أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016
1003
التاريخ: 17-11-2016
1610
التاريخ: 17-11-2016
990
التاريخ: 31-3-2021
2862
|
في سنة تسع وخمسين وفد على معاوية وفد الأمصار من العراق وغيرها، فكان ممن وفد من أهل العراق الأخنَفُ بن قيس في آخرين من وجوه الناس، فقال معاوية للضحاك بن قيس: إني جالس من غد للناس فأتكلم بما شاء اللّه، فإذا فرغت من كلامي فقل في يزيد الذي يحق عليك، وَادْعُ إلى بيعته، فإني قد أمرت عبد الرحمن بن عثمان الثقفي، وعبد اللّه بن عضاة الأشعري، وثور بن مَعْن السلمي أن يصدقوك في كلامك، وأن يجيبوك إلى الذي دعوتهم إليه، فلما كان من الغد قعد معاوية فأعلم الناس بما رأى من حُسْنِ رِعْيَة يزيد ابنه وهَدْيِه، وأن ذلك دعاه إلى أن يوليه عهده، ثم قام الضحاك بن قيس فأجابه إلى ذلك، وحضَ الناس على البيعة ليزيد، وقال لمعاوية: اعزم على ما أردت، ثم قام عبد الرحمن بن عثمان الثقفي وعبد اللّه بن عضاة الأشعري وثور بن مَعْن فصدقُوا قوله ثم قال معاوية: أين الأحنف فقال: إن الناس قد أمْسَوْا في منكر زمان قد سلف، ومعروف زمان يؤتنف، ويزيد حبيب قريب، فإن توله عهدك فعن غير كبر مُفْن، أو مرض مُضْن، وقد حَلَبْت الدهور، وجَربت الأمور، فاعرف من تُسْنِد إليه عهدك، ومن تولِّيه الأمر من بعدك، وأعصى رأي من يأمرك ولا يقدر لك، ويشير عليك ولا ينظر لك، فقام الضحاك بن قيس مُغْضَباً فذكر أهل العراق بالشقاق والنفاق، وقال: اردد رأيهم في نحورهم، وقام عبد الرحمن بن عثمان فتكلم بنحو كلام الضحاك، ثم قام رجل من الأزد، فأشار إلى معاوية وقال: أنت أمير المؤمنين، فإذا مُتَ فأمير المؤمنين يزيد، فمن أبَى هذا فهذا، وأخذ بقائم سيفه فسلّه، فقال له معاوية: أقعد فأنت من أخطب الناس، فكان معاوية أول من بايع ليزيد ابنه بولاية العهد، وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن همام السلولي:
فإن تَاتوا بِرَمْلَةَ أو بهند ... نُبَايعها أميرة مؤمنينا
إذا ما مات كسرى قام كسرى ... نعدُ ثلاثة مُتَنَاسقينا
فيا لهفا لَوَانَ لنا أنوفا... ولكن لا نعود كما عنينا
إذا لضربتُمُ حَتَى تعودوا... بمكة تلعقون بها السَّخِينَا
خشينا الغيظ حَتَى لو شَرِبْنَا... دماء بني أمية مارَوَينَا
لقد ضاعت رَعِيَّتكُمْ وأنتم ... تَصِيدُونَ الأرانب غافلينا
وأنفذت الكتب ببيعة يزيد إلى الأمصار، وكتب معاوية إلى مروان بن الحكم - وكان عاملَه على المدينة - يعلمه باختياره يزيد، ومبايعته إياه بولاية العهد، ويأمره بمبايعته، وأخذ البيعة له على من قِبَلَه، فلما قرأ مروان ذلك خرج مُغْضَباً في أهل بيته وأخواله من بني كنانة، حتى أتى دمشق فنزلها، ودخل على معاوية يمشي بين السِّمَاطين، حتى إذا كان منه بقدر ما يُسْمعه صَوْتَه سَلّم، وتكلم بكلام كثير يوبخ به معاوية، منه: أقم الأًمور يا ابن أبي سفيان، واعدل عن تأميرك الصبيان، واعلم أن لك من قومك نُظَرَاء، وأن لك على مناوأتهم وزراء، فقال له معاوية: أنت نظير أمير المؤمنين، وعُدّته في كل شديده وعَضده، والثاني بعد وليِّ عهده، وجعله ولي عهد يزيد، وردَه إلى المدينة، ثم إنه عزله عنها، و ولاها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، ولم يَفِ لمروان بما جعل له من ولاية عهد يزيد بن معاوية.
ذكر أيام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
وبويع يزيد بن معاوية، فكانت أيامه ثلاث سنين وثمانية أشهر إلا ثماني ليال، وأخذ يزيد لابنه معاوية بن يزيد البيعة على الناس قبل موته، ففي ذلك يقول عبد اللّه بن هًمّام السَّلُولي:
تَلَقّفَهَـــا يَــزِيد عن أبيه ... فخُذْهَا يا مُعَــاوِيَ عن يزيدا
لقد علقت بِكُمْ فَتَلَقفُوهَا ... ولا ترموا بها الغرض البعيدا
وهلك يزيد بحوَارِينَ من أرض دمشق لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة أربع وستين، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وفي ذلك يقول رجل من عنزة:
يا أيّها القبر بحوَارِينَا... ضممت شَر الناس أجمعينا
وقد رَثَاه الأخطل النصراني، فقال من قصيدة:
لعمري لقد دلى إلى اللحد خالد ... جنازة لا نِكْس الفؤاد ولا غمر
مقيم بحوارِينَ ليس يَريِمُهَا ... سقته الغوادي من ثَوِيٍّ ومن قبر
في أبيات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|