أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
2000
التاريخ: 14-11-2014
2246
التاريخ: 14-11-2014
1932
التاريخ: 14-11-2014
1832
|
هـو ابـو الـحـجـاج الـمـخزومي المكي ، المقرئ المفسر ولد سنة (21) ، وتوفي بمكة ساجدا سنة (104) كان اوثق اصحاب ابن عباس ، ومن ثم اعتمده الائمة واصحاب الحديث والتفسير.
وروي عنه انه قال : عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات ، اقف عند كل آية ، اساله فيم نزلت ، وكيف نزلت .
قـال ابن ابي مليكة (1) : رأيت مجاهدا يسال ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه الواحه ، فيقول له ابن عباس : اكتب ، حتى ساله عن التفسير كله ومن ثم قيل : اعلمهم بالتفسير مجاهد.
وقال سفيان الثوري : اذا جاك التفسير عن مجاهد فحسبك به .
قـال الـذهبي : اجمعت الامة على امامة مجاهد والاحتجاج به كان ثقة مأمونا ، وفقيها ورعا ، وعالما كثير الحديث ، جيد الحفظ متقنا.
قـال الاعـمـش : اذا رأيت مـجـاهـدا كانه جمال او خربندج (2) ، فاذا نطق خرج من فيه اللؤلؤ (3) .
مـكانته في التفسير : استفاضت شهادة العلماء بعلو مكانته في التفسير وثقته وامانته وسعة علمه وقد احتج بتفسيره الائمة النقاد والعلماء واصحاب الحديث .
اتهم بالأخذ من اهل الكتاب ، ولكن شدة نكير شيخه ابن عباس على الاخذين من اهل الكتاب ، يتنافى وهـذه الـتـهمة والارجح ان رجوعه اليهم كان في امور لا تدخل في دائرة النهي الوارد عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ، وربما كان لغرض التحقيق لا التقليد.
وكذلك اتهم بانه يفسر القرآن برايه ـ كان قد اعطى نفسه حرية واسعة في التفسير العقلي ـ فقد روى ابنه عبدالوهاب ان رجلا قال لأبيه : انت الذي تفسر القرآن برايك ؟ فبكى ابي ثم قال : اني اذن لجري ، لقد حملت التفسير عن بضعة عشر رجلا من اصحاب النبى (صلى الله عليه واله ) (4) .
قلت : وهذه التهمة يرجع سببها الى الجو الحاكم آنذاك من التحاشي عن الخوض في معاني القرآن ، ولا سيما المتشابهات ، غير ان شريعة العقل ترفض كل مناشئ الجمود وسنبحث عن مسالة التفسير بالراي الممنوع .
حـريـته في التفسير العقلي : كان مجاهد حر الراي ، يفسر القرآن حسبما يبدو له من ظاهر اللفظ ، ويـرشده اليه عقله الرشيد وفطرته السليمة ، بعد احاطته بمفاهيم الكلمات والاوضاع اللغوية والـعـرفـيـة (حـسب متفاهم العرف العام آنذاك ) وما كان قد عهده من مباني الشريعة واسس الدين القويمة وبعد مراجعة كلمات اعلام الامة وخيار الصحابة الاولين ، الامر الذي يجب توفره في كل مفسر حر الراي ومضطلع خبير.
قـال ـ في تفسير قوله تعالى : {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة : 65] ـ : لم يمسخوا قردة ، وانـما هو مثل ضربه اللّه ، كما قال : {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة : 5] قال : انه مسخت قلوبهم فجعلت كقلوب القردة لا تقبل وعظا ولا تتقي زجرا قال الطبرسي : وهذا يخالف الظاهر الذي عليه اكثر المفسرين من غير ضرورة تدعو اليه (5) .
ولـلـزمخشري هنا كلام يشبه تفسير مجاهد ، في دقة ادبية لطيفة قال : قوله تعالى : (كونوا قردة خاسئين )خبران ، اي كونوا جامعين بين القردية والخسؤ ، وهو الصغار والطرد (6) .
ومن ثم قال المولى جمال الدين ابو الفتوح الرازي ـ من اعلام القرن السادس ـ : مجاهد گفت : معنى آن است ((اذلا صاغرين )) ذليل ومهين ودر اين عظمتى وعبرتى است آنانرا (7) .
قـال الامـام الـرازي (544 ـ 606) : ان مـا ذكـره مجاهد ـ رحمه اللّه ـ غير مستبعد جدا ، لان الانسان اذا اصر على جهالته بعد ظهور الايات وجلا البينات ، فقد يقال ـ في العرف الظاهر ـ : انه حـمـار وقـرد واذا كـان هـذا المجاز من المجازات الظاهرة المشهورة ، لم يكن في المصير اليه محذور البتة (8) .
قلت : ويشهد لهذا التأويل قوله تعالى ـ في سورة المائدة ـ : {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة : 60] .
بـدليل عطف ((و عبد الطاغوت )) ، وكذا عطف ((الخنازير)) وهذان لم يأت ذكرهما في سائر القرآن ، فيكون المعنى : ان من شديد العقوبة ان يتحول الانسان من شموخ كرامته واعتلا شرفه ، الى سافل مبتذل يحمل سمات القردة والخنازير ، مهانا لئيما ، يرضخ للطواغيت رضوخ الذليل الحقير.
و عند تفسير قوله تعالى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة : 22، 23] ، روى وكيع عن سفيان عـن مـنـصـور عـن مجاهد ، قال : تنتظر الثواب من رب ها وعن الاعمش عنه : ((تنتظر رزقه وفضله )) وفي حديث : ((تنتظر من ربها ما امر لها)) قال منصور : قلت لمجاهد : ان اناسا يقولون : انه تـعـالـى يرى ، فيرون ربهم ؟ شيء (9) .
وانـت تـرى ان الـقـول بامتناع الرؤية يخالف عقيدة السلفيين من اصحاب الظواهر ، ومن ثم رموه بالحياد عن طريقة السلف ، وانه يفسر برايه ، او انه يرى مذهب الاعتزال ، كما رموا تلاميذه حسبما يأتي في ابن ابي نجيح راوي تفسيره .
ومن ثم قال الطبري ـ تعقيبا على ذلك ـ : واولى القولين في ذلك عندنا بالصواب ، القول الذي ذكرناه عن الحسن وعكرمة ، من ان معنى ذلك : تنظر الى خالقها.
قـال الاستاذ الذهبي : وهذا التفسير عن مجاهد كان فيما بعد متكا قويا للمعتزلة فيما ذهبوا اليه في مسالة الرؤية (10) .
قـلـت : والـعـجيب ان الآراء المستقيمة المتوافقة مع الفطرة والعقل الرشيد ، حيث صدرت قديما وحـديـثـا ، فأنها تعزى الى فريق المعتزلة ، او هي منشأ لمذاهبهم في العقيدة الاسلامية ، الامر الذي يجعل من العقل والفطرة ـ في نظر اهل الجمود ـ في قبضة اهل الاعتزال ، وفي منحصر آرائهم ومذاهبهم .
قـال الزمخشري : ينظرون الى اشياء لا يحيط بها الحصر ، فان المؤمنين نظارة ذلك اليوم ، لانهم الآمنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فاختصاصه بنظرهم اليه لو كان منظورا اليه ، محال ، فـوجب حمله على معنى يصح معه الاختصاص والذي يصح منه ان يكون من قول الناس : انا الى فلان ناظر ما يصنع بي ، تريد معنى التوقع والرجا ، ومنه قول القائل :
واذا نظرت اليك من ملك والبحر دونك زدتني نعما.
وسـمعت سروية مستجدية بمكة وقت الظهر ، حين يغلق الناس ابوابهم ويأوون الى مقائلهم ، تقول : عيينتي نويظرة الى اللّه واليكم .
والـمـعـنـى : انهم لا يتوقعون النعمة والكرامة الا من ربهم ، كما كانوا في الدنيا لا يخشون ولا يرجعون الا اياه (11) .
وعلق عليه ابن المنير ـ في الهامش ـ بان عدم كونه تعالى منظورا اليه ، مبني على مذهب المعتزلة ، وهو عدم جواز رؤيته تعالى ومذهب اهل السنة جوازها وقال الفخر : اعلم ان جمهور اهل السنة يتمسكون بهذه الاية في اثبات ان المؤمنين يرون اللّه تعالى يـوم الـقيامة اما المعتزلة فانكروا دلالة الاية على ذلك اولا ، وامكان تأويلها على الفرض ثانيا ، حيث الـرؤيـة تـمـتـنـع عـلـيـه تـعالى عقلا ونقلا قطعيا ، الامر الذي لا يختلف في هذه الحياة ام في الاخرة (12) .
امـا الـمفسرون من علمائنا الامامية فانهم مطبقون على امتناع الرؤية مطلقا ، وليس في الاية دلالة صريحة على ذلك ، مع شيوع استعمال النظر في التوقع والانتظار.
قال الشيخ ابو جعفر الطوسي (رض ) : معناه ، منتظرة نعمة ربها وثوابه ان يصل اليهم ويكون النظر بمعنى الانتظار ، كما قال تعالى : {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل : 35] ، اي منتظرة وقال الشاعر :
وجوه يوم بدر ناظرات الى الرحمان يأتي بالفلاح .
وقوله تعالى : {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران : 77] معناه ، لاينيلهم رحمته .
قال (ره ) : وليس النظر بمعنى الرؤية اصلا ، بدلالة انهم يقولون : نظرت الى الهلال فلم اره فلو كان بمعنى الرؤية لتناقض ، ولانهم يجعلون الرؤية غاية للنظر ، يقولون : ما زلت انظر اليه حتى رايته ، ولا يجعل الشي غاية لنفسه ، فلا يقال : ما زلت اراه حتى رايته قال : والنظر ـ في الاصل ـ تقليب حدقة العين نحو المرئي طلبا للرؤية ، فاستعمل في مطلق التأميل والتوقع والانتظار.
قـال : ولـيـس لاحـد ان يـقول : ان ذا يخالف اجماع المفسرين القدامى ، لانا لا نسلم ذلك ، بل قد قال مجاهد وابو صالح (والحسن (13) وسعيد بن جبير والضحاك : ان المراد نظر الثواب .
وروى مثله عن على (عليه السلام ) ثم اخذ في التعمق والاستدلال ، جزاه اللّه عن الاسلام خيرا (14) .
تفسير مجاهد برواية ابن ابي نجيح :
هـنـاك تـفسير متقطع ومرتب على السور ، يبتدئ من سورة البقرة حتى نهاية القرآن ، منسوب الى مجاهد ، يرويه عنه ابو يسار عبد اللّه بن ابي نجيح يسار ، الثقفي الكوفي (توفي سنة131 ) ، بطريق عـبـد الـرحمان بن الحسن بن احمد الهمذاني ، عن ابراهيم الحسين الهمذاني ، عن آدم بن اياس ، عن ورقا بن عمر اليشكري عن ابن ابي نجيح وقد صححه الائمة واعتمده ارباب الحديث .
قـال وكـيع بن الجراح (15) : كان سفيان يصحح تفسير ابن ابي نجيح قال احمد ابن حنبل : ابن ابي نجيح ثقة ، وكان ابوه من خيار عباد اللّه (16) قال الذهبي : هو من الائمة الثقات (17) وقـد اعتمده البخاري فيما يرويه في التفسير عن مجاهد (18) قال ابن تيمية : تفسير ابن ابي نجيح عن مجاهد من اصح التفاسير ، بل ليس بأيدي اهل التفسير كتاب في التفسير اصح من تفسير ابن ابي نجيح عن مجاهد (19) .
وقد طبع هذا التفسير باهتمام مجمع البحوث الاسلامية في باكستان سنة (1367 هـ ق ).
وهـذا الـتـفسير ينقص كثيرا عما جاء في الطبري من تفسير مجاهد ، لكنه عن غير طريق ابن ابي نجيح .
قـال شـواخ : وقـد نقل الطبري من هذا التفسير حوالي (700) مرة في مواضع مختلفة وقد دخلت بـعـض اجـزاء هذا التفسير في تفسير الطبري عن طريق تفاسير اخرى ، مثل تفسير ابن جريج والثوري وغيرهما (20) .
___________________________
1- هو عبد اللّه بن عبيد اللّه التميمي المدني ادرك ثلاثين من اصحاب النبي (صلى الله عليه واله) ثقة فقيه مات سنة (117) ولاه ابن الزبير قضا الطائف (تهذيب التهذيب ، ج5 ، ص 307).
2- ضل حماره فهو مهتم .
3- راجع : ترجمته في الطبقات لابن سعد ، ج5 ، ص 343 ـ 344 وتهذيب التهذيب لابن حجر ، ج10 ص 43 ـ 44 وميزان الاعتدال للذهبي ، ج3 ، ص 439 ومقدمة ابن تيمية في اصول التفسير ، ص 48 والجرح والتعديل للرازي ، ج8 ، ص 319.
874.- التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 107.4
5- مـجـمـع الـبـيـان لـلطبرسي ، ج1 ، ص 129 وراجع : الطبري التفسير ، ج1 ، ص 263 وتفسير مجاهد ، ص 75 ـ 76.
6- الكشاف ، ج1 ، ص 147.
7- تفسير ابي الفتوح ، ج1 ، ص 217.
التفسير الكبير ، ج3 ، ص 111.8
9- تفسير الطبري ، ج29 ، ص 120.
10- التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 106.
11- الكشاف ، ج4 ، ص 662.
التفسير الكبير ، ج30 ، ص 226-12
13- ضـم الـحسن الى هؤلاء الاعلام يخالف ما نقلناه عن الطبري ، روى باسناده عن الحسن ، قال : تـنـظـر الـى خالقها ، وحق لها ان تنظر وهي تنظر الى الخالق (تفسير الطبري ، ج29 ، ص 119 ـ 120).
14- اورد هـذا الـبـحـث فـي موضعين من تفسيره القيم ((التبيان )) ، ج1 ، ص 227 ـ 229 ، وج10 ، ص 197 ـ 199.
15- من اكابر الحفاظ ومن الائمة الاعلام (27ـ96) من اصحاب سفيان الثوري قال القعنبي كنا عند حماد بن زيد فجا وكيع ، فقالوا : هذا راوية سفيان فقال حماد : لو شئت قلت هذا ارجح من سفيان وقال : احمد : وكيع شيخ ، مطبوع الحديث (تهذيب التهذيب ، ج11 ، ص 125).
16- تهذيب التهذيب ، ج6 ، ص 54 ـ 55.
17- ميزان الاعتدال ، ج2 ، ص 515 رقم 4651.
18- انظر : فتح الباري بشرح البخاري ـ كتاب التفسير ـ ، ج8 ، ص 122 و125.
19- تـفـسـيـره لـسـورة الاخـلاص ، ص 94 راجـع : الـمـقـدمة بقلم عبد الرحمان الطاهر مندوب المجمع ص 60.
معجم مصنفات القرآن الكريم ، ج2 ، ص 160 رقم 994 20-
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|