المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الشيخ أبو جعفر محمد بن أبي الحسن علي بن الحسين
5-2-2018
الخشب الأحمر Coca (Erythroxylon Or Erythroxylum coca)
2023-04-16
طبيعة جغرافية النقل
31-7-2022
سليمان بن الحسن بن سليمان
24-8-2016
إزالة اللكنين De-lignification
8-1-2018
الدب الأصغر Ursa Minor
2023-11-07


الفقراء المتعففون  
  
3491   01:20 مساءاً   التاريخ: 22-11-2016
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بن الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج2،ص348ـ349
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-21 937
التاريخ: 2024-01-29 1201
التاريخ: 2023-12-21 1003
التاريخ: 2023-04-13 1336

لقد كان أكثر أصحاب النبي (صلى الله عليه و آله) فقراء في صدر الإسلام. لكن القرآن الكريم تعهد بتربيتهم على عزة النفس وقوة الشخصية ، بحيث لم يكونوا يخسرون أنفسهم في قبال التجارب المادية بالرغم مما كانوا عليه من الفقر.

وكشاهد صريح على ما أقول أذكر لكم القصة التالية : فقد روي أن رجلاً موسراً دخل على النبي (صلى الله عليه و آله) ، ثم دخل رجل فقير وجلس إلى جنبه ، فجمع الموسر ملابسه ...

كان النبي (صلى الله عليه و آله) منتبهاً إلى ذلك ، فسأل الموسر : أخشيت من اتصال فقره بك ؟

فقال : كلا.

فقال النبي (صلى الله عليه و آله) : أحسيت من انتقال شيء من ثروتك إليه ؟

قال : كلا.

فقال (صلى الله عليه و آله) : أخشيت من تلوّث ملابسك ؟

قال : كلا.

قال (صلى الله عليه و آله) : فلماذا جمعت ملابسك ؟

قال : إن الثروة التي تلازمني في كل حين منعتني من رؤية الحق، وحببت إلى عيوبي، ولكي أتدارك هذا السلوك المستهجن، فقد وهبت له نصف ما أملك.

فقال رسول الله للمعسر : أتقبل ؟

قال : لا.

فقال له الرجل : ولِم ؟

قال : أخاف أن يدخلني ما دخلك !! (1).

________________

1ـ الكافي لثقة الإسلام الكليني ج2/262.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.