

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات


المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية


التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة
دور التقوى والاستعمال الصحيح للعقل في معرفة الحقائق والمصالح
المؤلف:
الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
المصدر:
أصلحُ الناسِ وأفسدُهُم في نهج البلاغة
الجزء والصفحة:
ص 104 ــ 107
2025-12-22
18
إن السر وراء أن التقوى تؤدي إلى إدراك الحقائق والمصالح والمنافع الواقعية، فتمنع الإنسان عن ارتكاب الأخطاء. وفي المقابل هوى النفس يمنع من إدراك الحقائق والمصالح الواقعية والانحراف عن مسار الحق ـ السر - هو أن كل شخص يتسم بالتقوى فعقله سليم، وهو يقوم بأفعاله من خلال التفكر والتعقل، فهو عندما يريد أن يفعل شيئا ما، فإنه يفعله من دون أي ميل خاص ومن دون أي حكم مسبق، فيزن نفع ذلك الشيء وضرره، فإذا كان نفعه ومصلحته أكثر من ضرره قام به، وإلا فإنه يتوقف ويُعرض عن اللذة السريعة الناشئة منه.
ولكن إذا لم يتحل الإنسان بالتقوى، وكان تابعا لهوى نفسه، فقام بكل ما رغب به قلبه وحقق كل لذة رآها، ولم ينتظر حكم العقل، فإنه لو فكر في سلوكه فبما أن تفكيره مسبوق بحكم مسبق، سوف يكون حكمه وقبوله مقرونا بهوى نفسه، وسيركز على الملذات والمنافع المحتملة، ولن يدرك أضرار ذلك التصرف، حتى لو أن شخصا آخر جعله ينتبه إلى أن أضرار تصرفه أكثر من فوائده، وطلب منه أن يُقارن بين المنفعة والضرر الناجمين عن ذلك التصرف فإنه سيرجح في مقام المقارنة أيضا نفع ذلك التصرف على ضرره، وبتعبير آخر: إنه لم يجعل عقله حاكما على تصرفاته، فهو يقدم كل ما يرغب فيه قلبه ويُرجحه.
عندما يستخدم الإنسان عقله بشكل صحيح ودون أي حكم مسبق، ثم يقوم بتقييم فوائد سلوكه ومضاره، فإنه لن يخضع في هذا التقييم لأهواء النفس لأنه بخلاف هذه الحالة سوف يتخذ قراراته قبل أن يعطي مجالاً للعقل، وسوف يتصرف دون أخذ حكم العقل ومقارنة المصالح مع المفاسد بعين الاعتبار، بل سيكون سبب تصرفه مجرد رغبة القلب وتحقيق الملذات المؤقتة وشخص كهذا إذا فحص سلوكه وقارن مصالحه بمفاسده، فإما أن يجد ذلك الفعل مفيدا تماما ونافعا له، وإما أن يرى أضراره أقل من منافعه، علاوة على ذلك، فإن مثل هذا الشخص وبسبب اتباعه لأهوائه النفسية، يُصبح أسيرا لوساوس الشيطان، والشيطان سيظهر له القليل من اللذة كأنها أمرا كبيرا وسيشجعه على القيام بذلك التصرف، قال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43].
إن تزيين الأعمال بواسطة الشيطان يسلب عقل الإنسان القدرة على تمييز الأمور، فيغلق عين الإنسان أمام الحقيقة، ويضم آذانه عن سماع الحكم والوصايا من أولياء الله وعلى هذا الأساس، اكتشفنا بالتجربة أن الإنسان يفكر في بعض الأحيان أن أحد الأفعال ينطوي على لذة كبيرة فيفعله لهذا السبب، ولكن بعد الانتهاء منه وإرضاء رغبة القلب، يجد أن الاستمتاع بذلك الفعل كان قليلا وحقيرا، وأنه خسر في مقابل لذة حقيرة وضئيلة مصالح ومنافع أكبر.
نعم، إن اتباع هوى النفس يؤدي إلى ضلال الإنسان وانحرافه عن مسير الحق، إن الشخص الذي لا يستطيع التحكم في هوى نفسه، حتى لو كان يريد القيام بعمل إلهي وأن يمشي في سبيله فيما أن دافعه الرئيسي هو هوى النفس والشيطان فسوف يكون تحت تأثير خدع الشيطان ووساوسه، ولن يرى العيب في تصرفاته وسيظن أنه يقوم بعمل جيد وصالح، وأنه يعبد الله، أما عباد الله المحبوبين الذين تحرروا من شراك الشهوات وأسر الشيطان، فليس لديهم دافع سوى اكتساب رضا الله، ويفكرون قبل القيام بأي عمل يقومون به، فيقارنون بين مصالحه وبين مفاسده، كما يُقارنون بين منافعه الدنيوية والأخروية، وبين مضاره الدنيوية والأخروية، فإذا وجدوا أن منافعه ومصالحه أكثر أقدموا عليه.
قد نستفيد من جملة (فخرج من العمى) أن البشر لديهم عمى قلب نوعا ما، لأن حصول عمى قلب يعتبر لازماً لهوى النفس الذي هو مقتضى طبيعة الوجود الإنساني وبعده المادي، وكل من تحرر من الهوى والهوس تحرر من عمى القلب أيضا، وفي النتيجة ابتعد عن عبّاد الهوى.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)