المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



معرفة ثقافة الموت  
  
2103   01:44 مساءاً   التاريخ: 22-11-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص86-88
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

ـ لماذا نخاف الموت ونكرهه؟

ـ الجواب :

ان الموت ليس كما ينظر اليه عوام الناس وانه (انعدام لا رجعة فيه).

ان الموت هو حالة انتقالية من الدنيا إلى الآخرة كما شاء الله الحكيم، ولذا اخبرنا الله سبحانه عن اسرار الموت بقوله:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[الملك: 2].

ان الموت هو من خلق الله كما هي الحياة، وكما خُلقنا من غير اختيار منا كذلك يميتنا بقضائه المحتوم كما قال تعالى:{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}[الواقعة: 60].

والعقيدة الدينية الواعية تدعونا إلى التسليم بقضاء الله سبحانه الذي لا مفر منه، بل التسليم بالأمر كله إلى الله هو من الإيمان بالقضاء والقدر والذي هو من شرائط الإيمان بالله الرحيم.

ان نظرية التسليم بقضاء الله هي من أروع العقائد الدينية لأنها تدفع القلق عن الإنسان أمام رحلة الموت الغريبة وكيف لا نسلم لمن ارانا رحمته بالمشاهدة وبالدليل القاطع؟ ان رحمته لا مثيل لها، بل رحمة الامهات والآباء بأبنائهم هي من الله، ورحمة الإنسان بالإنسان هي منه تعالى.

ان القدرة والرحمة التي تكفّلتنا ونحن في بطون امهاتنا، هي التي سترعانا عندما نَرِد أجداث الرحمة في قبورنا حيث الروح ستكون وديعة ربها حتى يأمرها بالعودة إلى جسدها للمثول للحساب يوم القيامة وهو على كل شيء قدير.

ان من ينظر بعين الانصاف سيقطع ويجزم بأن كل شيء يتقلب فيه الإنسان يحكي ايادي الله تعالى الرحيمة بالإنسان والعطوفة والرؤوفة والشفوقة، ومن هو كذلك، وكيف يخاف تصرّفه فينا بالموت ؟

الم يُرنا آية النوم الذي هو مثل الموت وهو من آيات رحمته ؟

الم يرعَ الله في كل لحظة نظام قلبنا ودماغنا وخلايانا وحركة دمنا في عروقنا ؟!.

الم يرعَ الله وجودنا وحركتنا في الأرض والجبال تحيطنا وأمواج البحار محبوسة عنا والاجرام السماوية والكواكب على كثرتها محفوظة فوقنا ؟!.

إن رحلة الموت غريبة ومدهشة في نفسها من ناحية تفكك الجسد وخروج الروح منه، وكذلك رحلتنا في عالم الاجنة هي غريبة من حيث تجمع اعضاء جسمنا وولوج الروح فيه، ان نظام جسمنا في حركة غريبة، والذي جمع هو الذي يفكك ولا نملك الا ان نسلّم إلى قدرة الله تعالى ورحمته وليفعل بنا كما يشاء، كما نسلّم اليه امرنا عند النوم وكما نسلّم امرنا ليد الطبيب الماهر في اعقد عملية جراحية كعملية القلب المفتوح وغيرها.

وعليه فالمطلوب ان نتعامل مع الموت بالاستعداد والحذر والتسليم كما علّمنا الشرع المقدس بدل ان نتعامل معه بكره وخوف وقلق.

قال الإمام علي (عليه السلام): (ان الله تعالى جعل الدنيا لما بعدها، وابتلى فيها اهلها، ليعلم ايهم احسن عملا، ولسنا للدنيا خلقنا، ولا بالسعي لها امرنا، وانما وضعنا فيها لنبتلى بها، ونعمل فيها لما بعدها)(1).

وقال (عليه السلام) : (أدِمْ ذكر الموت، وذكر ما تُقدم عليه بعد الموت، ولا تتمنَّ الموت إلا

بشرط وثيق)(2).

وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام):(وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والوفاة راحة لي من كل شر)(3).

_______________

1ـ تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص128.

2- المصدر السابق ص162.

3- الصحيفة السجادية دعاء يوم الثلاثاء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.