أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017
2927
التاريخ: 24-2-2021
4473
التاريخ: 28-4-2017
4311
التاريخ: 25-4-2018
2143
|
ـ لماذا نخاف الموت ونكرهه؟
ـ الجواب :
ان الموت ليس كما ينظر اليه عوام الناس وانه (انعدام لا رجعة فيه).
ان الموت هو حالة انتقالية من الدنيا إلى الآخرة كما شاء الله الحكيم، ولذا اخبرنا الله سبحانه عن اسرار الموت بقوله:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[الملك: 2].
ان الموت هو من خلق الله كما هي الحياة، وكما خُلقنا من غير اختيار منا كذلك يميتنا بقضائه المحتوم كما قال تعالى:{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}[الواقعة: 60].
والعقيدة الدينية الواعية تدعونا إلى التسليم بقضاء الله سبحانه الذي لا مفر منه، بل التسليم بالأمر كله إلى الله هو من الإيمان بالقضاء والقدر والذي هو من شرائط الإيمان بالله الرحيم.
ان نظرية التسليم بقضاء الله هي من أروع العقائد الدينية لأنها تدفع القلق عن الإنسان أمام رحلة الموت الغريبة وكيف لا نسلم لمن ارانا رحمته بالمشاهدة وبالدليل القاطع؟ ان رحمته لا مثيل لها، بل رحمة الامهات والآباء بأبنائهم هي من الله، ورحمة الإنسان بالإنسان هي منه تعالى.
ان القدرة والرحمة التي تكفّلتنا ونحن في بطون امهاتنا، هي التي سترعانا عندما نَرِد أجداث الرحمة في قبورنا حيث الروح ستكون وديعة ربها حتى يأمرها بالعودة إلى جسدها للمثول للحساب يوم القيامة وهو على كل شيء قدير.
ان من ينظر بعين الانصاف سيقطع ويجزم بأن كل شيء يتقلب فيه الإنسان يحكي ايادي الله تعالى الرحيمة بالإنسان والعطوفة والرؤوفة والشفوقة، ومن هو كذلك، وكيف يخاف تصرّفه فينا بالموت ؟
الم يُرنا آية النوم الذي هو مثل الموت وهو من آيات رحمته ؟
الم يرعَ الله في كل لحظة نظام قلبنا ودماغنا وخلايانا وحركة دمنا في عروقنا ؟!.
الم يرعَ الله وجودنا وحركتنا في الأرض والجبال تحيطنا وأمواج البحار محبوسة عنا والاجرام السماوية والكواكب على كثرتها محفوظة فوقنا ؟!.
إن رحلة الموت غريبة ومدهشة في نفسها من ناحية تفكك الجسد وخروج الروح منه، وكذلك رحلتنا في عالم الاجنة هي غريبة من حيث تجمع اعضاء جسمنا وولوج الروح فيه، ان نظام جسمنا في حركة غريبة، والذي جمع هو الذي يفكك ولا نملك الا ان نسلّم إلى قدرة الله تعالى ورحمته وليفعل بنا كما يشاء، كما نسلّم اليه امرنا عند النوم وكما نسلّم امرنا ليد الطبيب الماهر في اعقد عملية جراحية كعملية القلب المفتوح وغيرها.
وعليه فالمطلوب ان نتعامل مع الموت بالاستعداد والحذر والتسليم كما علّمنا الشرع المقدس بدل ان نتعامل معه بكره وخوف وقلق.
قال الإمام علي (عليه السلام): (ان الله تعالى جعل الدنيا لما بعدها، وابتلى فيها اهلها، ليعلم ايهم احسن عملا، ولسنا للدنيا خلقنا، ولا بالسعي لها امرنا، وانما وضعنا فيها لنبتلى بها، ونعمل فيها لما بعدها)(1).
وقال (عليه السلام) : (أدِمْ ذكر الموت، وذكر ما تُقدم عليه بعد الموت، ولا تتمنَّ الموت إلا
بشرط وثيق)(2).
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام):(وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والوفاة راحة لي من كل شر)(3).
_______________
1ـ تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص128.
2- المصدر السابق ص162.
3- الصحيفة السجادية دعاء يوم الثلاثاء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|