أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-29
189
التاريخ: 5-8-2020
2179
التاريخ: 9-6-2020
1963
التاريخ: 16-11-2016
1717
|
كان إسلامه في مكة بعد خمسة وأربعين رجلا وإحدى وعشرين امرأة (1)، وكان إسلامه قبل الهجرة إلى المدينة بقليل لذا لم يهاجر إلى الحبشة. أي أنه أسلم بعد ستة وستين مسلما ومسلمة، بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة (2). ونحن بين رأيين في كيفية إسلام عمر: أنه جاء ليقتل النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم أسلم، وأنه جاء ليقتل النبي (صلى الله عليه وآله) ولكنه اقتنع في بيت أخته بالإسلام، فجاء وأسلم. فقد جاء أن عمر خرج متقلدا السيف، فلقيه رجل من بني زهرة، قال: أين تعمد يا عمر؟ فقال أريد أن أقتل محمدا، قال: وكيف تأمن في بني هاشم، وبني زهرة، وقد قتلت محمدا. قال: فقال عمر: ما أراك إلا قد صبوت، وتركت دينك الذي أنت عليه. قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن ختنك وأختك قد صبوا، وتركوا دينك الذي أنت عليه. قال: فمشى عمر ذامرا حتى أتاهما، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له: خباب فلما سمع خباب حس عمر، توارى في البيت، فدخل عليهما فقال: ما هذه الهيثمة التي سمعتها عندكم، قال: وكانوا يقرأون طه. فقالا: ما عدا حديثا تحدثناه بيننا. قال: فلعلكما قد صبوتما. قال: فقال له ختنة: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك. قال: فوثب عمر على ختنة فوطأه وطئا شديدا، فجاءت أخته، فدفعته عن زوجها. فصفعها بيده نفحة فدمى وجهها، فقالت وهي غضبى: يا عمر إن كان الحق في غير دينك: اشهد أن لا إله إلا الله، واشهد أن محمدا رسول الله. وعن ابن عباس قال عمر: فأتيت الدار (دار أرقم بن أبي الأرقم) وحمزة وأصحابه جلوس في الدار ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في البيت، فضربت الباب، فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب. قال: وعمر بن الخطاب؟ افتحوا له الباب، فإن أقبل قبلنا منه، وإن أدبر قتلناه، قال: فسمع ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله): فقال: ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب. فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ بمجامع ثيابه، ثم نتره نترة، فما تمالك أن وقع على ركبتيه في الأرض، فقال: ما أنت بمنته يا عمر؟ قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (3).
وجاء: فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر، قال حمزة: نعم. فهذا عمر فإن يرد الله بعمر خيرا يسلم، ويتبع النبي (صلى الله عليه وآله) وإن يرد غير ذلك فقتله علينا هين. قال: والنبي (صلى الله عليه وآله) داخل يوحى إليه فقال: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال (صلى الله عليه وآله): أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي، والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة (4). الرواية تقول: إنه خرج متقلدا السيف، ووطأ ختنه، وأدمى أخته وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد خرج له من البيت عند قدومه ولم يخبره أحد بأن عمر جاء ليسلم فأخذ (صلى الله عليه وآله) بمجامع ثوبه، وحمائل سيفه، مهددا إياه بالعقوبة الإلهية، التي نزلت على الوليد بن المغيرة، فأسلم عمر. فواضح أن إسلام عمر قد جاء بعد التهديد النبوي (صلى الله عليه وآله)، والنصيحة المحمدية له، وهذا التفسير أقرب إلى الصواب. وتصميم عمر على قتل النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو في بداية الدعوة الإسلامية في مكة، بادرة خطيرة في ذلك الزمن، من قبل شخص عادي في المجتمع، مثل عمر المنحدر من بيت مغمور... ومثل هذا التصميم، كان من مسؤولية وجهاء كفار قريش، من أمثال أبي جهل، وأبي سفيان، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعمرو بن هشام... وهؤلاء الوجهاء لم يحكموا على النبي (صلى الله عليه وآله) بالموت إلا بعد أن استنفدوا كل وسائلهم في إغرائه، وردعه عن تبليغ الإسلام، من حصار اقتصادي (دام ثلاث سنين) وحرب نفسية، واعتداءات وحشية على شخصه المبارك والمسلمين. فصبر المسلمون في هذا الطريق الطويل ثلاث عشرة سنة... ولم يحكموا بالموت على النبي (صلى الله عليه وآله) إلا بعد وفاة عمه أبي طالب، (زعيم بني هاشم) وبعد هجرة المسلمين إلى يثرب.
____________________
(1) تاريخ الطبري 5 / 17.
(2) الكامل في التاريخ لابن الأثير 2 / 84.
(3) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 18 / 269 طبع دار الفكر.
(4) الطبقات 3 / 191، صفوة الصفوة لابن الجوزي 1 / 269.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|