المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

من سر مؤمناً
2023-03-28
آداب المفتي والفتوى والمستفتي
22-6-2017
حكمة التوارث بين الزوجين في الشريعة الإسلامية
7-2-2016
الاهتمام بالصلاة توجب دخول الجنة
24-11-2015
العلاقة بين العرف والمعاهدة
18-6-2018
Osseous Semicircular Canals-Ampullary Crest
14-8-2016


الاسلام وتنمية حس الجمال  
  
982   10:41 صباحاً   التاريخ: 2023-04-18
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص31 ــ 34
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2017 2205
التاريخ: 3-7-2018 1977
التاريخ: 25-7-2016 6347
التاريخ: 4-1-2017 3653

إن الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء ببرنامج متكامل لسعادة الإنسان يولي قسطاً وافراً من الأهمية لمسألة الحسن والجمال، فالإسلام إضافة إلى تنمية كل الرغبات والميول الفطرية عند الإنسان ، اهتم بتنمية عاطفة حب الجمال لديه، وأوصى معتنقيه بضرورة الاستفادة من الجمال الطبيعي والاستمتاع به. إن الإسلام باهتمامه بالحسن والجمال ساهم في إرضاء وإشباع إحدى رغبات الانسان الطبيعية ، إضافة إلى أنه أحيا في امته عاطفة حب الجمال التي هي دليل واضح على تكامل مشاعر الإنسان ونمو عواطفه ، وهداها إلى الطريق الصحيح الخالي من الشوائب والأخطار.

جمال السماء

لقد تحدث الإسلام عن جمال السماء والنجوم والكواكب وعن جمال الموجودات على الأرض وتحدث كذلك عن الجمال الطبيعي والمصطنع للبشر، وقد وردت آيات قرآنية وروايات وأحاديث شريفة كثيرة تتحدث عن الجمال والتجمل، نشير إلى بعض منها على سبيل المثال: قال تعالى في كتابه الحكيم: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} [الحجر: 16].

وقال عز من قائل في محكم كتابه: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5] .

سطوع النجوم

وقال جل جلاله في كتابه العزيز:

{ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا} [ق: 6].

إن القرآن الكريم يشير في هذه الآيات إلى مظهر النجوم والكواكب وجمالها وسطوعها، ويذكر جاذبية وجمال السماء، هذه الآيات وآيات أخرى مماثلة جاءت لتثير عاطفة حب الجمال في وجدان المسلمين وتنمي فيهم حس تشخيص الجمال.

جمال الارض

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا} [الكهف: 7].

ومعنى هذه الآية الشريفة أن الله سبحانه وتعالى قد زين الأرض وزاد من روعة جمالها بأشجار خضراء باسقة وورود ملونة جميلة ومعطرة وبحار متلاطمة أمواجها وطيور مغردة، وخلاصة القول: كل الكائنات على الأرض التي يبرز كل منها جماله وروعته.

لقد بعث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى اناس يفتقدون العلم ويغوصون في الجهل، محدودة افكارهم، لكنهم كسائر الأمم المتخلفة كانوا يدركون إلى حد ما جمال الموجودات ، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على الاستمتاع بجمال الوجود كما تستمتع به الامم الواعية المثقفة، وذلك بسبب عدم تفتح أحاسيسهم ومشاعرهم وعدم نمو عواطفهم.

إن العرب قبل الإسلام لم يلتفتوا إلى جمال الكواكب الصغيرة والكبيرة وهي تزين صدر السماء كاللؤلؤ المنثور ، أو إلى الأشجار الباسقة والورود الملونة التي تزين الأرض ، وذلك بسبب عواطفهم وأحاسيسهم التي ظلت خامدة إلى أن جاء القرآن الكريم بكل ما يحمله من دروس وعبر ليوقظ مشاعرهم وينمي في وجدانهم عاطفة حب الجمال.

الجمال الطبيعي للإنسان

إن موضوع الجمال الطبيعي للإنسان هو من المواضيع التي تناولتها الروايات والأحاديث الشريفة واهتمت بها، وقد أورد أنبياء الله وأولياؤه روايات كثيرة بهذا الخصوص، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود)(1) .

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : (حسن وجه المؤمن حسن عناية الله به)(2).

النساء الجميلات :

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أطلبوا الخير عند حسان الوجوه)(3).

وعنه (صلى الله عليه وآله) : (أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها واقلهن مهراً)(4).

محبوبية الجمال :

إن جمال الوجه يعتبر عاملاً مهماً يزيد من رصيد محبوبية الفرد لدى المجتمع ويساعده على التقرب إلى الآخرين ، فأصحاب الوجوه الملاح يكونون بقوة جاذبية جمالهم محبوبين وأعزاء لدى عامة الناس ، وهذا ما ينطبق على نبي الله الصديق يوسف (عليه السلام) ، الذي كان نبياً محبوباً لحسنه وجماله ، كما أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان يتمتع بوجه حسن وملاحة جذابة تطرق قلوب الناس وتشدهم ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (كان يوسف أحسن ولكني أملح)(5).

أما علي (عليه السلام) فقد كان يوم بعث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في العاشرة من العمر، ويوم قضى النبي (صلى الله عليه وآله) كان أمير المؤمنين (عليه السلام) في الثالثة والثلاثين من العمر، حيث أمضى أيام شبابه إلى جانب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لإعلاء كلمة الحق ونصرة الحقيقة.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتغزل بجميع صفات أمير المؤمنين (عليه السلام) الباطنية والظاهرية ، وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال في جمال وجه أمير المؤمنين (عليه السلام) وحسن ملامحه: (أشرف يوماً على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : ما ظننت إلا أنه أشرف علي القمر ليلة البدر)(6).

______________________________

(1) سفينة (ملح) ،ص546 .

(2) غرر الحكم، ص379.

(3) بحار الأنوار ج15، القسم 2، ص 26.

(4) الكافي ج5، ص34.

(5) سفينة البحار «ملح» ، ص 546 .

(6) بحار الأنوار ج9، ص450. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.