أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2021
3586
التاريخ: 15-11-2017
7536
التاريخ: 30-11-2018
2315
التاريخ: 29-11-2016
1810
|
الملك العضوض:
وأخيرا " صفا الجو لمعاوية بعد مقتل الإمام علي عليه السلام وتسليم الحسن عليه السلام الخلافة إليه، وعندما دخل الكوفة، خطب بالناس هناك معبرا " عن حقيقة نواياه تجاه الخلافة
والحكم قائلا ":(إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا، وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم،وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون) (1). وبشأن ما صالح عليه الحسن عليه السلام قال :(ألا وإن كل شئ أعطيته الحسن فتحت قدمي هاتين)(2) .
والحقيقة فإن سلوك معاوية طوال مدة خلافة، بل ومنذ أن ولاه الخليفة عمر بن الخطاب ولاية الشام، في الولاية والحكم كان مصداقا " لسلوك الملك المستبد، وهو لم يضع تحت قدميه معاهدة صلحه مع الإمام الحسن الولايات بسب الإمام ولعنه على المنابر في كل جمعة وعيد وقنوت الصلوات .
ويروي الجاحظ: ( إن معاوية كان يقول في آخر خطبته: اللهم أن أبا تراب [ يعني عليا " ] ألحد في دينك، وصد عن سبيلك، فالعنه لعنا " وبيلا "، وعذبه عذابا " أليما ". وكتب بذلك إلى الآفاق، فكانت هذه الكلمات يشاد بها على المنابر إلى أيام عمر بن عبد العزيز، وأن قوما " من بني أمية قالوا لمعاوية: يا أمير المؤمنين، إنك قد بلغت ما أملت، فلو كففت عن هذا الرجل. فقال: لا والله حتى يربو عليه [ سب الإمام ] الصغير ويهرم عليه الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا " ) ( 3 ).
وقال الزمخشري : إنه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب[عليه السلام] بما سنه لهم معاوية من ذلك ( 4 ) .
وروي أيضا " أنه عندما كتب معاوية إلى عماله أن يلعنوا عليا[عليه السلام] " على المنابر ففعلوا ، كتبت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى معاوية : إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه ، وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله . فلم يلتفت معاوية إلى كلامها ( 5 ).
وأخرج مسلم في صحيحه ( أن معاوية أمر سعد بن أبي وقاص فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ( يعني عليا " ) ؟ فقال : أما ذكرت ثلاثا " قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه ، لئن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم ... إلى آخر ما قال ) ( 6 ).
وفي صحيح مسلم أيضا " : ( استعمل معاوية على المدينة ( مروان بن الحكم ) فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا [عليه السلام] " ، فأبى سهل . فقال مروان : أما إذا أبيت فقل لعن الله أبا التراب ، إنه كان ليفرح إذا دعي بها ) ( 7 ) .
وقد أقدم مروان بن الحكم وخلافا " للسنة النبوية على تقديم خطبة العيدين على الصلاة لأن الحضور كانوا يتفرقون بعدها لكراهيتهم سماع شتم مروان في خطبته لعلي عليه السلام .
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: ( شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة ) ( 8 ).
وقال أبو سعيد الخدري : فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر ، فلما أتينا المصلى ، إذا منبر بناه كثير بن الصلت ، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي ، فجذبته بثوبه فجذبني . فارتفع فخطب قبل الصلاة . فقلت له : غيرتم والله . فقال مروان : قد ذهب ما تعلم . . . إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلت الخطبة قبل الصلاة ( 9 ).
وكان معاوية في أحيان كثيرة يأمر بإنزال أشد العقاب بما في ذلك القتل بكل من يأبى شتم الإمام علي عليه السلام .
ومن ذلك ما يروى أنه عندما كان بسر بن أرطأة يشتم عليا " على منبر البصرة قال : نشدت الله رجلا " علم أني صادق إلا صدقني ، أو كاذب إلا كذبني . فقال أبو بكرة : اللهم لا نعلمك إلا كاذبا " . فأمر به ابن أرطأة فخنق ( 10 ) .
وحسبك في ذلك ما جرى لحجر بن عدي وأصحابه.
_______________
( 1 ) تاريخ ابن كثير، ج 8 ص 131.
( 2 ) مقاتل الطالبيين للأصفهاني . ( * )
( 3 ) الأميني ، الغدير في الكتاب والسنة والأديب ، ج 2 ص 102 .
( 4 ) المصدر السابق.
( 5 ) المصدر السابق، ج 10 ص 260.
( 6 ) صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل علي، ج 5 ص 268. ( * )
( 7 ) المصدر السابق، ص 274.
( 8 ) صحيح البخاري، كتاب العيدين، باب الخطبة بعد العيد، ج 2 ص 42.
( 9 ) المصدر السابق، كتاب العيدين، باب الخروج إلى المصلى بغير منبر، ج 2 ص 40.
( 10 ) تاريخ الطبري ، ج 6 ص 96 . ( * )
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|