخدوك وحصن المدن والمعاقل التي كانت بأيدي المسلمين. (2)
هو عبد الملك بن قطن بن فهشل بن عمرو بن عبد الله بن وهب بن سعد بن عمر آكل السقب بن حبيب بن عمر وبن شيسان، قتل أبوه قطن يوم الحرة. (3) ومن نسله بني القاسم أصحاب البونة، وبني الجد اصحاب اشبيلية. (4)
وعبد الملك بن قطن بن نهثل شهد يوم الحرة وعاش حتى تولى الاندلس وهو الذي صلبه أصحاب بلج بن بشر القشيري عن يمين الخارج من رأس القنطرة بقرطبة في موضع المسجد. (5)
والحُرة هنا هي منطقة قوب المدينة أيام يزيد بن معاوية سنة 63هـ وتسمى حرة "واقم" ، وفيها نجا عبد الملك بن قطن واتجه الى أفريقية ثم الى الاندلس وسكن قرطبة. (6)
وينسب الى عبد الملك ابن قطن فتح جزيرة شريك التي تنسب الى شريك العبسي الذي كان عاملاً عليها، ومركز جزيرة شريل مدينة باشوا التي لا تخلو من الحمامات والجامع وثلاث رحاب، واسواق عامرة، وبهذه الجزيرة أجتمعت الروم بعد دخول عبد الله بن ابي سرح أي تمت السيطرة عليها ثم ركبوا البحر باتجاه جزيرة قوصرة (*) وتقع بين صقلية وأفريقية وأقاموا بها حتى خلافة عبد الملك بن مروان الذي أرسل اليها عبد الملك بن قطن القهري ليفتح ما كان هناك من الجزائر والقصور. (7)
أطمأن عبد الملك بن قطن الى نجاح فائدة يوسف الفهري فانصرف الى تقوية سلطان المسلمين في أمارات جبال البرانس لكنه هزم في هذه الديار ، ومن صفاته انه كان أذ أسر الاسير لا يقتله حتى يعرض عليه دين الاسلام وذكر انه: "اسلم على يديه الف رجل". (8)
عهد عقبة بن الحجاج السلولي قيادة الخيالة الى عبد اللك بن قطن القهري، واخذ تِعدّ الجند لعبور جبال البرانس، وسيطر العرب على خفاف الرون ومنطقة دوفنبي شمال بروفانس، والسيطرة على مدينة سان بول، وسيطروا على فالانس مدينة على نهر الرون، لهذا حاول شارل مارتل الاستعداد في أخراج المسلمين العرب من شمال فرنسا لأن هذه المنطقة هي الشريان الحيوي والاقتصادي لبلاد غرب أوربا. (9)
وصل عبد الملك بن قطن الى سرقسطة فجاءه الخبر بأن البربر في أفريقية ثاروا مرة أخرى. وامره أمير افريقية أن يتولى قيادة الجيش الثائر وعبور البحر الى طنجة لهذا احبط البربر مساعي عقبة بن الحجاج في استكمال فتح فرنسا بعد خسارة العرب في بواتية. (10)
والأرجح أن الثورات التي قام بها عرب الغرب هي التي أحبطت الوجود العربي في شمال فرنسا وأثرت على الفتوحات بعد معركة بواتية.
أما عن وفاته "فلما ظفر بلح بن بشر بعبد الملك أشار عليه أصحابه بقتل عبد الملك فأخرجه من داره وكان خروجه لكبر سنة فقتله وصلبه". (11)
ويذكر الزركلي بأن وفاته عبد الملك بن قطن كانت في سنة (125هـ). (12) في حين يذكر الحميدي في جذوته، أذ يقول: "تولاها سنة 115هـ بعد عبد الرحمن العكي الغافقي من عبيدة بن عبد الرحمن القيسي الامير بأفريقية وقتل بالأندلس سنة (125هـ). (13)
ويذكر المقوي التلمساني ويقول: "رجل بلج بن بشر بأهل الشام الى الاندلس، فغلبه عليها، وقتل عبد الملك بن قطن، وصلب في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين ومائة بعد ولاية بلج بعشرة أشهر وصلب بصحراء ريض قرطبة بعدوة النهر جبال رأس القنطرة على جذعة الى أن سرقه مواليه بالليل وعرف هذا المكان بمصلب ابن قطن، ولما ولى يوسف بن عبد الرحمن النهري طلب منه ابن عبد الملك وهو أمية بأنشاء مسجد في هذا المكان وسمي مسجد أمية. (14) ___________________
(1) سالم ، تاريخ المسلمين وآثارهم في الاندلس، ص143.
(2) سالم، م.ن، ص143.
(3) ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص179.
(4) المقري، نفح الطيب، ج4، ص17.
(5) ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص179.
(6) الزركلي، الاعلام، ج4، ص162.
(*) قوصرة: وهي تعني السلة أو الزنبيل، وهي اسم يوناني – القوصرة – بالفتح ثم السكون والصاد المهملة- وعاء التمر أو ما جاء على شكلها ، وأنشدوا للأمام علي بن ابي طالب [عليه السلام] : أفلح من كانت له قوصرة يأكل منها كل يوم مرة .
- ينظر: ياقوت، معجم البلدان، ج7، ص183.
(7) البكري، ابو عبد الله (ت487هـ)، المغرب في ذكر بلاد أفريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المالك والممالك، يطلب من مكتبة المثنى بغداد، القاهرة، 1957، ص35.
(8) ابن عذارى، البيان المغرب، ج2، ص41؛ طرخان، المسلمون في أوربا، ص161.
(9) طرخان، م.ن، ص162.
(10) ارسلان ، شكيب، تاريخ غزوان العرب، ص122.
(11) الزركلي، الاعلام، ج4، ص162.
(12) الزركلي، م.ن، ج4، ص162.
(13) جذوره المقتبس، ص268؛ الذهبي، تاريخ الاسلام، ص168.
(14) المقوي، نفح الطيب، ج4، ص18.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|